استقالة وزير الخارجية اليوناني وسط خلاف حكومي بشأن اسم مقدونيا

TT

استقالة وزير الخارجية اليوناني وسط خلاف حكومي بشأن اسم مقدونيا

أعلنت الحكومة اليونانية استقالة وزير الخارجية نيكوس كوتزياس الأربعاء وسط خلاف حكومي على خلفية الاتفاق المثير للجدل مع مقدونيا حول تغيير اسمها. وقال مكتب رئيس الحكومة في بيان إن «رئيس الوزراء أليكسيس تسيبراس قبل استقالة وزير الخارجية مضيفا «أن تسيبراس نفسه سيتولى مهام الوزارة».
ووفقا للمراقبين فإن استقالة وزير الخارجية، تضع الحكومة في موقف سيئ، مما يعني أنه ستكون هناك تطورات على الصعيدين الداخلي والخارجي قد تؤدي إلى انتخابات مبكرة. الاستقالة لا تعقد المشهد السياسي الداخلي لليونان فقط، إذ ستعرقل مساعي حكومة زوران زايف في التوصل للاتفاق مع أثينا حول اسم جمهورية شمال مقدونيا. ومن القضايا الأخرى التي قد تتأثر جراء هذه الاستقالة العلاقات اليونانية - التركية والقضية القبرصية، بالإضافة إلى المفاوضات مع ألبانيا والعلاقات اليونانية الأميركية.
ووقع خلاف خلال اجتماع حكومي الثلاثاء بين كوتزياس مع وزير الدفاع بانوس كامينوس الذي هو أيضا شريك في الائتلاف الحكومي. وكان كامينوس وهو رئيس الحزب اليوناني القومي المستقل قد هدد بالخروج من الائتلاف الحكومي اعتراضا على الاتفاق بين كوتزياس وتسيبراس في وقت سابق هذا العام على إعادة تسمية جارة اليونان «مقدونيا الشمالية». وأثار الاتفاق اعتراضات شديدة في الدولتين. في اليونان مقاطعة شمالية يطلق عليها اسم مقدونيا وتعد قلب مملكة الإسكندر الكبير. والكثير من اليونانيين يخشون أن يؤدي ذلك الاتفاق إلى تمكين سكوبيي رسميا من الاستحواذ على إرثهم الثقافي.
وفي بيان رسمي صادر عن رئاسة الوزراء، قدم تسيبراس الشكر إلى كوتزياس لمساهمته في الحكومة على مدى السنوات الثلاثة والنصف الماضية. ووفقا لبيان الحكومة فإن رئيس الوزراء أليكسيس تسيبراس يتولي حقيبة الخارجية من أجل المساعدة في جميع الجهود للتوصل لنجاح الاتفاق بخصوص مع «مقدونيا الشمالية»، الجمهورية في يوغسلافيا السابقة.
ووفقا للمصادر فإن خلال الاجتماع الوزاري برئاسة ألكسيس تسيبراس شهد خلافات كبيرة بين كامينوس وكوتزياس، وهدد وزير الخارجية بالاستقالة، ثم خرج من قاعه الاجتماعات بعد أن شعر بعدم وقوف تسيبراس بجانبه، توجه بعدها إلى رئيس الجمهورية بيركوبوس بافلوبلوس ليجتمع معه، ثم تقدم باستقالته التي قبلها تسيبراس.
ووفقا للمصادر فإن الخلاف جاء بسبب تصريحات وزير الدفاع اليوناني في واشنطن أثناء رحلته الأخيرة إلى الولايات المتحدة حيث عرض على واشنطن إمكانية إقامة قواعد عسكرية جديدة في اليونان، وذلك في الوقت الذي يرفض فيه كامينوس اتفاق اليونان مع مقدونيا السابقة بخصوص الاسم الذي وقعه كوتزياس.
تجدر الإشارة إلى أن وزير الخارجية لا ينتمي فعليا إلى حزب سيريزا الحاكم ولكنه يتعاون معه سياسيا وخصوصا أنه يمثل حركة تحمل اسم «النشاط والأفكار»، التي ينتمي إليها كوادر أخرى من داخل وخارج حزب سيريزا.
وحقق كوتزياس نجاحات كبيرة في السياسة الخارجية اليونانية، وفي تسليط الضوء على اليونان كدولة داعمة للأمن والاستقرار في المنطقة والمساهمة في حل المشكلات المزمنة التي تعاني منها علاقات اليونان الدولية.
يذكر أن كوتزياس قد درس الاقتصاد والسياسة والفلسفة والقانون في اليونان وألمانيا، وكان يعمل باحثاً وأستاذاً في جامعات أكسفورد وهارفارد وعدة جامعات أخرى، كما يحمل لقب أستاذ النظريات في الدراسات الدولية والأوروبية في جامعة بيرايوس اليونانية. وعمل كوتزياس في وزارة الشؤون الخارجية اليونانية خبيراً حتى عام 2008، حيث تقاعد برتبة سفير، وأدار سلسلة من فرق البحث اتخاذ القرار في وزارة الخارجية كما كان عضواً في المجلس الوطني الأول للسياسة الخارجية، وشارك في كثير من المفاوضات الهامة والدفاع عن مصالح ومواقف اليونان.



ترودو سيناقش مع الملك تشارلز تهديد ترمب بضم كندا

رئيس وزراء كندا جاستن ترودو خلال مؤتمر صحافي في لندن (أ.ب)
رئيس وزراء كندا جاستن ترودو خلال مؤتمر صحافي في لندن (أ.ب)
TT

ترودو سيناقش مع الملك تشارلز تهديد ترمب بضم كندا

رئيس وزراء كندا جاستن ترودو خلال مؤتمر صحافي في لندن (أ.ب)
رئيس وزراء كندا جاستن ترودو خلال مؤتمر صحافي في لندن (أ.ب)

من المقرر أن يجتمع رئيس وزراء كندا جاستن ترودو مع الملك تشارلز الثالث، بصفته ملك كندا، اليوم الاثنين حيث سيناقش تهديدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بضم كندا لتكون الولاية 51.

وتعرض الملك تشارلز لانتقادات في كندا بسبب صمته حيال تهديدات ترمب بضم كندا. وقال ترودو في لندن يوم الأحد إنه سيناقش مع تشارلز القضايا المهمة بالنسبة للكنديين وأضاف «لا شيء يبدو أكثر أهمية بالنسبة للكنديين في الوقت الحالي من الدفاع عن سيادتنا واستقلالنا كدولة». ويعتبر تشارلز هو رأس دولة كندا، التي هي عضو في الكومنولث البريطاني.

وبصفة عامة، فإن حركة مناهضة الملكية في كندا صغيرة، لكن صمت الملك حيال تهديدات ترمب أثار الحديث بهذا الشأن في الأيام الأخيرة. وكان الملك، الذي التقى يوم الأحد مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، دعا ترمب للقدوم إلى اسكتلندا للقيام بزيارة دولة. وقال المحامي الدستوري لايل سكينر في منشور على «إكس»، «خبر رائع أن رئيس الوزراء سيجتمع مع ملك كندا غدا. نأمل أن يسفر هذا عن بيان من الملك بشأن مملكة كندا».

وعلى الرغم من أن الكنديين عموما غير مبالين بالملكية، فإن العديد منهم كان لديهم محبة كبيرة للملكة إليزابيث الراحلة، التي تزين صورتها عملاتهم المعدنية وزارت كندا 22 مرة أثناء فترة حكمها. يشار إلى أن إلغاء الملكية في كندا يعني تغيير الدستور. وهذا مسعى محفوف بالمخاطر بطبيعته، بالنظر إلى كيف تم تصميمه بعناية ليوحد أمة من 41 مليون شخص تضم الناطقين بالإنجليزية، والناطقين بالفرنسية، والقبائل الأصلية، والمهاجرين الجدد الذين يتدفقون باستمرار.