زيت التين الشوكي... إكسير الشباب الجديد

من أغلى زيوت العالم والمنافس الأول لزيت أرغان

زيت التين الشوكي... إكسير الشباب الجديد
TT

زيت التين الشوكي... إكسير الشباب الجديد

زيت التين الشوكي... إكسير الشباب الجديد

«إكسير الشباب، زيت الجمال، التفاح الذهبي والذهب الأخضر»، كلها أسماء تطلق على زيت الصبار أو التين الشوكي الذي أحدث ثورة في عالم العناية بالبشرة.
وبينما كان المغرب مصدرا لزيت أرغان النادر الذي دخل في الكثير من منتجات التجميل والعناية بالبشرة، بدأ زيت بدور التين الشوكي ينافسه أهمية ومكانة. فقد تم اكتشاف أنه يتمتع بخصائص كثيرة، منها أنها مضاد للتجاعيد وغني بفيتامين «إي» المركز بنسبة أكبر من جميع الزيوت الأخرى. وزاد من أهميته ثمنه، الذي قد يصل إلى أكثر من ألف دولار للتر الواحد، إذ يلزم حوالي طن من فاكهة التين الشوكي من أجل استخراج لتر واحد من الزيت النقي.
ولا شك أن شهرة زيت الصبار أثرت بشكل إيجابي على إنتاجه في المغرب. فبعد أن كان مجرد فاكهة صيفية يتناولها المغاربة لمواجهة حر الصيف، أو يستخدمون بقاياها كعلف للماشية، أصبح عبارة عن صناعة تدر أموالا على الاقتصاد المحلي، ومصدر دخل للنساء بفضل تعاونيات انتشرت في كل المناطق التي تنتج فيها هذه الفاكهة، ويتركز معظمها في المناطق الجافة.
حاليا يُستخدم زيت التين في أكثر من أربعين مستحضرا تجميليا لتنقية البشرة، فيما تستخدم أوراقه في صناعة المساحيق والصابون والخل بنكهة زهور التين الشوكي.
فهو غني بمضادات الأكسدة والأحماض الدهنية الأساسية التي تتغلغل في البشرة وتُغذيها من الداخل. يساعد أيضا على التخلص من الشوائب والتئام الجروح بحيث يقلل من آثار الندوب والبثور. ويملك زيت الصبار رائحة تشبه زيت أرغان لكنه أقل دهنية، مما يسهل اختراقه للبشرة ويناسب جميع أنواع البشرة بغض النظر عن عمرها.
ومن خصائصه أيضا قدرته على علاج شيخوخة البشرة، لأنه يعزز الخلايا ويجددها، كما يوفر الحماية ضد العوامل الخارجية التي تتعرض لها البشرة يوميا. ولا تقتصر مزاياه على البشرة، بل تشمل أيضا الشعر والأظافر، كما يوضح محسن فتحي نائب رئيس تعاونية ندى النسوية لإنتاج زيت التين الشوكي ومنتجات الصبار الجمالية والصحية بمنطقة ولاد فرج بالجديدة (وسط المغرب)، قائلا: «إن الطلب على زيت التين الشوكي زاد من خارج المغرب، خاصة من دول آسيا وأميركا، إذ إن الصين واليابان من أكثر الدول طلبا له، تليهما أميركا وأوروبا. الشرق الأوسط أيضا بدأ يطلبه خاصة دولة الإمارات في الآونة الأخيرة، فيما لا يزال الطلب عليه في الداخل أقل».
وأضاف فتحي أن الطلب عليه يأتي من طرف شركات تعمل على إعادة تغليفه لتبيعه كمادة خام لاستعمالات جمالية، بينما هناك أيضا المختبرات الطبية التي تُدخله في إنتاج مستحضرات تجميل أو أدوية.
من جهتها أكدت زهرة بودبايز رئيسة تعاونية أكناري بمنطقة سيدي إيفني التي تنتج أفضل أنواع التين الشوكي في المغرب، أن التعاونية كانت من بين الأوائل التي انتبهت إلى أهمية هذا النوع من الزيوت، حيت تأسست عام 2001، وأكدت أن معظم الطلب على زيت التين الشوكي يأتي من دول أوروبا مثل فرنسا وإسبانيا وألمانيا لأغراض جمالية بالدرجة الأولى ثم لأغراض صحية ثانيا. وأضافت أن المنافسة كبيرة بين التعاونيات لتصديره أو تسويق منتجاتها منه خارج المغرب.
وتخضع عملية استخراج الزيت لعدة مراحل، أولاها، مرحلة القطاف التي يتشارك فيها النساء والرجال، ثم تليها عملية التخلص من الشوك. بعدها تعمل النساء على إزالة القشور واستخراج اللب، قبل أن يتم فرز البذور وإعادة غسلها. بعد تجفيفها جيدا، توضع في آلات متطورة لاستخراج الزيت منها وتحويل الباقي لعلف الأغنام في حين تحول باقي الفاكهة إلى مربى وأدوية وغيرها.
ويتطلب اللتر الواحد من زيت التين الشوكي ما بين أربعين وخمسين كيلوغراما من الفاكهة. ويصل سعره فور إنتاجه بالمغرب ما بين 350 و400 دولار وبعد تصديره وإعادة تغليفه بالإضافة إلى تكاليف النقل يصل سعره إلى أكثر من ألف دولار في الخارج.


مقالات ذات صلة

أطعمة تقلل من خطر الإصابة بـ14 نوعاً مختلفاً من السرطان

صحتك استهلاك الأطعمة التي تحتوي على «أوميغا 3» و«أوميغا 6» مثل الأسماك الزيتية يقلل معدل خطر الإصابة بالسرطان (جمعية الصيادين الاسكوتلنديين)

أطعمة تقلل من خطر الإصابة بـ14 نوعاً مختلفاً من السرطان

وجدت دراسة أن استهلاك «أوميغا 3» و«أوميغا 6»، وهي الأحماض الدهنية التي توجد في الأطعمة النباتية والأسماك الزيتية، قد يؤثر على معدل خطر الإصابة بالسرطان.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق الغضب لا يزال يشكل حافزاً مهماً للنجاح في العالم الحديث (رويترز)

الأشخاص الغاضبون «أكثر ميلاً للنجاح»... كيف؟

كشف أحد علماء الأعصاب أن الأشخاص الغاضبين أكثر ميلاً للنجاح، وقال الدكتور جاي ليشزينر إن الشعور بالغضب قد يكون «محركاً مهماً» للنجاح في العالم الحديث.

«الشرق الأوسط» (لندن)
العالم صورة تحت المجهر الإلكتروني والتي قدمها المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية في عام 2024 لجزيئات فيروس جدري القردة باللون البرتقالي الموجودة داخل الخلايا المصابة باللون الأخضر (أ.ب)

كندا ترصد أول إصابة بسلالة فرعية من جدري القردة

أكدت وكالة الصحة العامة الكندية أمس (الجمعة) رصد أول حالة إصابة بالسلالة الفرعية 1 من جدري القردة في كندا لدى شخص في مانيتوبا.

«الشرق الأوسط» (مونتريال)
المشرق العربي فلسطيني يحمل طفلة صغيرة مصابة داخل مستشفى كمال عدوان في قطاع غزة (أ.ف.ب)

وزارة الصحة: كل مستشفيات غزة ستتوقف عن العمل خلال 48 ساعة

حذرت وزارة الصحة في قطاع غزة من توقف جميع مستشفيات القطاع عن العمل أو تقليص خدماتها خلال 48 ساعة بسبب نقص الوقود، إذ ترفض إسرائيل دخوله للقطاع.

«الشرق الأوسط» (غزة)
صحتك سمنة البطن مع وزن طبيعي للجسم... مشكلة صحية تستدعي الاهتمام

سمنة البطن مع وزن طبيعي للجسم... مشكلة صحية تستدعي الاهتمام

تعتمد الأوساط الطبية بالعموم في تحديد «مقدار وزن الجسم» على عدد الكيلوغرامات بوصفه «رقماً»

د. حسن محمد صندقجي (الرياض)

هل حان الوقت ليصالح صناع الموضة ميلانيا ترمب؟

في الدورة الأولى من رئاسة زوجها اعتمدت ميلانيا عدة إطلالات أنيقة كان لدار «دولتشي أند غابانا» نصيب كبير فيها (خاص)
في الدورة الأولى من رئاسة زوجها اعتمدت ميلانيا عدة إطلالات أنيقة كان لدار «دولتشي أند غابانا» نصيب كبير فيها (خاص)
TT

هل حان الوقت ليصالح صناع الموضة ميلانيا ترمب؟

في الدورة الأولى من رئاسة زوجها اعتمدت ميلانيا عدة إطلالات أنيقة كان لدار «دولتشي أند غابانا» نصيب كبير فيها (خاص)
في الدورة الأولى من رئاسة زوجها اعتمدت ميلانيا عدة إطلالات أنيقة كان لدار «دولتشي أند غابانا» نصيب كبير فيها (خاص)

صناع الموضة وعلى غير عادتهم صامتون بعد فوز دونالد ترمب الساحق. السبب أنهم خائفون من إدلاء آراء صادمة قد تُكلفهم الكثير بالنظر إلى أن الناخب الأميركي هذه المرة كان من كل المستويات والطبقات والأعراق والأعمار. وهنا يُطرح السؤال عما ستكون عليه علاقتهم بميلانيا ترمب، بعد أن عبَّر العديد منهم رفضهم التعامل معها بأي شكل من الأشكال بعد فوز ترمب في عام 2016.

بدت ميلانيا هذه المرة أكثر ثقة وقوة (دي بي آي)

المؤشرات الحالية تقول بأنه من مصلحتهم إعادة النظرة في علاقتهم الرافضة لها. فميلانيا عام 2024 ليست ميلانيا عام 2016. هي الآن أكثر ثقة ورغبة في القيام بدورها كسيدة البيت الأبيض. وهذا يعني أنها تنوي الحصول على كل حقوقها، بما في ذلك غلافها الخاص أسوة بمن سبقنها من سيدات البيت الأبيض.

تجاهُلها في الدورة السابقة كان لافتاً، وفيه بعض التحامل عليها. فصناع الموضة بقيادة عرابة الموضة، أنا وينتور، ورئيسة مجلات «فوغ» على مستوى العالم، كانوا موالين للحزب الديمقراطي ودعموه بكل قواهم وإمكانياتهم. جمعت وينتور التبرعات لحملات كل من باراك أوباما وهيلاري كلينتون ثم كامالا هاريس، ولم تُخف رفضها لما يمثله دونالد ترمب من سياسات شعبوية. شاركها الرأي معظم المصممين الأميركيين، الذين لم يتأخروا عن التعبير عن آرائهم عبر تغريدات أو منشورات أو رسائل مفتوحة على مواقع التواصل الاجتماعي. كانت ميلانيا هي الضحية التي دفعت الثمن، وذلك بعدم حصولها على حقها في تصدر غلاف مجلة «فوغ» كما جرت العادة مع من سبقنها. ميشيل أوباما مثلاً ظهرت في ثلاثة إصدارات.

أسلوبها لا يتغير... تختار دائماً ما يثير الانتباه وأناقة من الرأس إلى أخمص القدمين

لم ترد ميلانيا حينها، ربما لأنها لم تكن متحمسة كثيراً للعب دورها كسيدة البيت الأبيض وكانت لها أولويات أخرى. تركت هذا الدور لابنة ترمب، إيفانكا، مُبررة الأمر بأنها تريد التفرغ وقضاء معظم أوقاتها مع ابنها الوحيد، بارون، الذي كان صغيراً ويدرس في نيويورك. لكن الصورة التي تداولتها التلفزيونات والصحف بعد إعلان فوز ترمب الأخير، كانت مختلفة تماماً عن مثيلتها في عام 2016. ظهرت فيها ميلانيا أكثر ثقة واستعداداً للقيام بدورها. والأهم من هذا فرض قوتها.

طبعاً إذا تُرك الأمر لأنا وينتور، فإن حصولها على غلاف خاص بها مستبعد، إلا أن الأمر قد يتعدى قوة تأثير أقوى امرأة في عالم الموضة حالياً. فهي هنا تواجه عدداً لا يستهان به من القراء الذين انتخبوا ترمب بدليل النتائج التي أثبتت أنه يتمتع بقاعدة واسعة من كل الطبقات والمستويات.

في كل زياراتها السابقة مع زوجها كانت تظهر في قمة الأناقة رغم رفض الموضة لها

ميلانيا أيضاً لعبت دورها جيداً، وقامت بالخطوة الأولى بدبلوماسية ناعمة. عكست صورة جديدة تظهر فيها كشخصية مستقلة عن زوجها وسياساته، لا سيما بعد تصريحاتها خلال الحملة الانتخابية بأنها تدعم حق المرأة في الإجهاض، مؤكدة أن هذا قرار يخصها وحدها، ولا يجب أن يخضع لأي تدخل خارجي، وهو ما يتناقض مع موقف زوجها بشأن هذه القضية التي تُعد رئيسية في الانتخابات الأميركية. كتبت أيضاً أنها ملتزمة «باستخدام المنصة ودورها كسيدة أولى من أجل الخير».

أسلوبها لا يروق لكل المصممين لكلاسيكيته واستعراضه للثراء لكنه يعكس شخصيتها (أ.ف.ب)

كانت رسائلها واضحة. أعلنت فيها للعالم أنها ذات كيان مستقل، وأن لها آراء سياسية خاصة قد لا تتوافق بالضرورة مع آراء زوجها، وهو ما سبق وعبرت عنه في مكالمة شخصية مع صديقة تم تسريبها سابقاً بأنها ترفض سياسة زوجها في فصل أطفال المهاجرين عن عائلاتهم، وأنها أصيبت بالصدمة عندما علمت بها. وبالفعل تم التراجع عن هذا القرار في يونيو (حزيران) 2018 بعد عاصفة من الجدل.

وحتى إذا لم تُقنع هذه التصريحات أنا وينتور وصناع الموضة، فهي تمنح المصممين نوعاً من الشرعية للتراجع عن تعهداتهم السابقة بعدم التعامل معها. بالنسبة للموالين لدونالد ترمب والحزب الجمهوري، فإن الظلم الذي لحق بميلانيا ترمب بعدم احتفال صناع الموضة بها، لا يغتفر. فهي لا تفتقد لمواصفات سيدة البيت الأبيض، كونها عارضة أزياء سابقة وتتمتع بالجمال وأيضاً بذوق رفيع. ربما لا يعجب ذوقها الكل لميله إلى العلامات الكبيرة والغالية، إلا أنه يعكس شخصية كلاسيكية ومتحفظة.

وحتى إذا لم تنجح أنا وينتور في إقناع المصممين وبيوت الأزياء العالمية، وتبقى على إصرارها عدم منحها غلافها المستحق في مجلة «فوغ»، فإن صوت الناخب المرتفع يصعب تجاهله، لا سيما في ظل الأزمة الاقتصادية الحالية. وهذا ما يعود بنا إلى طرح السؤال ما إذا كان من مصلحة صناع الموضة الأميركيين محاباة ميلانيا وجذبها لصفهم. فقوتها هذه المرة واضحة وبالتالي سيكون لها هي الأخرى صوت مسموع في تغيير بعض السياسات، أو على الأقل التخفيف من صرامتها.

إيجابيات وسلبيات

لكن ليس كل صناع الموضة متخوفين أو قلقين من دورة ثانية لترمب. هناك من يغمره التفاؤل بعد سنوات من الركود الاقتصادي الذي أثر بشكل مباشر على قطاع الموضة. فعندما يقوى الاقتصاد الأميركي فإن نتائجه ستشمل كل القطاعات. ربما تتعلق المخاوف أكثر بالتأشيرات وزيادة الضرائب على الواردات من الصين تحديداً. فهذه أكبر مورد للملابس والأنسجة، وكان صناع الموضة في الولايات المتحدة يعتمدون عليها بشكل كبير، وهذا ما جعل البعض يستبق الأمور ويبدأ في تغيير سلاسل الإنتاج، مثل شركة «بوما» التي أعلنت أنها مستعدة لتغيير مورديها لتفادي أي عوائق مستقبلية. الحل الثاني سيكون رفع الأسعار وهو ما يمكن أن يؤثر على القدرة الشرائية للمستهلكين بنحو 50 مليار دولار أو أكثر في العام. فتهديدات ترمب برفع التعريفات الجمركية على الواردات الصينية بنسبة 60 في المائة لا بد أن تؤثر على المستهلك العادي، رغم نيات وقناعات ترمب بأن تحجيم دور الصين سيمنح الفرص للصناعة الأميركية المحلية. المشكلة أنه ليس كل المصممين الذين يتعاملون مع الموردين والمصانع في الصين منذ سنوات لهم الإمكانيات للبدء من الصفر.