التحالف يتعهد بمساعدة قيادات «المؤتمر» و«الحرس» الراغبين في التخلي عن الحوثي

الميليشيات الانقلابية خسرت 126 موقعاً و450 قتيلاً خلال أسبوع

التحالف يتعهد بمساعدة قيادات «المؤتمر» و«الحرس» الراغبين في التخلي عن الحوثي
TT

التحالف يتعهد بمساعدة قيادات «المؤتمر» و«الحرس» الراغبين في التخلي عن الحوثي

التحالف يتعهد بمساعدة قيادات «المؤتمر» و«الحرس» الراغبين في التخلي عن الحوثي

أكدت القوات المشتركة لتحالف دعم الشرعية في اليمن، توفيرها الخروج الآمن لجميع الراغبين في الانشقاق عن الحوثي، وكشفت أن الميليشيات الانقلابية المدعومة إيرانياً، تكبدت خسائر كبيرة بفقدانها 450 مقاتلاً و126 موقعاً خلال أسبوع.
وأفاد العقيد ركن تركي المالكي، المتحدث باسم القوات المشتركة، خلال مؤتمر صحافي في الرياض أمس، بأن قوات التحالف تعمل في اليمن على كل المستويات السياسية والاقتصادية والإنسانية، وليس العسكرية فقط. وأضاف أن القوات المشتركة تعمل مع الأمم المتحدة وفق آلية معينة لتفتيش السفن المتوجهة إلى الموانئ اليمنية رغم وجود بعض الثغرات.
وكشف المالكي أن القوات المشتركة للتحالف ضبطت 1.5 طن من الحشيش في محافظة المهرة، و30 كيلوغراماً في محافظة حجة تتاجر بها الميليشيات الحوثية، مضيفا أن القوات المشتركة تدرب الأجهزة الأمنية اليمنية في كل المحافظات لمنع تهريب الأسلحة والمخدرات ضمن جهود التحالف لمكافحة الإرهاب.
ودعا المتحدث باسم القوات المشتركة كل اليمنيين، خصوصاً قيادات «المؤتمر الشعبي العام» و«الحرس الجمهوري» الراغبين في مغادرة مناطق سيطرة الحوثيين، إلى التواصل مع التحالف الذي سيؤمن لهم خروجاً آمناً. وقال: «نرحب بانشقاق عبد الله الحامدي نائب وزير التربية والتعليم في حكومة الانقلابيين، وهو من حزب (المؤتمر) وتواصل مع التحالف وتم تأمين خروجه من صنعاء، ثم إلى منطقة آمنة ومنها إلى الرياض». وأضاف: «ندعو كل أبناء اليمن الشرفاء من (المؤتمر) و(الحرس الجمهوري) للتواصل، وسنؤمن خروجهم من صنعاء والمناطق الخاضعة للانقلابيين».
وأردف العقيد المالكي: «نحن نثق في أبناء الشعب اليمني، وفي شركائنا في العمليات العسكرية (...) كما نثق في كل المنشقين ونرحب بكل من يتواصل مع التحالف ونضمن لهم الوصول لأماكن آمنة». وتابع أنه لم يعد بإمكان اليمنيين منذ سيطرة الميليشيات على صنعاء «التعبير عن آرائهم ولا الخروج للشوارع، وعندما تتهيأ الظروف المناسبة يقومون بواجبهم تجاه دولتهم».
وتطرق العقيد المالكي إلى الجهود التي قام بها تحالف دعم الشرعية لإغاثة أهالي محافظة المهرة لمواجهة الإعصار «لبان» الذي ضرب المحافظة الأسبوع الماضي، معبراً عن استغرابه لغياب المنظمات غير الحكومة عن مساعدة السكان وتخفيف معاناتهم. وتابع: «تستمر جهود التحالف على كل المستويات لدعم الشعب اليمني، ومنها (مواجهة تداعيات) إعصار (لبان) في المهرة؛ حيث أنشأ التحالف غرفة عمليات، وشاركت كل الجهات الحكومية السعودية في تخفيف المعاناة عن المهرة... إلى جانب مراكز للإيواء وإعادة الكهرباء وفتح الطرقات، يستمر تقديم المساعدات الإنسانية عبر الجسر الجوي والبري للمهرة ولأبناء المهرة، وتم تخصيص 10 طائرات مروحية لإنقاذ المواطنين، رغم عدم وجود المنظمات غير الحكومية».
على الصعيد العملياتي، أفاد العقيد ركن تركي المالكي بأن قوات الجيش الوطني اليمني وبدعم التحالف تواصل تحرير الأراضي اليمنية على كل المحاور الرئيسية والمساندة، مع التركيز على تدمير القدرات الحوثية من الصواريخ الباليستية والطائرات من دون طيار. ولفت إلى أن القوات المشتركة لتحالف دعم الشرعية «تدعم كل الجبهات لوجيستياً أو بالمستشارين العسكريين، والعمليات العسكرية تسير بإيقاع معين لإيجاد ضغط على الميليشيات، وهناك كثير من الاعتبارات فيما يخص المدنيين ووصول المساعدات الإنسانية».
وحذر المالكي الميليشيات الحوثية بأن عليهم استيعاب الواقع والانخراط في العملية السياسية، بما يتوافق مع القدرات العسكرية على الأرض، وحقيقة أن 90 في المائة من الشعب اليمني لا يرغب في هذه الميليشيات الطائفية.
وفي رده على سؤال حول تحرير تعز، أوضح العقيد المالكي أن «تعز حالة استثنائية في العلميات العسكرية في اليمن، حيث إن كل المناطق يتم تحريرها من الخارج للداخل، أما تعز ونظراً للتركيبة الجغرافية المختلفة، فإنها تتحرر من الداخل إلى الخارج»، مشيراً إلى عامل وجود المدنيين في المدينة.


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.