جولات مسرحية بالأمازيغية لفائدة المغاربة المقيمين في الخارج

أعدت وزارة الجالية المغربية بالخارج وشؤون الهجرة، بشراكة مع المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، برنامجاً لتقديم 51 عرضاً مسرحياً بالأمازيغية بعدد من بلدان الاستقبال، تقدمها 12 فرقة من مختلف جهات المملكة، تمثل مختلف أطياف اللغة الأمازيغية، فيما تتميز عروضها المقترحة بتنوع أشكالها التعبيرية.
وتأتي هذه الجولات، حسب منظميها، بهدف «تطوير العرض الثقافي الموجه لمغاربة العالم»، و«تنزيلاً للمقتضيات الدستورية التي تجعل من الأمازيغية لغة رسمية للمملكة، ورافداً من روافد الثقافة المغربية»، و«استجابة لمتطلبات وانتظارات الجالية المغربية التي تتميز بتعددها وتنوعها الثقافي واللغوي».
ووقعت وزارة الجالية المغربية بالخارج وشؤون الهجرة اتفاقية شراكة مع المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، بهدف إرساء آلية دائمة للتشاور والتنسيق، قصد النهوض باللغة والثقافة الأمازيغيتين لدى المغاربة المقيمين بالخارج، من خلال تنظيم تظاهرات ثقافية، سواء بالمغرب أو بالخارج، في مجالات الثقافة والتعابير الأدبية والفنية (الشعر والمسرح والموسيقى والأدب الأمازيغي)، والعمل على إدراج البعد الأمازيغي ضمن برامج المراكز الثقافية المغربية التي تحدثها الوزارة، وتنظيم دورات تكوينية لفائدة المدرسين لتعليم اللغة الأمازيغية، بتنسيق مع جمعيات مغاربة العالم. كما تم إحداث لجنة مشتركة تضم ممثلين عن الوزارة والمعهد، يعهد إليها بتحديد التوجهات الأساسية للعمل المشترك بين الطرفين، والمصادقة على مشاريع البرامج، والعمل على تنفيذها وتقييمها.
وحسب معطيات وإحصائيات وزارة الجالية المغربية بالخارج وشؤون الهجرة، يبلغ عدد المغاربة المقيمين بالخارج حالياً 5 ملايين مواطن ومواطنة، يوجدون بأكثر من مائة دولة عبر العالم، ويتميزون بالحرص القوي على الارتباط بالبلد الأم (المغرب)، والمحافظة على الهوية الوطنية في أبعادها الثقافية واللغوية. ويتجلى هذا الارتباط الثابت بالمغرب في العدد الهائل من المواطنين الذين يعودون كل صيف لقضاء عطلتهم السنوية بأرض الوطن، الذي يقدر بـ2.8 مليون شخص كل سنة. كما يعبرون كذلك عن ارتباطهم ببلدهم الأصلي عن طريق مساهمتهم في تنمية الاقتصاد الوطني عبر التحويلات المالية التي بلغت سنة 2017 أزيد من 65 مليار درهم (6.5 مليار دولار).
وبينت دراسة أنجزتها الوزارة، بتعاون مع منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، سنة 2016، أن مغاربة العالم يتوفرون على إمكانات مهمة للمساهمة في التنمية السوسيو - اقتصادية لبلدهم المغرب، حيث إنه من أصل 2.6 مليون مغربي مقيم بدول هذه المنظمة، المشمولين بالدراسة أغلبهم شباب، ذلك أن 70 في المائة منهم تقل أعمارهم عن 45 سنة، و500 منهم حاصلين على شهادات عليا، و7 آلاف منهم أطباء، و50 ألف طالب.
يشار إلى أن الوزارة قد عملت منذ سنة 2009 على تنظيم جولات مسرحية في عدد من البلدان. وفي هذا الصدد، تم تقديم ما يفوق 180 عرضاً مسرحياً، بشراكة مع أزيد من 40 فرقة مسرحية، خلال موسم 2017 - 2018، لفائدة المغاربة المقيمين بـ15 بلداً، بكل من أوروبا وأفريقيا ودول الشرق الأوسط، وذلك بزيادة ملموسة مقارنة مع الموسم الماضي. ومن المنتظر خلال السنوات المقبلة أن تعمل الوزارة على توسيع فئة المستفيدين لتشمل جل بلدان إقامة مغاربة العالم.