الجيش الليبي يمهل منتسبيه المتغيبين فرصة أخيرة للالتحاق بصفوفه

عبد الغفار الطشاني قيادي «مجلس شورى درنة»
عبد الغفار الطشاني قيادي «مجلس شورى درنة»
TT

الجيش الليبي يمهل منتسبيه المتغيبين فرصة أخيرة للالتحاق بصفوفه

عبد الغفار الطشاني قيادي «مجلس شورى درنة»
عبد الغفار الطشاني قيادي «مجلس شورى درنة»

منحت القيادة العامة للقوات المسلحة الليبية العسكريين والمدنيين، الذين غادروا وحداتهم منذ عام 2011 «وشملهم قانون العفو العام»، فرصة أخيرة للالتحاق بكتائبهم، «والوقوف جنبا إلى جنب مع إخوانهم، الذين سبقوهم في القتال في تأمين البلاد ومحاربة الإرهاب». جاء ذلك في وقت تمكنت فيه قوات الجيش في مدينة درنة من قتل 3 متشددين، بينهم عبد الغفار منصور الطشاني.
وقالت القيادة العامة للجيش الليبي، برئاسة المشير خليفة حفتر، في بيان أمس، إن «ما تواجهه البلاد من تحديات لمكافحة الإرهاب بجميع أشكاله يحتم على جميع الليبيين الوقوف جنبا إلى جنب من أجل ضمان أمن واستقرار ليبيا»، مشيرة إلى أنه «يجب على كل فرد أن يؤدي دوره المناط به، كل في مجال عمله، وفي مقدمتهم منتسبو القوات المسلحة».
وأوضحت القيادة العامة أن «آخر فرصة للمتغيبين داخل وخارج ليبيا، ممن تنطبق عليهم شروط قانون العفو العام رقم 6 لعام 2015، هو 10 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، على أن يلتحقوا بأقرب وحدة عسكرية من محل سكنهم».
وتداولت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي تفاصيل حول مقتل 3 متشددين، كانوا يقاتلون في صفوف الجماعات الإرهابية في درنة، ويلوذون بأحد الجيوب على أطراف مدينة درنة، وهم الطشاني، وعبد الباسط الشلوي، وعثمان أنور الجازوي، الشهير بـ«العف».
وقالت صفحة «تحرير ليبيا من الخوارج» إن الطشاني شارك في المواجهات ضد قوات الجيش الوطني، بعد إطلاقها عملية تحرير درنة، وكان مسؤول القتال فيما يسمى «مجلس شورى مجاهدي درنة» في محاور وسط المدينة، مشيرة إلى أن قوات تابعة للكتيبة «210 مشاة» التابعة للقيادة العامة قنصته في محور «المغار» بالمدينة. كما لفتت إلى أن إسلام، نجل الطشاني، (من مواليد 1998)، سبق أن التحق بـ«مجلس شورى مجاهدي درنة»، لكنه قتل خلال المواجهات مع القوات المسلحة في سبتمبر (أيلول) الماضي. كما تمكنت القوات العاملة من تطهير درنة من الجيوب الإرهابية، ومن قتل المتشدد عبد الباسط الشلوي، أحد سكان الساحل الشرقي بحي الزهراء، الذي يعد «أحد فلول الجماعات المتشددة»، التي تخوض مواجهات مسلحة مع القوات المسلحة في محور وسط البلاد. وكان العقيد فرج داود الحاسي، رئيس لجنة قبول الطلبة بمعهد علوم الشرطة بدرنة، قد نجا من محاولة اغتيال في حي الزهور، باب طبرق، أول من أمس. وقال ابن عمه الضابط عياد الحاسي إن «الجماعات الإرهابية استهدفت العقيد فرج، لكن الله نجاه»، مشيرا إلى أن «هذه الزمرة تقف ضد قيام مؤسسات الدولة وعلى رأسها الجيش والشرطة والقضاء».
وأضاف عياد، وهو ضابط صف بوزارة الداخلية التابعة للحكومة المؤقتة بشرق البلاد، في حديث لـ«الشرق الأوسط» إن العقيد فرج يعالج الآن من جروحه، ويتعافى تدريجياً، لافتا إلى أن الحادث الذي وصفه بالإرهابي «لن يزيده إلا إصرارا وعزيمة». كما أوضح عياد أنه يعمل ضمن فريق شرطي مكلف من قبل رئيس الوزراء بتطبيق القانون في درنة منذ قرابة شهر.
وكانت شعبة الإعلام الحربي، التابعة للقوات المسلحة، قد أعلنت أول من أمس أن كتيبتي «طارق بن زياد المقاتلة»، و«128 مشاة» عثرتا على مخبأ سري للجماعات الإرهابية جنوب منطقة هراوة، بالإضافة إلى العثور على 3 سيارات مفخخة.
وأضافت الشعبة في تسجيل مصور، نشرته على صفحتها الرسمية بـ«فيسبوك»، أن المكان عبارة عن «مغارة جبلية كان يتحصن بها الإرهابيون للابتعاد عن أنظار نسور الجو، واستطلاع الجيش الليبي، وقد استخدموها للسكن والمبيت، وتجهيز المفخخات، ومنطلقا للعمليات الإرهابية».



إسرائيل تعترض صاروخاً حوثياً عشية «هدنة غزة»

عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)
عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)
TT

إسرائيل تعترض صاروخاً حوثياً عشية «هدنة غزة»

عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)
عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)

اعترضت إسرائيل صاروخين باليستيين أطلقتهما الجماعة الحوثية في سياق مزاعمها مناصرة الفلسطينيين في غزة، السبت، قبل يوم واحد من بدء سريان الهدنة بين تل أبيب وحركة «حماس» التي ادّعت الجماعة أنها تنسق معها لمواصلة الهجمات في أثناء مراحل تنفيذ الاتفاق في حال حدوث خروق إسرائيلية.

ومنذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تشن الجماعة المدعومة من إيران هجمات ضد السفن في البحرين الأحمر والعربي، وتطلق الصواريخ والمسيرات باتجاه إسرائيل، وتهاجم السفن الحربية الأميركية، ضمن مزاعمها لنصرة الفلسطينيين.

وقال المتحدث العسكري باسم الجماعة الحوثية، يحيى سريع، في بيان متلفز، عصر السبت، بتوقيت صنعاء، إن جماعته نفذت عملية عسكرية نوعية استهدفت وزارة الدفاع الإسرائيلية في تل أبيب بصاروخ باليستي من نوع «ذو الفقار»، وإن الصاروخ وصل إلى هدفه «بدقة عالية وفشلت المنظومات الاعتراضية في التصدي له»، وهي مزاعم لم يؤكدها الجيش الإسرائيلي.

وأضاف المتحدث الحوثي أن قوات جماعته تنسق مع «حماس» للتعامل العسكري المناسب مع أي خروق أو تصعيد عسكري إسرائيلي.

من جهته، أفاد الجيش الإسرائيلي باعتراض الصاروخ الحوثي، ونقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» أن صافرات الإنذار والانفجارات سُمعت فوق القدس قرابة الساعة 10.20 (الساعة 08.20 ت غ). وقبيل ذلك دوّت صافرات الإنذار في وسط إسرائيل رداً على إطلاق مقذوف من اليمن.

وبعد نحو ست ساعات، تحدث الجيش الإسرائيلي عن اعتراض صاروخ آخر قبل دخوله الأجواء، قال إنه أُطلق من اليمن، في حين لم يتبنّ الحوثيون إطلاقه على الفور.

ومع توقع بدء الهدنة وتنفيذ الاتفاق بين إسرائيل و«حماس»، من غير المعروف إن كان الحوثيون سيتوقفون عن مهاجمة السفن المرتبطة بإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا في البحر الأحمر، وخليج عدن؛ إذ لم تحدد الجماعة موقفاً واضحاً كما هو الحال بخصوص شن الهجمات باتجاه إسرائيل، والتي رهنت استمرارها بالخروق التي تحدث للاتفاق.

1255 صاروخاً ومسيّرة

زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي استعرض، الخميس، في خطبته الأسبوعية إنجازات جماعته و«حزب الله» اللبناني والفصائل العراقية خلال الـ15 شهراً من الحرب في غزة.

وقال الحوثي إنه بعد بدء سريان اتفاق الهدنة، الأحد المقبل، في غزة ستبقى جماعته في حال «مواكبة ورصد لمجريات الوضع ومراحل تنفيذ الاتفاق»، مهدداً باستمرار الهجمات في حال عودة إسرائيل إلى التصعيد العسكري.

جزء من حطام صاروخ حوثي وقع فوق سقف منزل في إسرائيل (أ.ف.ب)

وتوعّد زعيم الجماعة المدعومة من إيران بالاستمرار في تطوير القدرات العسكرية، وقال إن جماعته منذ بدء تصعيدها أطلقت 1255 صاروخاً وطائرة مسيرة، بالإضافة إلى العمليات البحرية، والزوارق الحربية.

وأقر الحوثي بمقتل 106 أشخاص وإصابة 328 آخرين في مناطق سيطرة جماعته، جراء الضربات الغربية والإسرائيلية، منذ بدء التصعيد.

وفي وقت سابق من يوم الجمعة، أعلن المتحدث الحوثي خلال حشد في أكبر ميادين صنعاء، تنفيذ ثلاث عمليات ضد إسرائيل، وعملية رابعة ضد حاملة الطائرات «يو إس إس ترومان» شمال البحر الأحمر، دون حديث إسرائيلي عن هذه المزاعم.

وادعى المتحدث سريع أن قوات جماعته قصفت أهدافاً حيوية إسرائيلية في إيلات بـ4 صواريخ مجنحة، كما قصفت بـ3 مسيرات أهدافاً في تل أبيب، وبمسيرة واحدة هدفاً حيوياً في منطقة عسقلان، مدعياً أن العمليات الثلاث حقّقت أهدافها.

كما زعم أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «ترومان» شمال البحر الأحمر، بعدد من الطائرات المسيرة، وهو الاستهداف السابع منذ قدومها إلى البحر الأحمر.

5 ضربات انتقامية

تلقت الجماعة الحوثية، في 10 يناير (كانون الثاني) 2025، أعنف الضربات الإسرائيلية للمرة الخامسة، بالتزامن مع ضربات أميركية - بريطانية استهدفت مواقع عسكرية في صنعاء وعمران ومحطة كهرباء جنوب صنعاء وميناءين في الحديدة على البحر الأحمر غرباً.

وجاءت الضربات الإسرائيلية الانتقامية على الرغم من التأثير المحدود للمئات من الهجمات الحوثية، حيث قتل شخص واحد فقط في تل أبيب جراء انفجار مسيّرة في شقته يوم 19 يوليو (تموز) 2024.

مطار صنعاء الخاضع للحوثيين تعرض لضربة إسرائيلية انتقامية (أ.ف.ب)

وإلى جانب حالات الذعر المتكررة بسبب صفارات الإنذار وحوادث التدافع في أثناء الهروب للملاجئ، تضررت مدرسة إسرائيلية بشكل كبير، جراء انفجار رأس صاروخ حوثي، في 19 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، كما أصيب نحو 20 شخصاً جراء صاروخ آخر انفجر في الـ21 من الشهر نفسه.

واستدعت الهجمات الحوثية أول رد من إسرائيل، في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وفي 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، قصفت إسرائيل مستودعات للوقود في كل من الحديدة وميناء رأس عيسى، كما استهدفت محطتَي توليد كهرباء في الحديدة، إضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات، وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً.

دخان يتصاعد في صنعاء الخاضعة للحوثيين إثر ضربات غربية وإسرائيلية (أ.ف.ب)

وتكررت الضربات، في 19 ديسمبر الماضي؛ إذ شنّ الطيران الإسرائيلي نحو 14 غارة على مواني الحديدة الثلاثة، الخاضعة للحوثيين غرب اليمن، وعلى محطتين لتوليد الكهرباء في صنعاء، ما أدى إلى مقتل 9 أشخاص، وإصابة 3 آخرين.

وفي المرة الرابعة من الضربات الانتقامية في 26 ديسمبر 2024، استهدفت تل أبيب، لأول مرة، مطار صنعاء، وضربت في المدينة محطة كهرباء للمرة الثانية، كما استهدفت محطة كهرباء في الحديدة وميناء رأس عيسى النفطي، وهي الضربات التي أدت إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة أكثر من 40، وفق ما اعترفت به السلطات الصحية الخاضعة للجماعة.