كيف نقل رونالدو مانشستر يونايتد إلى مستوى آخر؟

المهارة والرغبة ودعم السير أليكس فيرغسون للاعب البرتغالي جعلت منه الأفضل في العالم

رونالدو يخترق دفاع بولتون في أول مشاركة له مع يونايتد
رونالدو يخترق دفاع بولتون في أول مشاركة له مع يونايتد
TT

كيف نقل رونالدو مانشستر يونايتد إلى مستوى آخر؟

رونالدو يخترق دفاع بولتون في أول مشاركة له مع يونايتد
رونالدو يخترق دفاع بولتون في أول مشاركة له مع يونايتد

تعامل الإنجليزي مايك فيلان مع النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو عن قرب خلال الـ6 سنوات التي قضاها الأخير في مانشستر يونايتد، بفضل عمله مدرباً ثم مساعداً للمدير الفني الأسطوري للشياطين الحمر السير أليكس فيرغسون. وبالتالي، عندما يقول فيلان إن رونالدو - الذي سيعود إلى ملعب «أولد ترافورد» اليوم مع ناديه يوفنتوس الإيطالي لمواجهة مانشستر يونايتد في دوري أبطال أوروبا - نجح في نقل النادي الإنجليزي إلى مستوى مختلف، فإن هذا يعد بمثابة اعتراف بالاحترام الكبير الذي يحظى به النجم البرتغالي في مانشستر يونايتد. وقال فيلان: «التأثير الذي تركه كريستيانو رونالدو تمثل في نقل اللاعبين والعاملين والنادي بأكمله إلى بُعد جديد. لقد برع في تطوير الفريق والنادي ككل. لقد جاء رونالدو إلى النادي لاعباً صغيراً في السن لديه قدرة كبيرة على التأقلم ورحل عن النادي، وهو شخص بالغ وناضج للغاية، وواصل التطور والتحسن بعد ذلك. لقد كان لاعباً ملهماً».
انضم رونالدو إلى مانشستر يونايتد في أغسطس (آب) عام 2003 وهو في الثامنة عشرة من عمره. وعندما انتقل صاروخ ماديرا إلى ريال مدريد في عام 2009، كان قد حصل على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز 3 مرات وكأس الاتحاد الإنجليزي مرة واحدة وكأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة مرتين، بالإضافة إلى قيادته مانشستر يونايتد للفوز بدوري أبطال أوروبا على حساب تشيلسي في العاصمة الروسية موسكو.
ورغم أن رونالدو قد رحل عن مانشستر يونايتد وهو في الرابعة والعشرين من عمره، فإن فيلان يرى أنه كان القوة الدافعة والمحرك الرئيسي للفريق في أزهى عصوره وأكثرها نجاحاً، وهي الفترة التي شهدت الوصول إلى المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا 3 مرات خلال 4 مواسم آخرها في موسم 2011 الذي حصل فيه الفريق على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز.
كما تؤكد رحلة صعود رونالدو أن كل اللاعبين العظماء قد وصلوا إلى القمة بفضل العمل الجاد والتركيز غير المحدود على التطور والتحسن. يقول فيلان، الذي يعمل الآن مديراً رياضياً لنادي سنترال كوست مارينرز بالدوري الأسترالي الممتاز: «لقد كان طموحه عظيماً، كان يريد أن يكون أفضل لاعب في العالم. لقد أدرك أن انضمامه لمانشستر يونايتد قد منحه المنصة المناسبة للانطلاق والتألق وتقديم الأداء الذي نعرفه جميعاً عنه. لقد كان يتدرب ويلعب بكل جدية، وكانت لديه رغبة في التطور لم أرها في غيره من اللاعبين».
لاحظ مسؤولو مانشستر يونايتد الإمكانات الهائلة التي يتمتع بها رونالدو للمرة الأولى خلال المباراة الودية التي خسرها النادي أمام سبورتنغ لشبونة البرتغالي بـ3 أهداف مقابل هدف وحيد والتي أقيمت في 7 أغسطس عام 2003. وبعد 5 أيام فقط من تلك المباراة، أصبح رونالدو أول لاعب برتغالي ينضم إلى مانشستر يونايتد مقابل 12.8 مليون جنيه إسترليني. وكان كوينتون فورتشن ضمن قائمة نادي مانشستر يونايتد الذي خسر تلك المباراة، ويقول عن ذلك: «المرة الأولى التي رأيت فيها رونالدو كان يرهبنا فيها من كل زاوية من زوايا الملعب، كنت أتمنى في قرارة نفسي ألا يأتي للعب في جانب الملعب الذي كنت ألعب به. وبعد نهاية المباراة كان اللاعبون يقولون في غرفة خلع الملابس: ما الذي رأيناه للتو؟ لقد كان مذهلاً للغاية». كما كان فورتشن ضمن التشكيلة الأساسية لمانشستر يونايتد في المباراة التي شهدت أول مشاركة لرونالدو، عندما دفع به فيرغسون بديلاً لنيكي بات خلال نصف الساعة الأخير من المباراة التي فاز فيها مانشستر يونايتد على بولتون بـ4 أهداف دون رد، والتي أقيمت بعد 4 أيام فقط من انضمام رونالدو للنادي. كان مانشستر يونايتد متقدماً بهدف واحد دون رد عندما شارك رونالدو، الذي تألق بشكل لافت في المباراة، وهو الأمر الذي جعل جورج بست يصف مشاركة البرتغالي الأولى مع الفريق بأنها «أفضل ما شاهدته في حياتي لظهور لاعب في أول مباراة له».
يقول فورتشن: «ما زلت أتذكر رد فعل المدير الفني بعد نهاية المباراة، حيث كان يبتسم كأنه يقول: ما هذا الذي شهدناه للتو؟».
لقد لعب فيرغسون دوراً مهماً في رحلة صعود رونالدو. ويقول فورتشن عن ذلك: «لقد كان السير أليكس فيرغسون يرعاه، وبالتالي لم يكن بإمكان رونالدو أن يطالب بمزيد من الدعم. كان من الواضح أنهما سيحكمان عالم كرة القدم معاً، فقد كان مزيجاً مثالياً».
كان رونالدو يريد أن يكون أفضل لاعب في العالم منذ اليوم الأول لانضمامه لمانشستر يونايتد. يقول فورتشن: «لقد جاء رونالدو ولديه قدر هائل من الثقة، وهذا أمر لا يصدق. لقد سار في غرفة خلع الملابس وأخبر الجميع بأنه أفضل لاعب في العالم. لم يكن يتقن اللغة الإنجليزية، لكننا فهمنا هذا من كلامه».
وأضاف: «لقد وضعه هذا فوق كل اللاعبين الشباب، كان يدعم ذلك بالعمل الجاد وبقدراته الرائعة. وحتى وهو في هذه السن كان يريد أن يكون الأفضل في كل شيء. لو قمت بشيء ما في التدريبات فإنه يتمرن عليه ويعود إليك وهو يؤديه بشكل رائع».
ويعتقد فورتشن أن اللاعبين الكبار بمانشستر يونايتد آنذاك، مثل روي كين وغاري نيفيل ورايان غيغز وبول سكولز، لم يكن لديهم أي مشكلة فيما يتعلق بالغرور الذي كان يشعر به رونالدو أحياناً. يقول فورتشن: «ربما كان كريستيانو يتجول ويقول إنه الأفضل في العالم - نعم كان مغروراً - لكن كانت هذه هي شخصيته. وعندما يكون لديك لاعب شاب يقدم أداءً استثنائياً، فلن تكون هناك أي علامات استفهام تثار حوله». وأنهى رونالدو موسمه الأول مع مانشستر يونايتد بتسجيله في المباراة النهائية لكأس الاتحاد الإنجليزي التي انتهت بفوز الفريق على ميلوول بثلاثية نظيفة، وكان هذا هو الهدف السادس الذي يحرزه رونالدو خلال 45 مباراة مع الفريق. ومنذ تلك اللحظة، بدأت أرقام رونالدو في الارتفاع، حتى موسمه الأخير في «أولد ترافورد». ففي موسم 2004/ 2005 سجل رونالدو 9 أهداف في 50 مباراة، ثم 12 هدفاً في 47 مباراة في الموسم التالي، ثم 23 هدفاً في 53 مباراة.
وفي الموسم قبل الأخير لرونالدو مع مانشستر يونايتد، نجح في تسجيل 42 هدفاً في 48 مباراة، وقاد الفريق للفوز بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز للمرة الثالثة، كما حصل على لقب دوري أبطال أوروبا وفاز بجائزة أفضل لاعب في العالم للمرة الأولى.
وفي موسمه الأخير مع مانشستر يونايتد، سجل رونالدو 26 هدفاً في 53 مباراة، وهي أرقام جيدة أيضاً في هذا الموسم بالنظر إلى التشتت الذي كان يعاني منه بسبب كثرة الحديث عن انتقاله الوشيك إلى ريال مدريد.
وصل رونالدو إلى ريال مدريد وهو يلعب في مركز الجناح ثم غادره وهو مهاجم من الطراز الرفيع. يقول فيلان عن ذلك: «لقد تعلم الكثير عن مستويات اللياقة البدنية وبرامج التعافي، وأدرك أنه أصبح مطالباً بتقديم المزيد، وكان يلعب كل 3 أيام، كما أدرك وهو صغير في السن أنه يجب أن يكون جيداً في الناحية الذهنية أيضاً. لقد أدرك كل هذه الأمور بسرعة شديدة، وكانت هذه هي إحدى نقاط قوته (التعلم سريعاً)».
كما يتسم رونالدو بالشجاعة عندما يتعرض للانتقادات. يعقد فيلان مقارنة بين ما قدمه رونالدو في إنجلترا وما كان سينتظره لو قرر البقاء في البرتغال، قائلاً: «من المؤكد أن اللعب في الدوري الإنجليزي الممتاز يتطلب قدرات ذهنية وبدنية عالية للغاية، ومن لعب في الدوري الإنجليزي الممتاز يدرك ذلك جيداً. لقد كان يملك شجاعة كبيرة في داخله، وكان يعرف ما هو جيد وما هو غير جيد بالنسبة له. لقد كان شاباً دائم التطور. وتجب الإشارة إلى أن اللاعبين العظماء قد وصلوا إلى ما وصلوا إليه بفضل العمل الجاد، وهو الأمر الذي ينطبق تماماً على رونالدو».



بعد مئويته الأولى... هالاند يتطلع إلى المزيد في مسيرته الحالمة مع مانشستر سيتي

هالاند يفتتح التسجيل في شباك تشيلسي (أ.ب)
هالاند يفتتح التسجيل في شباك تشيلسي (أ.ب)
TT

بعد مئويته الأولى... هالاند يتطلع إلى المزيد في مسيرته الحالمة مع مانشستر سيتي

هالاند يفتتح التسجيل في شباك تشيلسي (أ.ب)
هالاند يفتتح التسجيل في شباك تشيلسي (أ.ب)

وصل النجم النرويجي الدولي إيرلينغ هالاند إلى 100 مباراة في مسيرته مع فريق مانشستر سيتي، حيث احتفل بمباراته المئوية خلال فوز الفريق السماوي 2 - صفر على مضيفه تشيلسي، الأحد، في المرحلة الافتتاحية لبطولة الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم.

وكان المهاجم النرويجي بمثابة اكتشاف مذهل منذ وصوله إلى ملعب «الاتحاد» قادماً من بوروسيا دورتموند الألماني في صيف عام 2022، حيث حصل على الحذاء الذهبي للدوري الإنجليزي الممتاز كأفضل هداف بالبطولة العريقة في موسميه حتى الآن. واحتفل هالاند بمباراته الـ100 مع كتيبة المدرب الإسباني جوسيب غوارديولا على أفضل وجه، عقب تسجيله أول أهداف مانشستر سيتي في الموسم الجديد بالدوري الإنجليزي في شباك تشيلسي على ملعب «ستامفورد بريدج»، ليصل إلى 91 هدفاً مع فريقه حتى الآن بمختلف المسابقات. هذا يعني أنه في بداية موسمه الثالث مع سيتي، سجل 21 لاعباً فقط أهدافاً للنادي أكثر من اللاعب البالغ من العمر 24 عاماً، حسبما أفاد الموقع الإلكتروني الرسمي لمانشستر سيتي.

وعلى طول الطريق، حطم هالاند كثيراً من الأرقام القياسية للنادي والدوري الإنجليزي الممتاز، حيث وضع نفسه أحد أعظم الهدافين الذين شهدتهم هذه البطولة العريقة على الإطلاق. ونتيجة لذلك، توج هالاند بكثير من الألقاب خلال مشواره القصير مع سيتي، حيث حصل على جائزة لاعب الموسم في الدوري الإنجليزي الممتاز، ولاعب العام من رابطة كتاب كرة القدم، ولاعب العام من رابطة اللاعبين المحترفين، ووصيف الكرة الذهبية، وأفضل لاعب في جوائز «غلوب سوكر».

كان هالاند بمثابة اكتشاف مذهل منذ وصوله إلى مانشستر (أ.ف.ب)

وخلال موسمه الأول مع سيتي، أحرز هالاند 52 هدفاً في 53 مباراة في عام 2022 - 2023، وهو أكبر عدد من الأهداف سجله لاعب بالدوري الإنجليزي الممتاز خلال موسم واحد بجميع البطولات. ومع إحرازه 36 هدفاً، حطم هالاند الرقم القياسي المشترك للأسطورتين آلان شيرر وآندي كول، البالغ 34 هدفاً لكل منهما كأكبر عدد من الأهداف المسجلة في موسم واحد بالدوري الإنجليزي الممتاز. وفي طريقه لتحقيق هذا العدد من الأهداف في البطولة، سجل النجم النرويجي الشاب 6 ثلاثيات - مثل كل اللاعبين الآخرين في الدوري الإنجليزي الممتاز مجتمعين آنذاك. وخلال موسمه الأول مع الفريق، كان هالاند أيضاً أول لاعب في تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز يسجل «هاتريك» في 3 مباريات متتالية على ملعبه، وأول لاعب في تاريخ المسابقة أيضاً يسجل في كل من مبارياته الأربع الأولى خارج قواعده. وكان تسجيله 22 هدفاً على أرضه رقماً قياسياً لأكبر عدد من الأهداف المسجلة في ملعب «الاتحاد» خلال موسم واحد، كما أن أهدافه الـ12 ب دوري أبطال أوروبا هي أكبر عدد يحرزه لاعب في سيتي خلال موسم واحد من المسابقة.

أما في موسمه الثاني بالملاعب البريطانية (2023 - 2024)، فرغم غيابه نحو شهرين من الموسم بسبب الإصابة، فإن هالاند سجل 38 هدفاً في 45 مباراة، بمعدل هدف واحد كل 98.55 دقيقة بكل المنافسات، وفقاً لموقع مانشستر سيتي الإلكتروني الرسمي. واحتفظ هالاند بلقب هداف الدوري الإنجليزي للموسم الثاني على التوالي، عقب إحرازه 27 هدفاً في 31 مباراة... وفي نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، عندما سجل هدفاً في تعادل مانشستر سيتي 1 - 1 مع ليفربول، حطم هالاند رقماً قياسياً آخر في الدوري الإنجليزي الممتاز، بعدما أصبح أسرع لاعب في تاريخ المسابقة يسجل 50 هدفاً، بعد خوضه 48 مباراة فقط بالبطولة.

وتفوق هالاند على النجم المعتزل آندي كول، صاحب الرقم القياسي السابق، الذي احتاج لخوض 65 لقاء لتسجيل هذا العدد من الأهداف في البطولة. وفي وقت لاحق من ذلك الشهر، وخلال فوز سيتي على لايبزيغ، أصبح اللاعب البالغ من العمر 23 عاماً في ذلك الوقت أسرع وأصغر لاعب على الإطلاق يسجل 40 هدفاً في دوري أبطال أوروبا، حيث انتقل إلى قائمة أفضل 20 هدافاً على الإطلاق بالمسابقة.

كما سجل هالاند 5 أهداف في مباراة واحدة للمرة الثانية في مسيرته مع سيتي في موسم 2023 - 2024، وذلك خلال الفوز على لوتون تاون في كأس الاتحاد الإنجليزي. ومع انطلاق الموسم الجديد الآن، من يدري ما المستويات التي يمكن أن يصل إليها هالاند خلال الأشهر الـ12 المقبلة؟