تقرير أممي: 9 ملايين متطوع في العالم العربي... والنساء في المقدمة

أظهر تقرير حالة التطوع في العالم لعام 2018 الذي أصدره برنامج الأمم المتحدة التطوعي مساء أول من أمس، تجاوب المزيد من البشر مع الأزمات العالمية بالتطوع بأوقاتهم في الأعمال التي تهدف إلى تجاوز تبعاتها.
وعدّد التقرير نماذج متنوعة لهذه الأعمال التي تتم في إطار المؤسسات الرسمية وغير الرسمية مثل توفير المؤن والحماية وتقديم الخدمات الصحية ودعم البنية التحتية التي تشمل الطرق، والجسور، وشبكات الصرف الصحي، وإمدادات المياه.
ورصد التقرير وصول عدد المتطوعين في العالم العربي إلى 9 ملايين شخص، يشكّلون 8.2% من إجمالي حجم المتطوعين في العالم، الذين يقدّر عددهم بنحو 109 ملايين شخص يعملون بدوام كامل، كأنهم في وظيفة يتقاضون عليها أجراً.
وكشفت البيانات الواردة في التقرير عن تباين واضح بين عدد المتطوعين في الجهات الرسمية وغير الرسمية، فكانت الكفة تميل إجمالاً إلى المؤسسات غير الرسمية بنسبة 70% في مقابل 30% للمؤسسات الرسمية.
وتباينت النسبة من منطقة جغرافية لأخرى، فكان متطوعو أفريقيا الأكثر تفضيلاً للمؤسسات غير الرسمية بنسبة 86% في مقابل 13% للمؤسسات الرسمية، ثم جاء بعدهم متطوعو المنطقة العربية بنسبة تفضيل للمؤسسات غير الرسمية بلغت 82% في مقابل 17% للمؤسسات الرسمية، وتلي ذلك مناطق أوروبا وآسيا الوسطى، وأميركا اللاتينية ومنطقة بحر الكاريبي، وآسيا والمحيط الهادي، وأخيراً أميركا الشمالية.
وكان النساء الأكثر تطوعاً وفق التقرير في إجمالي الأقاليم بنسبة 57% في مقابل 43% للرجال. وعلى مستوى كل إقليم على حدة كانت نسبتهن الأعلى في المشاركة باستثناء إقليم آسيا والمحيط الهادئ، حيث كانت نسبة الرجال 50.8% في مقابل 49.2% للنساء. ويرى جيسون برونيك، مدير المكتب الإقليمي لبرنامج الأمم المتحدة للمتطوعين، أن أرقام المنطقة العربية تكشف عن امتلاك المنطقة تاريخاً طويلاً من التعاون من خلال العمل التطوعي. وقال في بيان صحافي حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، إن «التقرير يساعد على تحقيق فهم أعمق للطرق التي يجتمع الناس من خلالها للعمل معاً في بناء مستقبلهم وبناء منطقة قادرة على الصمود».
من جانبه، عزا د.طلعت عبد القوي، رئيس الاتحاد العام للجمعيات الأهلية بمصر، ارتفاع نسبة مشاركة المواطنين العرب في العمل الأهلي إلى تحول معظم الدول من النظام الاشتراكي إلى الاقتصاد الحر، وتأثر كثير من المواطنين بتبعات ذلك، الأمر الذي أدى إلى زيادة عدد المتطوعين لتقديم الدعم والمساندة.
ورفض عبد القوي ما يقوله البعض من أن الضغوط الاقتصادية التي يعيشها بعض الدول العربية قد تؤدي إلى انخفاض عدد المتطوعين، لانشغال المؤمنين بهذا العمل بتوفير متطلبات الحياة الشخصية لهم، وقال في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»: «العكس هو الصحيح، فكلما زادات الضغوط زاد المتطوعون»، مشيراً إلى أن «جانباً كبيراً من المتطوعين في العالم العربي يكون مدفوعاً بوقود الخير والحض على التعاون الذي تمده به العقيدة الدينية».