البرلمان المصري على خطى غلق مواقع جماعات الإسلام السياسي الإلكترونية

نواب أكدوا خطورتها وأنها منصات لترويج الشائعات وبث الأفكار الإرهابية

TT

البرلمان المصري على خطى غلق مواقع جماعات الإسلام السياسي الإلكترونية

في محاولة لضبط مشهد انفلات المواقع الإلكترونية التابعة لجماعات الإسلام السياسي، قالت مصادر برلمانية أمس، إن «مجلس النواب المصري (البرلمان)، يسير بقوة إلى محاربة هذه المواقع ومواجهة الفوضى التي تبثها، عبر عدد من مشاريع القوانين وطلبات الإحاطة للنواب». ودخل مجلس النواب أمس، على خطى غلق مواقع جماعات الإسلام السياسي الإلكترونية. وطالب عدد من النواب في البرلمان بتحرك مصري سريع لإغلاق هذه المنصات التي تخاطب الشباب والعامة وتروج للشائعات، وتبث أفكارها الإرهابية والمتشددة.
وكان الكاتب الصحافي مكرم محمد أحمد، رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، قد كشف في تصريحات له أول من أمس، أن «المجلس لم يرخص أو يعطِ أي تصريح لأي من المواقع التابعة للتيارات الإسلامية»، مؤكداً أن الترخيص سيكون للمواقع الإلكترونية المهنية فقط، وليس المواقع التي تحرض على التطرف والإرهاب.
وأضاف أن جماعة «الإخوان» (التي تعتبرها مصر تنظيماً إرهابياً) تُقول حالياً إن الترخيص الذي يمنحه المجلس الأعلى للإعلام في مصر يُعد تقييداً، وهذه أمور تفتعلها الجماعة لتعطيل العملية التنظيمية التي يسير عليها المجلس الأعلى طبقاً للعمل المهني... «فهناك مواقع تنتهج فكر الجماعة الإرهابية لن يسمح لها بالترخيص، والفترة الحالية تستوجب الحذر الشديد من الفتن التي تسعى لها الجماعة لتعطيل كل العمليات التنظيمية في مصر».
وتعاني مصر من ظاهرة الفتاوى والآراء العشوائية، بعد أن كثُر «المفتون» في وسائل الإعلام وعلى المواقع الإلكترونية غير المُقننة‏ التابعة لتيارات بعضها متشدد، وتصدى دخلاء في هذه المواقع ممن لا تتوافر فيهم شروط الفتوى، إلى القضايا الكبرى والفتاوى المصيرية.
وأعلن النائب محمد أبو حامد، وكيل لجنة التضامن الاجتماعي بمجلس النواب، تقديمه بياناً عاجلاً إلى الحكومة و«الأعلى للإعلام» لاتخاذ قرارات فورية تجاه هذه المواقع التي تمثل خطراً كبيراً على الأمن القومي للبلاد، مثل خطر القنوات الإرهابية التي تستخدمها هذه الجماعات ضد مصر، مؤكداً أن هذه المواقع هي منصات تقوم هذه التيارات بمخاطبة المواطنين عليها من خلال الترويج وبث أفكارها الإرهابية.
في حين قال الدكتور عمر حمروش، أمين سر لجنة الشؤون الدينية بمجلس النواب، إنه «يعُد قائمة كاملة بهذه المواقع التي تعمل لحساب تيارات إسلامية وتبث من داخل مصر»، مؤكداً أنه سوف يقدمها للمجلس الأعلى للإعلام لمطالبته باتخاذ قرارات تجاه هذه المواقع التي تعمل لحساب تيارات معينة.
وأكد النائب أحمد سعد عضو مجلس النواب، لـ«الشرق الأوسط»، أن «المواقع التابعة لبعض تيارات الإسلام السياسي تنشر مواد وتعليقات وأخباراً بلا أي رقابة عليها، وتتسبب في إحداث فتن كثيرة بين الشباب، فضلاً عن كونها أداة في يد هذه التيارات لنشر أفكار معينة ضد الدولة ونشر الشائعات اليومية التي تتعلق بالأحوال المعيشية»، مؤكداً أن الدولة المصرية تقوم بمجهود كبير في مواجهة الشائعات التي تروجها «الإخوان» وعناصرها الخارجية، خصوصاً الشائعات التي تهم المواطن وتتعرض للسلع الأساسية مثل رغيف العيش، والدواء، والسلع التموينية. وتواصل مصر جهودها للرد على ما يتردد في كثير من المواقع الإلكترونية من حين لآخر من شائعات، وبدا لافتاً أخيراً انتشار أخبار على مواقع إعلامية بعضها ينتمي إلى جماعة «الإخوان» تتعلق بزيادة الأسعار على سلع وخدمات أساسية، لكن سرعان ما يتم نفي كل هذه المزاعم رسمياً، ويتبين عدم صحتها. وسبق أن حذر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي من تعرض بلاده لما اعتبره «خطراً حقيقياً يسعى إلى تدمير الدولة من الداخل، عبر نشر شائعات تستهدف فقد الأمل، والإحساس بالإحباط، وتحريك الناس للتدمير».
ومنذ عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي عن الحكم في يوليو (تموز) 2013، فر المئات من قادة وأنصار «الإخوان» إلى دول خارجية، حيث تم توفير الحماية الكاملة لهم، مع امتلاكهم منصات إعلامية ومواقع تدار بلا رقيب، تُبث من هناك، وتهاجم النظام المصري على مدار الساعة في محاولة منهم لشغل الرأي العام.
ومن جهته، أكد أحمد سليم الأمين العام للمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر، أن «المجلس لن يصدر تراخيص للمواقع الإلكترونية التي تدعو للتطرف والتي تشكل خطراً على الأمن القومي المصري، وكذلك المواقع التي تدعو للإباحية».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».