إردوغان وترمب أكدا أهمية تنفيذ اتفاقي إدلب ومنبج

تركيا أنشأت 3 مستشفيات في منطقة {درع الفرات}

إردوغان وترمب أكدا أهمية تنفيذ اتفاقي إدلب ومنبج
TT

إردوغان وترمب أكدا أهمية تنفيذ اتفاقي إدلب ومنبج

إردوغان وترمب أكدا أهمية تنفيذ اتفاقي إدلب ومنبج

أكدت أنقرة وواشنطن أهمية اتفاق سوتشي بشأن إقامة المنطقة العازلة منزوعة السلاح في إدلب وتنفيذ اتفاق خريطة الطريق في منبج.
وتناول الرئيسان التركي رجب طيب إردوغان والأميركي دونالد ترمب تطورات الملف السوري في اتصال هاتفي بينهما ليل الأحد - الاثنين، حيث أكدا أهمية اتفاق إدلب الذي أعلن عقب لقاء جمع بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب إردوغان في مدينة سوتشي الروسية في 17 سبتمبر (أيلول) الماضي.
ويقضي الاتفاق بإقامة منطقة عازلة منزوعة السلاح بعمق 15 إلى 20 كيلومترا تفصل بين قوات المعارضة والنظام السوري في إدلب وبعض المناطق المحيطة بها وسحب الأسلحة الثقيلة من الفصائل المسلحة وخروج المجموعات الإرهابية من المنطقة.
وفي 10 أكتوبر (تشرين الأول) الجاري، أعلنت تركيا الانتهاء من تنفيذ أولى خطوات الاتفاق بسحب الأسلحة الثقيلة من فصائل المعارضة، وكان من المفترض أن تنسحب عناصر جبهة تحرير الشام (التي تسيطر عليها جبهة النصرة سابقا) من المنطقة بحلول يوم 15 أكتوبر لكن لا مؤشرات على حدوث ذلك حتى الآن.
وستستضيف مدينة إسطنبول التركية قمة رباعية - تركية - روسية - فرنسية - ألمانية في 27 أكتوبر الجاري ستركز على سبل تنفيذ اتفاق إدلب والعملية السياسية في سوريا.
كما تطرق إردوغان وترمب إلى تنفيذ اتفاق خريطة الطريق في منبج الموقع بين أنقرة وواشنطن في 4 يونيو (حزيران) الماضي والذي نص على سحب مسلحي وحدات حماية الشعب الكردية والتنسيق بين الجانبين في حفظ الأمن والاستقرار إلى حين تشكيل إدارة محلية في المدينة. وقالت مصادر بوزارة الخارجية التركية إن اتصالا هاتفيا جرى بين وزيري الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو والأميركي مايك بومبيو عقب الاتصال بين إردوغان وترمب لإجراء مزيد من المباحثات حول الموضوعات التي بحثها الرئيسان.
واشتكت أنقرة مؤخرا من تباطؤ واشنطن في تنفيذ اتفاق خريطة الطريق في منبج وتحدث إردوغان الأسبوع الماضي عن مهلة 90 يوما لسحب مسلحي وحدات حماية الشعب الكردية ستتدخل تركيا بعدها للقيام باللازم إذا لم يتم الانسحاب.
وفي السياق ذاته، قال الجنرال جوزيف فوتيل، قائد القيادة المركزية الأميركية في الشرق الأوسط، إن قوات تركية وأميركية يمكنها البدء في دوريات مشتركة في غضون أيام في منبج.
وأضاف أن التدريبات المشتركة للقوات التركية والأميركية الجارية في تركيا بهدف البدء ففي تسيير هذه الدوريات، يتوقع أن تستمر لأيام عدة أخرى، ثم تبدأ الدوريات المشتركة. وذكر فوتيل أن الدوريات المشتركة ستضيف إلى أمن المنطقة، وأن منبج مستقرة الآن، وأنهم يريدون مضاعفة المكاسب وتعزيزها.
وسيرت القوات التركية والأميركية، بشكل منسق ومستقل، 63 دورية على طول الخط الفاصل بين منطقة عملية «درع الفرات» ومدينة منبج منذ بدء تنفيذ اتفاق خريطة الطريق في 18 يونيو (حزيران) الماضي، والذي حدد الجانبان مهلة 90 يوما من تاريخ توقيعه لتنفيذه بالكامل، لكن التوتر بين أنقرة وواشنطن بسبب الكثير من الملفات التي كان أهمها ملف محاكمة القس الأميركي أندرو برانسون بتهمة دعم الإرهاب، حال دون ذلك.
في سياق متصل، أعلنت تركيا الانتهاء من إنشاء 3 مستشفيات في مناطق عملية درع الفرات في شمال سوريا.
وأنشأت تركيا المستشفيات الثلاثة في مدينة الباب وبلدة الراعي ومنطقة مارع، التي شهدت في الآونة الأخيرة تزايدا في عدد السكان بسبب موجة عودة السوريين من تركيا بعد استتباب الأمن فيها.
وأنشئ كل من مستشفى الباب والراعي بسعة 200 سرير، بينما تصل القدرة الاستيعابية لمستشفى مارع إلى 75 سريرا. وبدأت تركيا بإنشاء مستشفى مدينة الباب العام الماضي، وبدأ تشغيله الأسبوع الماضي، بينما سيعمل الآخران في الراعي ومارع قريبا.
ويضم مستشفى الباب 8 غرف لإجراء العمليات الجراحية و51 عيادة طبية في التخصصات المختلفة و10 أسرة في غرفة العناية المركزة لحديثي الولادة، و18 للكبار.
كما يحتوي كل مستشفى (الباب والراعي) على 16 وحدة لغسيل الكلى، مجهزة بالمعدات اللازمة، و4 عيادات لأمراض الأسنان، ووحدة للتصوير الإشعاعي وأخرى للتنظير.
ويعمل في مستشفى الباب كادر طبي ضخم مكون من 275 عاملا في مجال الصحة، بينهم 56 طبيبا مختصاً، معظمهم من السوريين.
أما مستشفى مارع فيوجد به 14 عيادة و5 غرف لإجراء العمليات الجراحية وغرفة للتوليد، وعيادتان لأمراض الأسنان، و4 أسرة في غرفة العناية المركزة لحديثي الولادة، و4 للكبار، و10 وحدات لغسيل الكلى.



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.