رئيس الحكومة اليمنية يتعهد بالعمل لإعادة إعمار المهرة

دشن أول تحركاته الميدانية بزيارة المحافظة المنكوبة

رئيس الوزراء اليمني لدى تفقده المناطق التي تضررت بعد إعصار «لبان» في المهرة أمس (حساب الدكتور معين عبد الملك في «تويتر»)
رئيس الوزراء اليمني لدى تفقده المناطق التي تضررت بعد إعصار «لبان» في المهرة أمس (حساب الدكتور معين عبد الملك في «تويتر»)
TT

رئيس الحكومة اليمنية يتعهد بالعمل لإعادة إعمار المهرة

رئيس الوزراء اليمني لدى تفقده المناطق التي تضررت بعد إعصار «لبان» في المهرة أمس (حساب الدكتور معين عبد الملك في «تويتر»)
رئيس الوزراء اليمني لدى تفقده المناطق التي تضررت بعد إعصار «لبان» في المهرة أمس (حساب الدكتور معين عبد الملك في «تويتر»)

بدأ أمس رئيس الحكومة اليمنية الجديد معين عبد الملك أول تحركاته الميدانية منذ تعيينه في المنصب خلفا للدكتور أحمد عبيد بن دغر أمس بزيارة إلى محافظة المهرة (شرق) رفقة عدد من الوزراء والمسؤولين المحليين للاطلاع عن كثب على ما خلفه إعصار «لبان» من دمار في المحافظة ولمتابعة خطط إعادة الإعمار وإغاثة آلاف الأسر المنكوبة.
وأكد رئيس مجلس الوزراء الذي وصل من الرياض أن الحكومة ملتزمة بمسؤولياتها في وضع المعالجات الكفيلة بمنازل المنكوبين المتضررة جراء الإعصار كما أكد التزامها بوضع الحلول الكفيلة بانتشال الاقتصاد المتدهور في ضوء التوجيهات التي تلقاها من الرئيس عبد ربه منصور هادي.
وكانت مصادر حكومية مطلعة في الرياض، أفادت لـ«الشرق الأوسط» بأن رئيس الوزراء سيباشر مهامه الميدانية من محافظة المهرة قبل أن يتوجه إلى العاصمة المؤقتة عدن، حيث في انتظاره كثير من الملفات على رأسها وضع المزيد من التدابير الاقتصادية إلى جانب معالجة الأوضاع الأمنية في مختلف المناطق المحررة.
وذكرت وكالة «سبأ» الحكومية أن رئيس الحكومة وصل أمس إلى مدينة الغيظة عاصمة محافظة المهرة وكبرى مدنها، «للاطلاع على حجم الأضرار التي خلفتها العاصفة المدارية (لبان)، التي ضربت أجزاء واسعة من مديريات المحافظة الأسبوع الماضي».
وأشارت الوكالة إلى أن محافظ المهرة راجح باكريت وعددا من القيادات الأمنية والعسكرية وأعضاء السلطة المحلية كانوا في استقبال عبد الملك في مطار الغيظة، حيث كان رفقته هو الآخر كل من وزير الكهرباء والطاقة المهندس عبد الله الأكوع، ووزير الإدارة المحلية عبد الرقيب فتح ووزير الثروة السمكية فهد كفاين، ووزير المياه والبيئة عزي شريم، ووزير الاتصالات وتقنية المعلومات لطفي باشريف والمتحدث باسم الحكومة راجح بادي.
وقال رئيس الحكومة اليمنية في أول تصريح رسمي بعد عودته إلى البلاد: «إن الزيارة تأتي في سياق الاهتمام والتركيز من قِبل الحكومة على محافظة المهرة، بالإضافة إلى اهتمام الحكومة بإعادة إعمار ما خلفته الحرب التي شنتها ميليشيا الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران في عدد من محافظات البلاد».
وأضاف «أن الزيارة ستثمر عن إعادة إعمار ما خلفته العاصفة (لبان) كما أن الحكومة ستعيد ترميم الطرق والمنشآت والبنية التحتية التي تضرر بعضها وتدمر الآخر بشكل نهائي، كما ستضع حلولاً للمواطنين الذين جرفت السيول منازلهم، بالإضافة إلى وضع تدابير تمنع تكرار ما حدث في حال تعرض المحافظة إلى عواصف مماثلة».
وأكد رئيس الوزراء أن الحكومة ستعمل بكل جهد على ترجمة توجيهات الرئيس هادي للتغلب على التحديات الطارئة وستضع نصب أعينها التركيز على الملف الاقتصادي والخدمي والإنساني، فضلاً عن المهام والواجبات الأخرى المناطة بالحكومة.
وأشار عبد الملك إلى أن الجهود ستنصب على إعادة الأعمار ووضع معالجات للتعافي الاقتصادي، والعمل بما يدفع عجلة التنمية في كل المجالات وقال: «سننزل للميدان للعمل مع أبناء محافظة المهرة، لمساعدتهم في إعادة بناء ما دمره إعصار لبان، ولن تكون زيارة بروتوكولية بقدر ما ستكون زيارة عملية من الميدان وتدشين مرحلة التعافي والبناء».
وأثنى رئيس الوزراء على الجهود الكبيرة التي بذلتها السلطة المحلية في المحافظة بمساندة من دول التحالف الداعم للشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية في تجنيب المهرة أقل الأضرار جراء السيول التي عصفت بالحياة، وإغاثة المتضررين من العاصفة المدارية.
كما ثمن تعاون اليمنيين في تسيير القوافل الإغاثية من جميع المحافظات رغم الظروف الصعبة التي تشهدها البلاد، للمتضررين والنازحين بسبب العاصفة «لبان»، في مشهد معبر عن التكاتف والتلاحم بين اليمنيين من غرب البلاد إلى شرقها ومن شمالها إلى جنوبها.
وكانة عدة محافظات بإشراف من السلطات المحلية تولت إعداد قوافل إغاثية للسكان في المهرة عقب الإعصار، من بينها محافظات حضرموت وعدن ومأرب وتعز، في مشهد عكس التلاحم بين مختلف المحافظات اليمنية للتخفيف من آثار الإعصار.
وذكرت وكالة «سبأ» أن رئيس الوزراء حض الجميع على ضرورة الالتفاف خلف القيادة السياسية ممثلة بالرئيس هادي وعلى التمسك بخيار الدولة الاتحادية، ودعم الحكومة في توجهاتها الجديدة، لما من شأنه أن يحقق تطلعات وآمال اليمنيين بعد أعوام من الاضطراب والتدهور.
ولم يكشف بعد رئيس الوزراء اليمني الجديد عن خطة العمل التي سيتبناها من أجل تنفيذ التوجيهات الرئاسية بشأن ملفات الخدمات وملف الاقتصاد إلى جانب الملف الأمني، غير أن الكثير من المراقبين يعتقدون أن في إمكانه أن يبدأ البناء من حيث انتهى سلفه بن دغر مستغلا ورقة الدعم المحلي والإقليمي التي يحظى بها حتى الآن.
وكان الريال اليمني وصل في الأسابيع الأخيرة إلى القاع أمام العملات الأجنبية، وانعكس ذلك على مناحي الحياة المعيشية كافة لليمنيين، وبخاصة على صعيد ارتفاع أسعار السلع الأساسية بما فيها الغذاء والوقود، الأمر الذي دفع المنظمات الدولية إلى إطلاق التحذيرات من مجاعة وشيكة تهدد أكثر من 15 مليون شخص.


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
TT

اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)

طالبت السلطة المحلية في محافظة مأرب اليمنية (شرق صنعاء) صندوق الأمم المتحدة للسكان بتوسيع تدخلاته في المحافظة مع استمرار تدهور الوضع الاقتصادي والإنساني للنازحين، وقالت إن المساعدات المقدمة تغطي 30 في المائة فقط من الاحتياجات الأساسية للنازحين والمجتمع المضيف.

وبحسب ما أورده الإعلام الحكومي، استعرض وكيل محافظة مأرب عبد ربه مفتاح، خلال لقائه مدير برنامج الاستجابة الطارئة في صندوق الأمم المتحدة للسكان عدنان عبد السلام، تراجع تدخلات المنظمات الأممية والدولية ونقص التمويل الإنساني.

مسؤول يمني يستقبل في مأرب مسؤولاً أممياً (سبأ)

وطالب مفتاح الصندوق الأممي بتوسيع الاستجابة الطارئة ومضاعفة مستوى تدخلاته لتشمل مجالات التمكين الاقتصادي للمرأة، وبرامج صحة الأم والطفل، وبرامج الصحة النفسية، وغيرها من الاحتياجات الأخرى.

ومع إشادة المسؤول اليمني بالدور الإنساني للصندوق في مأرب خلال الفترة الماضية، وفي مقدمتها استجابته الطارئة لاحتياجات الأسر عقب النزوح، بالإضافة إلى دعم مشاريع المرأة ومشاريع تحسين سبل العيش للفئات الضعيفة والمتضررة، أكد أن هناك احتياجات وتحديات راهنة، وأن تدخلات المنظمات الدولية غالباً ما تصل متأخرة ولا ترقى إلى نسبة 30 في المائة من حجم الاحتياج القائم.

وحمّل وكيل محافظة مأرب هذا النقص المسؤولية عن توسع واستمرار الفجوات الإنسانية، وطالب بمضاعفة المنظمات من تدخلاتها لتفادي وقوع مجاعة محدقة، مع دخول غالبية النازحين والمجتمع المضيف تحت خط الفقر والعوز في ظل انعدام الدخل وانهيار سعر العملة والاقتصاد.

آليات العمل

استعرض مدير برنامج الاستجابة في صندوق الأمم المتحدة للسكان خلال لقائه الوكيل مفتاح آليات عمل البرنامج في حالات الاستجابة الطارئة والسريعة، إلى جانب خطة الأولويات والاحتياجات المرفوعة من القطاعات الوطنية للصندوق للعام المقبل.

وأكد المسؤول الأممي أن الوضع الإنساني الراهن للنازحين في المحافظة يستدعي حشد المزيد من الدعم والمساعدات لانتشال الأسر الأشد ضعفاً وتحسين ظروفهم.

النازحون في مأرب يعيشون في مخيمات تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة (إعلام محلي)

وكانت الوحدة الحكومية المعنية بإدارة مخيمات النازحين قد ذكرت أن أكثر من 56 ألف أسرة بحاجة ملحة للغذاء، وأكدت أنها ناقشت مع برنامج الغذاء العالمي احتياجات النازحين وتعزيز الشراكة الإنسانية في مواجهة الفجوة الغذائية المتزايدة بالمحافظة، ومراجعة أسماء المستفيدين الذين تم إسقاط أسمائهم من قوائم البرنامج في دورته الأخيرة، وانتظام دورات توزيع الحصص للمستفيدين.

من جهته، أبدى مكتب برنامج الأغذية العالمي في مأرب تفهمه لطبيعة الضغوط والأعباء التي تتحملها السلطة المحلية جراء الأعداد المتزايدة للنازحين والطلب الكبير على الخدمات، وأكد أنه سيعمل على حشد المزيد من الداعمين والتمويلات الكافية، ما يساعد على انتظام توزيع الحصص الغذائية في حال توفرها.

خطط مستقبلية

بحث وكيل محافظة مأرب، عبد ربه مفتاح، في لقاء آخر، مع الرئيس الجديد لبعثة المنظمة الدولية للهجرة في اليمن، عبد الستار يوسف، الوضع الإنساني في المحافظة، وخطط المنظمة المستقبلية للتدخلات الإنسانية خصوصاً في مجال مشاريع التنمية المستدامة والتعافي المجتمعي والحاجة لتوسيع وزيادة حجم المساعدات والخدمات للنازحين واللاجئين والمجتمع المضيف، وتحسين أوضاع المخيمات وتوفير الخدمات الأساسية.

وكيل محافظة مأرب يستقبل رئيس منظمة الهجرة الدولية في اليمن (سبأ)

وطبقاً للإعلام الحكومي، قدّم الوكيل مفتاح شرحاً عن الوضع الإنساني المتردي بالمحافظة التي استقبلت أكثر من 62 في المائة من النازحين في اليمن، وزيادة انزلاقه إلى وضع أسوأ جراء تراجع المساعدات الإنسانية، والانهيار الاقتصادي، والمتغيرات المناخية، واستمرار النزوح إلى المحافظة.

ودعا الوكيل مفتاح، المجتمع الدولي وشركاء العمل الإنساني إلى تحمل مسؤولياتهم الأخلاقية في استمرار دعمهم وتدخلاتهم الإنسانية لمساندة السلطة المحلية في مأرب لمواجهة الأزمة الإنسانية.

وأكد المسؤول اليمني أن السلطة المحلية في مأرب ستظل تقدم جميع التسهيلات لإنجاح مشاريع وتدخلات جميع المنظمات الإنسانية، معرباً عن تطلعه لدور قوي وفاعل للمنظمة الدولية للهجرة، إلى جانب الشركاء الآخرين في العمل الإنساني في عملية حشد المزيد من الموارد.

حريق في مخيم

على صعيد آخر، التهم حريق في محافظة أبين (جنوب) نصف مساكن مخيم «مكلان»، وألحق بسكانه خسائر مادية جسيمة، وشرد العشرات منهم، وفق ما أفاد به مدير وحدة إدارة المخيمات في المحافظة ناصر المنصري، الذي بين أن الحريق نتج عن سقوط سلك كهربائي على المساكن المصنوعة من مواد قابلة للاشتعال، مثل القش والطرابيل البلاستيكية.

مخيم للنازحين في أبين احترق وأصبح نصف سكانه في العراء (إعلام محلي)

وبحسب المسؤول اليمني، فإن نصف سكان المخيم فقدوا مساكنهم وجميع ممتلكاتهم، بما فيها التموينات الغذائية، وأصبحوا يعيشون في العراء في ظل ظروف إنسانية قاسية. وحذر من تدهور الوضع الصحي مع زيادة انتشار الأوبئة وانعدام الخدمات الأساسية.

وطالب المسؤول السلطات والمنظمات الإنسانية المحلية والدولية بسرعة التدخل لتقديم الدعم اللازم للمتضررين، وفي المقدمة توفير مأوى طارئ ومساعدات غذائية عاجلة، إلى جانب المياه الصالحة للشرب، والأغطية، والأدوية.