افتتاح معرض الكتاب التونسي بمشاركة 76 دار نشر

45 ألف عنوان في مختلف المجالات

إقبال كبير من الجمهور التونسي
إقبال كبير من الجمهور التونسي
TT

افتتاح معرض الكتاب التونسي بمشاركة 76 دار نشر

إقبال كبير من الجمهور التونسي
إقبال كبير من الجمهور التونسي

تحتضن مدينة الثقافة وسط العاصمة التونسية الدورة التأسيسية لمعرض الكتاب التونسي تحت شعار «الكتاب التونسي يجمعنا» وهو من تنظيم وزارة الثقافة التونسية بالتعاون مع اتحاد الناشرين التونسيين، وشهد المعرض الذي انطلقت فعالياته بصفة رسمية مساء الجمعة إقبالا مهما من التونسيين على الكتاب التونسي الذي غالبا ما كان مغيبا بين عناوين كتب كثيرة لا يقدر على منافستها. وشاركت 76 دار نشر تونسية في هذا المعرض الذي يقدم لزواره 45 ألف عنوان في مختلف المجالات ويتواصل المعرض إلى يوم 28 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي.
وقال منصور مهني المدير العام للمعرض الوطني للكتاب التونسي إن هذا الحدث يهدف إلى دعم الكتاب التونسي ودور النشر التونسية، وترغيب التونسيين في قراءة ما يبدعه الكتاب التونسيون في مختلف المجالات.
ومن جانبه، أكد صلاح الدين الحمادي رئيس اتحاد الكتاب التونسيين ضرورة إعلاء شأن الكتاب التونسي وقال إن ما ينتجه التونسيون غالبا ما يحظى بالتقدير والتنويه خارج تونس وما على القارئ التونسي هو إعادة اكتشاف إبداعات أبناء وطنه، على حد تعبيره.
وأكّد وزير الشؤون الثقافية محمد زين العابدين في تصريح لوسائل الإعلام، أن بعث مظاهرة وطنية تُعنى بالكتاب تندرج ضمن سياسة كاملة تتعلّق بإسناد سوق الكتاب، مضيفا أن هذا المعرض هو دعم لصناعة الكتاب وتمكين الفاعلين في هذا القطاع للترويج لإصداراتهم وإبداعاتهم.
وأفاد بأن هذا المعرض الوطني للكتاب التونسي الذي تحتضنه مدينة الثقافة، سيكون منطلقا نحو بعث معارض للكتاب في الجهات.
وثمّن المدير العام للمعرض الوطني للكتاب التونسي منصور مهني تأسيس هذه المظاهرة، معتبرا إياها بادرة لدعم الكتاب التونسي والناشرين، وفرصة للترغيب في القراءة. وعبّر، في كلمة مقتضبة ألقاها في افتتاح المعرض، عن أمله في أن تتواصل جهود الدولة في دعم الكتاب لتتواصل معها الحركية الثقافة. ودعا مختلف القوى الوطنية إلى دعم الكتاب التونسي والترويج له.
وقال رئيس اتحاد الناشرين التونسيين محمد صالح معالج، إن المعرض يعدّ إنجازا للكتاب التونسي وفخرا للكتّاب والناشرين التونسيين يوفر لهم الفرصة لعرض إصداراتهم. وعبّر عن أمله في أن يلقى الكتاب التونسي رواجا كبيرا لدى التونسيين كالذي يلقاه لدى القرّاء العرب المهتمين بالكتاب التونسي في المعارض العربية.
وتولّى وزير الشؤون الثقافية محمد زين العابدين بالمناسبة تكريم أربع شخصيات أدبية هم: الأديب عبد الواحد براهم والأديبة مسعودة أبو بكر والشاعرة فوزية العلوي، بالإضافة إلى شاعر المناجم محمد عمار شعابنية.
وأعدّ المنظمون مجموعة من الندوات المتعلّقة بصناعة الكتاب وترويجه في تونس، من ضمنها محاور «رهانات القصّة القصيرة في تونس» و«الكتاب الموّجه للطفل في تونس: إبداعا وصناعة» و«دعم الكتاب التونسي بين الموجود والمنشود» و«الكتاب العلمي بين الفضاء الجامعي والفضاء العام».
وسيحظى روّاد المعرض بمجموعة من الورشات في اختصاصات كثيرة منها «الشريط الكرتوني» و«فنون الخزف» و«السينما» و«المسرح» و«الخط العربي» و«الشعر الشعبي». وتنتظم على هامش هذه الدورة عروض موسيقية بالتعاون مع قطب الموسيقى والأوبرا، وكذلك عروض سينمائية بالتعاون مع المكتبة السينمائية التونسية.


مقالات ذات صلة

«متحف البراءة»... جولة في ذاكرة إسطنبول حسب توقيت أورهان باموك

يوميات الشرق ذاكرة إسطنبول المعاصرة ورواية أورهان باموك الشهيرة في متحف واحد في إسطنبول (الشرق الأوسط)

«متحف البراءة»... جولة في ذاكرة إسطنبول حسب توقيت أورهان باموك

لعلّه المتحف الوحيد الذي تُعرض فيه عيدان كبريت، وبطاقات يانصيب، وأعقاب سجائر... لكن، على غرابتها وبساطتها، تروي تفاصيل "متحف البراءة" إحدى أجمل حكايات إسطنبول.

كريستين حبيب (إسطنبول)
كتب فرويد

كبار العلماء في رسائلهم الشخصية

ما أول شيء يتبادر إلى ذهنك إذا ذكر اسم عالم الطبيعة والرياضيات الألماني ألبرت آينشتاين؟ نظرية النسبية، بلا شك، ومعادلته التي كانت أساساً لصنع القنبلة الذرية

د. ماهر شفيق فريد
كتب ناثان هيل

«الرفاهية»... تشريح للمجتمع الأميركي في زمن الرقميات

فلنفرض أن روميو وجولييت تزوَّجا، بعد مرور عشرين سنة سنكتشف أن روميو ليس أباً مثالياً لأبنائه، وأن جولييت تشعر بالملل في حياتها وفي عملها.

أنيسة مخالدي (باريس)
كتب ترجمة عربية لـ«دليل الإنسايية»

ترجمة عربية لـ«دليل الإنسايية»

صدر حديثاً عن دار نوفل - هاشيت أنطوان كتاب «دليل الإنسايية» للكاتبة والمخرجة الآيسلندية رند غنستاينردوتر، وذلك ضمن سلسلة «إشراقات».

«الشرق الأوسط» (بيروت)
ثقافة وفنون «شجرة الصفصاف»... مقاربة لعلاقة الشرق والغرب

«شجرة الصفصاف»... مقاربة لعلاقة الشرق والغرب

عن دار «بيت الياسمين» للنشر بالقاهرة، صدرتْ المجموعة القصصية «شجرة الصفصاف» للكاتب محمد المليجي، التي تتناول عدداً من الموضوعات المتنوعة مثل علاقة الأب بأبنائه

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

بارود «النار بالنار» موهبة صاعدة لفتت المشاهد

عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
TT

بارود «النار بالنار» موهبة صاعدة لفتت المشاهد

عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)

منذ الحلقة الأولى لمسلسل «النار بالنار» لفت تيم عزيز المشاهد في دور (بارود). فهو عرف كيف يتقمص شخصية بائع اليانصيب (اللوتو) بكل أبعادها. فألّف لها قالباً خاصاً، بدأ مع قَصة شعره ولغة جسده وصولاً إلى أدائه المرفق بمصطلحات حفظها متابع العمل تلقائياً.
البعض قال إن دخول تيم عزيز معترك التمثيل هو نتيجة واسطة قوية تلقاها من مخرج العمل والده محمد عبد العزيز، إلا أن هذا الأخير رفض بداية مشاركة ابنه في العمل وحتى دخوله هذا المجال. ولكن المخرج المساعد له حسام النصر سلامة هو من يقف وراء ذلك بالفعل. ويقول تيم عزيز لـ«الشرق الأوسط»: «حتى أنا لم أحبذ الفكرة بداية. لم يخطر ببالي يوماً أن أصبح ممثلاً. توترت كثيراً في البداية وكان همي أن أثبت موهبتي. وفي اليوم الخامس من التصوير بدأت ألمس تطوري».
يحدثك باختصار ابن الـ15 سنة ويرد على السؤال بجواب أقصر منه. فهو يشعر أن الإبحار في الكلام قد يربكه ويدخله في مواقف هو بغنى عنها. على بروفايل حسابه الإلكتروني «واتساب» دوّن عبارة «اخسر الجميع واربح نفسك»، ويؤكد أن على كل شخص الاهتمام بما عنده، فلا يضيع وقته بما قد لا يعود ربحاً عليه معنوياً وفي علاقاته بالناس. لا ينكر أنه بداية، شعر بضعف في أدائه ولكن «مو مهم، لأني عرفت كيف أطور نفسي».
مما دفعه للقيام بهذه التجربة كما يذكر لـ«الشرق الأوسط» هو مشاركة نجوم في الدراما أمثال عابد فهد وكاريس بشار وجورج خباز. «كنت أعرفهم فقط عبر أعمالهم المعروضة على الشاشات. فغرّني الالتقاء بهم والتعاون معهم، وبقيت أفكر في الموضوع نحو أسبوع، وبعدها قلت نعم لأن الدور لم يكن سهلاً».
بنى تيم عزيز خطوط شخصيته (بارود) التي لعبها في «النار بالنار» بدقة، فتعرف إلى باعة اليناصيب بالشارع وراقب تصرفاتهم وطريقة لبسهم وأسلوب كلامهم الشوارعي. «بنيت الشخصية طبعاً وفق النص المكتوب ولونتها بمصطلحات كـ(خالو) و(حظي لوتو). حتى اخترت قصة الشعر، التي تناسب شخصيتي، ورسمتها على الورق وقلت للحلاق هكذا أريدها».
واثق من نفسه يقول تيم عزيز إنه يتمنى يوماً ما أن يصبح ممثلاً ونجماً بمستوى تيم حسن. ولكنه في الوقت نفسه لا يخفي إعجابه الكبير بالممثل المصري محمد رمضان. «لا أفوت مشاهدة أي عمل له فعنده أسلوبه الخاص بالتمثيل وبدأ في عمر صغير مثلي. لم أتابع عمله الرمضاني (جعفر العمدة)، ولكني من دون شك سأشاهد فيلمه السينمائي (هارلي)».
لم يتوقع تيم عزيز أن يحقق كل هذه الشهرة منذ إطلالته التمثيلية الأولى. «توقعت أن أطبع عين المشاهد في مكان ما، ولكن ليس إلى هذا الحد. فالناس باتت تناديني باسم بارود وتردد المصطلحات التي اخترعتها للمسلسل».
بالنسبة له التجربة كانت رائعة، ودفعته لاختيار تخصصه الجامعي المستقبلي في التمثيل والإخراج. «لقد غيرت حياتي وطبيعة تفكيري، صرت أعرف ماذا أريد وأركّز على هدف أضعه نصب عيني. هذه التجربة أغنتني ونظمت حياتي، كنت محتاراً وضائعاً أي اختصاص سأدرسه مستقبلاً».
يرى تيم في مشهد الولادة، الذي قام به مع شريكته في العمل فيكتوريا عون (رؤى) وكأنه يحصل في الواقع. «لقد نسيت كل ما يدور من حولي وعشت اللحظة كأنها حقيقية. تأثرت وبكيت فكانت من أصعب المشاهد التي أديتها. وقد قمنا به على مدى يومين فبعد نحو 14 مشهداً سابقاً مثلناه في الرابعة صباحاً صورنا المشهد هذا، في التاسعة من صباح اليوم التالي».
أما في المشهد الذي يقتل فيه عمران (عابد فهد) فترك أيضاً أثره عنده، ولكن هذه المرة من ناحية الملاحظات التي زوده بها فهد نفسه. «لقد ساعدني كثيراً في كيفية تلقف المشهد وتقديمه على أفضل ما يرام. وكذلك الأمر بالنسبة لكاريس بشار فهي طبعتني بحرفيتها. كانت تسهّل علي الموضوع وتقول لي (انظر إلى عيني). وفي المشهد الذي يلي مقتلها عندما أرمي الأوراق النقدية في الشارع كي يأخذها المارة تأثرت كثيراً، وكنت أشعر كأنها في مقام والدتي لاهتمامها بي لآخر حد»
ورغم الشهرة التي حصدها، فإن تيم يؤكد أن شيئاً لم يتبدل في حياته «ما زلت كما أنا وكما يعرفني الجميع، بعض أصدقائي اعتقد أني سأتغير في علاقتي بهم، لا أعرف لماذا؟ فالإنسان ومهما بلغ من نجاحات لن يتغير، إذا كان معدنه صلباً، ويملك الثبات الداخلي. فحالات الغرور قد تصيب الممثل هذا صحيح، ولكنها لن تحصل إلا في حال رغب فيها».
يشكر تيم والده المخرج محمد عبد العزيز لأنه وضع كل ثقته به، رغم أنه لم يكن راغباً في دخوله هذه التجربة. ويعلق: «استفدت كثيراً من ملاحظاته حتى أني لم ألجأ إلا نادراً لإعادة مشهد ما. لقد أحببت هذه المهنة ولم أجدها صعبة في حال عرفنا كيف نعيش الدور. والمطلوب أن نعطيها الجهد الكبير والبحث الجدّي، كي نحوّل ما كتب على الورق إلى حقيقة».
ويشير صاحب شخصية بارود إلى أنه لم ينتقد نفسه إلا في مشاهد قليلة شعر أنه بالغ في إبراز مشاعره. «كان ذلك في بداية المسلسل، ولكن الناس أثنت عليها وأعجبت بها. وبعدما عشت الدور حقيقة في سيارة (فولسفاكن) قديمة أبيع اليانصيب في الشارع، استمتعت بالدور أكثر فأكثر، وصار جزءاً مني».
تيم عزيز، الذي يمثل نبض الشباب في الدراما اليوم، يقول إن ما ينقصها هو تناول موضوعات تحاكي المراهقين بعمره. «قد نجدها في أفلام أجنبية، ولكنها تغيب تماماً عن أعمالنا الدرامية العربية».