أكشاك بيع القهوة.. تجارة رائجة بين الأردنيين في سوق «غير نظامية»

بدأت تنتشر على الطرقات بدعم من تكلفتها المتواضعة وعوائدها المجزية

عدد من أكشاك القهوة المنتشرة على الطرق السريعة («الشرق الأوسط»)
عدد من أكشاك القهوة المنتشرة على الطرق السريعة («الشرق الأوسط»)
TT

أكشاك بيع القهوة.. تجارة رائجة بين الأردنيين في سوق «غير نظامية»

عدد من أكشاك القهوة المنتشرة على الطرق السريعة («الشرق الأوسط»)
عدد من أكشاك القهوة المنتشرة على الطرق السريعة («الشرق الأوسط»)

انتشرت في الأردن خلال العامين الماضيين، أكشاك ومحال بيع القهوة بصورة لافتة، حيث باتت هذه الأكشاك محط أنظار المسافرين على الطرق الخارجية بين المدن الأردنية الرئيسة وفي أحياء عمان والمدن الرئيسة والأماكن السياحية.
وعزا مسؤولون في وزارة البلديات وأمانة عمان سرعة انتشار هذه الأكشاك إلى تراخي السلطات المعنية وغض النظر عن أصحابها، خصوصا بعد حادثة التونسي محمد بوعزيزي الذي أشعل النار في جسده ونتج عنها ثورة في تونس، حيث فضلت السلطات الصبر على هؤلاء الباعة الذين يعتاشون من العمل في هذه السوق.
وتجارة بيع القهوة في الأردن لا تحتاج إلى رأسمال كبير فأي شخص يملك ألف دولار على الأكثر، يستطيع أن يبني كشكا من الصفيح أو الحديد ويحضر لوازم بيع القهوة من الدلات والسخان وغيرها من المستلزمات لصناعة القهوة، ثم يبدأ البيع.
وأصحاب هذه الأكشاك يحققون أرباحا ممتازة في ظل غياب الرقابة والتسعيرة من الحكومة، فهم يبيعون نوعين من القهوة حسب وصفهم فهناك نوع يسمى «قهوة الصب» وهي التي يتم صبها من الإبريق الذي وضع فيه بعض المطيبات من حب الهال وجوزة الطيب، لإعطائها نكهة مميزة، وبسعر خمسة وثلاثين قرشا، فيما النوع الآخر يتم غليه على طريقة القهوة التركية بسعر خمسة وأربعين قرشا، علما بأن كوب القهوة لا يكلف أكثر من عشرة قروش في أسوأ حال حسب محمود الرفاعي أحد أصحاب هذه الأكشاك.
وتنتشر هذه الأكشاك بصورة أكبر على شوارع مداخل العاصمة عمان من شارع الأردن المدخل الشمالي لعمان، والشارع المؤدي إلى البحر الميت، وشارع المطار، وغيرها من الشوارع التي تستقطب السياح العرب والأجانب، إضافة إلى أبناء البلد الذين يخرجون من بيوتهم لاحتساء القهوة بعيدا عن ازدحام المدينة ووسطها، ومناطق المخيمات الفلسطينية والأحياء الشعبية.
أما باعة القهوة على طريق البحر الميت فالأمر مختلف تماما معهم فهؤلاء يبيعون القهوة في موقع من أهم المواقع السياحية في الأردن، حيث يوجد على شاطئ البحر الميت عدد لا بأس به من فنادق الخمس نجوم والمنتجعات السياحية التي يؤمها السياح العرب والأجانب ليستمتعوا بجمال الطبيعة وبمياه البحر الميت الدافئة، وأكشاك القهوة ليست استثناء، ولكن الأسعار مختلفة هنا إذ يصل سعر الكوب الواحد إلى 70 قرشا أو دينار (الدينار الأردني يعادل 1.41 دولار أميركي).
وفي هذا الإطار دعا مهتمون ومتخصصون في السياحة، إلى تنظيم هذا النشاط من خلال سن لوائح وقوانين لهذه السوق، مثل توحيد هذه الأكشاك، وفرض رقابة صحية، وتنظيم أوقات العمل.
تقول الدكتورة ميرفت مهيرات مديرة الرقابة الصحية والمهنية، بأن التعليمات تنص على ضرورة الالتزام بالتراخيص والاشتراطات الصحية والنظافة، وتأمين حاوية أمام المحل، وعدم استخدام الإضاءة اللافتة والممنوعة، أو تقديم القهوة للمركبات على الشارع.
وبينت مهيرات أن فرق الرقابة الصحية، أغلقت الأسبوع الماضي 36 محلا لبيع القهوة تم منحها فترة إمهال لتنظيم عملها.
وقالت: إن الأمانة قررت عدم منح رخص مهن جديدة في جميع مناطقها بمهنة تقديم «القهوة السائلة»، ويتضمن القرار عدم الموافقة على نقل الملكية أو إضافة شريك أو إضافة مهنة للرخص حيث إن أي تغيير على الرخصة سيعتبر إلغاء للمهنة.
وأضافت: «القرار يشمل أيضا المحال المرخصة تحت بند بوفيه، كافتيريا، وتقديم المرطبات.. وهذه المحال تخضع لجملة من الشروط والتعليمات عند تجديد تراخيصها المهنية تهدف إلى تحقيق الغاية المرجوة من القرار».
ومن الشروط والتعليمات التي يجب توافرها عدم وضع بسطات أو دلال قهوة خارج المحل، وعدم وقوف عمال هذه المحال خارج المحل، وعدم بيع القهوة بواسطة عربات عائدة لهذه المحال، وعدم الوقوف المزدوج للسيارات أمام المحل. والمحافظة على النظافة وكتابة اسم المحل وعبارة (حافظ على نظافة مدينتك) على العبوات البلاستيكية، وتركيب واجهة من قواطع زجاجية فاصلة على حد المحل، فضلا عن تشجيع الزبائن المحافظة على رمي «الكاسات» المستخدمة بالطرق المناسبة.
كما يشترط على أصحاب هذه المحلات الواقعة على الشوارع الرئيسة تقديم كفالة بنكية بقيمة 2000 دينار لكل موقع عند التجديد. وتشير إحصائيات غير رسمية إلى أنه يوجد نحو 500 محل لتقديم القهوة السائلة داخل حدود أمانة عمان وأكثر من 700 محل في المدن الأخرى إضافة إلى الأعداد غير المرخصة التي تقدر بنحو 1200 محل على الطرق الرئيسة بين المدن.
على صعيد متصل قامت جمعية حماية المستهلك أخيرا بدراسة عن أسعار القهوة في الأردن وأظهرت نتائجها أن سعر الكيلو الواحد من أجود أصناف القهوة (الكيني أو الكولومبي) يجب أن لا يتجاوز 8 دنانير و60 قرشا كحد أعلى، كما لا يجوز بيع الكيلو الواحد أقل من دينارين و90 قرشا كحد أدنى للبن الفيتنامي والهندي.
وخلصت الجمعية إلى القول: إن من يقوم بالبيع أقل من هذا السعر، يدلل على وجود أصناف غير صحية ومغشوشة، وتبين الدراسة أن أسعار البن في الأردن من أعلى أسعار القهوة في المنطقة والذي يتراوح بين 8 - 15 دينارا.
وأشارت الدراسة إلى أن الأردن استورد 16 مليون كلغم من القهوة من البرازيل والهند وفيتنام وكينيا وكولومبيا وغيرها من الدول بنحو 30 مليون دينار خلال عام؟
ويؤكد الاقتصادي حسام عايش أن الاحتكار هو السبب الرئيسي للغلاء الحاصل الآن في سعر القهوة في الأردن، إذ يوجد عدد قليل من التجار الذين يتعاملون بهذه السلعة وقادرين على فرض الأسعار التي يريدون، مضيفا أن فرض ضريبة على القهوة من قبل الحكومة يعتبر عاملا آخر لزيادة أسعارها، كذلك ارتفاع التكاليف وغياب المعلومات الحقيقية حول نوعيات القهوة في السوق، فالمواطن العادي ليس لديه دراية بمصدرها وجودتها وأنواعها مؤكدا أن جميع أنواع القهوة يحدث فيها تلاعب.
من جانبه أبلغ مسؤول في وزارة البلديات «الشرق الأوسط»، أن الوزارة ستقوم في الأيام القليلة المقبلة بحملة تفتيش على الأكشاك غير المرخصة، وإعطاء هذه الأكشاك رخصا مؤقتة لمزاولة عملها، مشيرا إلى أن إزالتها في ظل الظروف الراهنة تعد تحديا لكن لا بد منه.



مصر: توقيع عقد بـ100 مليون دولار مع مجموعة صينية لإنشاء مجمع للملابس الجاهزة

وليد جمال الدين رئيس المنطقة الاقتصادية لقناة السويس وماوي تشانغ رئيس مجلس إدارة شركة «جاسان غروب» بعد توقيع الاتفاقية (رئاسة مجلس الوزراء)
وليد جمال الدين رئيس المنطقة الاقتصادية لقناة السويس وماوي تشانغ رئيس مجلس إدارة شركة «جاسان غروب» بعد توقيع الاتفاقية (رئاسة مجلس الوزراء)
TT

مصر: توقيع عقد بـ100 مليون دولار مع مجموعة صينية لإنشاء مجمع للملابس الجاهزة

وليد جمال الدين رئيس المنطقة الاقتصادية لقناة السويس وماوي تشانغ رئيس مجلس إدارة شركة «جاسان غروب» بعد توقيع الاتفاقية (رئاسة مجلس الوزراء)
وليد جمال الدين رئيس المنطقة الاقتصادية لقناة السويس وماوي تشانغ رئيس مجلس إدارة شركة «جاسان غروب» بعد توقيع الاتفاقية (رئاسة مجلس الوزراء)

أعلنت المنطقة الاقتصادية لقناة السويس في مصر، الأحد، توقيع عقد بقيمة 100 مليون دولار مع مجموعة «زيجيانغ جيانشينغ» القابضة الصينية؛ لإنشاء مجمع متكامل للغزل والنسيج والملابس الجاهزة بمنطقة القنطرة غرب الصناعية.

وذكر بيان أن المجمع سيقام «على مساحة 300 ألف متر مربع... بتكلفة استثمارية تبلغ 100 مليون دولار (بما يعادل 4.7 مليار جنيه)، بتمويل ذاتي 100 في المائة، وينفذ المشروع على 3 مراحل متتالية، ويشمل أنشطة الغزل والنسيج، وتصنيع الملابس الجاهزة والرياضية».

وفي هذا السياق، أعرب رئيس الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، وليد جمال الدين، عن ترحيبه بانضمام المجموعة الصينية المعروفة بـ«جاسان غروب» إلى قائمة المستثمرين العالميين بمنطقة القنطرة غرب الصناعية، مؤكداً أن «المشروع الجديد يمثل إضافة صناعية نوعية في قطاع الغزل والنسيج، خصوصاً أن الشركة تمتلك سلسلة إنتاج متكاملة تمنحها قدرة تنافسية عالية من حيث الجودة والإنتاج».

وأضاف أن اختيار منطقة القنطرة غرب الصناعية يعكس ما تتمتع به من جاهزية، وبنية تحتية، وتنافسية في التكلفة، وقرب من المواني البحرية على البحر المتوسط والبحر الأحمر بما يدعم النفاذ إلى مختلف الأسواق العالمية.


مليارات الذكاء الاصطناعي... هل هي فرصة تاريخية أم فخ الفقاعة؟

روبوتات تعمل في غرفة أخبار أُنشئت باستخدام تطبيق «Midjourney» المدعوم بالذكاء الاصطناعي (إكس)
روبوتات تعمل في غرفة أخبار أُنشئت باستخدام تطبيق «Midjourney» المدعوم بالذكاء الاصطناعي (إكس)
TT

مليارات الذكاء الاصطناعي... هل هي فرصة تاريخية أم فخ الفقاعة؟

روبوتات تعمل في غرفة أخبار أُنشئت باستخدام تطبيق «Midjourney» المدعوم بالذكاء الاصطناعي (إكس)
روبوتات تعمل في غرفة أخبار أُنشئت باستخدام تطبيق «Midjourney» المدعوم بالذكاء الاصطناعي (إكس)

في وقت تتدفق فيه مئات المليارات نحو صناعة الذكاء الاصطناعي بوتيرة غير مسبوقة، يجد المستثمرون أنفسهم أمام سؤال جوهري: هل نحن أمام ثورة رقمية تعيد تشكيل الاقتصاد العالمي، أم على أعتاب فقاعة مالية جديدة تشبه الدوت كوم؟

فالسباق العالمي لبناء مراكز البيانات، وتطوير الرقائق، وتوسيع البنية التحتية، تجاوز بالفعل حجم استثمارات تاريخية مثل «مشروع مانهاتن» و«برنامج أبولو»، فيما تتنافس شركات التكنولوجيا العملاقة على اقتناص موقع قيادي في «سباق السلاح الرقمي» الجديد. لكن هذا الزخم الهائل ترافقه مؤشرات مقلقة: أسعار أسهم صعدت بوتيرة فلكية، وتقييمات شركات ناشئة لا تعكس حجم إيراداتها الفعلي، وشهية استثمارية تغذِّيها توقعات النمو أكثر مما تغذيها النتائج الواقعية.

وبينما يرى البعض أن الذكاء الاصطناعي يمثل فرصة اقتصادية تمتد لعقود، يُحذر آخرون من أن الحماس المفرط قد يُخفي وراءه هشاشة يمكن أن تؤدي إلى تصحيح قاسٍ في الأسواق.

لا يعتقد مورتن ويرود، الرئيس التنفيذي لشركة «إيه بي بي»، أن هناك فقاعة، لكن «نرى بعض القيود فيما يتعلق بسعة البناء التي لا تواكب جميع الاستثمارات الجديدة»، وفقاً لـ«رويترز».

وأضاف: «نتحدث عن تريليونات من الاستثمارات، وستستغرق عدة سنوات لتنفيذها، لأن الموارد والبشر غير كافيين لبناء كل هذا».

أما دينيس ماشويل، الرئيس التنفيذي لشركة «أديكو»، فيرى أن «هناك بالفعل فجوة حالية بين هذا العرض الهائل من الذكاء الاصطناعي والطريقة التي تقوم بها الشركات بتضمينه فعلياً في عملياتها الأساسية»، كما قال في نوفمبر (تشرين الثاني). وأضاف أن المشروع المشترك لمجموعته مع «سيلس فورس» قد يقلل من مخاطر فقاعة الذكاء الاصطناعي من خلال دفع الشركات لاستخدامات أكثر واقعية للتقنية.

يد آلية أمام رسالة مكتوب عليها «الذكاء الاصطناعي» ولوحة مفاتيح (رويترز)

ويقول سندر بيتشاي، الرئيس التنفيذي لشركة «ألفابت»: «لا أعتقد أن أي شركة ستكون بمنأى عن التأثر، بما في ذلك نحن»، وذلك في مقابلة مع «بي بي سي» نُشرت في 18 نوفمبر، عند سؤاله عن كيفية تعامل «غوغل» مع احتمال انفجار فقاعة. وأضاف أن موجة الاستثمار الحالية في الذكاء الاصطناعي «لحظة استثنائية»، لكنه أقر بوجود «عناصر من السلوك غير العقلاني» في السوق، مشيراً إلى تحذيرات مماثلة خلال فترة فقاعة «الدوت كوم».

أما جيف بيزوس، مؤسس ورئيس مجلس إدارة شركة «أمازون»، فيقول: «عندما يتحمس الناس بشدة للذكاء الاصطناعي كما يحدث اليوم، يتم تمويل كل تجربة... ويصعب على المستثمرين التمييز بين الأفكار الجيدة والسيئة وسط هذا الحماس».

وأضاف: «الفقاعات الصناعية ليست بالخطورة نفسها كالفقاعات المصرفية، وقد تكون مفيدة لأن الفائزين النهائيين سيعودون بالنفع على المجتمع من خلال تلك الابتكارات».

وحذر بنك إنجلترا (البنك المركزي) من أن الأسواق العالمية قد تتراجع إذا تغير مزاج المستثمرين تجاه آفاق الذكاء الاصطناعي. وقالت لجنة السياسة المالية في البنك في 8 أكتوبر (تشرين الأول): «ارتفعت مخاطر حدوث تصحيح حاد في السوق»، مضيفةً أن احتمال تأثير ذلك على النظام المالي البريطاني «مهم».

وخلال حلقة نقاشية في قمة خاصة بالتكنولوجيا في آسيا في 3 أكتوبر الماضي، قال برايان يو، المدير الاستثماري في «جي آي سي»، إن «هناك بعض الضجة المبالغ فيها في مجال الشركات الناشئة»، وأضاف: «أي شركة ناشئة تحمل شعار (إيه آي) ستُقوَّم بمضاعفات ضخمة مهما كان حجم الإيرادات الصغيرة... قد يكون ذلك عادلاً لبعض الشركات وليس كذلك لأخرى».

فيما أكد جوزيف بريغز، الاقتصادي في «غولدمان ساكس» للأبحاث الاقتصادية العالمية، أن فيض الاستثمارات بمليارات الدولارات في البنية التحتية للذكاء الاصطناعي في الولايات المتحدة مستدام، ورفض المخاوف المتزايدة من أن القطاع قد يكون في مرحلة فقاعة. لكنه حذر من أن «الفائزين النهائيين في الذكاء الاصطناعي لا يزالون غير واضحين»، مع تغير التكنولوجيا بسرعة، وانخفاض تكلفة الانتقال، مما قد يحد من مزايا المبادر الأول.

وأشار بيير-أوليفييه غورينتشاس، كبير الاقتصاديين في صندوق النقد الدولي، إلى أنه قد تتبع موجة استثمارات الذكاء الاصطناعي في الولايات المتحدة انهياراً شبيهاً بفترة «الدوت كوم»، لكنها أقل احتمالاً أن تكون حدثاً نظامياً يضر بالاقتصاد الأميركي أو العالمي. وأضاف: «هذا لا يتم تمويله بالديون، مما يعني أنه إذا حدث تصحيح في السوق، قد يخسر بعض المساهمين وبعض حاملي الأسهم».

جن سين هوانغ، الرئيس التنفيذي لشركة «إنفيديا»، يقول: «تحدث الكثير عن فقاعة الذكاء الاصطناعي، لكن من وجهة نظرنا نرى شيئاً مختلفاً جداً»، مشيراً إلى الطلب الكبير من شركات الحوسبة السحابية على رقائق شركته.

وفي أغسطس (آب) الماضي، تساءل سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي»: «هل نحن في مرحلة يكون فيها المستثمرون بأكملهم مفرطين في الحماس تجاه الذكاء الاصطناعي؟ جوابي: نعم». وأضاف: «سوف يخسر البعض مبالغ هائلة، وسيجني البعض الآخر مبالغ هائلة أيضاً».

وفي أول منشور له على «إكس» منذ أكثر من عامين، حذر مايكل بوري، مستثمر ومؤسس «سايون» لإدارة أصول، من فقاعة في قطاع التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، ووضع رهانات هبوطية على «إنفيديا» و«بالانتير» الشهر الماضي، وهذا زاد من مخاوف المستثمرين بشأن الإنفاق المبالغ فيه في صناعة الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا.

لكن تشي تاي-وون، رئيس «إس كيه هاينكس» الكورية الجنوبية، لا يرى «أي فقاعة في صناعة الذكاء الاصطناعي». وأضاف: «لكن عند النظر إلى أسواق الأسهم، نجدها صعدت بسرعة كبيرة جداً، وأعتقد أنه من الطبيعي أن يكون هناك بعض التصحيحات»، مشيراً إلى أن أسهم الذكاء الاصطناعي تجاوزت قيمتها الأساسية.

ويرى محللو الأسهم في بنك «يو بي إس»، أن عدد المستثمرين الذين يعتقدون أننا في فقاعة الذكاء الاصطناعي يقارب عدد أولئك الذين ما زالوا محتفظين باستثماراتهم في القطاع. وأضافوا في مذكرة منتصف أكتوبر الماضي: «معظمهم شعر بأننا في فقاعة، لكن بعيداً عن الذروة فإن نحو 90 في المائة من الذين قالوا إننا في فقاعة ما زالوا مستثمرين في العديد من مجالات الذكاء الاصطناعي».


أوروبا لتبسيط إجراءات الاستيراد

اصطفاف شاحنات نقل تابعة لشركة «أمازون» في ميناء شيربورغ بفرنسا بسبب تأخير عمليات التفتيش الجمركي (رويترز)
اصطفاف شاحنات نقل تابعة لشركة «أمازون» في ميناء شيربورغ بفرنسا بسبب تأخير عمليات التفتيش الجمركي (رويترز)
TT

أوروبا لتبسيط إجراءات الاستيراد

اصطفاف شاحنات نقل تابعة لشركة «أمازون» في ميناء شيربورغ بفرنسا بسبب تأخير عمليات التفتيش الجمركي (رويترز)
اصطفاف شاحنات نقل تابعة لشركة «أمازون» في ميناء شيربورغ بفرنسا بسبب تأخير عمليات التفتيش الجمركي (رويترز)

يدخل أكثر من 12 مليون طرد الاتحاد الأوروبي يومياً، مما يجعل مهمة فحصها بحثاً عن البضائع غير القانونية، أو التي لم تُعلن، أو تقدير الرسوم المستحقة عليها، مهمة شاقة على رجال الجمارك.

والكثير من هذه الطرود صغير الحجم وقليل القيمة، ففي عام 2024 دخل إلى التكتل 4.6 مليار طرد بقيمة معلنة فردية أقل من 22 يورو (25.6 دولار).

وذكرت المفوضية الأوروبية في أغسطس (آب) الماضي أن نسبة ما فحصته سلطات الجمارك من إجمالي المنتجات المستوردة بلغت فقط 0.0082 في المائة.

ووفقاً لديوان المحاسبة الأوروبي (محكمة المدققين الأوروبيين)، تفتقر عمليات الفحص الجمركي في بعض الدول الأعضاء إلى الصرامة الكافية. كما أن عدم توحيد تطبيق القواعد في جميع دول الاتحاد يجعل الاحتيال أمراً سهلاً.

إصلاح الجمارك: ما الخطة؟

وفي عام 2023، قدمت المفوضية الأوروبية مقترحات تهدف إلى إجراء إصلاح شامل للحد من البيروقراطية والتعامل مع تحديات مثل الارتفاع الحاد في حجم التجارة الإلكترونية.

وتُعدّ كيفية إدارة التدفق الهائل للطرود والشحنات الواردة من دول غير أعضاء في الاتحاد الأوروبي -خصوصاً الصين- نقطة محورية في خطة الإصلاح.

وقررت دول الاتحاد الأوروبي الشهر الماضي إلغاء الحد الحالي للإعفاء الجمركي، البالغ 150 يورو، على الطرود، وذلك بمجرد استكمال الإجراءات اللازمة -وهو أمر متوقع بحلول عام 2028- مع الالتزام بفرض رسوم جمركية مؤقتة على الطرود الصغيرة خلال الفترة الانتقالية. كما اقترحت المفوضية الأوروبية فرض رسوم عامة على المناولة، وهو إجراء لا يزال قيد النقاش.

وعلى نحو مختصر، يهدف الإصلاح إلى تحديث إجراءات الجمارك، وتعزيز التعاون بين سلطات الجمارك في الدول الأعضاء، وتحسين الرقابة على الواردات والصادرات. كما يعد بتحسين تحصيل الرسوم والضرائب، وتوفير حماية أفضل للسوق الداخلية في الاتحاد الأوروبي.

ومن أجل تحقيق ذلك، سيجري إنشاء «منصة بيانات الجمارك الأوروبية»، التي ستخضع لإشراف هيئة الجمارك الأوروبية، التي لم تُنشأ بعد.

ومن المقرر أن تعمل هيئة الجمارك الأوروبية بوصفها مركزاً رئيسياً لدعم هيئات الجمارك في الدول الأعضاء. وبمجرد تشغيلها، سوف تسعى إلى تبسيط الإجراءات، وتحسين سلامة المشتريات الإلكترونية، وتزويد السلطات الوطنية بأدوات أكثر بساطة وتوحيداً.

ومن المتوقع أن يحقق الإصلاح عدة مزايا، من بينها تبسيط متطلبات الإبلاغ عبر جهة موحدة، وذلك توافقاً مع وعود رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، بتقليص الروتين.

ويتوقع الاتحاد الأوروبي تحقيق توفير بقيمة مليارَي يورو سنوياً، عبر إحلال المنصة محل بنية تكنولوجيا المعلومات في الدول الأعضاء.

مقر هيئة الجمارك الأوروبية

من المقرر إنشاء هيئة الجمارك الأوروبية بداية من عام 2026، وسوف تتولي المفوضية الأوروبية مسؤولية إطلاقها. ومن المتوقع أن تحصل الشركات على أول فرصة وصول إلى منصة البيانات بحلول 2028، مع بدء الاستخدام الطوعي في 2032، ثم الإلزامي في 2038.

أما القرار الأول الحاسم فسوف يكون تحديد مقر الهيئة، وقد تقدمت تسع دول أعضاء الأسبوع الماضي، بملفات لاستضافة المقر: بلجيكا (لييغ)، وكرواتيا (زغرب)، وفرنسا (ليل)، وإيطاليا (روما)، وهولندا (لاهاي)، وبولندا (وارسو)، والبرتغال (بورتو)، ورومانيا (بوخارست)، وإسبانيا (مالقا).

وستقوم المفوضية -الذراع التنفيذية للاتحاد الأوروبي- الآن بدراسة الطلبات التسعة، على أن تضمن أن الموقع الذي يقع عليه الاختيار سوف يمكن الهيئة من أداء مهامها، واستقطاب كوادر مؤهلة ومتخصصة، وتوفير فرص تدريب.

ومن المتوقع صدور قرار في هذا الشأن خلال شهر فبراير (شباط)، تقريباً، بالتعاون بين الدول الأعضاء والبرلمان الأوروبي.

وسيتعيّن على الدولة المضيفة توفير مبانٍ جاهزة على الفور، وبنية تحتية متقدمة لتكنولوجيا المعلومات والأمن، ومساحة لما لا يقل عن 250 من الموظفين، إلى جانب غرف اجتماعات ذات تقنية عالية، و«منطقة آمنة» لإدارة المعلومات السرية، إلى جانب العديد من الشروط الأخرى.

حماية الأسواق الأوروبية

وقال وزير المالية البولندي، أندجي دومانسكي: «تجارة أكثر أماناً تعني أوروبا أكثر أماناً». وأوضح أن اتحاداً جمركياً «قوياً ومرناً» يضمن حماية السوق الداخلية وسلامة المستهلك والتنمية الاقتصادية المستقرة.

ولكن، ما تزال كيفية إدارة سياسات التجارة والجمارك المشتركة محل خلاف. ويأتي الإصلاح في الوقت المناسب، في الوقت الذي تسعى فيه العواصم الأوروبية إلى حماية القطاعات الاستراتيجية الرئيسية لديها في ظل تصاعد حدة التوتر في التجارة الدولية.

وتتعالى الدعوات في بعض الأوساط لإطلاق برنامج «صنع في أوروبا»، الذي يعطي أفضلية للمنتجات المحلية، وهو موقف تتبناه فرنسا، على نحو خاص.

وكانت المفوضية الأوروبية تعتزم نشر مبادرة أوروبية مرتبطة بهذا الأمر هذا الشهر، لكنها واجهت معارضة من جمهورية التشيك، وسلوفاكيا، وآيرلندا، والسويد ولاتفيا، وغيرها. وحسب ما ذكرته صحيفة «فاينانشال تايمز» البريطانية، أُجّل المقترح حتى مطلع العام المقبل.