رئيس الحكومة التونسية يستعد للإعلان عن مشروعه السياسي

حزبه الجديد «أمل تونس» يضم شخصيات سياسية بارزة

رئيس الحكومة التونسية يوسف الشاهد (رويترز)
رئيس الحكومة التونسية يوسف الشاهد (رويترز)
TT

رئيس الحكومة التونسية يستعد للإعلان عن مشروعه السياسي

رئيس الحكومة التونسية يوسف الشاهد (رويترز)
رئيس الحكومة التونسية يوسف الشاهد (رويترز)

يستعد يوسف الشاهد، رئيس الحكومة التونسية، للإعلان عن مشروعه السياسي الجديد بعيدا عن حزب النداء، الذي جمد عضويته قبل فترة قصيرة، وذلك تماشيا مع التطورات السياسية المتسارعة، والمتمثلة أساسا في اندماج 12 نائبا برلمانيا ينتمون لحزب الاتحاد الوطني الحر، الذي يتزعمه سليم الرياحي في حزب النداء، ومغادرتهم كتلة الائتلاف الوطني التي تشكلت حديثا، وهي كتلة أكدت دعمها لحكومة الشاهد ومواصلة إرساء المؤسسات الدستورية.
ووفق مصادر حكومية مقربة من الشاهد، فإن رئيس الحكومة سيعلن في القريب العاجل عن تشكيل حزب سياسي جديد يحمل اسم «أمل تونس»، وسيضم في تركيبته عدة أسماء سياسية بارزة، من بينها سليم العزابي مدير الديوان الرئاسي المستقيل من منصبه قبل أيام إثر اتهامه بدعم الشاهد، ومصطفى بن أحمد رئيس كتلة الائتلاف الوطني الداعمة لتوجهات الحكومة، علاوة على المهدي بن غربية الوزير السابق المكلف العلاقات مع الهيئات الدستورية والمجتمع المدني.
وستقدم قيادات هذا المشروع نفسها على أنها قوة سياسية جديدة قادرة على بعث الأمل في صفوف التونسيين، وتحقيق التغيير الاقتصادي والاجتماعي المنشود، في ظل الفشل الكبير الذي عرفته مختلف الحكومات التي تداولت على السلطة منذ سنة 2011. وستلعب التنسيقيات التي يشرف عليها شباب متحمس لمشروع الشاهد في عدد من الجهات دورا كبيرا في ضمان قاعدة انتخابية عريضة، حسب بعض المراقبين.
ورغم الانتقادات الحادة التي وجهت إلى حكومة الشاهد، واتهامها بالفشل في حل الملفات الاقتصادية والاجتماعية العالقة، فإن بعض المراقبين يؤكدون أن مواصلة الشاهد تنفيذ سياسة الدولة، بعيدا عن الصراعات السياسية، خاصة مع قيادات حزب النداء، مكنته من تحقيق شعبية كبيرة، يمكن أن تلعب دورا حاسما في حال تقدم حزبه الجديد إلى الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، المنتظر إجراؤها في تونس في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.
وأوضحت نفس المصادر أن مشروع الشاهد السياسي تعرض لضغوط عدة، وانتقادات كثيرة من طرف منافسه حافظ قائد السبسي، نجل الرئيس التونسي الطامح بدوره للعب دور هام في المشهد السياسي، عبر تجديد الثقة في حكومته، طبقا للفصل 99 من الدستور، خاصة بعد تراجع عدد نواب كتلة الائتلاف الوطني البرلمانية من 51 نائبا إلى 39 نائبا فقط، وهذا العدد إضافة إلى نواب حركة النهضة، الداعمة للحكومة، لا يخول ضمان الأغلبية البرلمانية المطلقة (107 أصوات)، في حين أن الأغلبية تتطلب تحقيق 109 أصوات.
ومن المنتظر أن يسارع يوسف الشاهد إلى الإعلان عن التعديل الوزاري المنتظر، وإسناد حقائب وزارية لبعض الوجوه السياسية المعارضة، في محاولة لكسب التأييد لقانون المالية الجديد، المثير للجدل والخلافات مع نقابات العمال. وفي هذا الصدد رجح إياد الدهماني، المتحدث باسم الحكومة، أن يشرع يوسف الشاهد خلال الفترة المقبلة في إجراء مشاورات مع عدد من الأطراف السياسية المؤثرة حول التعديل الوزاري، الذي سيكون جزئيا ولا يشمل كافة أعضاء الحكومة، كما يتمسك بذلك حزب النداء والاتحاد العام التونسي للشغل (نقابة العمال).
وأوضح الدهماني أن رئيس الحكومة سيأخذ بعين الاعتبار مختلف التوازنات السياسية خلال هذا التعديل الجزئي المرتقب، مشيرا إلى أنه سيطلع رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي على تفاصيل هذا التعديل قبل إعلانه بصفة رسمية.
وبخصوص تهديد الوزراء ووزراء الدولة وكبار المستشارين الممثلين لحزب النداء في الحكومة بتقديم استقالتهم الجماعية منها، قال الدهماني إنه «لا أحد مجبر على البقاء في الحكومة»، مؤكدا أن العلاقة بين رأسي السلطة التنفيذية (رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة) ما تزال تسير بشكل طبيعي، على حد تعبيره.



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.