تركمان العراق يطالبون بـ«حماية دولية»

زعيم الجبهة التركمانية: نريد ملاذا آمنا أسوة بالأكراد عام 1991

أرشد الصالحي
أرشد الصالحي
TT

تركمان العراق يطالبون بـ«حماية دولية»

أرشد الصالحي
أرشد الصالحي

طالب رئيس الجبهة التركمانية، أكبر الأحزاب التركمانية في العراق، بـ«حماية دولية» للمكون التركماني بعد تزايد عمليات استهدافهم، خصوصا الشيعة منهم في محافظة نينوى الشمالية الذين لجأ المئات منهم إلى إقليم كردستان ومحافظات الجنوب العراقي.
وقال أرشد الصالحي في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أمس إن «المكون التركماني في العراق هو المستهدف الأول في العراق سواء على مستوى الهوية القومية أو الخرائط الجغرافية في الأماكن التي يوجدون فيها». وأضاف الصالحي أن «كل الحقائق والوقائع الحالية على الأرض منذ فترة طويلة وليس اليوم تؤكد أن التركمان هم المستهدفون أولا ومن ثم تأتي بعدهم بدرجات الأقليات الدينية والعرقية الأخرى في العراق في كل المناطق التي لهم فيها وجود، بدءا من الموصل وتلعفر وطوزخورماتو وديالى، بينما المسيحيون استهدفوا في الموصل فقط مع أن ما حصل لهم جريمة مدانة بكل المعايير وتدل على عجز الجميع عن حمايتهم».
وبشأن الطلب الذي تقدم به التركمان إلى الأمم المتحدة لتوفير حماية دولية لهم، قال الصالحي «لقد قمنا أمس (الأحد) بتسليم الطلب إلى ممثل الأمم المتحدة في العراق نيكولاي ميلادينوف لكي يسلمه بدوره إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ونستند في ذلك إلى جملة من الحقائق في هذا المجال، وطالبنا بذلك أسوة بالأخوة الكرد الذين كان صدر قرار مجلس الأمن رقم 688 لحمايتهم عام 1991». وأشار إلى أنه في عام 1991 أيضا وحين جرى فرض حظر الطيران حتى خط العرض 36 فإنه لم يشمل تلعفر مع أنها ضمن خط العرض بينما شمل السليمانية التي هي خارجه. وأوضح الصالحي طالبنا الأمم المتحدة بإخضاع مناطق التركمان إلى الحماية الدولية بعد أن عجزت الحكومة عن توفير الحماية لأبناء هذا المكون.
وبالإضافة إلى الحماية الجوية في إطار الملاذ الآمن فقد دعا الصالحي إلى تشكيل قوات محلية تابعة لمنظمات دولية قادرة على حفظ الأمن وليتسنى للمواطنين العودة إلى مناطقهم، مشيرا إلى أن أولى خطوات هذا الملاذ تكون في منطقة تلعفر والمناطق المجاورة لها التي يسكنها مواطنون من الشبك والمسيحيين.
وردا على سؤال بشأن ما إذا كان التركمان قد قدموا مرشحا لشغل منصب رئيس الجمهورية، قال الصالحي إن «هناك ترشيحات فردية، لكن المنصب الذي نرى أنه استحقاق للتركمان هو منصب نائب رئيس الجمهورية وقد تقدمت أنا بالترشح له، علما بأنني حصلت على 40 ألف صوت من أصوات التركمان لنيل عضوية مجلس النواب».



بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.