وزير الخارجية المغربي يبحث مع نظيره الأردني القضايا الإقليمية

آليات تعزيز التعاون الثنائي تصدرت مباحثات بوريطة مع الصفدي

TT

وزير الخارجية المغربي يبحث مع نظيره الأردني القضايا الإقليمية

بحث وزيرا خارجية المغرب والأردن القضايا الإقليمية، خصوصا الأوضاع في سوريا واليمن، والقضية الفلسطينية، بالإضافة إلى وضع آليات جديدة لتعزيز التعاون بين البلدين في عدد من المجالات.
وأعلن أيمن الصفدي، وزير الخارجية الأردني، عقب لقائه أمس مع وزير الخارجية والتعاون الدولي المغربي ناصر بوريطة في الرباط، أنه تقرر إحداث فريقين مختصين في الوزارتين لدراسة الخطوات العملية، التي ستمكن من الاستفادة من الآفاق الواسعة للتعاون بين البلدين.
وأكد صفدي، الذي يقوم بزيارة عمل للمغرب، أن البلدين يسعيان إلى ترجمة علاقاتهما «الأخوية والاستراتيجية المتميزة» إلى تدابير ملموسة في مجالات مختلفة، مضيفا أن المغرب والأردن على تواصل مستمر بخصوص كل القضايا، التي تتطلب جهودا مشتركة، بغية تحقيق الأمن والاستقرار والرخاء في المنطقة.
من جانبه، أكد ناصر بوريطة، وزير الخارجية والتعاون الدولي المغربي، أن المغرب والأردن يتقاسمان نفس الرؤى حول كل القضايا الإقليمية، انطلاقا من المرتكزات الواضحة لمواقف البلدين بهذا الخصوص.
وأوضح بوريطة أن التواصل بين المغرب والأردن «تواصل دائم»، وأن التنسيق بينهما «مستمر، والبلدين يتشاوران حول كل القضايا الثنائية والإقليمية لتنسيق مواقفهما».
في سياق ذلك، أكد بوريطة أن زيارة وزير الخارجية الأردني للمغرب، تندرج في إطار العلاقة الاستثنائية بين المملكتين، و«تتسم برؤية واضحة وعلاقة أكثر من أخوية، بل عائلية بين عاهلي البلدين، الملك محمد السادس والملك عبد الله الثاني». مبرزا أن الزيارة تشكل أيضا «مناسبة للحديث عن العلاقات الثنائية في إطار هذه الخصوصية والطابع الاستثنائي، وكذا البحث في الآليات لتطوير ومأسسة التشاور السياسي بين البلدين، وتطوير التعاون الاقتصادي بينهما، لتكون العلاقات الاقتصادية والتعاون السياسي والعلاقات الثقافية في مستوى هذه العلاقة الخاصة والاستثنائية».
وسجل بوريطة كذلك أن هذه الزيارة تأتي في السياق الإقليمي الخاص، الذي يطرح مجموعة من التحديات، سواء على مستوى القضية الفلسطينية، أو على مستوى باقي نقط التوتر في المنطقة العربية، وبالتالي فهي «مناسبة للتشاور لتأكيد مواقف البلدين المبدئية حول القضية الفلسطينية، والتي لها مكانة خاصة في الأردن وفي المغرب، نظرا للمسؤوليات التي يضطلع بها العاهلان المغربي الملك محمد السادس، والأردني الملك عبد الله الثاني، فيما يتعلق بقضية القدس بالدرجة الأولى».
كما أشار بوريطة إلى أن مباحثاته مع الصفدي شملت القضايا الإقليمية، خصوصا الأوضاع في سوريا واليمن، والتي قال بشأنها إن «وجهة نظر الأردن وتقييمه وتحليله لما يجري في سوريا واليمن، والقضايا الأخرى، تكتسي أهمية بالنسبة للمملكة المغربية»، مبرزا أن إدراج رؤية الأردن في تقييمه ومواقفه أمر مهم بالنسبة للمغرب، وذلك انطلاقا من العلاقة الخاصة التي تجمع بين البلدين، ومن قرب الأردن من كل هذه الأحداث.
وخلص بوريطة إلى القول إنه «تم الاتفاق على بعض الخطوات العملية في العلاقات بين المغرب والأردن، كما تم الاتفاق كذلك على تعزيز التشاور، وما إذا كان ممكنا البحث عن كيفية ترجمة هذا التشاور إلى مبادرات مشتركة حول مجموعة من القضايا العربية والإقليمية».



ضربات في صعدة... والحوثيون يطلقون صاروخاً اعترضته إسرائيل

عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)
عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)
TT

ضربات في صعدة... والحوثيون يطلقون صاروخاً اعترضته إسرائيل

عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)
عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)

تبنّت الجماعة الحوثية إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من اعترافها بتلقي ثلاث غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

وفي حين أعلن الجيش الإسرائيلي اعتراض الصاروخ الحوثي، يُعد الهجوم هو الثاني في السنة الجديدة، حيث تُواصل الجماعة، المدعومة من إيران، عملياتها التصعيدية منذ نحو 14 شهراً تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

وادعى يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الجماعة الحوثية، في بيان مُتَلفز، أن جماعته استهدفت بصاروخ فرط صوتي من نوع «فلسطين 2» محطة كهرباء «أوروت رابين» جنوب تل أبيب، مع زعمه أن العملية حققت هدفها.

من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي، في بيان، أنه «بعد انطلاق صفارات الإنذار في تلمي اليعازر، جرى اعتراض صاروخ أُطلق من اليمن قبل عبوره إلى المناطق الإسرائيلية».

ويوم الجمعة الماضي، كان الجيش الإسرائيلي قد أفاد، في بيان، بأنه اعترض صاروخاً حوثياً وطائرة مُسيّرة أطلقتها الجماعة دون تسجيل أي أضرار، باستثناء ما أعلنت خدمة الإسعاف الإسرائيلية من تقديم المساعدة لبعض الأشخاص الذين أصيبوا بشكل طفيف خلال هروعهم نحو الملاجئ المحصَّنة.

وجاءت عملية تبنِّي إطلاق الصاروخ وإعلان اعتراضه، عقب اعتراف الجماعة الحوثية باستقبال ثلاث غارات وصفتها بـ«الأميركية البريطانية»، قالت إنها استهدفت موقعاً شرق مدينة صعدة، دون إيراد أي تفاصيل بخصوص نوعية المكان المستهدَف أو الأضرار الناجمة عن الضربات.

مقاتلة أميركية على متن حاملة طائرات في البحر الأحمر (أ.ب)

وإذ لم يُعلق الجيش الأميركي على الفور، بخصوص هذه الضربات، التي تُعد الأولى في السنة الجديدة، كان قد ختتم السنة المنصرمة في 31 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، باستهداف منشآت عسكرية خاضعة للحوثيين في صنعاء بـ12 ضربة.

وذكرت وسائل الإعلام الحوثية حينها أن الضربات استهدفت «مجمع العرضي»؛ حيث مباني وزارة الدفاع اليمنية الخاضعة للجماعة في صنعاء، و«مجمع 22 مايو» العسكري؛ والمعروف شعبياً بـ«معسكر الصيانة».

106 قتلى

مع ادعاء الجماعة الحوثية أنها تشن هجماتها ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، في سياق مناصرتها للفلسطينيين في غزة، كان زعيمها عبد الملك الحوثي قد اعترف، في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وأن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

وكانت الولايات المتحدة قد أنشأت، في ديسمبر 2023، تحالفاً سمّته «حارس الازدهار»؛ ردّاً على هجمات الحوثيين ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، قبل أن تشنّ ضرباتها الجوية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، بمشاركة بريطانيا في بعض المرات؛ أملاً في إضعاف قدرات الجماعة الهجومية.

دخان يتصاعد من موقع عسكري في صنعاء خاضع للحوثيين على أثر ضربة أميركية (أ.ف.ب)

واستهدفت الضربات مواقع في صنعاء وصعدة وإب وتعز وذمار، في حين استأثرت الحديدة الساحلية بأغلبية الضربات، كما لجأت واشنطن إلى استخدام القاذفات الشبحية، لأول مرة، لاستهداف المواقع الحوثية المحصَّنة، غير أن كل ذلك لم يمنع تصاعد عمليات الجماعة التي تبنّت مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ نوفمبر 2023.

وأدّت هجمات الحوثيين إلى إصابة عشرات السفن بأضرار، وغرق سفينتين، وقرصنة ثالثة، ومقتل 3 بحارة، فضلاً عن تقديرات بتراجع مرور السفن التجارية عبر باب المندب، بنسبة أعلى من 50 في المائة.

4 ضربات إسرائيلية

رداً على تصعيد الحوثيين، الذين شنوا مئات الهجمات بالصواريخ والطائرات المُسيرة باتجاه إسرائيل، ردّت الأخيرة بأربع موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة الحوثية بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

كذلك تضررت مدرسة إسرائيلية بشكل كبير، جراء انفجار رأس صاروخ، في 19 ديسمبر الماضي، وإصابة نحو 23 شخصاً جراء صاروخ آخر انفجر في 21 من الشهر نفسه.

زجاج متناثر في مطار صنعاء الدولي بعد الغارات الجوية الإسرائيلية (أ.ب)

واستدعت هذه الهجمات الحوثية من إسرائيل الرد، في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وفي 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، قصفت إسرائيل مستودعات للوقود في كل من الحديدة وميناء رأس عيسى، كما استهدفت محطتيْ توليد كهرباء في الحديدة، إضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات، وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً.

وتكررت الضربات، في 19 ديسمبر الماضي؛ إذ شنّ الطيران الإسرائيلي نحو 14 غارة على مواني الحديدة الثلاثة، الخاضعة للحوثيين غرب اليمن، وعلى محطتين لتوليد الكهرباء في صنعاء؛ ما أدى إلى مقتل 9 أشخاص، وإصابة 3 آخرين.

وفي المرة الرابعة من الضربات الانتقامية في 26 ديسمبر الماضي، استهدفت تل أبيب، لأول مرة، مطار صنعاء، وضربت في المدينة محطة كهرباء للمرة الثانية، كما استهدفت محطة كهرباء في الحديدة وميناء رأس عيسى النفطي، وهي الضربات التي أدت إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة أكثر من 40، وفق ما اعترفت به السلطات الصحية الخاضعة للجماعة.