تل أبيب تقرر شنّ ضربة جوية واسعة ضد غزة {إذا استمر إطلاق البالونات}

جنرال كبير: نقوّي «حماس» خوفاً من الاضطرار إلى التفاوض مع السلطة

جنود إسرائيليون يتبادلون الحديث قرب رتل من الدبابات قرب الحدود مع غزة (رويترز)
جنود إسرائيليون يتبادلون الحديث قرب رتل من الدبابات قرب الحدود مع غزة (رويترز)
TT

تل أبيب تقرر شنّ ضربة جوية واسعة ضد غزة {إذا استمر إطلاق البالونات}

جنود إسرائيليون يتبادلون الحديث قرب رتل من الدبابات قرب الحدود مع غزة (رويترز)
جنود إسرائيليون يتبادلون الحديث قرب رتل من الدبابات قرب الحدود مع غزة (رويترز)

قرر المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية في الحكومة الإسرائيلية (الكابنيت)، بعد اجتماع مطول فجر أمس (الخميس)، إعطاء مهلة يوماً واحداً لحركة حماس، تسيطر خلاله على الوضع في قطاع غزة. فإذا استمرت مسيرات العودة في إطلاق البالونات والطائرات الورقية الحارقة، أو جرت محاولات اختراق للشريط الحدودي، أو إطلاق قذائف صاروخية باتجاه إسرائيل، فإن القوات الإسرائيلية ستنتقم بسلسلة ضربات قاسية.
ومع أن «الكابنيت» لم يصدر أي بيان حول نتائج اجتماعه، فقد أكدت مصادر سياسية، أنه قرر قبول توصيات الجيش بالرد على العنف الفلسطيني «بضربة شديدة متصاعدة، لم يسبق أن شهدها القطاع منذ الحرب الأخيرة في سنة 2014». وقال وزير الإسكان الإسرائيلي، الجنرال في الاحتياط يوآف غالانت، عضو «الكابنيت»، خلال مؤتمر لمقاولي البناء في إيلات، ظهر أمس: «لن أتطرق إلى مضمون مداولات (الكابينيت)، لكن بإمكاني قول أمر واحد بصورة واضحة جداً، وهو أن قواعد اللعبة سوف تتغير. ونحن لن نقبل بإرهاب النار وإرهاب السياج بعد الآن». وأكد أن أحداث يوم الجمعة (اليوم) ستكون هي الاختبار.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، قد دعا لاجتماع «الكابنيت» في السابعة من مساء الأربعاء، لكنه عقد في ذلك الموعد اجتماعاً مغلقاً مع رئيس أركان الجيش، غادي آيزنكوت، الذي قطع زيارته إلى الولايات المتحدة مساء الثلاثاء، بعد توتر الأوضاع من جراء إطلاق قذيفتين صاروخيتين من قطاع غزة، سقطت إحداهما على بيت في بئر السبع، والأخرى في البحر قبالة شواطئ تل أبيب. وجاء الرد الإسرائيلي عليها بشن 20 غارة على قطاع غزة. وبعد ساعتين، أدخل نتنياهو الوزراء وقادة الأجهزة الأمنية للتباحث في سبل التعامل مع قطاع غزة. واستغرق الاجتماع خمس ساعات ونصف الساعة، لينتهي في ساعات الفجر الأولى.
وذكرت مصادر سياسية أن مداولات «الكابنيت»، تناولت خطتين عسكريتين مختلفتين تجاه غزة، الأولى طرحها وزير الدفاع، أفيغدور ليبرمان، والأخرى طرحها آيزنكوت. وقد تحدثت خطة الجيش عن «عمل عسكري محدود نسبياً، يتصاعد بالتدريج بما يتلاءم مع التطورات الميدانية»، بينما الخطة التي طرحها ليبرمان كانت هجومية، ودعت إلى شن عمليات عسكرية شديدة القوة ضد حماس: «بكل ما يعني ذلك». وقال أحد المصادر، إن القيادة السياسية قررت خلال اجتماع «الكابنيت»، أن الاختبار سيكون يوم غد (اليوم الجمعة)، وإن التعليمات الصادرة للجيش تقضي «بالتعامل بشدة زائدة مع العنف عند السياج».
وفي التفاصيل، تقضي الخطة التي طرحها الجيش في اجتماع «الكابنيت»، وتم إقرارها، بأن تطلق القوات الإسرائيلية النار على المتظاهرين الفلسطينيين فيما هم بعيدون عن السياج الأمني؛ ما يعني توسيع «المنطقة العازلة» بين السياج الأمني ومواقع المظاهرات الفلسطينية. كذلك، تقضي الخطة بتصعيد استهداف الشبان الذين يطلقون البالونات والطائرات الورقية الحارقة. وقد سئل رئيس الدائرة السياسية – الأمنية السابق في وزارة الأمن الإسرائيلية، الجنرال عاموس غلعاد، حول تفسيره لهذا القرار، والفرق بينه وبين خطة ليبرمان، قال لإذاعة «كان» الرسمية، إنه «يجب استنفاد الطرق كافة كي لا نصل إلى مواجهة في غزة، ومن خلال الحفاظ على الأمن. ليس مهماً من أطلق القذيفة باتجاه بئر السبع، فـ(حماس) تسيطر في غزة، وكل ما ينبغي أن تستخلصه من هذا الحدث، هو أن الأجدى لها أن تعود بسرعة إلى الهدوء؛ لأن حكمها قد يكون في خطر».
وأيّد هذا التوجه وزير الشؤون الإقليمية في الحكومة، تساحي هنغبي، وهو عضو في «الكابنيت»، فقال إنه مثل رئيس الوزراء ومعظم الوزراء، لا يؤيد تنفيذ هجوم جارف على قطاع غزة. وقال في لقاء مع إذاعة الجيش الإسرائيلي «ما الذي سنربحه من الحرب؟ ولماذا الاستعجال. نحن وجّهنا رسالة قوية جداً إلى (حماس). فلننتظر كيف ترد يوم الجمعة. فإذا استمرت في نهجها، ستتلقى ضربة قاسية».
وتنشغل الحلبة السياسية في إسرائيل بموضوع التوتر على الحدود مع غزة. فقالت رئيسة المعارضة، النائب تسيبي ليفني، إن «قرار الحكومة الرد على الأوضاع في قطاع غزة حسب مزاج (حماس)، لن يكون مجدياً ولن يغير شيئاً. تغيير الواقع يجب أن يكون بطرق أخرى وباستراتيجية بديلة». وقالت ليفني، في حديث إذاعي صباح أمس «لا يجوز أن تصبح حركة حماس العنوان الوحيد لإسرائيل. فهناك عناوين أخرى. لكن الحكومة تتهرب من التفاوض مع السلطة الفلسطينية؛ لأن هذا يشكل تهديداً على نتنياهو، أكبر من الخطر الذي تشكله (حماس) على إسرائيل».
وكان الجنرال عميران لفين، الذي يعتبر اليوم من قادة حزب العمل المعارض، قال إن الحكومة أثبتت حتى الآن، أن تهديدات رئيسها ووزرائها لـ«حماس» ولإيران ولـ«حزب الله» هي مجرد عربدة كلامية لا تفيد شيئاً، وقد جاءت لأن هذه الحكومة لا تبحث عن حلول، بل تتهرب من الحلول. وهي مستعدة لأن يدفع المواطنون الإسرائيليون حول غزة ثمن استهتارها هذا». وأضاف لفين في لقاء مع إذاعة المستوطنين (القناة السابعة)، «لقد آن الأوان لنقول بصراحة، إن حكومة اليمين بقيادة نتنياهو تعمل على تقوية حركة حماس، التي تضع في رأس برنامجها هدف تدمير إسرائيل. فهذه الحركة، الضعيفة جداً، تستمد منا القوة. بأيدينا نجعلها قادرة شيئاً فشيئاً على السيطرة أيضاً في الضفة الغربية. وحكومتنا تفعل ذلك بوعي؛ لأنها لا تريد أن تدخل في مفاوضات مع السلطة الفلسطينية حول عملية سلام. إنها تخاف من السلام ولا تريد أن تدفع ثمنه. فتختار (حماس)، التي تؤيدها في رفض السلام».
وحول الحل الذي يقترحه، قال: «أمران متوازيان:
أولاً، حرب شديدة تسقط حكم (حماس). فليس من المعقول أن تتمكن حركة صغيرة ومتأزمة مثل (حماس)، من دفع إسرائيل إلى الجنون بهذا الشكل، وتفرض عليها برنامجها. لكن لدينا حكومة جبانة لا تعرف كيف تجابه المشكلة.
وثانياً، إدارة مفاوضات جريئة وشجاعة مع السلطة الفلسطينية حول حل الدولتين».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.