بلاطات مغناطيسية تتحول إلى أشكال تفاعلية على الأجهزة اللوحية

تطعم الواقع بخصائص العالم الافتراضي

بلاطات مغناطيسية تتحول إلى أشكال تفاعلية على الأجهزة اللوحية
TT

بلاطات مغناطيسية تتحول إلى أشكال تفاعلية على الأجهزة اللوحية

بلاطات مغناطيسية تتحول إلى أشكال تفاعلية على الأجهزة اللوحية

قطع التركيب في لعبة «ليغو» يمكنها الآن الذهاب أبعد بكثير من حالتها الطبيعية، وبالتالي التعاون مع مثيلاتها الرقمية؛ فعن طريق استخدام بلاطات مغناطيسية تشبه مكعبات «ليغو» يمكن حاليا تشييد أشكال على جهاز الكومبيوتر اللوحي التي تتحول إلى رسوم رقمية، أو صنع أشكال تتفاعل مع ألعاب الفيديو.
ويدعى هذا النظام الذي طوره رونغ - هاو ليانغ وزملاؤه من جامعة تايوان الوطنية في العاصمة تايبيه «غاوس بريكس» GaussBricks، تيمنا بالعالم الألماني فردريخ غاوس الذي أعطى اسمه إلى وحدة قياس في عملية التدفق المغناطيسي.
وتقوم شبكة من المجسات أو المستشعرات مركبة على ظهر جهاز لوحي بتعقب الحقل المغناطيسي الموجود حول ترتيب ما لهذه البلاطات. ويستخدم حسابات كومبيوترية هذه المعلومة لإعادة إنتاج هذا الشكل من البلاطات بالنمط الرقمي، ومن ثم عرضه على الشاشة. وهو أشبه بكاميرا للأشعة السينية يمكنها الرؤية عبر الجهاز اللوحي متحرية المغناطيس على الشاشة، أو فوقها، كما يقول ليانغ.
وعن طريق استخدام أنواع مختلفة من البلاطات يمكن تشييد مجموعة من التصاميم. وتملك قطع البلاط الأساسية نمطين من المفاصل متيحة للقطعة إما أن «تنقفل» وترتبط بالقطعة المجاورة لها، أو الانثناء بحرية. فإذا ما استخدمت المزيد من البلاطات المعقدة عن طريق المفاصل الآلية، يمكن تشييد تركيب ميكانيكي يستجيب لك، فضلا عن طلاء موصل يتيح لقطع البلاط التجاوب، أشبه بالشاشة العاملة باللمس. ويقول ليانغ: «لقد أنتجنا حيوانا أليفا افتراضيا، لدى الربت على سطحه ومداعبته، يقوم بتغيير تعابير وجهه».
ووجود تركيب طبيعي للهو به، من شأنه تأمين أسلوب طبيعي أكثر للتفاعل مع الجهاز اللوحي. «فنحن نعيش في عالم طبيعي، حيث نمسك ونتلمس الأشياء الطبيعية»، وفقا ليانغ. ومنح المستخدمين القدرة ذاتها بالنسبة إلى العروض الافتراضية، من شأنها المساعدة على تركيز اهتمامهم، مما قد يمكن في جعل البرامج التثقيفية والتعليمية، أو العلاج الافتراضي، أكثر فعالية على سبيل المثال، كما يقول.
ويعمل الفريق حاليا على نسخ للأجهزة اللوحية لألعاب الألواح الشعبية التي تجمع بين البلاطات والواقع الافتراضي، أملا أن يقوم الآخرون باختبار النظام هذا.. «فنحن نحاول أن نحول هذا المشروع إلى مصدر مفتوح»، يقول ليانغ: «فنحن نأمل أن يأتي مصممونا ومهندسونا باستخدامات جديدة لهذه التقنية لتجاوز مرحلة المختبر، وبالتالي إحداث واقع حقيقي كبير».
ويعتقد يون فيسيل الباحث في تقنيات اللمس في جامعة دريكسيل في فيلادلفيا، أن «غوس بريكس» يحمل في طياته كثيرا من التسلية والترفيه.. «ففي السنوات المقبلة سنرى المزيد من اللعب القادرة على المزج بين العالمين الطبيعي والرقمي بأسلوب مثير جدا»، كما قال بمجلة «نيو ساينتست»، تماما مثل لعبة «أنكي درايف»، التي تتسابق فيها سيارات فعلية من الألعاب عن طريق هاتف «آيفون».



«أرامكس»: نظام روبوتي بميناء جدة و«درون» لتوصيل الطرود

تمتد المنشأة على مساحة 18.500 متر مربع وتتميز بنظام فرز آلي متقدم يضم 120 مركبة موجهة آلياً لمعالجة معالجة 4 آلاف شحنة/ ساعة (أرامكس)
تمتد المنشأة على مساحة 18.500 متر مربع وتتميز بنظام فرز آلي متقدم يضم 120 مركبة موجهة آلياً لمعالجة معالجة 4 آلاف شحنة/ ساعة (أرامكس)
TT

«أرامكس»: نظام روبوتي بميناء جدة و«درون» لتوصيل الطرود

تمتد المنشأة على مساحة 18.500 متر مربع وتتميز بنظام فرز آلي متقدم يضم 120 مركبة موجهة آلياً لمعالجة معالجة 4 آلاف شحنة/ ساعة (أرامكس)
تمتد المنشأة على مساحة 18.500 متر مربع وتتميز بنظام فرز آلي متقدم يضم 120 مركبة موجهة آلياً لمعالجة معالجة 4 آلاف شحنة/ ساعة (أرامكس)

في خطوة تعكس التزامها المستمر بالابتكار التكنولوجي، أعلنت «أرامكس» الشركة العالمية الرائدة في حلول النقل واللوجيستيات عن إطلاق منشأتها الروبوتية المتطورة في ميناء جدة الإسلامي. تمتد المنشأة على مساحة 18.500 متر مربع، وتتميز بنظام فرز آلي متقدم يضم 120 مركبة موجهة آلياً، قادرة على معالجة 4 آلاف شحنة في الساعة و96 ألف شحنة يومياً.

هذه الخطوة تعكس نهج التحول الرقمي في «أرامكس»، حيث تجمع بين الكفاءة التشغيلية والاستدامة البيئية. المنشأة ليست مجرد استثمار تقني، بل جزء من رؤية أوسع لدعم طموحات السعودية لتحقيق أهداف رؤية 2030 وجعل المملكة مركزاً عالمياً للوجيستيات.

عبد العزيز النويصر مدير عام «أرامكس» السعودية متحدثاً لـ«الشرق الأوسط» (أرامكس)

تحسين الكفاءة التشغيلية من خلال الأتمتة

أحد أبرز التحديات التي تواجه قطاع اللوجيستيات هو التأخير الناتج عن العمليات اليدوية. النظام الروبوتي الجديد في منشأة جدة يعالج هذا التحدي بفاعلية كبيرة. ويوضح عبد العزيز النويصر، مدير عام «أرامكس» السعودية في حديث خاص لـ«الشرق الأوسط»، أن النظام يقلل من الحاجة للتدخل اليدوي، ويسرّع عملية الفرز، مع تقديم ميزة تتبع الشحنات في الوقت الفعلي. ويقول: «هذا يعزز الشفافية ورضا العملاء، ويقلل دورة حياة الشحنات بشكل كبير». وإلى جانب تحسين الكفاءة، يعمل الذكاء الاصطناعي المدمج على حل مشاكل مثل العناوين الغامضة، مما يزيد من دقة الفرز وسرعة اتخاذ القرارات.

تعكس المنشأة الروبوتية في جدة ومبادرات مثل الطائرات من دون طيار رؤية الشركة لمستقبل ذكي ومستدام (أرامكس)

الطائرات من دون طيار... خطوة نحو المستقبل

في إطار تعزيز كفاءة التوصيل إلى الوجهة النهائية، أعلنت «أرامكس» عن خطط لإطلاق مشروع توصيل باستخدام الطائرات من دون طيار (الدرون) في جدة. هذه التقنية ليست فقط وسيلة لتسريع عمليات التسليم، بل أيضاً وسيلة لتحقيق الاستدامة البيئية. ويشرح النويصر أن الطائرات من دون طيار تُقلل من الاعتماد على المركبات التقليدية وتستخدم الطاقة النظيفة، مما يجعل عمليات التسليم أكثر سرعة واستدامة.

ومع ذلك، يضيف أن «المشروع يواجه تحديات تتعلق باللوائح التنظيمية والتكاليف المبدئية الكبيرة، لكنه يعكس التزام (أرامكس) بابتكار حلول صديقة للبيئة وفعّالة».

الابتكار التكنولوجي في «أرامكس» لا يقتصر على تحسين الكفاءة التشغيلية، بل يمتد لتحقيق أهداف الاستدامة. تعمل الطائرات من دون طيار على تقليل الانبعاثات الكربونية، بينما تسهم الأنظمة الروبوتية في تقليل استهلاك الطاقة وتقليل الفاقد في العمليات. يؤكد النويصر أن «أرامكس» تعمل على دمج تقنيات تقلل من الأثر البيئي وتعزز الكفاءة، مما يجعل خدماتها أكثر صداقة للبيئة.

دور المنشأة في تحقيق رؤية السعودية 2030

المنشأة الروبوتية في جدة ليست مجرد مشروع لوجيستي؛ إنها جزء من رؤية «أرامكس» لدعم أهداف المملكة في التحول إلى مركز لوجيستي عالمي. ويعد النويصر أن هذه المنشأة تدعم البنية التحتية اللوجيستية في السعودية، وتسهم في زيادة حركة الشحنات من الأسواق العالمية إلى السعودية. ويوضح أنه من خلال تسهيل الوصول إلى المدن النائية وتحسين كفاءة العمليات، «تمثل المنشأة خطوة كبيرة نحو تعزيز مكانة المملكة على خريطة التجارة العالمية».

أحد المحاور الرئيسية لاستراتيجية «أرامكس» هو تقديم تجربة متميزة للعملاء. النظام الجديد يتيح تقليل دورة حياة الشحنات، مما يعني تسليماً أسرع وأكثر دقة. ويشرح النويصر أنه يمكن الآن عكس أي تعليمات جديدة مقدمة من العملاء مباشرة على الشحنات، مما يحسن مرونة العمليات ويزيد من رضا العملاء. ويضيف أن التقنيات المتقدمة تساعد أيضاً في تقليل الأخطاء البشرية، مما يعزز موثوقية الخدمة.

المنشأة الروبوتية الجديدة قادرة على معالجة 4 آلاف شحنة في الساعة و96 ألف شحنة يومياً (أرامكس)

استراتيجيات الابتكار للمستقبل

إلى جانب الأنظمة الحالية، تستكشف «أرامكس» تقنيات جديدة لتعزيز ريادتها. تشمل هذه التقنيات الذكاء الاصطناعي للتنبؤ بالطلب، لتحسين إدارة الموارد. أيضاً تقنية «البلوك تشين» من أجل ضمان الشفافية في سلسلة التوريد. وكذلك المستودعات الآلية التي تهدف إلى زيادة الكفاءة التشغيلية وتقليل التكاليف. ويشدد النويصر على التزام شركته بالابتكار المستمر لضمان تقديم حلول ذكية ومستدامة تلبي احتياجات السوق المتغيرة.

ويزيد أن «المنشأة الجديدة ليست مجرد مركز محلي؛ بل جزء من شبكة (أرامكس) العالمية».

تخدم المنشأة أكثر من 15 مدينة على ساحل البحر الأحمر، مما يسهل حركة الشحنات من وإلى المدن النائية. ويرى النويصر أن «هذا التكامل يتيح تحديثات لحظية للشحنات، مما يعزز قدرتنا على تقديم حلول متطورة للسوقين العالمية والمحلية».

الأثر المالي للاستثمار

استثمرت «أرامكس» 3 ملايين دولار أميركي في النظام الروبوتي الجديد، وهو مبلغ كبير يعكس التزام الشركة بالتكنولوجيا الحديثة. هذا الاستثمار من المتوقع أن يعود بفوائد مالية كبيرة من خلال تحسين الكفاءة التشغيلية وخفض التكاليف. ومع إدخال الأتمتة والطائرات من دون طيار، تركز الشركة على تدريب قوتها العاملة لمواكبة هذه التحولات. ويوضح النويصر أن «أرامكس» تستثمر في تطوير مهارات موظفيها لضمان تكيفهم مع التقنيات الجديدة، مما يقلل من التدخل اليدوي والأخطاء.

ويختتم النويصر حديثه لـ«الشرق الأوسط» بالقول إن هدف «أرامكس» دعم رؤية المملكة 2030 وتعزيز مكانة السعودية مركزاً لوجيستياً عالمياً.

وبهذا الالتزام، تسعى «أرامكس» للبقاء في طليعة الشركات التي تسهم في تحقيق التحول الرقمي واللوجيستي على المستويين المحلي والعالمي.