فاطمة ناصر: دور «مرلين» في «نصيبي وقسمتك» أصعب محطة في حياتي الفنية

قالت لـ «الشرق الأوسط» إنها تعشق الأعمال التي تتناول الروحانيات

الفنانة التونسية فاطمة ناصر
الفنانة التونسية فاطمة ناصر
TT

فاطمة ناصر: دور «مرلين» في «نصيبي وقسمتك» أصعب محطة في حياتي الفنية

الفنانة التونسية فاطمة ناصر
الفنانة التونسية فاطمة ناصر

فنانة لديها من الموهبة ما يؤهلها لأداء جميع الأدوار؛ ما قاد صناع الأعمال الدرامية والسينمائية في الآونة الأخيرة إلى اختيارها في أدوار صعبة ومؤثرة. وقدمت أخيراً دور «مرلين» القبطية في حكاية «حكاية 604» ضمن الجزء الثاني من مسلسل «نصيبي وقسمتك»، الذي وصفه البعض بالدور الصعب والمعقد، مشيدين بأدائها المميز... إنها الفنانة التونسية فاطمة ناصر التي حققت إشادات مهمة من النقاد والمتابعين في مصر أخيراً، بعد تميزها في عدد من المسلسلات.
فاطمة ناصر تحدثت لـ«الشرق الأوسط» عن حياتها الفنية وطموحاتها في الفترة المقبلة.
تتحدث فاطمة ناصر عن اشتراكها في «حكاية 604» ضمن الجزء الثاني من مسلسل «نصيبي وقسمتك»، وتقول: تربطني علاقة صداقة قوية بالمؤلف عمرو محمود ياسين والمنتج أحمد عبد العاطي، فقد اشتركت في الجزء الأول من مسلسل «نصيبي وقسمتك» الذي قام ببطولته الفنان هاني سلامة في قصتين، هما «الجاني بعد يومين»، و«هناء وشريف»، وعندما كان يكتب عمرو «حكاية 604» تحدث معي وأخبرني بأن هناك دوراً لي في هذه الحكاية، وأنه سيرسل لي السيناريو بعد الانتهاء من كتابته، وبعدها أرسل لي حلقتين من الحكاية، وتحدث معي عن الخطوط العريضة للقصة وللشخصية نفسها، وأعجبت كثيراً بالقصة وتحمست لها قبل تصويرها. وأنا أحب كثيراً الأعمال التي تتناول الروحانيات التي تربط الإنسان بربنا، مع مزج ذلك بالإثارة والغموض. ولفتت: «شخصية مرلين مليئة بالمشاعر والإنسانيات، وبها الكثير من الغموض، وبخاصة في الحلقات الأولى من العمل، ولم أقدمها من قبل عبر مشواري الفني، ونوع الشخصية نفسها قليلاً ما تتم كتابتها في الدراما بهذا الشكل، ومثلت بالنسبة لي تحدياً كبيراً لأنها تمر بالكثير من التطورات والمراحل، فمن المفترض أنها كفيفة، وفي الوقت نفسه ليس من المفترض أن يفهم المشاهد أنها كفيفة، فقط يجب أن نفهم في بداية الحلقات أنها غريبة الأطوار، فأنا أحببت شخصية مرلين بكل تفاصيلها وتعايشت معها كثيراً من حبي لها، فأنا مرلين القبطية الكفيفة القوية الشخصية التي تحمل رسالة تريد أن توصلها». وتابعت حديثها عن الصعوبات التي واجهتها أثناء تجسيدها دور مرلين، وقالت: ضيق الوقت في الاستعداد للشخصية والتصوير كان من أكثر الصعوبات التي واجهتني، ففي البداية قمنا بعمل بروفة واحدة قبل التصوير مع عمرو ياسين والمخرج أكرم فريد، وهي بروفة قراءة ليس أكثر، وكنا تحت ضغط شديد قبل التصوير.وأشارت إلى أن «مشاهد صراع مرلين مع الشيطان كانت من أصعب المشاهد، وهذه المشاهد تم تصويرها على مرة واحدة أو مرتين فقط.
كما أن الحركة الجسدية في هذه المشاهد أرهقتني كثيراً؛ لأنها تحتاج إلى تدريبات وبروفات كثيرة، ولأن معظم هذه المشاهد كانت مع الفنانة حنان مطاوع فقد كانت دائماً تشجعني وتقول لي ثقي أنك تستطيعين تجسيد هذا الصراع طالما أنه نابع من قلبك، والحمد لله استطعت».
إلى ذلك، قالت فاطمة إنه يوجد لديها إيمان قوي بأن الفنان يجب أن يفتح لنفسه آفاقاً جديدة بتمثيل أدوار جديدة، وهذا ما فعلته في دور سارة في مسلسل «قانون عمر»، ودور مرلين، ودور نادية في مسلسل «عائلة الحاج نعمان» المقرر عرضه قريباً على قنوات «إم بي سي مصر» ويشاركني بطولته الفنان تيم الحسن.
في سياق منفصل، قالت فاطمة «أتمنى تقديم جزء ثانٍ من مسلسل (غرابيب سود) الذي شاركت فيه من قبل، لأنه عمل ضخم للغاية، ومهم جداً». وعن الصعوبات التي واجهتها بصفتها فنانة تونسية في التحدث باللهجة المصرية، قالت «بصفتي فنانة تونسية، كان التحدي الأكبر بالنسبة لي أن أنجح في بلد ليس بلدي، ولهجة غير لهجتي الأصلية، فهذا نوع من التحدي يحسب لأي ممثل يعمل خارج حدود وطنه. فأنا جربت التمثيل باللهجة الفارسية، وعلى الرغم من أنها كانت تجربة رائعة فإنها كانت مرهقة كثيراً».
وعن الفنان الذي تتمنى مشاركته في عمل فني في الفترة المقبلة، تقول فاطمة «أعشق كثيراً الفنانة نيللي كريم والفنانة منة شلبي، وأتمنى مشاركتهما في عمل فني قريباً، وأتمنى أيضاً الوقوف أمام المخرج الكبير أحمد نادر جلال».
وتطرقت إلى أحدث الأعمال الفنية التي من المنتظر تقديمها في الفترة المقبلة، فقالت: أنتظر عرض مسلسل «عائلة الحاج نعمان»؛ لأنه مسلسل ضخم، وأقوم من خلاله بدور فتاة شعبية لأول مرة.
يشار إلى أن الفنانة التونسية فاطمة ناصر بدأت حياتها الفنية بالتمثيل في الأفلام القصيرة؛ فظهرت لأول مرة مع المخرج عمرو سلامة في الفيلم القصير «الإعلان»، ثم في فيلم «على الهوا» مع المخرج إيهاب لمعي عام 2007، الذي شارك في المسابقة الدولية لمهرجان القاهرة السينمائي، وفي العام نفسه قدمت فاطمة أدواراً مميزة في الكثير من الأفلام المصرية، منها «أسد وأربع قطط» (2007) و«احكي يا شهرزاد» مع المخرج يسري نصر الله (2009)، وفيلم «صابون نظيف» (2010) إخراج مليكة عمارة الذي شارك في الكثير من المهرجانات (مهرجان كان السينمائي الدولي، ومهرجان أيام قرطاج السينمائي، ومهرجان وهران السينمائي)، وفيلم «سكر مر» للمخرج هاني خليفة، وفيلم «حرة» (2015) مع المخرج معاذ كمون الذي شارك في مهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي.
وتميزت فاطمة ناصر بأدوارها التلفزيونية، فقدمت الكثير من المسلسلات الدرامية، منها المسلسل التونسي «مكتوب» (2008)، و«الحب والسلام» (2009) وهو إنتاج سوري عراقي مشترك، و«الهروب من الغرب» (2009)، و«عابد كرمان» (2011)، و«الصفعة» (2012)، و«المنتقم» (2012)، و«مولانا العاشق» و«بعد البداية» (2015)، وغيرها من الأعمال الناجحة.



لماذا تعثرت خطوات مواهب المسابقات الغنائية؟

لقطة من برنامج إكس فاكتور ({يوتيوب})
لقطة من برنامج إكس فاكتور ({يوتيوب})
TT

لماذا تعثرت خطوات مواهب المسابقات الغنائية؟

لقطة من برنامج إكس فاكتور ({يوتيوب})
لقطة من برنامج إكس فاكتور ({يوتيوب})

رغم تمتع بعض متسابقي برامج اكتشاف المواهب الغنائية العربية بشهرة واسعة خلال عرض حلقاتها المتتابعة، فإن تلك الشهرة لم تصمد طويلاً وتوارت بفعل اختفاء بعض المواهب الصاعدة من الشاشات عقب انتهاء مواسم تلك البرامج، وفق موسيقيين تحدثوا إلى «الشرق الأوسط» وأثاروا تساؤلات بشأن أسباب تعثر خطوات المواهب الصغيرة والشابة وانطلاقها بشكل احترافي في عالم الغناء.

الناقد الفني المصري أحمد السماحي الذي كان مسؤولاً في أحد هذه البرامج أكد أن «الغرض من هذه البرامج هو الربح المادي وليس الاكتشاف الفني»، ويضيف لـ«الشرق الأوسط»: «بعض القنوات تستغل طموحات الشباب الباحثين عن الشهرة لتحقيق مكاسب دون إضافة حقيقية للفن، والدليل أن كثيراً من المواهب التي ظهرت من خلال هذه البرامج، وصوّت لها الملايين في أنحاء العالم العربي تعثرت بل واختفت في ظروف غامضة».

محمد عطية ({فيسبوك})

وتعددت برامج اكتشاف المواهب الغنائية عبر الفضائيات العربية خلال الألفية الجديدة ومنها «سوبر ستار»، و«ستار أكاديمي»، و«أراب أيدول»، و«ذا فويس»، و«ذا إكس فاكتور»، و«ستار ميكر».

ويوضح السماحي: «رغم أن كثيراً من هذه الأصوات رائعة، لكنها للأسف الشديد تجلس في البيوت، ولا تجد فرصة عمل، مثل المطرب الرائع الصوت محمود محيي الذي هاجر من مصر بعد حصوله على لقب (ستار أكاديمي) في الموسم التاسع عام 2014، حيث اضطر للتخلي عن حلمه بالغناء، متوجهاً للعمل موظفاً في إحدى الشركات».

نسمة محجوب ({فيسبوك})

ويؤكد الناقد الفني أن «هذه البرامج اكتشفت مواهب حقيقية، وسلطت الضوء على كثير من الأصوات الجيدة، لكن أين هم الآن في عالم النجوم؟».

ورغم أن «مسابقات الغناء كانت تركز على الدعاية والأنشطة التجارية، فإنها في الوقت نفسه قدمت فرصاً لكثيرين، فإن الحكم في النهاية يكون للكاريزما وحلاوة الصوت، ما يساعد على الانطلاق والمضي قدماً، وتحقيق جماهيرية بالاعتماد على النفس». وفق الشاعرة السورية راميا بدور.

محمد رشاد ({فيسبوك})

وأوضحت بدور في حديثها لـ«الشرق الأوسط»، أن «هذه البرامج كانت النقطة المحورية التي ساعدت بعض المواهب على الانتشار، لكنها ليست منصفة أحياناً وكلما خاضت الموهبة منافسات أكبر واستمرت ذاع صيتها، ولكن بالنهاية أين هم حاملو الألقاب؟».

في المقابل، يشدد الملحن المصري وليد منير على أن برامج مسابقات الغناء تسلط الضوء على المواهب وتمنحهم فرصة الظهور، لكن النجومية تأتي عقب الشهرة المبدئية. ويضيف لـ«الشرق الأوسط»: «صناعة قاعدة جماهيرية للمواهب أمر صعب، ويبقى الاعتماد على اجتهاد المطرب من خلال (السوشيال ميديا) لاستكمال الطريق بمفرده». وحققت كلٌّ من جويرية حمدي ولين الحايك ونور وسام وأشرقت، شهرة على مستوى العالم العربي عبر برنامج «ذا فويس كيدز»، لكن الأضواء توارت عن معظمهن.

أماني السويسي ({فيسبوك})

ويرى الناقد الفني اللبناني جمال فياض أن «جيل ما قبل الألفية الجديدة حقق علامة بارزة من خلال برامج اكتشاف المواهب في لبنان»، ويضيف لـ«الشرق الأوسط»: «هناك نجوم كثر خرجوا من هذه البرامج وأصبحوا نجوماً حتى اليوم، لكن البرامج التي أنتجت خلال الألفية الجديدة لم تؤثر مواهبها في الساحة باستثناء حالات نادرة». وأوضح فياض أن «سيمون أسمر صاحب برنامج (استوديو الفن) كان يرعى النجم فنياً بشكل شامل، ويقيم حفلات كبيرة لتفعيل علاقاته بالإعلام»، وأشار إلى أن «بعض المواهب هي اكتشافات ولدت ميتة، وقبل ذلك تركت بلا ظل ولا رعاية، لذلك لا بد أن يعي المشاركون أن نهاية البرنامج هي بداية المشوار بعد الشهرة والضجة».

فادي أندراوس ({إنستغرام})

وساهمت هذه البرامج في بروز أسماء فنية على الساحة خلال العقود الماضية، من بينها وليد توفيق، ماجدة الرومي، وائل كفوري، راغب علامة، غسان صليبا، نوال الزغبي، ديانا حداد، ميريام فارس، رامي عياش، علاء زلزلي، وائل جسار، إليسا، وإبراهيم الحكمي، وديانا كرزون، و ملحم زين، شادي أسود، رويدا عطية، شهد برمدا، سعود بن سلطان، سعد المجرد، وكارمن سليمان، ومحمد عساف، دنيا بطمة، ونداء شرارة، ومحمد عطية، هشام عبد الرحمن، جوزيف عطية، شذى حسون، نادر قيراط، عبد العزيز عبد الرحمن، ناصيف زيتون، نسمة محجوب، وفادي أندراوس، وأماني السويسي.

لكن موسيقيين يفرقون بين برامج الألفية القديمة التي كانت تعتني بالمواهب وتدعمها حتى تكون قادرة على المنافسة، وبرامج الألفية الجديدة التي كانت تهتم بـ«الشو» على حساب دعم المواهب.

ويؤكد الناقد الفني المصري أمجد مصطفى أن «سيمون أسمر عندما قدم برنامجه (استوديو الفن)، كان الأوحد في العالم العربي، وكانت نتائجه واضحة، لكن عندما انتشرت برامج أخرى لم يكن هدفها اكتشاف أصوات بل التجارة». على حد تعبيره.

ويرى مصطفى أن «(السوشيال ميديا) سحبت البساط من برامج المسابقات التي يعدها (موضة) انتهت». فيما يرهن الملحن المصري يحيى الموجي نجاح برامج اكتشاف المواهب بوجود شركة إنتاج تدعمها أو إنتاج ذاتي لاستكمال المشوار، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط»: «هذه البرامج إذا كانت جادة فعليها أن تتبنى المواهب وتنتج لهم أغانيّ، لكن ذلك لم يحدث مطلقاً، والنتيجة تعثرهم وعدم وجودهم على الساحة».