منذ اندلاع الأزمة الفنزويلية عام 2014 وكاراكاس تتبادل اتهامات التدخل في الشؤون الداخلية مع عدد من الدول المجاورة خصوصا الإكوادور وكولومبيا. علاقاتها المتوترة مع الإكوادور أخذت منعطفا جديدا أول من أمس من خلال طرد كيتو سفيرة فنزويلا عقب تصريحات لوزير فنزويلي اعتبرت «مهينة» بحقّ الرئيس الإكوادوري لينين مورينيو، فردّت كاراكاس بطرد القائمة بالأعمال الإكوادورية. وتتهم كولومبيا جارتها فنزويلا بحماية المتمردين على أراضيها. وتنفي كاراكاس اتهامات بوغوتا بأن جماعة جيش التحرير الوطني الكولومبي المتمردة لها صلات بالجيش الفنزويلي. وقال النائب العام في فنزويلا طارق ويليام صعب إن الادعاء العام يحقق في مقتل سبعة أشخاص على الأقل في منطقة تعدين في جنوب البلاد. وحدثت الوفيات في إل كاندادو بولاية بوليفار في عطلة نهاية الأسبوع الماضي. ولم يذكر صعب تفاصيل بشأن الوفيات، لكن مشرع المعارضة أمريكو دي غرازيا قال، كما ذكرت الوكالة الألمانية، إن اشتباكات وقعت بين متمردي جماعة جيش التحرير الوطني الكولومبي وجماعة مسلحة أخرى في المنطقة. وقال دي غرازيا إن العدد قد يصل إلى 16 قتيلا. وقال عضو البرلمان في تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» «على الرئيس (نيكولاس) مادورو أن يشرح سبب وجود حرب عصابات في المنطقة». وتمّ طرد سفيرة فنزويلا في كيتو، كارول دلغادو، بعد أن اتّهم وزير الاتصالات والإعلام الفنزويلي خورخي رودريغيز الرئيس مورينيو بالكذب أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة حول عدد الفنزويليين الذين دخلوا الإكوادور بعد فرارهم من الأزمة الاقتصادية في بلادهم.
وقالت وزارة الخارجيّة الإكوادوريّة في بيان إنه «في مواجهة التصريحات المهينة التي أطلقها (الأربعاء) وزير الاتصالات والإعلام في جمهورية فنزويلا البوليفارية» قرّرت الحكومة «طرد سفيرة فنزويلا في الإكوادور». بُعيد ذلك، قالت فنزويلا، كما نقلت الصحافة الفرنسية، إنّها «ملزمة باتّخاذ إجراءات المعاملة بالمثل» فأمرت بطرد الممثّلة الدبلوماسيّة العليا للإكوادور في كاراكاس، القائمة بالأعمال إليزابيث مينديز. وقال بيان صادر عن وزارة الخارجيّة الفنزويلية إنّ مينديز «شخص غير مرغوب فيه، ولديها 72 ساعة لمغادرة البلاد». وكان الوزير الفنزويلي خورخي رودريغيز قال في مؤتمر صحافي الأربعاء «لقد استمعتُ إلى رئيس من هذه القارّة بذهول لأنني لا أستطيع أن أصدّق أنه يمكن أن يكون كاذباً إلى هذا الحدّ (...) سمعتُ رئيساً يقول إنّه في كلّ يوم يدخل إلى بلاده 6000 فنزويلي يُعانون أمراضا».
وخلال انعقاد الجمعيّة العامة للأمم المتّحدة في سبتمبر (أيلول) الماضي، أعلن الرئيس مورينيو أنّ الأطفال الفنزويليين يصلون إلى الإكوادور وهم يُعانون «الحصبة والدفتيريا وشلل الأطفال» وأنّ هناك نساء حوامل «لم يخضعن أبدا لفحص طبي». وكان مورينيو دعا وقتذاك فنزويلا إلى حلّ «أزمتها عبر الحوار الوطني»، مطالباً بإجراءات إقليميّة لإدارة التدفّق غير المعهود للمهاجرين.
وتابع رودريغيز ردّه على مورينيو قائلاً «كاذب، إنه كاذب ويجرؤ على الكذب مِن على منبر الأمم المتحدة لأنّ هذا هو ما أُمِر بالقيام به». وبحسب تقارير الأمم المتحدة، هناك زهاء 1.9 مليون شخص غادروا فنزويلا منذ العام 2015، غالبيّتهم إلى بلدان أخرى في أميركا اللاتينية، خصوصاً إلى كولومبيا والبيرو والبرازيل.
مزيد من التدهور في علاقات فنزويلا بجيرانها
مزيد من التدهور في علاقات فنزويلا بجيرانها
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة