انتخابات تمهيدية لاختيار المرشح الكردي لرئاسة العراق قبل التصويت في البرلمان اليوم

رئيس مجلس النواب: أكثر من مائة مرشح

برهم صالح
برهم صالح
TT

انتخابات تمهيدية لاختيار المرشح الكردي لرئاسة العراق قبل التصويت في البرلمان اليوم

برهم صالح
برهم صالح

كشف مصدر كردي عن أن التحالف الكردستاني ينوي تقديم مرشح كردي واحد للتنافس على منصب رئيس الجمهورية خلال جلسة البرلمان العراقي اليوم الذي سيختار أعضاؤه الرئيس بالاقتراع السري. وقال القيادي في كتلة التحالف الكردستاني وعضو البرلمان العراقي السابق، برهان محمد فرج، إن «هناك اتفاقا داخل الكتل الكردستانية على إجراء انتخاب تمهيدي داخل الكتلة والخروج بمرشح واحد من بين مرشحي الاتحاد الوطني الكردستاني؛ برهم صالح وفؤاد معصوم، والذي يحصل على أغلبية الأصوات داخل الكتلة يقدم بصفته مرشحها للتنافس مع المرشحين الآخرين الذي زاد عددهم على المائة شخصية رغم أن المنصب محسوم طبقا للتوافقات السياسية للكرد».
وأضاف فرج أن «هذه العملية تهدف إلى أن يبقى الموقف الكردي موحدا سواء في إطار الاتحاد الوطني الكردستاني لجهة أن منصب رئيس الجمهورية من حصته طبقا للاتفاقات داخل الكتل الكردستانية، أو داخل البيت الكردي، وبالتالي، فإن الخروج بمرشح واحد يعطي فرصة للكتل السياسية الأخرى في حسم اختيارها للمرشح الكردي». وبشأن رؤيته للأوفر حظا للفوز بالمنصب، قال فرج إنه «على الرغم من أن كليهما يمتلك الكفاءة والمؤهلات ولديهم مقبولية في عموم الفضاء الوطني، فإنه وطبقا للتاريخ النضالي الطويل والحنكة السياسية ومرافقته للرئيس جلال طالباني في كل مراحل النضال بما في ذلك تأسيس الحزب، فإن فرص الدكتور فؤاد معصوم تبدو أكبر».
وإضافة إلى صالح ومعصوم، هناك متنافس ثالث من الاتحاد الوطني الكردستاني، ألا وهو محافظ كركوك نجم الدين كريم. وقدم كريم أوراقه بشكل فردي إلى رئاسة البرلمان العراقي من دون إعلام حزبه الذي استبعده من قائمة مرشحيه.
وأبلغت مصادر مطلعة «الشرق الأوسط» أن مكونات كركوك، من أكراد وتركمان وعرب، طلبوا من كريم أمس عدم سحب ترشيحه، علما بأنه يحظى بشعبية كبيرة في المدينة.
من جهته، أعلن رئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري أن جلسة البرلمان اليوم المخصصة لانتخاب رئيس الجمهورية ستخلو من التوافقات السياسية. وقال الجبوري في مؤتمر صحافي عقده في بغداد إن «الأطراف السياسية منشغلة اليوم بمسألة بناء مؤسسة رئاسة الجمهورية ولم تدخل مسألة ترشيح المالكي لولاية ثالثة في إطار التفاهمات بين هذه الأطراف»، مشيرا إلى أنه «بعد اختيار رئاسة البرلمان، نتمنى أن ننتهي غدا (اليوم) من المرحلة الثانية من عوامل بناء الدولة العراقية؛ إذ سننتظر اختيار رئاسة الجمهورية، ثم ننتقل بعد ذلك متعاونين في سبيل الانتهاء من المرحلة الثالثة». وأضاف الجبوري أن «مائة شخص رشحوا أنفسهم لرئاسة الجمهورية، والمنافسة ستكون مشروعة، وكل المرشحين قدموا سيرهم الذاتية، وسنتحدث عن هذه السير بشكل واضح أمام مجلس النواب»، مشيرا إلى أنه «سيكون لعضو مجلس النواب الحرية الكاملة لاختيار من يعتقد أنه مناسب لهذا المنصب». وحسب قواعد الانتخاب، فإنه في حال عدم حصول أي مرشح على أغلبية الثلثين من أصوات أعضاء البرلمان البالغ عددهم 328 نائبا، ستجرى جولة اقتراع ثانية يفوز فيها من يحصل على أغلبية أصوات النواب الحاضرين.
وأشار الجبوري إلى أن «رئيس الجمهورية حينما ينتخب ستقف أمامه مهمة أساسية، وهي مطالبة الكتلة النيابية الأكبر بتقديم مرشحها لرئاسة الوزراء، ليتنسى له تشكيل الحكومة، وهذه المسألة منوطة برئيس الجمهورية».



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.