الأمن الأوزبكي يعتقل مواطنيه الـ «دواعش» العائدين من سوريا

مناورات في قرغيزيا مؤخراً ركزت على محاكاة عمليات التصدي للإرهاب

جانب من مناورات رابطة الدول المستقلة في قرغيزيا ركزت على التصدي على إرهاب الدواعش («الشرق الأوسط»)
جانب من مناورات رابطة الدول المستقلة في قرغيزيا ركزت على التصدي على إرهاب الدواعش («الشرق الأوسط»)
TT

الأمن الأوزبكي يعتقل مواطنيه الـ «دواعش» العائدين من سوريا

جانب من مناورات رابطة الدول المستقلة في قرغيزيا ركزت على التصدي على إرهاب الدواعش («الشرق الأوسط»)
جانب من مناورات رابطة الدول المستقلة في قرغيزيا ركزت على التصدي على إرهاب الدواعش («الشرق الأوسط»)

قالت هيئة الأمن الأوزبكية إنها تمكنت من اعتقال أربعة مواطنين يشبه بمشاركتهم في نشاط عدد من منظمات الإرهاب الدولي، وفي العمليات القتالية في سوريا، وكشفت أن عملية الاعتقال جرت خارج البلاد، بالتعاون مع استخبارات واحدة الدول الأجنبية، دون أن تسمي تلك الدولة ولا مكان الاعتقال، وأكدت أن الموقوفين تم ترحيلهم إلى أوزبكستان لاستكمال التحقيقات الأمنية معهم. وتزايدت المخاوف في المنطقة من تصاعد التهديد الإرهابي، على ضوء المعلومات حول نقل تنظيم داعش الإرهابي بعض مجموعاته من سوريا إلى جمهوريات آسيا الوسطى.
وفي مؤشر يعكس مدى جدية المخاوف من عودة هؤلاء وممارستهم النشاط الإرهابي في بلدانهم، أجرت قوات مشتركة من بلدان رابطة الدول المستقلة مناورات في قرغيزيا مؤخراً ركزت على محاكاة عمليات التصدي للإرهاب في المنطقة. بينما تؤكد منظمات إقليمية أخرى، وفي مقدمتها منظمة شنغهاي، التي تشارك فيها بعض جمهوريات آسيا الوسطى، على أولوية مهمة التصدي للإرهاب والحد من انتشاره في دول المنظمة.
وأصدرت هيئة الأمن الأوزبكي بيانا أمس قالت فيه إن «عناصر الأمن الأوزبكي، بالتعاون مع زملاء من دولة أجنبية، اعتقلوا وأعادوا إلى أوزبكستان مجموعات إرهابية مكونة من عدد من المواطنين الأوزبك، كانوا قادة ومسؤولين في منظمات الإرهاب الدولي النشطة في سوريا». وحرصا على إنجاز العمليات الأمنية التي لم تنته بعد، لم يكشف الأمن الأوزبكي عن أي تفاصيل إضافية بصدد عملية اعتقال المواطنين الأوزبك. بالمقابل أوضح مصدر من السلطات الأمنية الأوزبكية أن المتهمين الأربعة مارسوا مختلف المهام لصالح التنظيمات الإرهابية خلال إقامتهم خارج البلاد، وقال إنهم استخدموا وثائق مزورة، ووصلوا الأراضي السوري بمساعدة قنوات تجنيد تعمل في روسيا وتركيا وأفغانستان وباكستان. وتشير التحقيقيات الأولية إلى أن اثنين من المتهمين اجتازا دورة تدريبية على تنفيذ العمليات الإرهابية –التخريبية، وآخر كان عضوا في خلية إرهابية في مقاطعة سورخنداريا الأوزبكية، أما الرابع فقد انضم إلى التنظيم الإرهابي عام 2015. وكان مسؤولا عن استقبال المجندين الجدد في تركيا ومساعدتهم في دخول الأراضي السورية.
وكانت السلطات الأمنية الأوزبكية أعلنت خلال الآونة الأخيرة عن أكثر من عملية توقيف بحق مواطنين قالت إنهم شاركوا في النشاط الإرهابي، بما في ذلك شاركوا في القتال ضمن صفوف «داعش» في سوريا. وفي أبريل (نيسان) الماضي أصدرت محكمة أوزبكية أحكاما بالسجن لفترات تراوحت من 8 سنوات حتى 16 عاماً بحق ثمانية مواطنين أوزبك، بتهمة ممارسة التجنيد لصالح المنظمات الإرهابية، والمشاركة في القتال إلى جانب «داعش» في سوريا. حينها قالت المحكمة إن اثنين من المتهمين غادرا إلى تركيا عام 2010. وهناك وقعا تحت تأثير جماعة «البلاغ والدعوة» المتطرفة، وفي عام 2012 انتقلا إلى الأراضي السورية حيث شاركا في القتال ضمن صفوف جماعة تابعة لتنظيم داعش. وبعد عودتهما إلى أوزبكستان عام 2016 تمكن المتهمان من استقطاب ستة مواطنين آخرين إلى صفوفهم، وشكلا خلية إرهابية، مهمتها تجنيد متطوعين جدد وإرسالهم للمشاركة في القتال في سوريا.
وعبر مسؤولون روس ومن جمهوريات آسيا الوسطى عن قلقهم من احتمال تصاعد التهديد الإرهابي في المنطقة، بعد عودة مواطنين من سوريا، كانوا شاركوا في القتال هناك ضمن الجماعات الإرهابية. وحسب تقديرات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فإن نحو 5 إلى 7 آلاف مواطن من آسيا الوسطى شاركوا في النشاط الإرهابي في سوريا. وتحاول دول المنطقة توحيد جهودها لمواجهة هذا الخطر المحدق، وفي هذا السياق أجرى وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو محادثات منتصف شهر أكتوبر (تشرين الأول) الجاري في طشقند مع المسؤولين الأوزبك، ركز فيها بصورة خاصة على ضرورة التعاون بين البلدين للتصدي للإرهاب. وأتت تلك الزيارة بعد أيام على انتهاء مناورات نفذتها قوات مشتركة من بلدان رابطة الدول المستقلة في قرغيزيا، أطلقت عليها «التصدي للإرهاب - 2018»، وتحاكي القوات المشاركة فيها عملية إحباط محاولة مجموعة كبيرة من الإرهابيين التسلل إلى الأراضي القرغيزية، للإطاحة بالسلطات ونقل النشاط الإرهابي إلى آسيا الوسطى، وتشكيل مركز جديد لـ«الدولة الإسلامية».
كما عبرت دول الجوار، وشريكة لجمهوريات آسيا الوسطى في منظمات إقليمية ودولية، عن قلقها من احتمال انتقال النشاط الإرهابي إلى تلك الجمهوريات، بعد عودة «مواطنين إرهابيين» من سوريا، وتحولها إلى مصدر تهديد للأمن الإقليمي بشكل عام. وكان جمعة خان غيسوف، نائب مدير اللجنة التنفيذية لقسم مكافحة الإرهاب في منظمة شنغهاي، حذر في وقت سابق من أن «داعش» وبعد تدمير مواقعه في سوريا، يقوم بنقل قياداته ومجموعاته التخريبية إلى أوروبا ووسط، وجنوب شرقي آسيا. من جانبه أكد رشيد عليموف، الأمين العام لمنظمة شنغهاي، التي تضم في صفوفها أوزبكستان وقرغيزيا وطاجكستان وكازاخستان، إلى جانب روسيا والصين والهند وباكستان، أن التصدي للإرهاب تبقى أولوية رئيسية على جدول أعمال المنظمة، وأشار إلى إجماع الدول الأعضاء حول عدم التساهل والتسامح أبدا مع أي شكل من أشكال التطرف والإرهاب.



الصين تفرض عقوبات على شركات دفاع أميركية رداً على بيع أسلحة لتايوان

علما الولايات المتحدة والصين في منتزه جنتنغ الثلجي 2 فبراير 2022 في تشانغجياكو بالصين (أ.ب)
علما الولايات المتحدة والصين في منتزه جنتنغ الثلجي 2 فبراير 2022 في تشانغجياكو بالصين (أ.ب)
TT

الصين تفرض عقوبات على شركات دفاع أميركية رداً على بيع أسلحة لتايوان

علما الولايات المتحدة والصين في منتزه جنتنغ الثلجي 2 فبراير 2022 في تشانغجياكو بالصين (أ.ب)
علما الولايات المتحدة والصين في منتزه جنتنغ الثلجي 2 فبراير 2022 في تشانغجياكو بالصين (أ.ب)

فرضت الصين عقوبات على 10 شركات دفاعية أميركية، اليوم (الخميس)، على خلفية بيع أسلحة إلى تايوان، في ثاني حزمة من نوعها في أقل من أسبوع تستهدف شركات أميركية.

وأعلنت وزارة التجارة الصينية، الخميس، أن فروعاً لـ«لوكهيد مارتن» و«جنرال داينامكس» و«رايثيون» شاركت في بيع أسلحة إلى تايوان، وأُدرجت على «قائمة الكيانات التي لا يمكن الوثوق بها».

وستُمنع من القيام بأنشطة استيراد وتصدير أو القيام باستثمارات جديدة في الصين، بينما سيحظر على كبار مديريها دخول البلاد، بحسب الوزارة.

أعلنت الصين، الجمعة، عن عقوبات على سبع شركات أميركية للصناعات العسكرية، من بينها «إنستيو» وهي فرع لـ«بوينغ»، على خلفية المساعدات العسكرية الأميركية لتايوان أيضاً، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

مركبات عسكرية تايوانية مجهزة بصواريخ «TOW 2A» أميركية الصنع خلال تدريب على إطلاق النار الحي في بينغتونغ بتايوان 3 يوليو 2023 (رويترز)

وتعد الجزيرة مصدر خلافات رئيسي بين بكين وواشنطن. حيث تعد الصين أن تايوان جزء من أراضيها، وقالت إنها لن تستبعد استخدام القوة للسيطرة عليها. ورغم أن واشنطن لا تعترف بالجزيرة الديمقراطية دبلوماسياً فإنها حليفتها الاستراتيجية وأكبر مزود لها بالسلاح.

وفي ديسمبر (كانون الأول)، وافق الرئيس الأميركي، جو بايدن، على تقديم مبلغ (571.3) مليون دولار، مساعدات عسكرية لتايوان.

وعدَّت الخارجية الصينية أن هذه الخطوات تمثّل «تدخلاً في شؤون الصين الداخلية وتقوض سيادة الصين وسلامة أراضيها».

كثفت الصين الضغوط على تايوان في السنوات الأخيرة، وأجرت مناورات عسكرية كبيرة ثلاث مرات منذ وصل الرئيس لاي تشينغ تي إلى السلطة في مايو (أيار).

سفينة تابعة لخفر السواحل الصيني تبحر بالقرب من جزيرة بينغتان بمقاطعة فوجيان الصينية 5 أغسطس 2022 (رويترز)

وأضافت وزارة التجارة الصينية، الخميس، 28 كياناً أميركياً آخر، معظمها شركات دفاع، إلى «قائمة الضوابط على التصدير» التابعة لها، ما يعني حظر تصدير المعدات ذات الاستخدام المزدوج إلى هذه الجهات.

وكانت شركات «جنرال داينامكس» و«شركة لوكهيد مارتن» و«بيونغ للدفاع والفضاء والأمن» من بين الكيانات المدرجة على تلك القائمة بهدف «حماية الأمن والمصالح القومية والإيفاء بالتزامات دولية على غرار عدم انتشار الأسلحة»، بحسب الوزارة.