«قاعدة اليمن» تسعى لإقامة إمارة في حضرموت

حذرت النساء من ارتياد الأسواق وممارسة الرياضة

عناصر من مقاتلي جماعة الحوثي عند نقطة تفتيش على مدخل مدينة عمران أمس (رويترز)
عناصر من مقاتلي جماعة الحوثي عند نقطة تفتيش على مدخل مدينة عمران أمس (رويترز)
TT

«قاعدة اليمن» تسعى لإقامة إمارة في حضرموت

عناصر من مقاتلي جماعة الحوثي عند نقطة تفتيش على مدخل مدينة عمران أمس (رويترز)
عناصر من مقاتلي جماعة الحوثي عند نقطة تفتيش على مدخل مدينة عمران أمس (رويترز)

كشف تنظيم القاعدة في جنوب شرقي اليمن عن سعيه إلى إقامة «إمارة إسلامية» جديدة في محافظة حضرموت، في الوقت الذي أكدت فيه الأمم المتحدة أن الوضع الإنساني في محافظة عمران ما زال صعبا، وأن عشرات الآلاف من المتضررين جراء الحرب بين جماعة الحوثي والجيش اليمني ما زالوا بحاجة ماسة إلى المساعدات الإنسانية.
وقالت مصادر في محافظة حضرموت لـ«الشرق الأوسط» إن «القاعدة» وجهت تحذيرا شديدا عبر بيان وزعته في بعض مناطق وادي حضرموت يمنع النساء من ارتياد الأسواق دون محرم كما يمنعهن من ممارسة أي نوع من أنواع الرياضة.
ويعرف عن محافظة حضرموت أنها من أكثر المحافظات اليمنية التزاما دينيا، ويميل معظم سكانها إلى المذهب الصوفي، في الوقت الذي تلتزم فيه نساؤها بالتقاليد الإسلامية وتحديدا ارتداء النقاب. وذكرت المصادر أن «القاعدة» وجدت مناخا مناسبا لها لدى بعض القبائل في حضرموت الوادي، الذي يشهد منذ فترة عمليات توصف بالإرهابية التي كان آخرها مهاجمة النقاط الحدودية بين اليمن والمملكة العربية السعودية على الجانبين عبر منفذ الوديعة الحدودي، وهي العمليات التي أدت إلى مقتل عدد من رجال الأمن من الجانبين، إضافة إلى عمليات أخرى استهدفت مطار مدينة سيئون، عاصمة وادي حضرموت، واستهداف النقاط الأمنية والعسكرية في تلك المنطقة، كما سبق لـ«القاعدة» أن قتلت عددا من النسوة في وادي حضرموت من العاملات في مصنع للتمور.
وتنقسم محافظة حضرموت إلى حضرموت الساحل وتضم المناطق المطلة على بحر العرب، وتتميز بأنها الأكثر تحضرا وتنتج العسل الدعني الشهير، وحضرموت الوادي التي تضم المناطق الصحراوية والجبلية.
ويقول خبراء مكافحة الإرهاب إن ما تقوم به هذه الجماعات المتشددة في حضرموت «نوع من الإرهاب»، وإنه نسخة مشابهة لما قامت به هذه الجماعات في محافظات أخرى في جنوب اليمن، كمحافظتي أبين وشبوة اللتين أعلنت فيهما إمارات إسلامية مشابهة خلال السنوات القليلة الماضية. ويؤكد الخبراء لـ«الشرق الأوسط» أن عملية ملاحقة عناصر «القاعدة» في محافظة كحضرموت بحاجة إلى جهد شعبي مساند بحكم المساحة الجغرافية الكبيرة للمحافظة التي تبعد عن جميع المحافظات بمسافة طويلة ولها حدود مباشرة مع السعودية، إضافة إلى الثروات النفطية الكبيرة التي تختزنها أراضيها.
من ناحية أخرى، أكدت الأمم المتحدة أن الوضع الإنساني في محافظة عمران ما زال صعبا وخاصة مسألة الوصول إلى المتضررين جراء الحرب التي توقفت بين قوات الجيش وميليشيا المتمردين الحوثيين. وقال بيان صادر عن مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في صنعاء، حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، إن «الوضع أصبح هادئا»، وإن «الشركاء في المجال الإنساني على استعداد للعودة إلى عمران حالما تسمح الظروف بذلك؛ ويجري حاليا تنفيذ استجابة على نطاق أصغر للنازحين داخليا الذين يعيشون في صنعاء».
وأكدت الأمم المتحدة أن التحقق من المعلومات من داخل محافظة عمران، المجاورة لصنعاء، لا يزال «أمرا في غاية الصعوبة»، وأن منسق الشؤون الإنسانية يأمل الانتقال إلى عمران خلال الأيام القليلة المقبلة، وحثت الأمم المتحدة الأطراف كافة على «التقيد بالقواعد الأساسية للعمل الإنساني في المناطق المتضررة من الصراع وضمان حماية المدنيين، والأصول والممتلكات الإنسانية»، إضافة إلى «التفاوض من أجل الوصول إلى السكان المتضررين، وضمان وصول المساعدات إلى كل الذين تم تقييمهم وتبين أنهم بحاجة إليها»، وأيضا «الحصول على التزام من كل الأطراف بسلامة عمال الإغاثة وأمنهم».
على صعيد آخر، وبعد يوم على تسلم السلطات لجثمان العميد حميد القشيبي، قائد «اللواء 310 - مدرع»، كشفت مصادر طبية مطلعة في المستشفى العسكري لـ«الشرق الأوسط» أن الفحص الأولي للجثمان بين تعرض العميد القشيبي لأنواع كثيرة من التعذيب قبل إعدامه على يد ميليشيا الحوثيين، حيث اختفت ملامح الوجه وتبين أن معظم أنحاء جسده اخترقت بالرصاص.



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.