الغنوشي يقود مشاورات مع السبسي والشاهد لتجاوز الأزمة السياسية في تونس

مصادر «حركة النهضة» تلمح إلى ترشيح امرأة للرئاسة

سعاد عبد الرحيم مرشحة محتملة للرئاسة التونسية (ويكيبيديا)
سعاد عبد الرحيم مرشحة محتملة للرئاسة التونسية (ويكيبيديا)
TT

الغنوشي يقود مشاورات مع السبسي والشاهد لتجاوز الأزمة السياسية في تونس

سعاد عبد الرحيم مرشحة محتملة للرئاسة التونسية (ويكيبيديا)
سعاد عبد الرحيم مرشحة محتملة للرئاسة التونسية (ويكيبيديا)

كلف مجلس شورى حركة النهضة المنعقد في العاصمة التونسية نهاية الأسبوع الماضي، رئيس الحزب راشد الغنوشي بقيادة مشاورات مع كل الأطراف السياسية والاجتماعية للخروج من الأزمة السياسية، والحد من حالة التوتر، وتفادي شلل مؤسسات الدولة، وبخاصة منها البرلمان المنقسم على نفسه، والصراع الدائر بين رأسي السلطة التنفيذية (رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة).
ومن المنتظر أن يجري الغنوشي مشاورات مع الرئيس الباجي قائد السبسي الذي قد يلجأ إلى الفصل 99 من الدستور لإجبار رئيس الوزراء يوسف الشاهد على تجديد ثقة البرلمان في حكومته، كذلك يلتقي الغنوشي الشاهد، الطامح إلى لعب دور سياسي أكبر والمرشح الأبرز للمنافسة في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقبلة. كما يتوقع أن يجري زعيم «النهضة» اتصالات مع الأحزاب السياسية والمنظمات الاجتماعية المشاركة في مشاورات «وثيقة قرطاج» في صيغتها الثانية.
وفي هذا الشأن، أكد عبد الكريم الهاروني عضو مجلس الشورى في «النهضة» حرصها على أن تكون جزءا من الحل السياسي بتقريب وجهات النظر بين مختلف الأطراف، والوصول من خلال التوافقات إلى حل الأزمة في إطار احترام الدستور التونسي، على حد تعبيره.
وأفاد الهاروني بأن «النهضة» تحرص على الحفاظ على علاقة قوية وإيجابية مع رئيس الدولة بصفته رئيس كل التونسيين، كما تسعى إلى اعتماد شراكة سياسية مثمرة مع رئيس الحكومة حفاظاً على الاستقرار الحكومي.
وتؤكد الحركة على أن من أولويات الحكومة الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية والتقدم في الحرب على الفساد، ومراجعة بعض التعيينات الحكومية في ظل اتهامات من قبل عدد من الأحزاب السياسية من بينها «حزب النداء» الذي يتزعمه حافظ قائد السبسي نجل الرئيس، إلى حكومة الشاهد بأنها باتت «حكومة النهضة»، إثر الدعم الذي تلقاه من قبل الحركة الإسلامية.
في المقابل، تؤكد «النهضة» أنها لا تقبل أن تكون طرفاً في الصراع السياسي وأزمة العلاقة بين رأسي السلطة التنفيذية، وتشير قياداتها إلى أنها ليست مع الحكومة ضد رئاسة الجمهورية، كما لا تدعم مؤسسة الرئاسة ضد حكومة الشاهد، غير أن مراقبين لسلوك الحركة، يعتبرون أنها مالت في مواقفها الأخيرة إلى رئيس الحكومة على حساب رئاسة الجمهورية حين تمسكت بدعم الشاهد وراهنت عليه بدلا من علاقة التوافق السياسي مع «النداء» ورئيسه الشرفي الرئيس السبسي.
مرشحة للرئاسة
على صعيد آخر، أفاد زبير الشهودي القيادي في «النهضة» (الرئيس السابق لمكتب الغنوشي) بأن الحزب لا يستبعد ترشيح امرأة لخوض منافسات الانتخابات الرئاسية المقبلة. ورجح أن تكون الحركة جاهزة لتقديم أكثر من اسم للترشح في تلك الانتخابات ولن تترك المكان خالياً كما حدث في انتخابات 2014.
وقال الشهودي إن راشد الغنوشي وحمادي الجبالي وعلي العريض وعبد الفتاح مورو من بين الأسماء المرشحة إلى جانب سعاد عبد الرحيم التي رشحتها «النهضة» لتولي رئاسة بلدية العاصمة التونسية وتمكنت من الفوز على منافسها من حزب «النداء»، وكل هذه الأسماء مرشحة لخوض الانتخابات الرئاسية على أن يبقى الاختيار النهائي لمؤسسات الحركة، على حد قوله.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.