كلف مجلس شورى حركة النهضة المنعقد في العاصمة التونسية نهاية الأسبوع الماضي، رئيس الحزب راشد الغنوشي بقيادة مشاورات مع كل الأطراف السياسية والاجتماعية للخروج من الأزمة السياسية، والحد من حالة التوتر، وتفادي شلل مؤسسات الدولة، وبخاصة منها البرلمان المنقسم على نفسه، والصراع الدائر بين رأسي السلطة التنفيذية (رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة).
ومن المنتظر أن يجري الغنوشي مشاورات مع الرئيس الباجي قائد السبسي الذي قد يلجأ إلى الفصل 99 من الدستور لإجبار رئيس الوزراء يوسف الشاهد على تجديد ثقة البرلمان في حكومته، كذلك يلتقي الغنوشي الشاهد، الطامح إلى لعب دور سياسي أكبر والمرشح الأبرز للمنافسة في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقبلة. كما يتوقع أن يجري زعيم «النهضة» اتصالات مع الأحزاب السياسية والمنظمات الاجتماعية المشاركة في مشاورات «وثيقة قرطاج» في صيغتها الثانية.
وفي هذا الشأن، أكد عبد الكريم الهاروني عضو مجلس الشورى في «النهضة» حرصها على أن تكون جزءا من الحل السياسي بتقريب وجهات النظر بين مختلف الأطراف، والوصول من خلال التوافقات إلى حل الأزمة في إطار احترام الدستور التونسي، على حد تعبيره.
وأفاد الهاروني بأن «النهضة» تحرص على الحفاظ على علاقة قوية وإيجابية مع رئيس الدولة بصفته رئيس كل التونسيين، كما تسعى إلى اعتماد شراكة سياسية مثمرة مع رئيس الحكومة حفاظاً على الاستقرار الحكومي.
وتؤكد الحركة على أن من أولويات الحكومة الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية والتقدم في الحرب على الفساد، ومراجعة بعض التعيينات الحكومية في ظل اتهامات من قبل عدد من الأحزاب السياسية من بينها «حزب النداء» الذي يتزعمه حافظ قائد السبسي نجل الرئيس، إلى حكومة الشاهد بأنها باتت «حكومة النهضة»، إثر الدعم الذي تلقاه من قبل الحركة الإسلامية.
في المقابل، تؤكد «النهضة» أنها لا تقبل أن تكون طرفاً في الصراع السياسي وأزمة العلاقة بين رأسي السلطة التنفيذية، وتشير قياداتها إلى أنها ليست مع الحكومة ضد رئاسة الجمهورية، كما لا تدعم مؤسسة الرئاسة ضد حكومة الشاهد، غير أن مراقبين لسلوك الحركة، يعتبرون أنها مالت في مواقفها الأخيرة إلى رئيس الحكومة على حساب رئاسة الجمهورية حين تمسكت بدعم الشاهد وراهنت عليه بدلا من علاقة التوافق السياسي مع «النداء» ورئيسه الشرفي الرئيس السبسي.
مرشحة للرئاسة
على صعيد آخر، أفاد زبير الشهودي القيادي في «النهضة» (الرئيس السابق لمكتب الغنوشي) بأن الحزب لا يستبعد ترشيح امرأة لخوض منافسات الانتخابات الرئاسية المقبلة. ورجح أن تكون الحركة جاهزة لتقديم أكثر من اسم للترشح في تلك الانتخابات ولن تترك المكان خالياً كما حدث في انتخابات 2014.
وقال الشهودي إن راشد الغنوشي وحمادي الجبالي وعلي العريض وعبد الفتاح مورو من بين الأسماء المرشحة إلى جانب سعاد عبد الرحيم التي رشحتها «النهضة» لتولي رئاسة بلدية العاصمة التونسية وتمكنت من الفوز على منافسها من حزب «النداء»، وكل هذه الأسماء مرشحة لخوض الانتخابات الرئاسية على أن يبقى الاختيار النهائي لمؤسسات الحركة، على حد قوله.
الغنوشي يقود مشاورات مع السبسي والشاهد لتجاوز الأزمة السياسية في تونس
مصادر «حركة النهضة» تلمح إلى ترشيح امرأة للرئاسة
الغنوشي يقود مشاورات مع السبسي والشاهد لتجاوز الأزمة السياسية في تونس
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة