تركيا تؤكد استمرارها في دعم الفلسطينيين إقليمياً ودولياً

أوغلو والمالكي بحثا سبل تلافي قطع الدعم الأميركي عن {أونروا}

جاويش أوغلو يصافح المالكي خلال اجتماع اللجنة الفلسطينية - التركية المشتركة (غيتي)
جاويش أوغلو يصافح المالكي خلال اجتماع اللجنة الفلسطينية - التركية المشتركة (غيتي)
TT

تركيا تؤكد استمرارها في دعم الفلسطينيين إقليمياً ودولياً

جاويش أوغلو يصافح المالكي خلال اجتماع اللجنة الفلسطينية - التركية المشتركة (غيتي)
جاويش أوغلو يصافح المالكي خلال اجتماع اللجنة الفلسطينية - التركية المشتركة (غيتي)

قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، إن فلسطين والقدس هما «خط أحمر» بالنسبة لبلاده. وأكد في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الفلسطيني رياض المالكي، في أنقرة أمس الخميس، أن بلاده لن تتخلى عن القضية الفلسطينية، حتى لو تخلى عنها الجميع. ولفت إلى أن مباحثاته مع المالكي، تناولت المشروعات التي ترغب تركيا في تفعيلها من أجل الشعب الفلسطيني.
وأضاف أن تركيا وقفت دائما إلى جانب أشقائها الفلسطينيين، وستواصل الدفاع المشروع عن قضية فلسطين والقدس على صعيد المنطقة والعالم كله.
وأشار الوزير التركي إلى أن بلاده عقدت قمتين طارئتين لمنظمة التعاون الإسلامي بشأن القضية الفلسطينية، خلال العام الحالي، (الأولى عقب قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب نقل سفارة بلاده إلى القدس، والثانية بسبب تصاعد العدوان الإسرائيلي في غزة)، وأن الأمر طرح كذلك في الأمم المتحدة. وأضاف أنهم ساهموا في اتخاذ قرارات مهمة في المحافل الدولية بشأن القضية الفلسطينية.
من جانبه، قال وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي، إن «شعبنا عازم على إنهاء الاحتلال وتحديد مصيره ومستقبله بنفسه»، معربا عن شكره تركيا للدعم السياسي والإنساني والمالي الذي تقدمه لفلسطين.
وأشار إلى أنهم يحاولون مع تركيا سد الفراغ الحاصل بعد قرار الولايات المتحدة الأميركية قطع مساعداتها عن وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، موضحا أن 5 ملايين لاجئ فلسطيني كانوا يستفيدون من مساعدات الوكالة.
وأكد المالكي، أن الاستفادة من التجارب التركية مهمة للغاية بالنسبة لهم، وأنهم يحاولون تطبيقها في فلسطين.
وقالت مصادر دبلوماسية لـ«الشرق الأوسط»، إن مباحثات الوزيرين التركي والفلسطيني ركزت، في جانب كبير منها، على إمكانية مساهمة تركيا في مواجهة آثار القرار الأميركي بقطع المساعدات عن الأونروا، التي تتولى تركيا، حاليا، رئاسة لجنتها الاستشارية، والاستفادة من تجارب وكالة التنسيق والتعاون التركية (تيكا)، في مشروعات لمساعدة الشعب الفلسطيني، إلى جانب بحث المستجدات الفلسطينية، خاصة ما يتعلق بملف المصالحة.
وقررت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، مطلع العام الحالي، خفض الدعم السنوي الذي تقدمه للأونروا، من 365 مليون دولار إلى 125 مليونا، لم تقدم منها للعام الحالي، إلا 60 مليونا فقط، قبل أن توقفها كليا في 31 أغسطس (آب) الماضي.
وقدرت تركيا أن يضر القرار الأميركي بالسلام والاستقرار الإقليميين، وقالت إنه سيؤثر سلبا على حياة أكثر من 5 ملايين فلسطيني. وأضافت الخارجية التركية: «في ظل هذه الظروف، باتت قدرة أونروا على مواصلة أنشطتها من دون انقطاع، بمثابة اختبار للمشروعية وواجب وجداني بالنسبة للمجتمع الدولي».
وقال رئيس البرلمان التركي بن علي يلدريم، في كلمته خلال اجتماع استشاري لاتحاد برلمانات الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي في مدينة جنيف السويسرية، السبت الماضي، إنه لا يمكن لأميركا تدمير وجود فلسطين، عبر استخدامها كل القنوات وقطعها المساعدات.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.