مصر لإحياء ذكرى «مذبحة المصلين» في سيناء بمشروعات تنموية

أمر قضائي يُمهّد لإعدام متهم في «خلية طنطا الإرهابية»

TT

مصر لإحياء ذكرى «مذبحة المصلين» في سيناء بمشروعات تنموية

بالمواكبة مع قرب حلول الذكرى السنوية الأولى للحادث المروع الذي شهدته قرية الروضة بمحافظة شمال سيناء، الذي عرف باسم «مذبحة المُصلين» وراح ضحيته 311 شخصاً، تستعد الحكومة المصرية لإحياء المناسبة بافتتاح مشروع تطوير البنى التحتية وتقديم الخدمات لسكان البلدة التي فقدت معظم رجالها على يد عناصر يُعتقد أنهم من تنظيم داعش.
وأعلن اللواء عبد الفضيل شوشة محافظ شمال سيناء، أمس، أن مسؤولي المحافظة حددوا منتصف نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل موعداً للانتهاء من المشروعات الجارية في قرية الروضة، وافتتاحها بمناسبة الذكرى الأولى لحادث استهداف المصلين في مسجد القرية.
وكان ضحايا الحادث يؤدون صلاة الجمعة في مسجد القرية وفتح المسلحون النيران عليهم، ما أسفر عن قتل المئات ومن بينهم 27 طفلاً.
وقال محافظ شمال سيناء إن إجمالي عدد منازل قرية الروضة وتوابعها المقرر إنشاؤها أو رفع كفاءتها يبلغ 767 منزلاً، وتم رفع كفاءة 120 منزلاً وجارٍ العمل في 255 آخرين، وكذلك فقد تم تخصيص مبلغ 81 مليون جنيه مصري (4.55 مليون دولار تقريباً) من جهاز تعمير سيناء، ومبلغ 16 مليوناً و400 ألف جنيه (920 ألف دولار تقريباً) من وزارة الأوقاف، ومليوني جنيه (113 ألف دولار تقريباً) من الأزهر الشريف لرفع كفاءة منازل القرية، ورفع كفاءة الملاعب الخماسية الموجودة لتضم مركز شباب ومبنى إدارياً وملاعب.
وأفاد بأنه «تم صرف جميع التعويضات المقررة لأسر الشهداء والمصابين فيما عدا حالات محدودة جارٍ استكمال المستندات الخاصة بها، وأنه يتم صرف معاشات استثنائية لعدد 303 أسر شهداء». وبحسب المحافظ، فإن «المشروعات المنفذة تضمنت رفع كفاءة مرافق الكهرباء والمياه وفتح مقرات تدريب للسيدات».
وقال سليمان شميط أحد رموز قرية الروضة بشمال سيناء، ومن بين الناجين من المجزرة التي فقد فيها أيضاً ابنه الوحيد، لـ«الشرق الأوسط»: «نحن الأهالي لن يعوضنا عن فقد الشهداء إلا الثأر لهم، ومع ذلك فإن ما شهدته القرية من أعمال تطوير كان لافتاً ويستحق الثناء عليه».
وأضاف: «هذه المشروعات تفتح في قريتهم لأول مرة، وتنوعت بين ترميم للمساكن والمقرات الحكومية وإنشاء أخرى جديدة، فضلاً عن استمرار الدعم الحكومي للأهالي».
ورغم مرور نحو عام على الحادث، تواصل القوات الأمنية بشمال سيناء عمليات تحصين القرية بقوات تنتشر حول محيط المسجد الذي كان مسرحاً للجريمة، وكذلك تفرض أجهزة الأمن تحصينات أمنية حول محيط القرية الواقعة في نطاق مركز بئر العبد، وعلى بعد نحو 30 كيلومتراً غرب العريش.
وفي سياق آخر، قررت محكمة جنايات القاهرة، أمس، إحالة أوراق متهم إلى مفتي الديار المصرية وتحديد جلسة 17 نوفمبر المقبل للنطق بالحكم في إعادة محاكمة 7 متهمين في القضية التي اشتهرت إعلامياً بـ«خلية طنطا الإرهابية» التي استهدفت قوات الجيش والشرطة بمحافظة الغربية.
وسبق أن أصدرت محكمة جنايات شمال القاهرة أحكاماً تراوحت بين الإعدام والسجن المشدد ضد المتهمين في 4 سبتمبر (أيلول) 2016، لكنها كانت أحكاماً غيابية.
وتنسب تحقيقات نيابة أمن الدولة العليا للمتهمين أنهم «أنشأوا وأسسوا خلية إرهابية على خلاف أحكام القانون، بهدف الدعوة إلى تعطيل أحكام الدستور والقوانين ومنع مؤسسات الدولة والسلطات العامة من ممارسة أعمالها، والاعتداء على الحرية الشخصية للمواطنين والحقوق والحريات العامة والإضرار بالوحدة الوطنية والسلام الاجتماعي».



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.