دمشق تقدم تسهيلات لتصدير المنتجات الزراعية إلى الأردن

TT

دمشق تقدم تسهيلات لتصدير المنتجات الزراعية إلى الأردن

بعد إزالة العديد من الحواجز على أوتوستراد درعا - دمشق لتسهيل عبور الشاحنات الأردنية، أعلنت دمشق أنها ستقدم تسهيلات لعبور المنتجات الزراعية الأردنية ليتم تصديرها إلى أوروبا الشرقية وروسيا، عبر ميناء طرطوس، في وقت طالب أعضاء في مجلس الشعب (البرلمان) السوري بفرض إجراءات أمنية على الأردنيين لدخول سوريا، مماثلة للإجراءات التي يفرضها الأردن على السوريين، وحذروا من ارتفاع قريب بأسعار المواد الاستهلاكية نتيجة لتدفق البضائع من سوريا إلى الأردن بشكل غير منضبط.
من جانبه، أكد وزير الدولة لشؤون مجلس الشعب عبد الله عبد الله «أنه ستكون هناك معاملة بالمثل مع الجانب الأردني، وأن الموضوع طرح في مجلس الوزراء، وتم تكليف الوزراء المعنيين بذلك».
وفي اجتماع جرى الاثنين بين وزير الزراعة السوري أحمد فاتح القادري مع وفد جمعية المصدرين الأردنيين في دمشق، قال القادري إن من بين الاتفاقات التجارية الموقعة بين الأردن وسوريا، بعد فتح معبر نصيب، هو تقديم تسهيلات لإعادة تصدير المنتجات الزراعية الأردنية إلى أوروبا الشرقية وروسيا عبر ميناء طرطوس السوري. وأعلن القادري أنه سيتم إعفاء البضائع الزراعية الأردنية المعاد تصديرها عبر ميناء طرطوس من الرسوم المعتادة، بنسبة 80 في المائة.
وبعد فتح معبر نصيب على الحدود السورية - الأردنية منصف الشهر الجاري، ومع زيادة تدفق السيارات الأردنية باتجاه سوريا بدأت قوات الأسد بإزالة الحواجز على أوتوستراد دمشق - درعا، باستثناء حاجز عند بداية الأوتوستراد من جهة درعا؛ وذلك لتسهيل حركة مرور الشاحنات والسيارات، التي عادت لتنشط بعد فتح المعبر. ويسعى الجانبان السوري والأردني إلى تفعيل خط النقل على طريق درعا - دمشق ومنه إلى الموانئ السورية أو دول الجوار لتشيط حركة الاستيراد والتصدير المتوقفة على هذا الخط منذ أكثر من ثلاث سنوات.
وشهدت الأيام القليلة الماضية بعد فتح معبر نصيب تدفق السيارات الأردنية إلى سوريا، لتعود محملة بالبضائع السورية الرخيصة قياسا إلى الأسعار في الأردن، كما عادت الرحلات السياحية لتنشط من الأردن إلى سوريا. في المقابل لا تزال الحركة من دمشق إلى عمان بطيئة جدا؛ وذلك نظرا للإجراءات الأمنية المشددة، واشتراط الحصول على تأشيرة وموافقة أمنية للسماح للسوريين بدخول الأردن، كما لا يسمح لهم بالدخول بسياراتهم الخاصة، فيما يسمح للأردنيين الدخول من دون موافقة أمنية وبسيارته الخاصة.
أعضاء في مجلس الشعب السوري دعوا لفرض مبدأ المعاملة بالمثل مع الأردن، وقال عضو مجلس الشعب أحمد الكزبري في جلسة المجلس أول من أمس: «ما دام الجانب الأردني يتخذ إجراءات بحق السوريين، لماذا لا نتخذ إجراءات مماثلة؟!» فيما لفت زميله جمال الزعبي إلى أنه خلال يومين من فتح المعبر تم تصريف مليار ليرة سورية في مدينة الرمثا الأردنية الحدودية، وقال إن الأردنيين يدخلون معهم الليرة ولا نستفيد منهم اقتصاديا، مطالبا بتقنين خروج البضائع السورية، كما كشف زميله سمير حجار عن أنه منذ فتح المعبر سحب الأردنيون أكثر من 700 طن من المواد الغذائية معظمها من محافظة درعا، ما ينذر بارتفاع أسعار مقبل في المواد الاستهلاكية، لا سيما وأنها تتدفق من سوريا إلى الأردن بشكل غير نظامي.
وكان وزير الدولة لشؤون مجلس الشعب عبد الله عبد الله حاضرا الجلسة، رد على مداخلات الأعضاء بالقول: «ستكون هناك معاملة بالمثل مع الجانب الأردني، حيث إن الموضوع طرح في مجلس الوزراء وتم تكليف الوزراء المعنيين بذلك».



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.