في ذكرى إسقاط القذافي... ليبيا تطالب بدور عربي أكبر

إيطاليا تجدد اعتراضها على إجراء انتخابات... وتأييد فرنسي ـ تونسي للخطة الأممية

صورة وزعتها البعثة الأممية لزيارة رئيسها غسان سلامة إلى مصراتة بغرب ليبيا أمس
صورة وزعتها البعثة الأممية لزيارة رئيسها غسان سلامة إلى مصراتة بغرب ليبيا أمس
TT

في ذكرى إسقاط القذافي... ليبيا تطالب بدور عربي أكبر

صورة وزعتها البعثة الأممية لزيارة رئيسها غسان سلامة إلى مصراتة بغرب ليبيا أمس
صورة وزعتها البعثة الأممية لزيارة رئيسها غسان سلامة إلى مصراتة بغرب ليبيا أمس

اتفقت الحكومتان المتنازعتان على السلطة في ليبيا للمرة الأولى، ودون تنسيق مشترك، على اعتبار أمس عطلة رسمية، وذلك تخليداً للذكرى السابعة لإعلان تحرير ليبيا، وإسقاط نظام العقيد الراحل معمر القذافي عام 2011. وفي غضون ذلك، دعا المجلس الأعلى للدولة من مقره بالعاصمة طرابلس الجامعة العربية إلى لعب دور أكبر لحل الأزمة السياسية، ووضع حد لما سماه بـ«التدخلات الإقليمية السلبية في ليبيا».
وأعلن مجلس الدولة، أول من أمس، أن عضو المجلس علي السويح التقى الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، وسلمه رسالة من رئيس المجلس خالد المشري، تناولت دعوة للجامعة العربية إلى لعب دور أكبر في حث الأطراف الليبية على تنفيذ الاتفاق السياسي والالتزام به، ووضع حد للتدخلات الإقليمية السلبية في ليبيا.
وقررت الحكومة المؤقتة، التي يترأسها عبد الله الثني في شرق البلاد، اعتبار أمس عطلة رسمية، يستثنى منها المؤسسات والجهات العامة، التي يتطلب طبيعة عملها المكوث بمقراتها.
وكانت حكومة السراج، التي تدير المنطقة الغربية من العاصمة طرابلس، قد أعلنت هي الأخرى أن أمس عطلة رسمية في البلاد، وذلك بمناسبة عيد التحرير في جميع المؤسسات العامة، باستثناء العاملين في المرافق ذات الخدمات الإنسانية والأمنية الحيوية العاجلة.
لكن غابت أمس أي مظاهر احتفالية في ليبيا، التي تعاني من فوضى أمنية وعسكرية وصراع على السلطة، رغم محاولات البعثة الأممية إيجاد تسوية سياسية مقبولة في البلاد.
ميدانيا، شهدت العاصمة طرابلس مساء أول من أمس اشتباكات متقطعة بين ميليشيات مسلحة، إذ نقل موقع «بوابة أفريقيا» الإخباري عن عضو مجلس الدولة سعد بن شرادة أن الهدوء عاد إلى منطقة زاوية الدهماني بالمدينة بعد اشتباكات بين مسلحين، ردا على مقتل خيري الككلي الملقب بحنكورة. كما وردت تقارير عن إطلاق رصاص في مقر الأمن المركزي بالمنطقة، التي قامت قوات الأمن بضرب طوق أمني حولها، فيما تداولت أوساط صحافية معلومات عن اغتيال مسؤول أمني في العاصمة.
ونعتت الإدارة العامة لمكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية في طرابلس، عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، المقدم علي أبو شهيوة، مدير فرع جنوب طرابلس، إثر اغتياله أمس رمياً بالرصاص في منطقة قصر بن غشير، وقالت في بيان مقتضب إن التحقيقات لا زالت جارية لمعرفة الجناة.
في غضون، ذلك دعا غسان سلامة، رئيس بعثة الأمم المتحدة، أعضاء مجلسي النواب والدولة عن مدينة مصراتة إلى تقديم الدعم للدفع قدما بالإصلاحات الاقتصادية والأمنية، مشيرا إلى أن الأمم المتحدة تعمل دون كلل مع النظراء الليبيين على كلتا الجبهتين لضمان إحراز التقدم.
وأرجع سلامة الزيارة التي بدأها أمس إلى مدينة مصراتة، في غرب البلاد، للاستماع لآراء الأعضاء حول أفضل السبل لإحداث انفراجة في حالة الجمود السياسي الحالي، التي خلفتها المؤسسات الوطنية الليبية.
وطبقا لبيان أصدرته البعثة الأممية، فقد أعرب أعضاء مجلس مصراتة البلدي وأعضاء مجلسي النواب والدولة عن دعمهم لما وصفوه بحيادية الأمم المتحدة، وللإصلاحات الاقتصادية التي طال ترقبها، والدفع بالترتيبات الأمنية الجديدة لتصحيح الوضع في طرابلس، مشددين على الحاجة لموقف دولي واضح وموحد تجاه ليبيا.
ومن جهتها، قالت البعثة إن الزيارة تستهدف الاجتماع أيضا مع قادة عسكريين ومحليين ومنظمات المجتمع المدني، بما في ذلك النساء والشباب.
من جهة ثانية، اعتبر رئيس الحكومة الإيطالية جوزيبي كونتي أن التفكير بإمكانية إجراء انتخابات في ليبيا بحلول العاشر من شهر ديسمبر (كانون الأول) المقبل، هو بمثابة «أمر غير حكيم». ونقلت وكالة «آكي» الإيطالية عن كونتي قوله في تصريحات صحافية إنه تقاسم هذا التقييم مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وذلك على هامش اجتماعات للاتحاد الأوروبي في بروكسل مؤخرا.
وحول المؤتمر الذي تنظمه بلاده الشهر المقبل لأجل ليبيا في باليرمو، قال كونتي إنه تم توجيه الدعوات إلى جميع الجهات الفاعلة الرئيسية، مضيفا أن إيطاليا «تقدم طاولة للحوار، وفرصة للمواجهة، وإن استطعنا إحراز تقدم ما نكون قد قدمنا إسهاما كبيرا لليبيين وللمجتمع الدولي».
إلى ذلك، أكد خميس الجهيناوي، وزير الخارجية التونسي، ونظيره الفرنسي جان لودريان، عقب محادثاتهما في تونس، حرصهما على مرافقة المسار السياسي في ليبيا، وتشجيع الليبيين على الحوار والتفاوض، وفقا لخطة غسان سلامة رئيس البعثة الأممية إلى ليبيا. بدورها، أبلغت سفيرة فرنسا لدى ليبيا بياتريس دوهيلين، فتحي باش أغا وزير الداخلية بحكومة السراج، خلال لقائهما أمس في طرابلس، بأن بلادها مستعدة لتقديم الدعم اللوجيستي لليبيا، وذلك من خلال مساعدتها في مراقبة الحدود، ووضع الخطط الأمنية، وتدريب جميع منتسبي وزارة الداخلية في الداخل والخارج. واعتبر أغا في المقابل أن هذا اللقاء بداية لما سماه بتعاون أمني حقيقي بين ليبيا وفرنسا، مشيرا إلى تفعيل جميع الاتفاقيات ومذكرات التفاهم الموقعة بين البلدين، ومساعدة ليبيا في الحد من تدفق المهاجرين من أفريقيا، ومكافحة ظاهرة الهجرة غير الشرعية.



قراصنة «سنترال بارك» في قبضة «المارينز» الأميركي

استولى مجهولون يعتقد أنهم على صلة بالحوثيين على الناقلة «سنترال بارك» قبل تحريرها (أ.ب)
استولى مجهولون يعتقد أنهم على صلة بالحوثيين على الناقلة «سنترال بارك» قبل تحريرها (أ.ب)
TT

قراصنة «سنترال بارك» في قبضة «المارينز» الأميركي

استولى مجهولون يعتقد أنهم على صلة بالحوثيين على الناقلة «سنترال بارك» قبل تحريرها (أ.ب)
استولى مجهولون يعتقد أنهم على صلة بالحوثيين على الناقلة «سنترال بارك» قبل تحريرها (أ.ب)

انتهت مغامرة القراصنة الذين حاولوا اختطاف الناقلة الدولية «سنترال بارك» من خليج عدن، بوقوعهم في قبضة «المارينز» الأميركي، حيث يجري التحقيق معهم، فيما اتهمت الحكومة اليمنية الحوثيين بالوقوف وراء العملية الفاشلة التي رافقها إطلاق صاروخين باليستيين لاستهداف مدمرة الإنقاذ الأميركية.

ولاذت الجماعة الحوثية بالصمت إزاء عملية القرصنة الفاشلة، كما نفت إيران مسؤوليتها عنها، في حين استنكرت الحكومة اليمنية العملية واتهمت الجماعة بالوقوف خلفها تنفيذا لأجندة طهران. وقالت الحكومة اليمنية في بيان لخارجيتها إنها تستنكر أعمال القرصنة البحرية التي تنفذها ميليشيات الحوثي الإرهابية بدعم من النظام الإيراني، والتي كان آخرها حادث اختطاف سفينة النفط «سنترال بارك» في المياه الإقليمية اليمنية، الذي يأتي امتداداً لأعمال التخريب والتهديدات الحوثية للملاحة الدولية منذ سيطرة هذه الميليشيات على مقدرات الدولة اليمنية؛ وفق ما ذكره البيان.

تزعم جماعة الحوثي أنها تقرصن السفن في البحر الأحمر نصرة للفلسطينيين في غزة (إكس)

وأشار البيان إلى أن الحكومة اليمنية حذرت مرارا من «خطورة الميليشيا الحوثية الإرهابية وأجندتها المرتبطة بمصالح ومشاريع التخريب الإيرانية في المنطقة». وأكد أن هذه الأعمال «لا تمت بأي صلة للقضية الفلسطينية، ولا تخدم نضالات الشعب الفلسطيني، إذ إن الجماعة التي أوغلت في قتل وتعذيب الشعب اليمني لا يمكن أن تكون نصيرا للقضايا العادلة».

صاروخان حوثيان

وكان الجيش الأميركي أعلن أن صاروخين باليستيين انطلقا من المناطق التي تسيطر عليها جماعة الحوثي المدعومة من إيران في اليمن في اتجاه المدمرة الأميركية «يو إس إس مايسون» في خليج عدن، على أثر استجابة البحرية الأميركية لنداء استغاثة من السفينة التجارية «سنترال بارك» التي استولى عليها مسلحون.

وربط المسؤولون الأميركيون بين هذا الحادث والاعتداءات التي نفذها الحوثيون ضد إسرائيل ومصالح الولايات المتحدة في المنطقة، في ظل مخاوف في المنطقة من احتمال اتساع نطاق الحرب بين إسرائيل و«حماس». وأعلنت القيادة المركزية الأميركية في بيان أن الناقلة التجارية كانت تحمل شحنة من حامض الفوسفوريك عندما طلب طاقمها المساعدة إثر «التعرض لهجوم من جهة مجهولة».

تحمل الناقلة المحررة شحنة من حمض الفوسفوريك (إكس)

واستجابت المدمرة التي تحمل صواريخ موجهة والسفن المرافقة لها من قوة عمل مكافحة القرصنة التي تعمل في خليج عدن وقبالة سواحل الصومال، لنداء المساعدة و«طالبت بإطلاق السفينة». وأضافت أنه مع وصول البحرية الأميركية «نزل خمسة مسلحين من السفينة وحاولوا الفرار عبر قاربهم الصغير»، موضحة أن المدمرة الأميركية «طاردت المهاجمين مما أدى إلى استسلامهم في نهاية المطاف».

ولم تحدد البحرية الأميركية هوية المهاجمين. ولفتت إلى أنه بعد ساعات، (في الساعة 1:41 فجر الاثنين بالتوقيت المحلي)، وفيما كانت «يو إس إس مايسون» تنجز مهمة إنقاذ «سنترال بارك»، انطلق صاروخان باليستيان من مناطق سيطرة الحوثيين في اليمن «في اتجاه الموقع العام» للمدمرة الأميركية وكذلك السفينة التجارية. وأضاف بيان القيادة المركزية أن «الصاروخين سقطا في خليج عدن على بعد نحو عشرة أميال بحرية من السفينتين»، وأنه لم تقع أضرار أو إصابات في السفينتين.

وأفاد بيان أصدرته شركة «زودياك ماريتايم»، التي تدير «سنترال بارك» بأن الناقلة التي ترفع العلم الليبيري «آمنة»، مضيفة أن «جميع أفراد الطاقم والسفينة والبضائع لم يصابوا بأذى». ونقلت وسائل إعلام أميركية أن الناقلة لها روابط بشركة يملكها إسرائيليون، مدرجة «زودياك ماريتايم» بصفتها تابعة لشركة «عوفير غلوبال» الخاصة بالملياردير الإسرائيلي إيال عوفر، رغم تأكيد الناطقة باسم «زودياك ماريتايم» جاني جارفينن أن «زودياك ليست مملوكة لشركة عوفير غلوبال».

تحذر الحكومة اليمنية من خطورة تهديد الحوثيين للملاحة (إكس)

أمن الممرات البحرية

وقال قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال إريك كوريلا الأحد إن أمن المجال البحري «ضروري للاستقرار الإقليمي»، مضيفاً «سنواصل العمل مع الحلفاء والشركاء لضمان سلامة وأمن ممرات الشحن الدولية». و«مايسون» جزء من المجموعة الهجومية التابعة لحاملة الطائرات «دوايت دي أيزنهاور» التي أمر الرئيس بايدن بإرسالها إلى المنطقة في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. وكانت القيادة المركزية أفادت عبر منصة «أكس» أيضاً بأن مجموعة حاملة الطائرات هذه أكملت في 26 نوفمبر (تشرين الثاني) عبور مضيق هرمز لدخول مياه الخليج العربي، بينما تواصل المجموعة الهجومية دعم مهمات القيادة المركزية. وأضافت أنه «أثناء وجودها في الخليج العربي، تقوم المجموعة بدوريات لضمان حرية الملاحة في الممرات المائية الدولية الرئيسية مع دعم متطلبات القيادة المركزية الأميركية في كل أنحاء المنطقة».

ويرافق حاملة الطائرات طراد الصواريخ الموجهة «يو إس إس بحر الفلبين» ومدمرتا الصواريخ الموجهة «يو إس إس غرافلي» و«يو إس إس ستيثيم» والفرقاطة الفرنسية «لانغدوك». ولم تعلن القوات الأميركية عن هوية المهاجمين الخمسة الذين تم اعتقالهم، كما أن الجماعة الحوثية لم تعلق رسمياً على محاولة القرصنة الأخيرة وإطلاق الصواريخ باتجاه المدمرة الأميركية، إلا أن أحد المتحدثين باسمها وصف في حديث لقناة فرنسية ناطقة بالعربية، ما حدث بـ«أنه مسرحية أميركية». ويعتقد أن الجماعة الحوثية دبّرت للهجوم على الناقلة، حيث كانت تطمح إلى اقتيادها عنوة إلى ميناء الحديدة، وأنها قامت بمساندة الخاطفين أثناء ملاحقتهم من القوات الأميركية بإطلاق الصواريخ الباليستية.

ونفت طهران على لسان المتحدث باسم خارجيتها ناصر كنعاني، أن يكون لها أي دور في الهجمات الأخيرة على السفن المرتبطة بإسرائيل، بما في ذلك الهجوم على الناقلة «سنترال بارك». ورأت إيران على لسان كنعاني نفسه، أن هذه الهجمات «رد فعل طبيعي على الوجود الأميركي في المنطقة»، وهو ما يفهم منه تشجيع الجماعات المرتبطة بها لتنفيذ مزيد من العمليات.


تحوّلات السياسة الأوروبية بشأن انتهاكات حقوق الإنسان في اليمن

تجاهل تقرير الخبراء الكثير من انتهاكات الجماعة الحوثية مثيراً ردود فعل غاضبة من الحكومة اليمنية والتحالف (رويترز)
تجاهل تقرير الخبراء الكثير من انتهاكات الجماعة الحوثية مثيراً ردود فعل غاضبة من الحكومة اليمنية والتحالف (رويترز)
TT

تحوّلات السياسة الأوروبية بشأن انتهاكات حقوق الإنسان في اليمن

تجاهل تقرير الخبراء الكثير من انتهاكات الجماعة الحوثية مثيراً ردود فعل غاضبة من الحكومة اليمنية والتحالف (رويترز)
تجاهل تقرير الخبراء الكثير من انتهاكات الجماعة الحوثية مثيراً ردود فعل غاضبة من الحكومة اليمنية والتحالف (رويترز)

رغم تمسك الاتحاد الأوروبي باعتماد المسار السياسي لحل الأزمة اليمنية والتزامه بدعم الشرعية اليمنية، فإن تعاطيه مع الملف الحقوقي في اليمن شهد تحولات ارتبطت بابتزاز دول تحالف دعم الشرعية ومحاولات الحصول على مكاسب اقتصادية وأمنية كما تفيد به دراسة يمنية، إذ غلب على مواقف دول الاتحاد التناقض وعدم الحياد.

وخلصت الدراسة التي أعدها «مركز اليمن والخليج للدراسات» إلى أن السياسات الأوروبية المزدوجة تجاه انتهاكات القانون الدولي الحقوقي والقانون الدولي الإنساني، تتغير من بلد إلى آخر حسب طبيعة المصالح والمقاربات الاستراتيجية لدول الاتحاد الأوروبي، وليس لصالح الضحايا المدنيين.

تحظى تقارير اللجنة الوطنية للتحقيق في ادعاءات انتهاكات حقوق الإنسان بإشادة أممية (إعلام حكومي)

وطبقاً لذلك جرى استخدام الملف الحقوقي لابتزاز السعودية والإمارات، قبل أن تجري المقايضة بملف الانتهاكات مقابل تحسين العلاقات مع دول الخليج لتأمين مصادر بديلة للطاقة الروسية.

وارتبط الموقف الأوروبي من الانتهاكات في اليمن بدرجة رئيسية بالموقف السياسي من الحرب الدائرة في البلاد والفاعلين المحليين والإقليميين فيها، فبينما أعلنت فرنسا، ومعها بريطانيا التي كانت لا تزال عضواً في الاتحاد حينها، تأييدهما لسلطة الرئيس السابق عبد ربه منصور هادي، والعمليات العسكرية للتحالف في اليمن، وحق السعودية في الدفاع عن نفسها؛ كانت مواقف باقي دول الاتحاد مغايرة، وفق ما تقوله الدراسة.

وقالت الدراسة إن بقية دول الاتحاد الأوروبي استخدمت الملف الحقوقي استخداماً سياسياً بامتياز، حيث من النادر جداً المطالبة بلجان تحقيق دولية خلال الأيام الأولى لاندلاع الصراعات والحروب بشقيها الداخلي والدولي، إذ جرى لمرة واحدة فقط تشكيل لجنة دولية لتقصي الحقائق في غزة عام 2000 رغم امتداد الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي لأكثر من 70 عاماً.

كما لم تدعُ اللجنة الدولية لحقوق الإنسان، قبل تحولها إلى مجلس حقوق الإنسان، إلى اجتماع واحد في أثناء الغزو الأميركي البريطاني للعراق، ولم تشكل لجنة تحقيق على الرغم من مقتل أكثر من مليون عراقي، إلا أنه كان ثمة إصرار أوروبي على فرض الولاية الدولية للتحقيق في اليمن، مقابل انتهاج هذه الدول سياسة مغايرة كلياً في سوريا، ووضعت الأولوية للمخاوف الأمنية بدلاً من حقوق الإنسان.

توظيف سياسي وابتزاز

حيثيات دول المجموعة العربية الرافضة لتشكيل آلية تحقيق دولية استندت إلى أن المطالبة المستعجلة بالمساءلة في ظل استمرار الحرب هو نوع من الابتزاز، وأن تلك المساعي المحمومة أثارت التوجس من أن الهدف النهائي منها الضغط لإيقاف التدخل العربي المساند للشرعية وترك الحكومة اليمنية فريسة سهلة للحوثيين.

قاطعت الحكومة اليمنية فريق الخبراء البارزين الدوليين والإقليميين ومنعته من دخول البلاد (إكس)

أما اليمن الذي لا يملك مقعداً في مجلس حقوق الإنسان، فرفض القرار تمسكاً بالسيادة الوطنية، وبالآليات المحلية لمواجهة انتهاكات حقوق الإنسان، ومن ضمنها اللجنة الوطنية للتحقيق في ادّعاءات انتهاكات حقوق الإنسان، والتي صدر قرار من الرئيس السابق عبد ربه منصور هادي بتأسيسها، وتقدمت المجموعة العربية بمشروع قرار لإسنادها ودعمها فنياً ولوجيستياً لتتناسب أعمالها مع المعايير الدولية، بينما رفضت المجموعة الأوروبية ذلك، وادَّعت عدم حياد اللجنة الوطنية.

لاحقاً جرى التوافق على مشروع قرار موحد تضمّن الغايتين النهائيتين لمضمون المشروعين، إذ جرى التوافق على تشكيل فريق للخبراء بدلاً من لجنة للتحقيق، وعلى أن يبدأ التحقيق من عام 2014، أي منذ اجتياح الحوثيين العاصمة صنعاء، على أن يدرَج القرار تحت البند العاشر المخصص لدعم الدول تقنياً بدلاً من البند الثاني المخصص للتحقيق في انتهاكات الدول.

إلا أن الإصرار الأوروبي على التوظيف السياسي لملف الانتهاكات حال دون نشوء تعاون بنّاء بين فريق الخبراء البارزين واللجنة الوطنية للتحقيق في الانتهاكات، بدءاً من اختيار الفريق للعاصمة اللبنانية بيروت مقراً لأعماله لكونها تقع تحت هيمنة «حزب الله» وإيران، وهو ما يعني إمكانية التأثير في عمل الفريق، حسب اعتراض اليمن ودول التحالف.

الأمم المتحدة في جنيف حيث مقر مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة (رويترز)

وتلا ذلك صدور تقرير ردّت عليه الحكومة اليمنية بتجاوز الفريق الولاية القانونية الممنوحة له من مجلس حقوق الإنسان، قبل أن تعلن مقاطعته ومنعه من دخول أراضيها، في حين اتهمه تحالف دعم الشرعية بتضمين مغالطات وتجاهل أسباب النزاع والتغاضي عن ممارسات الجماعة الحوثية ودور إيران في دعمها.

نجاح الآلية الوطنية

ويرى وزير حقوق الإنسان اليمني السابق محمد عسكر، أنه في ظل النزاعات المسلحة يجري تسييس كل شيء، وفي اليمن جرى تسييس الملف الحقوقي، الأمر الذي حاولت معه الحكومة اليمنية بمعية كل من نعتتهم بالشرفاء، سواء في المجتمع المدني أو الحكومة أو الأطراف الخارجية النأي بهذا الملف عن الاستقطابات، والتركيز على الاعتبارات الإنسانية لكل يمني من أي مكان كان، وبغضّ النظر عن مصدر الانتهاك والطرف الذي ارتكبه.

ويقول عسكر لـ«الشرق الأوسط» إنه، وخلال فترة ولايته، جرى دعم وتعزيز الآلية الوطنية ودعم استقلالها بعد أن فشلت الأطراف السياسية قبل الحرب في إنجاز هذه اللجنة رغم وجود قرار الإنشاء السابق للحرب، متأسفاً لتأخر تشكيلها لترى النور خلال الحرب، لتصبح تجربة قوية جداً فريدة في الإقليم بشكل عام.

ونوّه عسكر إلى أن النزاع المسلح في اليمن كان من النزاعات التي تم فيها تدمير مؤسسات الدولة بشكل كبير من خلال الاستيلاء عليها من التمرد الحوثي، ما يعني أن الحكومة كانت لديها مؤسسات ضعيفة للغاية لا تقوى على أن تقوم بعمليات الحماية لحقوق الإنسان.

سعت المجموعة الأوروبية في مجلس حقوق الإنسان إلى إنشاء آلية دولية للتحقيق في الانتهاكات في اليمن بصورة عاجلة (أ.ب)

من جهته يرى المستشار القانوني هاني الأسودي أن المجموعة الأوروبية تفتقر إلى التأثير في باقي المجموعات الجغرافية في مجلس حقوق الإنسان، إذ تحتل المجموعة الأوروبية بقسميها الشرقي والغربي 13 مقعداً فقط من إجمالي مقاعد مجلس حقوق الإنسان البالغ 47 مقعداً، وهي تواجه اختلافات عميقة مع باقي المجموعات خصوصاً منذ الحرب الروسية - الأوكرانية.

ويؤكد الأسودي في حديثه لـ«الشرق الأوسط» ضعف ثقة الدول أعضاء مجلس حقوق الإنسان في جدوى إنشاء آلية دولية في اليمن بخاصة في ظل وجود آلية وطنية قادرة على الوصول إلى الضحايا بشكل أفضل ومستمر، خصوصاً أنها تعرض تقاريرها بشكل سنوي على المفوضية السامية لحقوق الإنسان التي بدورها تقوم بتلخيصه للدول أعضاء المجلس.

وحسب الأسودي، وهو رئيس مركز «حقي» لدعم الحقوق والحريات في جنيف، تحظى تلك التقارير التي تشهد تطوراً سنوياً ملحوظاً في المنهجية وآليات الوصول؛ بإشادة من المفوضية ذاتها ومن أعضاء المجلس، وهو ما افتقرت إليه الآلية الدولية السابقة المتمثلة في فريق الخبراء البارزين الدوليين والإقليميين بشأن اليمن، والذي لم يستطع دخول اليمن واكتفى بجمع تقارير منظمات المجتمع المدني واجتزائها، وإجراء بعض اللقاءات عن طريق الاتصالات المسموعة والمرئية مع عدد محدود من الضحايا والشهود.


إسرائيل تقول إنها اقترحت على «حماس» «خيار» تمديد الهدنة

من داخل مراكز «الأونروا» (رويترز)
من داخل مراكز «الأونروا» (رويترز)
TT

إسرائيل تقول إنها اقترحت على «حماس» «خيار» تمديد الهدنة

من داخل مراكز «الأونروا» (رويترز)
من داخل مراكز «الأونروا» (رويترز)

أعلنت الحكومة الإسرائيلية، الاثنين، أنها قدمت «خياراً» لحركة «حماس» في قطاع غزة لتمديد الهدنة في قطاع غزة التي من المقرر أن تنتهي صباح الثلاثاء، وفق متحدث حكومي إسرائيلي.

وقال المتحدث باسم الحكومة إيلون ليفي للصحافيين: «نرغب في استقبال 50 رهينة إضافية لما بعد هذه الليلة، في طريقنا لإعادة الجميع».


بيانات حكومية: نصف أطفال اليمن لم يلتحقوا بالمدارس

تحسن طفيف في معدل وفيات الأطفال والخدمات الصحية في اليمن (الأمم المتحدة)
تحسن طفيف في معدل وفيات الأطفال والخدمات الصحية في اليمن (الأمم المتحدة)
TT

بيانات حكومية: نصف أطفال اليمن لم يلتحقوا بالمدارس

تحسن طفيف في معدل وفيات الأطفال والخدمات الصحية في اليمن (الأمم المتحدة)
تحسن طفيف في معدل وفيات الأطفال والخدمات الصحية في اليمن (الأمم المتحدة)

أظهرت نتائج أول مسح حكومي يُجْرى في اليمن منذ بداية الحرب التي أشعلها الحوثيون أن نصف أطفال البلاد لم يلتحقوا بالمدارس، وأن نصف الملتحقين يتسربون من مراحل التعليم الأساسي والثانوي، ومع ذلك بينت النتائج تحسناً طفيفاً في معدل وفيات الأطفال والحصول على مياه الشرب وخدمات الصرف الصحي.

هذه النتائج جاءت وفق المسح العنقودي متعدد المؤشرات الذي نفذه الجهاز اليمني المركزي للإحصاء بالتعاون مع الأمم المتحدة في كل أنحاء البلاد، حيث ركز على تقييم الظروف المعيشية للنساء والفتيات والفتيان بغرض توجيه السياسات والبرامج، وخطط التنمية الوطنية والدولية.

طفل يجلب المياه لأسرته في مديرية باجل غرب اليمن (رويترز)

بيانات المسح أفادت بأنه - نتيجة الاضطراب الذي عطل التعليم - كان نصف الأطفال فقط في سن الالتحاق بالمدرسة مسجلين في الصف الأول الابتدائي، في حين بلغ معدل إتمام الدراسة في المرحلة الأساسية 53 في المائة فقط، و37 في المائة للمرحلة الثانوية.

مقياس حاسم

المسح الذي دعمته منظمة «اليونيسف» يقيس التقدم المحرز في المجالات الحيوية للتنمية البشرية، بما في ذلك الصحة والتغذية والتعليم والمياه والصرف الصحي، وأظهرت نتائجه تحسناً هامشياً في كثير من المجالات على مدى العقد الماضي وهي وفق المنظمة علامة على أن المساعدات الإنسانية ساعدت في الحفاظ على نظام تقديم الخدمات، واستمرت في الحفاظ على سبل عيش الناس على الرغم من الصراع الذي دمر الاقتصاد، وحطم النظام الاجتماعي.

وقال بيتر هوكينز، ممثل «اليونيسف» في اليمن، إن المسح العنقودي متعدد المؤشرات سيكون بمثابة مقياس حاسم لتقييم التقدم المحرز نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة مع تعزيز الإدماج الاجتماعي للأشخاص الأكثر ضعفاً، وأكد أن البيانات عالية الجودة أمر حيوي للتخطيط الفعال، وتحديد الأولويات لتعزيز الجهود الإنسانية والسلام والتعافي والتنمية.

يعاني نصف الأطفال اليمنيين دون الخامسة من التقزم أو سوء التغذية (الأمم المتحدة)

وأظهرت نتائج المسح تحسناً طفيفاً في معدل وفيات الأطفال، حيث انخفض معدل وفيات الرضع من 39 إلى 35 لكل 1000، وانخفض معدل وفيات الأطفال دون سن الخامسة من 44 إلى 41 لكل 1000، بسبب التحسن المتواضع في مجال الخدمات الصحية للأمهات والأطفال حديثي الولادة، بما في ذلك الرعاية السابقة للولادة التي يقدمها العاملون الصحيون المهرة وعمليات الولادة التي تجريها القابلات الماهرات.

ووفق تلك النتائج ظلت تغذية الأطفال وانعدام الأمن الغذائي للأسر مصدر قلق رئيسي، حيث يعاني 49 في المائة من الأطفال دون سن الخامسة من التقزم أو سوء التغذية المزمن، ويعاني 17 في المائة من الأطفال من الهزال أو سوء التغذية الحاد. وقد عانى 75 في المائة من الأسر من انعدام الأمن الغذائي خلال الأشهر الـ 12 الماضية.

الحماية والوصول للمياه

على الرغم من أن المسح أشار إلى تحسن في الوصول إلى مياه الشرب وخدمات الصرف الصحي، فإن البيانات تظهر أن 6 فقط من كل 10 أفراد من أفراد الأسرة لديهم مياه شرب متوافرة بكميات كافية، و4 فقط من أصل 10 أفراد من أفراد الأسرة لديهم إمكانية الوصول إلى مصادر المياه داخل مبانيهم.

وفي مجال الحماية، وجد أن 29 في المائة فقط من الأطفال دون سن الخامسة مسجلون لدى السلطات المدنية (حاصلين على شهادة ميلاد)، بينما يشارك 16 في المائة من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و 17 سنة في عمالة الأطفال.

نصف طلاب اليمن يتسربون من مراحل التعليم (الأمم المتحدة)

وذكرت «اليونيسف» أنها قدمت الدعم الفني للمسح الذي غطى نحو 2000 أسرة، ونُفِّذ بين يوليو (تموز) 2022 ومايو (أيار) 2023، ووصفت نتائجه بأنها أكبر مصدر بيانات فردي لتوليد معلومات إحصائية عن النساء والفتيات والفتيان على المستويين دون الوطني والريفي الحضري، في 22 محافظة في البلاد.

وبينت المنظمة الأممية أن فرق العدادات المدربات تدريباً خاصاً سافرن في جميع أنحاء البلاد لإجراء مقابلات مع أرباب الأسر والنساء والأطفال (أقل من 5 سنوات و5 - 17 سنة) باستخدام 4 استبيانات مختلفة، وكجزء من العملية، أجريت سلسلة من التدريبات لموظفي منظمات المجتمع المدني لتعزيز القدرة المؤسسية للمنظمة الإحصائية.


الحوثيون يستهدفون مدمرة أميركية بصاروخين باليستيين في خليج عدن

من عملية احتجاز لسفينة نفذتها الجماعة الحوثية الأسبوع الماضي (أ.ف.ب)
من عملية احتجاز لسفينة نفذتها الجماعة الحوثية الأسبوع الماضي (أ.ف.ب)
TT

الحوثيون يستهدفون مدمرة أميركية بصاروخين باليستيين في خليج عدن

من عملية احتجاز لسفينة نفذتها الجماعة الحوثية الأسبوع الماضي (أ.ف.ب)
من عملية احتجاز لسفينة نفذتها الجماعة الحوثية الأسبوع الماضي (أ.ف.ب)

قالت القيادة المركزي الأميركية، اليوم الاثنين، إن صاروخين باليستيين أطلقا باتجاه إحدى مدمراتها بعد أن اعتقلت خمسة أشخاص حاولوا اختطاف ناقلة تجارية، لكن الصاروخين سقطا على بعد عشرة أميال من المدمرة.
وذكرت القيادة المركزية في بيان نشرته عبر منصة (إكس) أن المدمرة الأميركية كانت قد تلقت نداء استغاثة من الناقلة التجارية بعد تعرضها لهجوم من "كيان مجهول". وأوضحت أن خمسة مسلحين كانوا يحتجزون الناقلة حاولوا الفرار بعد وصول القوات لكنهم استسلموا في النهاية، مؤكدة أن طاقم السفينة التجارية آمن.
وقالت إن الصاروخين الباليستيين أطلقا من مناطق سيطرة الحوثيين في اليمن تجاه المدمرة الأميركية لكنهما سقطا في خليج عدن.
ونقلت عن قائد القيادة المركزية الأميركية مايكل كوريلا القول "سنواصل العمل مع الحلفاء والشركاء لضمان أمن وسلامة الممرات البحرية الدولية... الأمن البحري ضروري للاستقرار الإقليمي".
وكانت شبكة (فوكس نيوز) الأميركية ذكرت في وقت سابق اليوم أن الناقلة تديرها شركة مملوكة لرجل أعمال إسرائيلي وأنها كانت ترفع علم ليبيريا وتحمل على متنها شحنة من حمض الفسفوريك أمس الأحد قبالة سواحل اليمن. ونقلت الشبكة عن متحدث باسم شركة زودياك المالكة، ومقرها لندن، أن الناقلة تعرضت لهجوم على يد "من يشتبه أنهم قراصنة" أثناء عبورها الممر الدولي الموصى به على بعد نحو 54 ميلا بحريا من سواحل الصومال.
وأوضحت الشبكة أن المسلحين الخمسة استولوا على الناقلة بعد الصعود على متنها وحاولوا اقتحام الغرفة الآمنة لها لكنهم فشلوا وغادروها وألقي القبض عليهم أثناء عودتهم لشواطئ اليمن. وأشارت إلى أن الجيش الأميركي أطلق طلقات تحذيرية أثناء مطاردته للمسلحين الخمسة بينما كانت طائرة هليكوبتر تحلق فوقهم.
وذكرت أن المدمرة الحربية الأميركية التي لاحقتهم تلقت دعما من مدمرة يابانية أثناء العملية، مضيفة أن المسلحين الخمسة يخضعون لاستجواب من قبل الجيش الأميركي بموجب سلطات مكافحة القرصنة.
ونقلت الشبكة الأميركية عن شركة زودياك أن الناقلة وطاقمها بالكامل بخير وأن الشحنة لم يلحق بها أذى.


اتصالات بين القاهرة والدوحة وواشنطن لتمديد «هدنة غزة»

قافلة تابعة للصليب الأحمر تحمل محتجزين إسرائيليين وأجانب متجهة إلى مصر من قطاع غزة عند معبر رفح الحدودي، الأحد، 26 نوفمبر، 2023 (أ.ب)
قافلة تابعة للصليب الأحمر تحمل محتجزين إسرائيليين وأجانب متجهة إلى مصر من قطاع غزة عند معبر رفح الحدودي، الأحد، 26 نوفمبر، 2023 (أ.ب)
TT

اتصالات بين القاهرة والدوحة وواشنطن لتمديد «هدنة غزة»

قافلة تابعة للصليب الأحمر تحمل محتجزين إسرائيليين وأجانب متجهة إلى مصر من قطاع غزة عند معبر رفح الحدودي، الأحد، 26 نوفمبر، 2023 (أ.ب)
قافلة تابعة للصليب الأحمر تحمل محتجزين إسرائيليين وأجانب متجهة إلى مصر من قطاع غزة عند معبر رفح الحدودي، الأحد، 26 نوفمبر، 2023 (أ.ب)

تجري مصر اتصالات مكثفة مع قطر والولايات المتحدة، من أجل تمديد «الهدنة الإنسانية» في قطاع غزة، بحسب مصدر مصري مسؤول، أشار إلى انتظام سريان اتفاق الهدنة المؤقتة لليوم الثالث على التوالي. في حين أشاد الرئيس عبد الفتاح السيسي بجهود أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، مؤكداً أنها «تكاملت مع الجهود المصرية لإتمام الهدنة الإنسانية في قطاع غزة».

وشكر السيسي، في تدوينة له على موقع «إكس»، أمير قطر على جهوده في إتمام الهدنة الإنسانية في قطاع غزة، وإنجاح عملية تبادل الأسرى والمحتجزين، متطلعاً لـ«مزيد من التعاون المشترك لتلبية تطلعات الشعب الفلسطيني، وإقرار السلام الشامل والعادل في المنطقة».

ونصّت الهدنة، التي جرى التوصل إليها برعاية مصرية - قطرية - أميركية، على تبادل محدود للأسرى بين الجانبين، ووقف لإطلاق النار لمدة 4 أيام. ونقلت قناة «القاهرة الإخبارية»، (الأحد)، عن مسؤول مصري، لم تُعرّفه، «تقدير بلاده للجهود القطرية المبذولة لتنفيذ المرحلة الثانية من الهدنة الإنسانية».

ووفق رئيس «الهيئة العامة للاستعلامات» في مصر، ضياء رشوان، فإن «الهدنة الفلسطينية - الإسرائيلية سارية دون عوائق لليوم الثالث على التوالي»، وقد أرجع سريانها إلى «الجهود المكثفة التي تبذلها مصر بالتعاون مع الأشقاء في قطر الذين يبذلون جهوداً مقدرة تستحق التحية والشكر».

وأوضح رشوان، أن «هذه الجهود المشتركة، أسفرت عن بدء سريان الهدنة في موعدها المحدد، والنجاح في تجاوز العقبات التي قابلتها في ثاني أيامها (السبت)، والعودة لتطبيق بنودها كلها المتفق عليها من الجانبين، الفلسطيني والإسرائيلي».

تطبيقاً لهذه البنود، تسلّمت السلطات المصرية، (صباح الأحد)، قائمة المحتجزين بقطاع غزة، وتضم 13 إسرائيلياً، كما تسلّمت قائمة الفلسطينيين المزمع الإفراج عنهم من السجون الإسرائيلية، وتضم 39 فلسطينياً، المقرر تبادلهم بين الجانبين حتى مساء الأحد.

وزيرة الدولة القطرية للتعاون الدولي لولوة بنت راشد الخاطر تتحدث مع طفل في مكان مجهول في غزة خلال هدنة مؤقتة بين «حماس» وإسرائيل الأحد (رويترز)

وضمن التنسيق المصري - القطري، دخل وفد قطري برئاسة وزيرة الدولة للتعاون الدولي في وزارة الخارجية، لولوة الخاطر، (الأحد)، قطاع غزة، عبر معبر رفح الحدودي مع مصر؛ لبحث آليات زيادة الإمدادات الإنسانية في اليوم الثالث من الهدنة.

وفي وقت سابق، نهاية الأسبوع الماضي، استقبلت د.نيفين القباج وزيرة التضامن الاجتماعي المصرية، مع نائب رئيس «الهلال الأحمر» المصري، الوزيرة القطرية بشأن التنسيق لإعداد وتوصيل مستلزمات الإغاثة والمساعدات القطرية للأشقاء الفلسطينيين في قطاع غزة، عبر «الهلال الأحمر» المصري.

وينص اتفاق الهدنة، على الإفراج عن 50 رهينة لدى «حماس»، مقابل إطلاق سراح 150 أسيراً فلسطينياً، على مدار الأيام الأربعة للهدنة، القابلة للتجديد. وتفيد السلطات الإسرائيلية بأن نحو 240 شخصاً أُخذوا رهائن خلال هجوم «حماس» وتمّ نقلهم إلى داخل قطاع غزة.

من جهته، تلقى وزير الخارجية المصري سامح شكري، (الأحد)، اتصالاً هاتفياً من أنتوني بلينكن وزير خارجية الولايات المتحدة. ووفق بيان للخارجية المصرية، فإن الوزيرين بحثا الجهود المبذولة لاحتواء أزمة قطاع غزة، وتيسير دخول المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى القطاع خلال فترة الهدنة، وأكدا أهمية التغلب على أية معوقات قد تهدد استكمال الاتفاق.

فلسطينيون يسيرون بجانب منازل دمرها القصف الإسرائيلي في قطاع غزة (رويترز)

وشدد شكري على ضرورة البناء على هذه الهدنة للوصول إلى وقف شامل لإطلاق النار، وإنفاذ المساعدات الإنسانية والإغاثية بشكل كافٍ ومستدام لمناطق القطاع كافة، وكذلك دعم الجهود الدولية الرامية لتحقيق هذا الهدف، بما في ذلك تنفيذ قرار مجلس الأمن الصادر في 15 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي.

ونقل البيان المصري، عن وزير الخارجية الأميركي، إشادته بـ«الجهود المصرية في احتواء الأزمة والحد من تداعياتها، والتعاون الوثيق للوصول إلى اتفاق الهدنة المؤقتة». وأشار المتحدث الرسمي إلى أن الوزيرين أكدا أهمية استمرار التشاور والتنسيق الوثيق بشأن مختلف جوانب الأزمة.


السوداني يطلق خطة التنمية الوطنية الخمسية وتعزيز الشراكات الاقتصادية

السوداني متحدثاً في المؤتمر الأول لخطة التنمية الوطنية الخمسية بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (حساب رئاسة الوزراء على فيسبوك)
السوداني متحدثاً في المؤتمر الأول لخطة التنمية الوطنية الخمسية بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (حساب رئاسة الوزراء على فيسبوك)
TT

السوداني يطلق خطة التنمية الوطنية الخمسية وتعزيز الشراكات الاقتصادية

السوداني متحدثاً في المؤتمر الأول لخطة التنمية الوطنية الخمسية بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (حساب رئاسة الوزراء على فيسبوك)
السوداني متحدثاً في المؤتمر الأول لخطة التنمية الوطنية الخمسية بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (حساب رئاسة الوزراء على فيسبوك)

أعلن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني مضي حكومته ببناء شبكة من العلاقات الاقتصادية مع بلدان العالم. وفي كلمة ألقاها، الأحد، في المؤتمر الأول لخطة التنمية الوطنية الخمسية الذي عقدته وزارة التخطيط بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، أكد السوداني اهتمام الحكومة بالخطط والمشاريع الاستراتيجية التي تنسجم مع «رؤية التنمية المستدامة 2030»، داعياً الجميع إلى المساهمة الفاعلة في بناء خطة وطنية خمسية للتنمية، تتناسب وحاجة العراق إلى تنمية حقيقية مبنية على أسس سليمة.

وقال السوداني إن «حجم التحديات يتطلب خططاً متكاملة تستهدف تحقيق النهضة الشاملة على المديين المتوسط والبعيد»، لافتاً إلى أن «العراق شهد انقطاعاً تنموياً منذ ثمانينات القرن الماضي بسبب الحروب والحصار وعمليات مواجهة الإرهاب، وهو ما جعل الحكومة (الحالية) تعمل على إعادة التنمية إلى مسارها الصحيح، بما في ذلك رفع وتيرة تنفيذ المشاريع الموجودة، وعددها أكثر من 7 آلاف مشروع، وتنفيذ مشاريع جديدة تمثل قيمة تنموية وخدمية عليا». وحول المشاريع بعيدة المدى قال السوداني إن «الحكومة أولت اهتماماً بالمشاريع الاستراتيجية التي تنسجم مع (رؤية التنمية المستدامة 2030)، ومن بينها مشاريع البنى التحية، والطاقة النظيفة، وطريق التنمية، وميناء الفاو... وغيرها» داعياً إلى توفير «أفضل الظروف لتحقيق أهداف الخطة الخمسية من قبل الجهات المعنية بتنفيذها، بما فيها المحافظات».

التنوع الاقتصادي

وفي الوقت الذي أكد فيه السوداني أن حكومته ماضية في بناء شبكة علاقات اقتصادية مع دول العالم أكد أنه «آن الأوان لتكون خطة التنمية الجديدة ذات أبعاد اقتصادية تستند إلى فلسفة التنوع الاقتصادي؛ حيث وضعت الحكومة أساسات للتنوع الاقتصادي، ومن بينها تأسيس الصندوق العراقي للتنمية، الذي يهدف إلى تكوين بيئة استثمارية متكاملة في البلد، كما جرى إطلاق المبادرات التي تستهدف تغيير نمط الاقتصاد الريعي، كمبادرة (ريادة) التي تساعد الشباب في استثمار أفكارهم بقطاعات منتجة بالإضافة إلى دعم القطاع الخاص من خلال منحه ضمانات سيادية، ستسهم في تشجيع بيئة الأعمال والاستثمار في البلد». وأضاف: «إذا نجحنا في تحقيق التنوع الاقتصادي، ووفرنا بيئة استثمارية خصبة، وأدخلنا القطاع الخاص بقوة في المشهد التنموي، فإن واقع الحال سيتغير، وإننا في الوقت نفسه ماضون في بناء شبكة من العلاقات الاقتصادية بين العراق وبلدان العالم، مبنية على أسس المصالح المتبادلة».

ومن سبل تحقيق الأهداف الاقتصادية والتنموية، حدد السوداني الإجراءات التي قامت بها حكومته كـ«العمل على إصلاح القطاع المصرفي والمالي، عبر أتمتة جميع الفعاليات والأنشطة الاقتصادية والخدمية، حيث جرى الشروع بأتمتة العمل في المنافذ الحدودية، والتأسيس للتحول نحو استخدام الدفع الإلكتروني، في جميع التعاملات السوقية والتجارية»، وقال: «الخطة التنموية الخمسية يجب أن تبنى على أساس التحول الرقمي، من خلال اعتماد الأنظمة الإلكترونية في جميع مفاصل الحياة». وعلى طريق تحقيق بيانات ومؤشرات تنموية سليمة من أجل إنجاح الخطط التنموية، أعلن السوداني عن اتخاذ حكومته قراراً بـ«إجراء التعداد السكاني في العام المقبل 2024، ووجهنا بتوفير جميع المتطلبات المالية واللوجيستية لإنجاحه».

منطقة حرة سعودية ـ عراقية

وفي موازاة ذلك، أعلن وزير الاستثمار السعودي خالد الفالح، الأحد، أن بلاده تسرع في خطوات تدشين أول منطقة اقتصادية حرة مع العراق، بالمنطقة الحدودية في عرعر. وقال الفالح، إن هيئة المدن الاقتصادية السعودية تدرس إقامة ربط بين المناطق الحدودية والمناطق الحرة مع الدول المجاورة، مبدياً أمله في أن تكون المنطقة الحدودية مع العراق أول منطقة اقتصادية حرة مع دولة مجاورة من دون ضرائب أو رسوم أو تأشيرات دخول لخدمة المستثمرين في البلدين. وجاءت تصريحات وزير الاستثمار السعودي خلال إحدى جلسات منتدى الحدود الشمالية للاستثمار الذي يعقد في مدينة عرعر السعودية، والتي أشار فيها إلى توافر نحو 100 فرصة استثمارية جديدة، بقيمة 20 مليار ريال ما عدا الفرص القائمة التي تقدر بـ 80 مليار ريال. وذكر أن منفذ جديدة عرعر البري بمنطقة الحدود الشمالية يُعدّ من بوابات الحركة التجارية بين السعودية والعراق خلال السنتين الماضيتين، حيث بلغ حجم التبادل التجاري البري خلال النصف الأول من العام الحالي حوالي 913.1 مليون ريال، مشيراً إلى أن حجم التبادل التجاري بين السعودية والعراق في 2021 بلغ نحو 3.5 مليار ريال. وكانت وزارة الصناعة والمعادن العراقية، قد أعلنت في 22 الشهر الحالي، موافقتها المبدئية على إنشاء منطقة اقتصادية مشتركة مع السعودية على الحدود بين البلدين.


ما حجم التأثير المتوقع للمصريين بالخارج في انتخابات الرئاسة؟

وزيرة الهجرة تلتقي قيادات الجالية المصرية بالسعودية ضمن حملة «شارك بصوتك» للحث على المشاركة في الانتخابات الرئاسية (وزارة الهجرة المصرية)
وزيرة الهجرة تلتقي قيادات الجالية المصرية بالسعودية ضمن حملة «شارك بصوتك» للحث على المشاركة في الانتخابات الرئاسية (وزارة الهجرة المصرية)
TT

ما حجم التأثير المتوقع للمصريين بالخارج في انتخابات الرئاسة؟

وزيرة الهجرة تلتقي قيادات الجالية المصرية بالسعودية ضمن حملة «شارك بصوتك» للحث على المشاركة في الانتخابات الرئاسية (وزارة الهجرة المصرية)
وزيرة الهجرة تلتقي قيادات الجالية المصرية بالسعودية ضمن حملة «شارك بصوتك» للحث على المشاركة في الانتخابات الرئاسية (وزارة الهجرة المصرية)

يفتح 137 مقراً انتخابياً في السفارات والقنصليات المصرية في 121 دولة حول العالم، أبوابه أمام المصريين المقيمين خارج البلاد؛ للتصويت في الانتخابات الرئاسية، اعتباراً من يوم (الجمعة) المقبل، وعلى مدار 3 أيام. في حين تُجرى الانتخابات داخل مصر أيام 10 و11 و12 ديسمبر (كانون الأول) المقبل.

وإلى جانب الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي، الذي يتطلع إلى ولاية ثالثة، يتنافس كل من فريد زهران رئيس «الحزب المصري الديمقراطي»، وعبد السند يمامة رئيس حزب «الوفد»، وحازم عمر رئيس حزب «الشعب الجمهوري»، على فترة رئاسية مدتها 6 سنوات.

والانتخابات الرئاسية المقبلة، هي الرابعة التي يُسمح فيها للمصريين في الخارج بالتصويت، بعدما انتزعوا حكماً قضائياً عقب «ثورة 25 يناير (كانون الثاني) 2011»، بأحقيتهم في الإدلاء بأصواتهم بالاستحقاقات الانتخابية المختلفة. كما تُعدّ الثانية من نوعها التي يُسمح فيها لهم بالتصويت مباشرة بالسفارات والقنصليات، من دون اشتراط تسجيل مسبق على غرار ما حدث في عامي 2012 و2014.

ويقدّر عدد المصريين بالخارج بنحو 14 مليون مواطن، بحسب وزارة الهجرة، من بينهم نحو 3 ملايين في السعودية، التي تحتضن لجنتين انتخابيتين فقط في مقر السفارة المصرية في الرياض، والقنصلية بمدينة جدة، في حين سجلت أرقام تصويت المصريين بالخارج تبايناً في الاستحقاقات الأخيرة رغم زيادة عدد المصريين بالخارج.

وبحسب بيانات وثّقها تقرير سابق لـ«ملتقى الحوار للتنمية وحقوق الإنسان»، فإن عدد المصوّتين في الانتخابات الرئاسية عام 2012 بلغ نحو 314 ألفاً، ليرتفع في 2014 إلى أكثر من 318 ألفاً، وتراجع في انتخابات 2018 إلى أكثر من 157 ألف صوت فقط، بينما سجلت اللجان الانتخابية بالسعودية والكويت النسب الأعلى في التصويت، وجاء عدد الأصوات في الإمارات وقطر بعدهما.

ويُرجع نائب مدير «مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية»، الدكتور عمرو هاشم ربيع، «محدودية» مشاركة المصريين بالخارج للتصويت، لأمرين رئيسيَين؛ «الأول مرتبط بعقبات التصويت»، والثاني متعلق بـ«ضمان جدية الانتخابات».

وأشار ربيع إلى أن «الدول التي بها مئات الآلاف من المصريين لا يوجد بها سوى مقر انتخابي واحد أو اثنين مع اتساع مساحتها الجغرافية»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط» أن «السعودية وكندا على سبيل المثال بهما مقران فقط للتصويت، والولايات المتحدة بها 5 مقرات، وهي أماكن محدودة، مقارنة بالاتساع الجغرافي الكبير، وهي مشكلة لم تُحل حتى الآن».

لكن الدكتور حسن سلامة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، يرى أن «إجراء الانتخابات في ظل وجود مهددات للأمن القومي المصري»، في إشارة إلى حرب غزة، «ستسهم في زيادة نسبة الإقبال على المشاركة من المصريين في الخارج والداخل على حد سواء».

وفي حين أشار سلامة إلى أن «نسب مشاركة المصريين بالخارج بالسنوات الماضية كانت أقل من المرغوب»، فإنه توقّع «مشاركة أكبر في الانتخابات المنتظرة، استناداً إلى وجود مزيد من التسهيلات قدمتها (الهيئة الوطنية) للمغتربين».

وعملت الجالية المصرية في السعودية على محاولة إزالة أي عوائق أمام مشاركة واسعة، وفق عادل حنفي نائب رئيس «اتحاد عام المصريين بالسعودية»، الذي قال لـ«الشرق الأوسط» إن «الاقتراع في الرياض وجدة فقط، لكن الاتحاد بدأ مبكراً تجهيز حافلات تنقل الناخبين في أيام التصويت، إلى جانب جولات توعية بأهمية الانتخابات التي تكتسب زخماً كبيراً؛ بسبب توقيت إجرائها»، وفق تعبيره.

وأضاف حنفي أن الاتحاد «يحاول التغلب على هذه العوائق من خلال تسهيل، وترتيب تنقلات جماعية للمصريين في المناطق البعيدة داخل المملكة حتى يمكنهم الإدلاء بأصواتهم بسهولة خلال أيام الاقتراع».

وتبدي غادة عجمي، عضو مجلس النواب المصري عن المصريين بالخارج، أملها في «التماس العذر للمغتربين الذين لن يستطيعوا التصويت في الانتخابات؛ بسبب بُعد المسافات بين مقرات أعمالهم والمقار المخصصة للتصويت، التي تحتاج في بعض الأحيان للسفر بالطائرات»، وهو ما دفعها بوصفها نائباً برلمانياً لطلب «دراسة تصويت الناخبين إلكترونياً».

وتؤكد أن نسب التصويت بالخارج «لن تقارن» بالداخل في ظل التسهيلات الكبيرة للمقيمين داخل مصر؛ من قرب مقار اللجان من أعمالهم وسهولة الوصول إليها.


العراق يعلن إجراء أول تعداد سكاني منذ 27 عاماً

صبية عراقيون يلعبون كرة القدم في أحد الأحياء الفقيرة بمحافظة ذي قار (أ.ف.ب)
صبية عراقيون يلعبون كرة القدم في أحد الأحياء الفقيرة بمحافظة ذي قار (أ.ف.ب)
TT

العراق يعلن إجراء أول تعداد سكاني منذ 27 عاماً

صبية عراقيون يلعبون كرة القدم في أحد الأحياء الفقيرة بمحافظة ذي قار (أ.ف.ب)
صبية عراقيون يلعبون كرة القدم في أحد الأحياء الفقيرة بمحافظة ذي قار (أ.ف.ب)

نقلت «وكالة أنباء العالم العربي» عن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، الأحد، عزمه إجراء تعداد سكاني، العام المقبل، بعد 27 عاماً من إجراء آخِر تعداد في البلاد. وخلال المؤتمر الأول لخطة التنمية الوطنية الخمسية، الذي عقدته وزارة التخطيط، بالتعاون مع «برنامج الأمم المتحدة الإنمائي»، قال السوداني: «قررنا إجراء التعداد السكاني في العام المقبل 2024، ووجّهنا بتوفير جميع المتطلبات المالية واللوجيستية لإنجاحه». وأضاف: «نحتاج إلى بيانات ومؤشرات تنموية سليمة، من أجل إنجاح الخطط التنموية، وهذا يتطلب إجراء إحصاء دقيق وشامل للسكان وأماكن سكنهم وبيئات عملهم».

وكان آخِر تعداد سكاني قد أُجريَ عام 1997، وأظهر حينها أن عدد سكان العراق يبلغ 22.33 مليون نسمة، في حين قدّرت وزارة التخطيط العام، في بياناتها الرسمية، أن عدد سكان العراق لسنة 2022 بلغ 42 مليوناً و248 ألفاً و883 نسمة، بمعدل زيادة سنوية 2.5 في المائة. وشدد السوداني، في كلمته، على أهمية التحول الرقمي، وقال: «يجب أن تتبنى الخطة التنموية الخمسية التحول الرقمي، من خلال اعتماد الأنظمة الإلكترونية في جميع مفاصل الحياة».


«سد النهضة»: «وفرة الأمطار» تخفف تأثيرات «الملء الرابع» على مصر

جانب من جولة مفاوضات بين مصر وإثيوبيا والسودان بالقاهرة أكتوبر الماضي (وزارة الموارد المائية المصرية)
جانب من جولة مفاوضات بين مصر وإثيوبيا والسودان بالقاهرة أكتوبر الماضي (وزارة الموارد المائية المصرية)
TT

«سد النهضة»: «وفرة الأمطار» تخفف تأثيرات «الملء الرابع» على مصر

جانب من جولة مفاوضات بين مصر وإثيوبيا والسودان بالقاهرة أكتوبر الماضي (وزارة الموارد المائية المصرية)
جانب من جولة مفاوضات بين مصر وإثيوبيا والسودان بالقاهرة أكتوبر الماضي (وزارة الموارد المائية المصرية)

وسط ترقب جولة جديدة من المفاوضات، بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، في ديسمبر (كانون الأول) المقبل، خففت «وفرة الأمطار» بالموسم الحالي على المنطقة الاستوائية من تأثيرات الملء الرابع لـ«سد النهضة» الإثيوبي، على مصر، وفق خبراء.

وفي سبتمبر (أيلول) الماضي، أعلن رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، نجاح بلاده في إتمام الجولة الرابعة من ملء سد النهضة، في إجراء رفضته مصر، وعدته «استمراراً للنهج الإثيوبي الأحادي» المخالف للقانون الدولي. ووفقاً لأستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة الدكتور عباس شراقي، فإن «موسم الأمطار الحالي على بحيرة فيكتوريا (السودانية) بالمنطقة الاستوائية أعلى من المتوسط، ومعظم المياه تأتي إلى مصر، ويواصل منسوب البحيرة ارتفاعه تدريجياً حيث وصل إلى 1136.08 متر فوق سطح البحر في 20 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، بنسبة زيادة 16 سنتيمتراً عن العام الماضي عندما سجل المنسوب 1135.92 متر، وما زال آخذاً في الزيادة».

وقال شراقي، في تدوينة له على صفحته بـ«فيسبوك»، إن بحيرة فيكتوريا والمنطقة الاستوائية «تسهمان بنسبة 15 في المائة من إجمالي إيرادات مياه النيل، بينما 85 في المائة من المياه تأتي من إثيوبيا».

ويُسمى الموسم الحالي «موسم الأمطار الأصغر»؛ حيث يستمر على المنطقة الاستوائية من أكتوبر (تشرين الأول) حتى ديسمبر، بينما يستمر «موسم الأمطار الأكبر» من مارس (آذار) حتى يونيو (حزيران)، ليبدأ بعدها موسم الجفاف حتى سبتمبر».

وتخشى مصر من تأثر حصتها من مياه نهر النيل جراء السد الإثيوبي الذي يجري تدشينه منذ عام 2011. وتقدر مصر «فجوتها المائية» بأكثر من 20 مليار متر مكعب سنوياً، وقال وزير الموارد المائية والري المصري الدكتور هاني سويلم خلال مؤتمر «أسبوع القاهرة للمياه» أوائل الشهر الحالي، إن «موارد مصر المائية تقدر بـ59.6 مليار متر مكعب سنوياً، وتبلغ الاستخدامات الحالية نحو 80 مليار متر مكعب سنوياً، حيث يعاد استخدام نحو 21 مليار متر مكعب لتعويض الفجوة بين الموارد والاحتياجات».

وتتطلع مصر للتوصل لاتفاق ملزم حول «سد النهضة» يضمن حقوق كل الأطراف، وسط ترقب جولة مفاوضات جديدة مع الجانب الإثيوبي في أديس أبابا، بمشاركة السودان، تعقد في ديسمبر المقبل، إذ انتهت الجولة السابقة التي عقدت بالقاهرة في أكتوبر الماضي دون التوصل لاتفاق.

ووفق خبير المياه فإن «بوابات السدود السودانية فُتحت على مصراعيها؛ ما أسهم في تدفق المياه إلى مصر، متوقعاً أن «تستمر الأمطار على المنطقة الاستوائية أعلى من معدلاتها حتى نهاية الشهر المقبل طبقاً لمراكز التنبؤات»، مؤكداً أن «السدود السودانية لا تشكل مشكلة، ولا تؤثر في حصة مصر؛ لأنها سدود صغيرة، فمثلاً تبلغ سعة تخزين سد (الروصيرص) 7 مليارات متر مكعب».

وبدوره، عد المستشار الأسبق لوزير الري المصري الدكتور ضياء الدين القوصي، تأثير كمية المياه التي تدفقت إلى مصر نتيجة موسم الأمطار بالهضبة الاستوائية بالسودان بـ«غير المحسوسة»، لكنه قال لـ«الشرق الأوسط»: «رغم أن مياه الأمطار الحالية غير مؤثرة بشكل جوهري استناداً إلى احتياجات مصر الفعلية، لكنها بالطبع تحافظ على تدفق المياه إلى مصر حتى لو كانت غير مؤثرة جوهرياً». ومع ذلك يرى القوصى «أن الوضع الحالي أفضل كثيراً من فترات الجفاف وعدم وجود أمطار».

وعلى مستوى المياه المتدفقة من إثيوبيا، يشرح القوصي أن «هناك زيادة محسوسة في تدفق المياه إلى مصر وصولاً إلى بحيرة ناصر؛ لأن إثيوبيا تُجفف الممر الأوسط لسد النهضة لكي تقوم بتعليته خرسانياً استعداداً للملء الخامس، وهو ما جعلها تفتح البوابات لتتدفق كميات مياه كبيرة باتجاه مصر، وسوف تزيد هذه الكميات خلال الأيام المقبلة إلى أن يجف السد».