المغرب: دعوات لتعزيز دور النساء في الحد من الإرهاب والتطرف

TT

المغرب: دعوات لتعزيز دور النساء في الحد من الإرهاب والتطرف

دعا أحمد عبادي، أمين عام الرابطة المحمدية للعلماء بالمغرب، إلى تعزيز دور النساء في بناء السلام ومحاربة التطرف الإرهاب، مؤكداً أن النساء عنصر أساسي في المعادلة، والاعتماد عليهن يتيح «إمكانية التكامل بين مختلف الأبعاد، سواء الوجداني والتربوي والثقافي والاجتماعي والاقتصادي».
وقال عبادي، في افتتاح ندوة «القيادة النسائية من أجل السلام والحد من الإرهاب والتطرف الديني»، التي نظمها، أمس، مركز البحث والتكوين في العلاقات بين الأديان وبناء السلم التابع للرابطة المحمدية للعلماء، إن كل مجتمع لا يستعين بنسائه في معالجة القضايا الحارقة فإنه يفرّط على الأقل في 52 في المائة من طاقاته. وأضاف عبادي، أن «النساء يمثلن طاقة نوعية بحكم القدرات التي يتمتعن بها في التعامل مع التفاصيل والانتباه إلى الأمور الدقيقة والاستمرارية في مواكبتها»، مشيراً إلى أن الندوة تروم البحث في مختلف الأبعاد الفكرية والاقتصادية والاجتماعية.
وشدد أمين عام الرابطة المحمدية للعلماء على أهمية استثمار البعد الوجداني الذي تتميز به النساء في «كشف واستبانة أمارات الانحراف والزيغ التي تظهر في البدايات عند الأطفال، ولا يقدر على معرفتها ومعالجتها غير الأمهات»، لافتاً إلى أن الكثير من المشروعات «تعوزنا فيها الاستمرارية ونتسرع في التخلص منها أو نتركها غير مكتملة»، مؤكداً على ضرورة إتمام هذا المشروع والتعاون مع الهيئات والشركاء من أجل تعزيز دور المرأة وقيادتها في الحد من الإرهاب والتطرف.
من جهته، طالب توماس رييلي، سفير المملكة المتحدة بالمغرب، بالمزيد من العمل على تمكين النساء من حقوقهن وإشراكهن في المجتمع، وأكد أن النساء لعبن دوراً محورياً في تحقيق المصالحة ومكافحة العنف والتطرف في عدد من المناطق المضطربة بالعالم.
وأضاف السفير البريطاني، الذي تنظم الندوة بشراكة مع سفارة بلاده وهيئة الأمم المتحدة للمرأة في شمال أفريقيا بالرباط، أن المغرب «لديه تجربة كبيرة في مجال مكافحة التطرف والإرهاب، ويمكن أن نتعلم من هذه التجربة الشيء الكثير، وبخاصة في مجال التعليم الديني».
واعتبر رييلي، أن مشاركة المرأة وحضورها في لجان الحقيقة والإنصاف والمصالحة الوطنية بعدد من مناطق الصراع «أثبت أنه من الوسائل التي تساعد على دحض التطرف والإرهاب»، كما دعا إلى إشراك أكبر للنساء في «جهود مكافحة التطرف ومنحن الريادة في هذا المجال». أما ليلى الرحيوي، ممثلة هيئة الأمم المتحدة للمرأة في شمال أفريقيا، فأكدت بدورها على مركزية النساء في معادلة الأمن والاستقرار ومنع للتطرف العنيف بمختلف المناطق، مبرزة أن النساء «يؤثرن بشكل إيجابي على مفاوضات السلام ومبادرات بناء السلم وفرص النجاح معهن أحسن».
وقالت الرحيوي، إن إدماج النساء أمر حاسم للمجتمعات ويسرع الانطلاقة الاقتصادية والاجتماعية، وأفادت بأن التجربة تبين أن المرأة تساهم بشكل مهم في «تحديد مؤشرات التطرف واستكشاف مؤشراته الأولى، وبالتالي وجب التركيز على دور النساء في مكافحة التطرف والإرهاب».



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».