هل تستطيع تجارب إعلامية رقمية تقديم نماذج ربحية بالعالم العربي؟

في منتدى إعلام مصر الأول

من اليمين: محمد هاني من صحيفة «الشرق الأوسط» ومحمد يحيى من «بي بي سي» وأمينة خيري من «الحياة» وسمير عمر من «سكاي نيوز» والمنسقة دينا زهرة («الشرق الأوسط»)
من اليمين: محمد هاني من صحيفة «الشرق الأوسط» ومحمد يحيى من «بي بي سي» وأمينة خيري من «الحياة» وسمير عمر من «سكاي نيوز» والمنسقة دينا زهرة («الشرق الأوسط»)
TT

هل تستطيع تجارب إعلامية رقمية تقديم نماذج ربحية بالعالم العربي؟

من اليمين: محمد هاني من صحيفة «الشرق الأوسط» ومحمد يحيى من «بي بي سي» وأمينة خيري من «الحياة» وسمير عمر من «سكاي نيوز» والمنسقة دينا زهرة («الشرق الأوسط»)
من اليمين: محمد هاني من صحيفة «الشرق الأوسط» ومحمد يحيى من «بي بي سي» وأمينة خيري من «الحياة» وسمير عمر من «سكاي نيوز» والمنسقة دينا زهرة («الشرق الأوسط»)

تسعى تجارب عربية ومصرية في عالم الإعلام الرقمي إلى أن تكون لها نماذج ربحية في صناعة الأخبار، في الوقت الذي تواجه فيه المؤسسات الإعلامية عدداً من التأثيرات مثل انتشار الأخبار المزيفة. جاء عرض عدد منها في المنتدى الأول لإعلام مصر، اليوم (الأحد)، بحضور عدد من الإعلاميين والصحافيين من العالم العربي، خصوصاً مصر، في أحد فنادق القاهرة.
واعتبر محمد هاني، مدير تحرير صحيفة «الشرق الأوسط»، أن تقديم النموذج الرابح اقتصادياً من أكبر التحديات أمام وسائل الإعلام الرقمية، مؤكداً أن الصحف العربية والمحلية تربح من الإعلانات، أما المواقع الإلكترونية، خصوصاً التي ليس لها بديل ورقي، فلا تزال تبحث عن هذا النموذج، ضارباً المثل بموقع «الشرق الأوسط»، قائلاً: «أنتجنا هذا العام (2018)، ما يقارب 850 فيديو لمواكبة احتياجات الجمهور العربي، في ظل تنامي مشاهدات الفيديو». جاء ذلك خلال كلمته في جلسة «تجارب المؤسسات الإعلامية الدولية الناطقة باللغة العربية في مواجهة صناع المحتوى».
وعرض علاء الغطريفي، رئيس التحرير التنفيذي لمؤسسة «أونا» للإعلام بمصر تجربة استخدام «كروس ميديا» (تداخل الوسائط الإعلامية في قصة واحدة) في الإعلام الرقمي، معتبراً أن استخدام القصص «كروس ميديا» لا يزال تجربة حديثة العهد بالصحافة الرقمية المصرية، تسعى لأن تكون جذابة للقارئ العربي من جهة، وأن تكون مربحة اقتصادياً من جهة أخرى.
وأوضح الغطريفي أنه في الوقت الذي أصبح فيه الخبر في متناول الجميع، تكمن أهمية القصص المعمقة، وفي الوقت نفسه المعتمدة على وسائط إعلامية منوعة كالفيديو والصور، من أجل جذب القارئ والمعلن، بعرض نماذج من مشروعات طبقتها مؤسسته باستخدام «كروس ميديا».
وأشار صحافيون مصريون إلى أن التقنيات الحديثة في الصحافة الرقمية تسعى لتطبيق ما بدأ في الصحافة الغربية. وفي هذا الصدد، يقول أحمد الليثي، صحافي مصري بموقع «مصراوي» لـ«الشرق الأوسط»، إن إنتاج قصص بطريقة «كروس ميديا» يحتاج بداية إلى وعي من رئيس تحرير المؤسسة لأن يتفرغ عدد من المحررين لإنتاج قصة واحدة في مدة زمنية قد تصل إلى شهر، وأن تتوافر لهم الإمكانات المناسبة لهم للتنفيذ، فضلاً عن تكوين فريق من محررين ومصورين ومطورين للويب.
لكن طموح مواقع إلكترونية مصرية لتقديم نموذج اقتصادي مرهون بالعنصر البشري، أمر أكده الليثي بضرورة وجود كوادر صحافية مدربة لوضع خطط حول قصص معمقة، ولديهم معايير مهنية واضحة مثل الدقة في البحث عن المعلومات، فضلاً عن تقليص حجم النص في القصص «كروس ميديا» للقارئ الذي أصبح «يشاهد أكثر مما يقرأ».
وتنتظر مارينا ميلاد، صحافية مصرية بمؤسسة «أونا»، أن يُقبل الإعلام الرقمي المصري على مزيد من إدماج التقنيات الحديثة لتحسين جودة القصص، وبالتالي تصبح نماذج ربحية تساعد المواقع الإلكترونية في «البقاء»، من تلك التقنيات إدخال الواقع الافتراضي (VR) والفيديو بتقنية 360 درجة، لتحذو حذو وسائل إعلام رقمية عالمية مثل صحيفتي «الغارديان» و«نيويورك تايمز».
وترى الصحافية فاتن الوكيل أن وسائل إعلام رقمية عالمية مثل شبكة «سي إن إن»، قدمت أكثر من نموذج لتجارب «كروس ميديا» وإدخال التقنيات الحديثة، لكنها تقول لـ«الشرق الأوسط»: «ليس كل القصص تصلح لهذه التقنية، وبالتالي ستحكم التجربة، مصرياً وعربياً، على مستقبلها». فيما ترى الصحافية سما جابر أن القصص العربية التي تستخدم «كروس ميديا» لا تصلح للتصفح من خلال الهاتف، بعكس قصص أجنبية.
وحول خلق نموذج ربحي من وسائل الإعلام الرقمية، أكد سمير عمر، مدير مكتب «سكاي نيوز» بمصر، أهمية القصص المعمقة في الصحافة الرقمية، مشيراً في كلمته بالمنتدى إلى أن الخبر لم يعد جذاباً اقتصادياً، وأن القصص التفسيرية والمعمقة قد تسعى لتكوين نموذج اقتصادي ناجح مستقبلاً.
وأكد المشاركون في المؤتمر أن البحث عن نماذج ربحية أضحى ضرورة ملحة أمام الإعلام الرقمي، حيث لفتت فرح عطيات صحافية من جريدة «الغد الأردنية» في كلمتها، إلى أن الإغلاق الجبري أمام عدد من الصحف العربية مثل «السفير»، أو التحول إلى النسخ الرقمية فقط مثل صحيفة «الحياة»، أصبح مصيراً ينتظر كثير من الصحف المحلية والعربية، خصوصاً الصحف الخاصة، لتذكر في كلمتها أن شبح الإغلاق دفع القائمين بالصحيفة إلى الاهتمام بالموقع الإلكتروني للصحيفة، وبمنصاتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي.



«حالة من الصمت» يحصد «جائزة الشرق الوثائقية»

الفيلم يتناول مخاطرة صحافيين بحياتهم لتغطية «سياسات المخدّرات» في المكسيك (الشرق الأوسط)
الفيلم يتناول مخاطرة صحافيين بحياتهم لتغطية «سياسات المخدّرات» في المكسيك (الشرق الأوسط)
TT

«حالة من الصمت» يحصد «جائزة الشرق الوثائقية»

الفيلم يتناول مخاطرة صحافيين بحياتهم لتغطية «سياسات المخدّرات» في المكسيك (الشرق الأوسط)
الفيلم يتناول مخاطرة صحافيين بحياتهم لتغطية «سياسات المخدّرات» في المكسيك (الشرق الأوسط)

فاز الفيلم الوثائقي «حالة من الصمت» للمخرج سانتياغو مازا بالنسخة الثانية من جائزة «الشرق الوثائقية»، التي تمنحها القناة التابعة للمجموعة السعودية للأبحاث والإعلام «SRMG»، بالتعاون مع «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي 2024»، وذلك خلال حفل أُقيم بمنطقة «البلد» في جدة.

وتدور أحداث الفيلم حول 4 صحافيّين مكسيكيّين، يخاطرون بحياتهم لتغطية «سياسات المخدّرات» العنيفة في بلادهم. وتأتي الجائزة ضمن التزام القناة بدعم صناعة الأفلام، وتعزيز المواهب الناشئة في الوثائقيات، وتسليط الضوء على الجهود المستمرة لتوفير منصّة تفاعلية لعرض القصص.

وشهدت هذه النسخة مشاركة واسعة ومتنوعة شملت أفلام «يلّا باركور» للمخرجة عريب زعيتر (الأردن)، و«مركب فرسان: 128 كيلو عن بر الأمان» لموفق العبيد (السعودية)، و«ماي واي» لليزا أزويلوس وتيري تيستون (فرنسا - أميركا)، و«حالة من الصمت» لسانتياغو مازا (المكسيك)، و«لوميير السينما (تستمر المغامرة)» لتيري فريمو (فرنسا)، و«توليف وحكايات على ضفاف البوسفور» لزينة صفير (مصر - لبنان - تركيا)، و«عندما يشع الضوء» لريان البشري (السعودية) ، ضمن فئة الأفلام القصيرة.

محمد اليوسي يُتوّج المخرج سانتياغو مازا بالجائزة (الشرق الأوسط)

من جانبه، قال محمد اليوسي، المدير العام لقناتي «الشرق الوثائقية» و«الشرق ديسكفري»، إن الجائزة «تعكس التزامنا الراسخ بدعم المواهب، وتقديم محتوى أصلي وحصري لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا»، مهنّئاً المخرج سانتياغو مازا على فيلمه الوثائقي المميز.

بدورها، ثمّنت شيفاني باندايا مالهوترا، المديرة الإدارية للمهرجان، الشراكة الاستراتيجية مع «الشرق الوثائقية» لتقديم جائزتها للعام الثاني على التوالي، مبيّنة أن هذه المبادرة «تجسّد التزامنا الراسخ بدعم صُنّاع الأفلام الموهوبين، وتوفير منصّة رائدة لعرض أعمالهم وإبداعاتهم للعالم أجمع».

وتقدم «الشرق الوثائقية» أفلاماً تتناول مواضيع عدة، تتنوّع بين السياسة والاقتصاد والأعمال والتاريخ، وتستعرض رؤًى فريدة وتحليلات ثاقبة حول آخر التوجهات والأحداث والشخصيات المؤثرة التي تشكل عالم اليوم.

وبفضل قدراتها الإنتاجية الداخلية، تبثّ القناة مجموعة برامج تتسلل إلى عمق الأخبار وعناوين الصحف، وتوفّر تحليلات جريئة وشاملة. ويُمكن مشاهدة محتواها من خلال البثّ التلفزيوني، والمباشر عبر الإنترنت، وخدمة الفيديو عند الطلب عبر «الشرق NOW»، وحساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي.