تطبيق على الهواتف لمرضى الوسواس

TT

تطبيق على الهواتف لمرضى الوسواس

يسعى باحثون من جامعة كامبردج البريطانية في المستقبل القريب لطرح تطبيق على الهواتف المحمولة لمساعدة مرضى أحد أكثر أنواع الوسواس القهري شيوعاً، وهو الغسيل المفرط للأيدي.
ووجد الباحثون من خلال الدراسة التي نشرتها أول من أمس، دورية «نيتشر»، أن مشاهدة الشخص لنفسه وهو يغسل يده عبر فيديوهات مدتها 30 ثانية تم وضعها على هاتفه المحمول يساعد في السيطرة على إحساسه بالرغبة في غسل الأيدي عند تعرضه لموقف يستوجب ذلك.
وينشأ الوسواس القهري في الأساس من فكرة تسيطر على الشخص وتضغط عليه لتدفعه نحو الإتيان بفعل قهري، وهو ما أمكن تقليله بمشاهده الشخص لنفسه وهو يغسل يديه، عندما يتعرض لموقف يدفعه للإتيان بهذا السلوك، حيث يعطيه هذا التصرف إيحاء بأنه قام بغسل يده بالفعل.
وشارك في الدراسة مجموعة من الأصحاء تعرضوا لمواقف تستوجب بالفعل غسل الأيدي، وهي لمس شيء يبدو وكأنه غير نظيف، ثم طلب منهم الاستعاضة في كل مرة عن سلوك غسل الأيدي، بمشاهدة الفيديو، فوجد الباحثون أن الفيديو كان بديلا عن الفعل بنسبة 22 في المائة.
واستفاد الباحثون من نتائج هذه الدراسة في تطوير تطبيق لمرضى الوسواس القهري يتضمن وضع فيديوهات وهم يغسلون أيديهم على هواتفهم المحمولة، لتكون بديلا عن غسيل الأيدي المفرط، ويراقب التطبيق عدد المرات التي اضطروا فيها إلى فتح الفيديو، ليستفيد الطبيب من هذه المعلومات، وصولا إلى أن يقوم مستقبلا بتحديد عدد 4 مرات فقط لفتح الفيديو.
وشدد الباحثون على أن التطبيق لا يزال في مرحلة التجريب، ويحتاجون لمزيد من البحث قبل طرحه تجاريا ليستفيد منه مرضى الوسواس القهري. ومن جانبه، يقول دكتور أحمد عبد الله، أستاذ الطب النفسي بجامعة الزقازيق، أن «الفكرة مستمدة من نظريات نفسية تستخدم الإيحاء لإشباع الحاجات».
ويضيف في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»: «هي أشبه بمن لا يقدر على ممارسة كرة القدم، لكنه يحرص على ممارستها من خلال ألعاب الفيديو جيم، فهذا يعطيه إيحاء وكأنه مارس كرة القدم».



الذكاء الصناعي قيد التحقيق والضحية المستهلك

مراجعة لسوق الذكاء الصناعي للتأكد من حماية المستهلكين (غيتي)
مراجعة لسوق الذكاء الصناعي للتأكد من حماية المستهلكين (غيتي)
TT

الذكاء الصناعي قيد التحقيق والضحية المستهلك

مراجعة لسوق الذكاء الصناعي للتأكد من حماية المستهلكين (غيتي)
مراجعة لسوق الذكاء الصناعي للتأكد من حماية المستهلكين (غيتي)

تطلق هيئة مراقبة المنافسة في المملكة المتحدة مراجعة لسوق الذكاء الصناعي للتأكد من حماية المستهلكين، حسب (بي بي سي). وسوف ينظر التحقيق في البرنامج الكامن خلف روبوتات الدردشة مثل «شات جي بي تي».
وتواجه صناعة الذكاء الصناعي التدقيق في الوتيرة التي تعمل بها على تطوير التكنولوجيا لمحاكاة السلوك البشري.
وسوف تستكشف هيئة المنافسة والأسواق ما إذا كان الذكاء الصناعي يقدم ميزة غير منصفة للشركات القادرة على تحمل تكاليف هذه التكنولوجيا.
وقالت سارة كارديل، الرئيسة التنفيذية لهيئة المنافسة والأسواق، إن ما يسمى بنماذج التأسيس مثل برنامج «شات جي بي تي» تملك القدرة على «تحويل الطريقة التي تتنافس بها الشركات فضلا عن دفع النمو الاقتصادي الكبير».
إلا أنها قالت إنه من المهم للغاية أن تكون الفوائد المحتملة «متاحة بسهولة للشركات والمستهلكين البريطانيين بينما يظل الناس محميين من قضايا مثل المعلومات الكاذبة أو المضللة». ويأتي ذلك في أعقاب المخاوف بشأن تطوير الذكاء الصناعي التوليدي للتكنولوجيا القادرة على إنتاج الصور أو النصوص التي تكاد لا يمكن تمييزها عن أعمال البشر.
وقد حذر البعض من أن أدوات مثل «شات جي بي تي» -عبارة عن روبوت للدردشة قادر على كتابة المقالات، وترميز البرمجة الحاسوبية، بل وحتى إجراء محادثات بطريقة أشبه بما يمارسه البشر- قد تؤدي في نهاية المطاف إلى إلغاء مئات الملايين من فرص العمل.
في وقت سابق من هذا الأسبوع، حذر جيفري هينتون، الذي ينظر إليه بنطاق واسع باعتباره الأب الروحي للذكاء الصناعي، من المخاطر المتزايدة الناجمة عن التطورات في هذا المجال عندما ترك منصبه في غوغل.
وقال السيد هينتون لهيئة الإذاعة البريطانية إن بعض المخاطر الناجمة عن برامج الدردشة بالذكاء الصناعي كانت «مخيفة للغاية»، وإنها قريبا سوف تتجاوز مستوى المعلومات الموجود في دماغ الإنسان.
«في الوقت الحالي، هم ليسوا أكثر ذكاء منا، على حد علمي. ولكنني أعتقد أنهم قد يبلغون ذلك المستوى قريبا». ودعت شخصيات بارزة في مجال الذكاء الصناعي، في مارس (آذار) الماضي، إلى وقف عمل أنظمة الذكاء الصناعي القوية لمدة 6 أشهر على الأقل، وسط مخاوف من التهديدات التي تشكلها.
وكان رئيس تويتر إيلون ماسك وستيف وزنياك مؤسس شركة آبل من بين الموقعين على الرسالة المفتوحة التي تحذر من تلك المخاطر، وتقول إن السباق لتطوير أنظمة الذكاء الصناعي بات خارجا عن السيطرة.