إسقاط طائرة مسيّرة بتعز... وقصف انقلابي عشوائي في الحديدة

وفد من مكتب غريفيث يزور المحافظة المحاصرة منذ أربعة أعوام

TT

إسقاط طائرة مسيّرة بتعز... وقصف انقلابي عشوائي في الحديدة

شنت الميليشيات الحوثية قصفا عشوائيا ضد المواطنين في مناطق خسرتها جنوب الحديدة، في الوقت الذي أسقطت فيه القوات طائرة تجسس حوثية مسيّرة في تعز.
ووصل إلى مدينة التربة بمحافظة تعز، جنوب المدينة، وفد من مكتب المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث، حيث التقى قيادات المحافظة، المحلية والأمنية العسكرية، وبحث معهم سبل التعاون والإسهام في تقديم الخدمات المدنية والإنسانية.
كما ناقش الوفد الأممي مع سلطات المحافظة إمكانية فتح مكتب للأمم المتحدة في المحافظة، وإمكانية تقديم الدعم الأمني والخدماتي للمحافظة، في ظل الوضع الصعب الذي تمر به المدينة منذ أربعة أعوام.
والتقى الوفد قيادة محور تعز، ممثلة بأركان حرب المحور العميد عبد العزيز المجيدي، ومستشار نائب رئيس الجمهورية اللواء الركن سمير الصبري، ومدير عام شرطة المحافظة العميد منصور الأكحلي، ووكيل المحافظة رشاد الأكحلي. وخلال زيارته، أجرى الوفد الأممي زيارة لعدد من المرافق الحكومية والمدينة والأمنية في مدينة التربة جنوب تعز، وأشاد بالوضع الأمني وتعزيز حضور الدولة والحكومة الشرعية في المحافظة.
كما استقبل نائب رئيس جامعة تعز الأستاذ الدكتور أحمد الرباصي، بفرع جامعة التربة، الوفد من مكتب المبعوث الأممي، حيث طاف فرع الجامعة والقاعات الدراسية.
واستمع رئيس الوفد محمد خاطر من الدكتور الرباصي إلى شرح موجز عن مكونات وأقسام الفرع وطبيعة العملية التعليمية وآلية سير الاختبارات.
وتزامن زيارة الوفد الأممي في الوقت الذي تستمر المعارك في جبهات تعز الغربية والشرقية التي اشتدت حدتها، خلال اليومين الماضيين، في ريف المحافظة دمنة خدير والصلو، جنوبا، حيث تستميت ميليشيات الحوثي الانقلابية لاستعادة مواقع خسرتها.
وكبدت قوات الجيش الوطني ميليشيات الحوثي الانقلابية الخسائر البشرية والمادية خلال تصديها لمحاولات تسلل الانقلابيين.
وأكد إعلام اللواء 35 مدرع، جيش وطني، في بيان مقتضب له نشره على صفحة اللواء الخاصة في موقع التواصل الاجتماعي («فيسبوك») أن «اللواء 35 مدرع أسقط طائرة تجسس تابعة لميليشيات الحوثي الانقلابية في ريف محافظة تعز، كانت تحلق في سماء الحُجرية، وترصد مواقع اللواء 35 مدرع ومعسكراته».
إلى ذلك، أعلنت قوات الجيش الوطني سقوط عشرات القتلى من ميليشيات الحوثي الانقلابية في معارك مع الجيش الوطني وغارات مقاتلات تحالف دعم الشرعية في معارك الساحل الغربي وجنوب مدنية الحديدة.
وقتل 70 انقلابيا في معارك مع قوات الجيش الوطني وغارات مقاتلات تحالف دعم الشرعية في الساحل الغربي، عقب محاولة تسلل ميليشيات الحوثي الانقلابية وفتح خط صنعاء - وقيادي حوثي بارز ومرافقيه بغارة للتحالف في كيلو 16 المنفذ الشرقي لمدينة الحديدة.
وقال بيان إن «قوات ألوية العمالقة بقيادة القائد العام لجبهة الساحل الغربي أبو زرعة المحرمي، تصدت بإسناد طيران التحالف لمحاولة تسلل قامت بها ميليشيات الحوثي لاستعادة وفتح خط صنعاء الحديدة».
كما أكدت العمالقة أن «إحدى الغارات الجوية لطيران التحالف، تمكنت من قتل القيادي الحوثي زكريا يحيى أحمد مطهر شرف الدين المدعو (أبو يحيى) وخمسة عشر من مرافقيه في منطقة كيلو 16 بالحديدة».
وقالت إن «القيادي الحوثي أبو يحي يعتبر من القيادات الحوثية الميدانية التي تعتمد عليها الميليشيات الحوثية، وهو أحد الخبراء الإيرانيين الذي تعول عليه تلك الميليشيات»، وقد «تنقل بين لبنان وإيران والعراق وحصل على عدد من الوسامات العسكرية ومنها وسام (الحسين)، كما حصل على المركز الأول في معهد الهادي في مدينة قم الإيرانية».
وذكر أن «الميليشيات الحوثية دفعت تعزيزات عسكرية في محاولة انتحار واضحة تكبدت على إثرها خسائر فادحة في العتاد والأرواح وفشلت في عملية التسلل نحو طريق الحديدة صنعاء من منطقة كيلو 10»، وأن «الميليشيات الحوثية تواصل نكساتها وخسائرها المتلاحقة يوما بعد الآخر أمام صلابة قوات ألوية العمالقة التي تلقنها درسا بعد الآخر في ميادين البطولات والشرف».
وردا على خسائرها اليومية في معاركها وغارات التحالف، تواصل الميليشيات شن القصف الهستيري على القرى السكنية جنوب الحديدة التي تم تحريرها من الانقلابيين، علاوة على زراعة الألغام في الطرقات والقرى السكنية قبل وصول قوات الجيش إليهم وتحرير القرى منهم، وكذلك ارتكاب جرائمها من خلال استمرار قناصي الميليشيات الانقلابية بقنص المدنيين العُزل والأمنين، بينهم النساء والأطفال.
وطبقا لما أورده بيان العمالقة، فقد «استهدفت ميليشيا الحوثي منازل المدنيين بشكل عشوائي وأصيب الطفل بشير أحمد شاذلي البالغ من العمر 7 سنوات برصاص قناص حوثي في منطقة الجاح التابعة لمديرية بيت الفقيه بمحافظة الحديدة، جنوبا، ونُقِل على إثرها إلى المستشفى الميداني لتلقي العلاج وإجراء الإسعافات الأولية له ثم تحويله إلى أحد مستشفيات المقاومة للخضوع لعملية جراحية لاستخراج الرصاصة من جسده».
ونقلت عن شقيق الطفل بشير الشاذلي أن «قناصا من مسلحي ميليشيا الحوثي أصاب شقيقه بينما كان يلعب بجوار منزله مع عدد من الأطفال وسقط مضرجاً بدمائه».
وأفادت «العربية» بأن «ميليشيات الحوثي اختطفت طفلاً في العاشرة من عمره من أمام منزله في أحد أحياء مدينة ذمار وسط اليمن، واقتادته إلى جهة مجهولة، حسب ما روى سكان بالمنطقة». وقالت إن «الطفل جبران قايد اختطفته الميليشيات من أمام منزله في حي الجمارك بمدينة ذمار إلى مكان مجهول، ما أثار استياء سكان المنطقة، الذين ناشدوا منظمات الطفولة المحلية والعالمية التحرك لحماية أطفالهم من هذه الانتهاكات»، وإن «جبران ليس هو الطفل الوحيد، فهو ضمن آلاف الحالات التي تروي مأساة أطفال اليمن مع جرائم الميليشيات الانقلابية، والتي تتنوع بين القتل والتجنيد الإجباري والحرمان من التعليم، كما أنها تستغلهم في جبهات القتال كدروع بشرية وتدفع بهم لزراعة الألغام».


مقالات ذات صلة

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.