سيول البحر الميت تجرف حافلة مدرسية وتخطف أرواح طلبة

خادم الحرمين وولي العهد يعزيان العاهل الأردني في ضحايا السيول

رئيس الوزراء عمر الرزاز أشرف على جهود إنقاذ طلبة المدرسة ومرافقيهم من المعلمين الذين داهمتهم السيول في منطقة المياه الساخنة / الزارة البحر الميت (وكالة الأنباء الأردنية)
رئيس الوزراء عمر الرزاز أشرف على جهود إنقاذ طلبة المدرسة ومرافقيهم من المعلمين الذين داهمتهم السيول في منطقة المياه الساخنة / الزارة البحر الميت (وكالة الأنباء الأردنية)
TT

سيول البحر الميت تجرف حافلة مدرسية وتخطف أرواح طلبة

رئيس الوزراء عمر الرزاز أشرف على جهود إنقاذ طلبة المدرسة ومرافقيهم من المعلمين الذين داهمتهم السيول في منطقة المياه الساخنة / الزارة البحر الميت (وكالة الأنباء الأردنية)
رئيس الوزراء عمر الرزاز أشرف على جهود إنقاذ طلبة المدرسة ومرافقيهم من المعلمين الذين داهمتهم السيول في منطقة المياه الساخنة / الزارة البحر الميت (وكالة الأنباء الأردنية)

بعث خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، برقية عزاء ومواساة للملك عبد الله الثاني عاهل المملكة الأردنية الهاشمية، إثر السيول التي اجتاحت بعض مناطق الأردن، وقال الملك سلمان: «علمنا بنبأ السيول التي اجتاحت بعض مناطق المملكة الأردنية الهاشمية، وما نتج عنها من وفيات وإصابات ومفقودين، وإننا إذ نبعث لجلالتكم ولأسر المتوفين ولشعب المملكة الأردنية الهاشمية الشقيق باسم شعب وحكومة المملكة العربية السعودية وباسمنا أحر التعازي وأصدق المواساة، لنرجو المولى سبحانه وتعالى أن يتغمد المتوفين بواسع رحمته ومغفرته، ويلهم ذويهم الصبر والسلوان، وأن يمنّ على المصابين بالشفاء العاجل».
من جانبه، أبرق الأمير محمد بن سلمان ولي العهد معزياً ومواسياً ملك الأردن، وقال: «تلقيت نبأ السيول التي اجتاحت بعض مناطق المملكة الأردنية الهاشمية، وما نتج عنها من وفيات وإصابات ومفقودين، وأعرب لجلالتكم ولأسر المتوفين كافة عن بالغ التعازي وصادق المواساة».
وكانت سيول مفاجئة داهمت منطقة البحر الميت نتيجة الأمطار الغزيرة التي هطلت مساء أمس (الخميس) على المرتفعات المجاورة للمنطقة التي تبعد 55 كيلومترا غرب العاصمة الأردنية عمّان.
وأعلن المتحدث باسم الدفاع المدني الأردني الرائد إياد العمر عن وفاة 14 شخصا وإصابة 22 آخرين، (وبحلول الثامنة والنصف، نقلت «سكاي نيوز عربية» في شريط أخبارها العاجلة أن عدد الوفيات ارتفع إلى 17)، كما نقلت عن مصدر أردني مسؤول أن «العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني يتابع عمليات الإنقاذ بشكل مباشر».
وقال متحدث الدفاع امدني الأردني في تصريحات بأنه تم إنقاذ 34 شخصا وأن عمليات البحث جارية عن مفقودين من طلبة المدارس وأشخاص متنزهين موضحا أن فرق الإنقاذ تتعامل مع إنقاذ معلمة و10 طلاب حاصرتها السيول الجارفة، لافتا إلى عمل فرق الإنقاذ في دائرة قطرها 7 كيلومترات في مجرى السيول القادمة من المرتفعات مادبا والهيدان وزرقاء ماعين.
وأشرف رئيس الوزراء الأردني عمر الرزاز على عمليات الإنقاذ لطلبة مدرسة ومعلمين ومواطنين داهمتهم السيول حسب وكالة الأنباء الأردنية (بترا).
وأوعز الرزاز إلى الأجهزة المدنية والعسكرية بالتحرك الفوري إلى الموقع ومتابعة الحادث ميدانيا، حيث يتواجد وزير الأشغال العامة والإسكان ومدير عام الدفاع المدني في موقع الحادث لمتابعة جهود الإنقاذ والبحث عن المفقودين، وفقا لـ«بترا» التي أضافت أنه جرى إرسال طائرات عمودية وتحريك آليات من وزارات البلديات والأشغال العامة وشركة البوتاس العربية للتعامل مع الحادث.
على صعيد متصل أصيب 15 شخصا بحادث تصادم 10 سيارات على الطريق الصحراوي أمس، بسبب تكاثف الغبار وانعدام الرؤية. وقال مصدر في الدفاع المدني الأردني إن المصابين نُقلوا إلى مستشفيي النديم الحكومي والمدينة الطبية، مشيرا إلى أن حالة المصابين بين المتوسطة والمستقرة.
وأغلقت الأجهزة الأمنية طريق الزارة (البحر الميت) بالكامل بسبب الانهيارات على جوانب الطريق. وأكد مصدر أمني أن الأجهزة المختصة انتشرت في الموقع وتعمل على إزالة العوائق لإعادة فتج الطريق بأقرب وقت.
وأفاد مدير عام دائرة الأرصاد الجوية الأردنية حسين المومني، في بيان بأن التحذيرات التي أصدرتها الدائرة من خلال نشراتها الجوية هامة، إذ تشهد البلاد منذ ساعات الصباح الباكر في مناطق متعددة من المملكة تقلبات جوية مختلفة.
وتشهد مناطق الأردن نشاطا في الرياح السطحية أدت إلى إثارة غبار كثيف يؤدي إلى تدني مدى الرؤية الأفقية وانعدامها خاصة على الطرق الخارجية، ووصلت سرعة الهبّات المرافقة للرياح إلى 80 كيلومترا في الساعة في عدد من محطات الرصد الجوي المختلفة، وتساقط الأمطار وحبات البرد في جنوب ووسط وشمال البلاد على فترات مصحوبة بالبرق والرعد، وأدت غزارة الأمطار في بعض المناطق إلى تشكل السيول.
وحذر المومني السائقين من خطر انزلاق المركبات على الطرقات خاصة عند تساقط المطر بسبب وجود غبار معلق بالجو يؤدي إلى تشكل طبقة طينية لزجة على سطح الشوارع الإسفلتية.
وفي لبنان لم تسلم أي منطقة من العاصفة وغزارة أمطارها التي تحوّلت إلى حبّات برد كبيرة في المناطق الساحلية والعاصمة بيروت حيث نتج عنها أضرار مادية في الممتلكات.
وكما اعتاد اللبنانيون عند كل عاصفة، غرقت معظم الطرقات بالأمطار ما أدى إلى زحمة سير خانقة وسقوط بعض الأشجار وتكسير زجاج السيارات وانقطاع للتيار الكهربائي وخطوط الهواتف، وباتت صور العاصفة وأضرارها شغل المواطنين على وسائل التواصل الاجتماعي.
وأشارت «الوكالة الوطنية للإعلام» إلى أن بعض المناطق في محافظة عكار، في الشمال، وخصوصا الجبلية منها تعرضت لانقطاع في التيار الكهربائي، وذلك بسبب الأضرار على شبكة التوتر المتوسط جراء سقوط بعض الأشجار الضخمة من العاصفة التي ضربت المنطقة، حيث بدأت فرق الصيانة على العمل لإعادة التيار وإصلاح ما تضرر.
وفيما دعت شركة طيران الشرق الأوسط المسافرين من وإلى مطار رفيق الحريري الدولي إلى الاتصال والتحقّق من موعد رحلاتهم التي تم تعديل بعض منها بسبب العاصفة، أطلقت المديريّة العامة لقوى الأمن الداخلي تنبيهات بشأن العاصفة لا سيّما لناحية تروّي السّائقين أثناء قيادة سيّاراتهم، تجنّباً لحوادث الانزلاق، كما وضعت المديريّة العامة للدفاع المدني بيد اللبنانيين الإرشادات الواجب العمل بها أثناء العاصفة.
ولم تسلم المتاجر أيضا من الأمطار التي وصلت إلى داخل أحد أكبر المجمعات التجارية بمنطقة فردان في بيروت، وقد أعلنت إدارته أن تساقط الأمطار الغزيرة أدى إلى تسرب للمياه في بعض أقسامه، مشيرة إلى توجّه الفرق المختصة لاتخاذ التدابير اللازمة لمعالجة المسألة التي سببتها الأمطار غير الاعتيادية بغزارتها وشدتها.



اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.