المخابرات الإسرائيلية تبرئ «حماس» و«الجهاد» من مسؤولية إطلاق قذيفتين

صاعقة رعدية كانت وراء انطلاقهما من غزة نحو بئر السبع وتل أبيب

شبان يحرقون إطارات السيارات قرب الحدود الشمالية لغزة (أ.ف.ب)
شبان يحرقون إطارات السيارات قرب الحدود الشمالية لغزة (أ.ف.ب)
TT

المخابرات الإسرائيلية تبرئ «حماس» و«الجهاد» من مسؤولية إطلاق قذيفتين

شبان يحرقون إطارات السيارات قرب الحدود الشمالية لغزة (أ.ف.ب)
شبان يحرقون إطارات السيارات قرب الحدود الشمالية لغزة (أ.ف.ب)

سربت مصادر سياسية في تل أبيب إلى وسائل الإعلام، أمس (الثلاثاء)، نبأ يبرئ حركتي حماس والجهاد الإسلامي من مسؤولية إطلاق صاروخين سقطا في مدينة بئر السبع وقبالة شواطئ تل أبيب ويافا، يوم الأربعاء الماضي، ويتبنى الفكرة القائلة إن سبب انطلاق الصاروخين لم يكن إرادياً، بل صاعقة رعدية.
وقالت هذه المصادر إن تحقيقات جهاز الأمن العام (الشاباك) خرجت باستنتاج واضح، مفاده أن حركتي حماس والجهاد الإسلامي في قطاع غزة لم تتعمدا إطلاق القذيفتين الصاروخيتين المذكورتين، وأن سبب القصف كان «عاصفة رعدية». وقد تم طرح هذا الاستنتاج على «الكابنيت» (المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية في الحكومة الإسرائيلية) في الجلسة التي عقدها في اليوم نفسه، وتقرر «الامتناع، في هذه المرحلة، عن شن عملية عسكرية في القطاع».
وقد أكدت هذه الاستنتاجات، أمس، وزيرة القضاء الإسرائيلية أييليت شاكيد، وهي من حزب المستوطنين المتطرف «البيت اليهودي»، الذي كان قد دعا إلى اجتياح قطاع غزة، وتصفية قادة «حماس» بسبب هذا القصف. وقالت، خلال تصريح للإذاعة الرسمية الإسرائيلية «كان»، إن «تقديرات القيادتين السياسية والعسكرية في إسرائيل هي أن (حماس) لم تقصد إطلاق القذيفة التي أصابت بيتاً في بئر السبع». وأضافت أن «المشكلة الكبيرة الآن في قطاع غزة هي أعمال الشغب عند السياج (مسيرات العودة)، وجعل الحياة في غلاف غزة غير محتملة، وينبغي مواجهة ذلك بقوة».
ونقلت المصادر السياسية عن وزراء أعضاء في «الكابنيت» قولهم إن الاستخبارات الإسرائيلية قد أقرت بدرجة عالية من اليقين بأن «حماس» و«الجهاد الإسلامي» لم تطلقا القذيفتين بشكل متعمد. وقال أحد الوزراء الإسرائيليين إنه كان واضحاً للجميع، من المعطيات التي استعرضت، أن الحديث يجري عن خلل سببه البرق الذي حدث في غزة ليلة الثلاثاء - الأربعاء الماضية. وأضاف الوزير نفسه أن ثمة مؤشرات ظهرت على وجود حرج بالغ لدى «حماس» و«الجهاد»، حتى أن الحركتين تبادلتا الاتهامات إلى حين أدركتا أن خللاً قد حدث.
وكادت هذه الحادثة تجر المنطقة إلى حرب في الأسبوع الماضي. فقد خرج الوزراء الإسرائيليون بتهديدات حربية منفلتة، وأعلن وزير الدفاع أفيغدور ليبرمان أنه لا يقبل الاتجاه القائل بإعطاء فرصة أخرى لجهود التهدئة. وقطع رئيس أركان الجيش الإسرائيلي غادي آيزنكوت زيارته إلى الولايات المتحدة. وأجرى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مشاورات دامت 9 ساعات متواصلة مع قادة الأجهزة الأمنية، ثم مع «الكابنيت».
وقد ترددت أنباء في شبكات التواصل الاجتماعي، في ذلك اليوم (الأربعاء الماضي)، حول عاصفة رعدية تسببت بإطلاق القذيفتين، إلا أن الوزراء الإسرائيليين لم يصدقوا ذلك بداية، لكن بعد إبلاغهم بمعلومات استخبارية غيروا موقفهم، وقرروا أنه يوجد ما يكفي من المؤشرات بأن الحديث عن خلل «وليس عن إطلاق نار متعمد يبرر رد فعل عسكرياً واسعاً».



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.