أفغانستان: وعد الحوافز المالية يساعد المرشحين على تجاوز الخوف

TT

أفغانستان: وعد الحوافز المالية يساعد المرشحين على تجاوز الخوف

لا يحول التهديد وخطر التعرض لاعتداء، دون ترشح مجموعة متباينة من الأشخاص إلى الانتخابات التشريعية التي تنظم في أفغانستان في 20 أكتوبر (تشرين الأول) الجاري. وسُجّل في عداد المرشحين، أطباء وملالي وأبناء أمراء حرب ونساء مدافعات عن حقوق المرأة، حتى إن هناك سجيناً بينهم.
وأكدت المرشحة ويدا صغاري البالغة من العمر 34 عاما والتي تشارك في الانتخابات للمرة الأولى، أنها ليست خائفة ولن تتراجع. وقالت: «لطالما خاطرت بحياتي دفاعاً عن حقوق الناس وخصوصاً حقوق المرأة، ولا أشعر بخوف أكبر اليوم». وقال أحمد تميم رحمن وهو مرشح في كابل: «تلقى عدد كبير منا تهديدات سواء من طالبان أو جماعات الجريمة المنظمة التي ترى أننا نشكل خطراً عليها». وأكد أنه لا يسعى إلى السلطة ولكنه «ساخط من الحروب والبؤس المتفاقمين».
ويضمن الوصول إلى البرلمان لولاية مدتها خمس سنوات، راتباً شهرياً قدره 200 ألف أفغاني (أكثر من 2300 يورو) أي أكثر بخمس عشرة مرة من متوسط الأجور في البلد، بما في ذلك نفقات السيارات المصفحة والحراس الشخصيون.
ويؤثر العديد من السياسيين الحديث عن أهداف تهم مصلحة البلد مثل الأمل في إحداث تغيير في البلد الفقير الذي يعاني من الفساد وفي الدفاع عن حقوق المظلومين رغم الخطر الذي يتهدد حياتهم.
وقال سنغار أمير زاده (33 عاما) المرشح الناشط في منظمات المجتمع المدني: «علينا أن نساعد الشباب وأن ندافع عن حقوق المرأة، أكثر مكونات المجتمع إهمالا». لكنه أقر بأن «البرلمانيين ما عادوا يحظون بالاحترام» وبأن «الامتيازات الممنوحة للسياسيين هي لعنة على البلاد».
ومع أكثر من 2500 مرشح لشغل 249 مقعداً، تبدو دوافع البعض الحقيقية موضع شك. وقال رحمن إن «العديد من النواب الحاليين والمرشحين يرون في النيابة وامتيازاتها وسيلة ثراء». كما تسمح لهم الحصانة البرلمانية بالتهرب من الملاحقة القضائية. ويرى العديد من الأفغان أن مجلس النواب هو في المقام الأول مرتع للفساد وعقد الصفقات الصغيرة بين الأصدقاء. كما يُتهم النواب بتفضيل العاصمة كابل على دوائرهم الانتخابية في الولايات.
ويأمل عبد الكريم شفق المرشح في ولاية فاراه في الشرق، أن يتم انتخابه من زنزانته، حيث يقضي عقوبة بالسجن لمدة سنتين بتهمة الاحتيال، وفقا لمتحدث باسم مكتب المدعي العام.
وقالت صغاري إنه «لا يوجد الكثير من النواب الذين يمكن الاعتداد بهم، فهم لا يهتمون بالمصلحة العامة ويفكرون أولاً في مصلحتهم. علينا أن نغير هذا»، مشيرة إلى أنها تريد إلغاء الحصانة النيابية لأنها «شجعت الكثيرين على اعتبار أنفسهم فوق القانون».
وبيّن استطلاع أخيراً أن 10 في المائة فقط من الأفغان يعتقدون أن البرلمانيين «يكترثون للقضايا الوطنية»، في ترى نسبة 27 في المائة أنهم يهتمون فقط بمصالحهم الخاصة. وتصنف منظمة الشفافية الدولية غير الحكومية أفغانستان بين أكثر الدول فسادا في العالم، إذ تحتل المرتبة 177 من بين 180 دولة.



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».