فرنسا تزيد من محن المنتخب الألماني ومدربه لوف

أبطال مونديال 2014 مهددون بالهبوط إلى المستوى الثاني لدوري أمم أوروبا

نوير حارس ألمانيا يفشل في التصدي لرأسية غريزمان مهاجم فرنسا (رويترز)  -  لوف مدرب ألمانيا يندب حظه (أ.ف.ب)
نوير حارس ألمانيا يفشل في التصدي لرأسية غريزمان مهاجم فرنسا (رويترز) - لوف مدرب ألمانيا يندب حظه (أ.ف.ب)
TT

فرنسا تزيد من محن المنتخب الألماني ومدربه لوف

نوير حارس ألمانيا يفشل في التصدي لرأسية غريزمان مهاجم فرنسا (رويترز)  -  لوف مدرب ألمانيا يندب حظه (أ.ف.ب)
نوير حارس ألمانيا يفشل في التصدي لرأسية غريزمان مهاجم فرنسا (رويترز) - لوف مدرب ألمانيا يندب حظه (أ.ف.ب)

بفضل ثنائية أنطوان غريزمان نجحت فرنسا بطلة العالم في قلب تخلفها بهدف إلى انتصار 2 - 1 على ضيفتها ألمانيا وألحقت بها هزيمة سادسة في عام واحد للمرة الأولى في تاريخها، في الجولة الثالثة من منافسات المجموعة الأولى للمستوى الأول من دوري الأمم الأوروبية.
على «ستاد دو فرانس» نجحت فرنسا في تأكيد صدارتها للمجموعة بفارق 4 نقاط عن هولندا الثانية والتي أذلت ألمانيا السبت بثلاثية نظيفة. وتقدمت ألمانيا بهدف لتوني كروس في الدقيقة 14 من ركلة جزاء، لكن غريزمان نجح في تسجيل هدفين لأبطال العالم في الشوط الثاني في الدقيقتين 62 و80 (من ركلة جزاء).
وهي المرة الأولى التي تخسر فيها ألمانيا مباراتين رسميتين على التوالي منذ نهائيات كأس أوروبا 2000، مما سيزيد الضغط على مدربها جواكيم لوف الذي بدأ مرحلة بناء المنتخب بعد خيبة التنازل عن اللقب العالمي بالخروج من الدور الأول لمونديال 2018، بشكل سيء للغاية، إذ حصل الفريق على نقطة واحدة من ثلاث مباريات، ومني بهزيمة سادسة في عام واحد للمرة الأولى في تاريخه.
وقد يجد المنتخب الألماني الذي تعادل ذهابا مع فرنسا صفر - صفر، نفسه في المستوى الثاني لهذه البطولة قبل مباراته في الجولة الأخيرة مع هولندا في 19 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، في حال فوز الأخيرة على فرنسا في المباراة المقررة بينهما في روتردام قبلها بأربعة أيام.
وأعرب قائد ألمانيا وحارسها مانويل نوير عن مرارة وخيبة، قائلا: «كان للمدرب والفريق خطة واضحة جدا ورأيناها خلال المباراة. يجب ألا نلوم أنفسنا بالقدر الذي كنا عليه أمام هولندا. بدأنا المباراة بجرأة. نشعر بالمرارة والخيبة لخسارتنا، لا سيما بعد تقدمنا وشعورنا بالسيطرة على المباراة. لم تتم مكافأتنا على جهودنا في الشوط الأول».
ودخل المنتخبان العملاقان إلى هذه المواجهة في ظروف متناقضة تماما، ففرنسا منتشية من فوزها بلقب كأس العالم للمرة الثانية في تاريخها بعد فوزها في يوليو (تموز) على كرواتيا 4 - 2 في نهائي مونديال روسيا، فيما تجر ألمانيا خلفها ذيل خيبة التنازل عن اللقب العالمي وخروجها من الدور الأول بعد خسارتين أمام المكسيك وكوريا الجنوبية.
ورغم الخروج من المونديال الروسي بعد ثلاث مباريات فقط، أبقى الاتحاد الألماني على خدمات لوف الذي تسلم الإشراف على المنتخب بعد نهائيات مونديال ألمانيا عام 2006، وذلك إيمانا منه بقدرته على قيادة عملية بناء الفريق.
لكن المؤشرات الأولى لهذه العملية ليست مشجعة بتاتا، إذ حقق رجال لوف فوزا يتيما منذ نهائيات روسيا وكان وديا أمام بيرو، فيما اكتفوا بالتعادل في مباراتهم الأولى ضمن دوري الأمم الأوروبية على أرضهم أمام فرنسا، قبل أن تحصل النتيجة الكارثية السبت بتلقي أسوأ هزيمة على يد هولندا وجاءت بثلاثية نظيفة، ثم أتبعوها بهزيمة جديدة أمام فرنسا أول من أمس.
ورغم الخسارة والضغوط الكبيرة الملقاة على عاتقه خرج المدرب لوف متفائلا بمستقبل المنتخب الألماني. وبدا المدرب الألماني يسير بثبات، خلافا لما يحاول البعض الضغط عليه ودفعه إلى تقديم استقالته.
وأشار لوف إلى أن النتيجة لا تعبر عن سير اللقاء وأن الحكم الصربي ميلوراد مازيتش ظلم المنتخب الألماني باحتسابه ركلة جزاء غير صحيحة للفرنسي بليز ماتودي، سجل منها غريزمان هدف الفوز.
لم يلق لوف المسؤولية فقط على ركلة الجزاء، بل أشار إلى أن عدم حسم لاعبيه المباراة في الشوط الأول بتسجيل هدف ثان، مكن الفرنسيين من العودة، واصفا أبطال العالم بـ«المنتخب الأفضل على الإطلاق حاليا».
وأشاد لوف بلاعبيه وقال: «مسرور جدا بالأداء الذي قدموه، لكني خائف من النتيجة، رغم أن طريقة لعبنا اختلفت كليا عما كانت عليه السبت أمام هولندا».
ورأى لوف أن فريقه قارع أفضل منتخب في العالم حاليا، مشيدا بمميزات لاعبي المنتخب الفرنسي، وأوضح: «لقد دفعنا ثمن عدم الحذر والحسم».
وأسهب المدرب الألماني المتوج مع فريقه بطلا للعالم في البرازيل 2014 والممدد عقده إلى ما بعد نهائيات مونديال قطر 2022، في الحديث عن عدم استثمار لاعبيه الفرص التي سنحت لهم في الشوط الأول. وقال: «أعتقد أننا كنا نستحق الفوز وكنا الأفضل لكن الأمور لا تسير بهذه الطريقة. افتقرنا إلى القليل من الذكاء، وكنا قادرين على تسجيل هدف ثان، كان كفيلا بجعلنا نلعب بهدوء وراحة والفوز بالمباراة».
ونوه لوف بلاعبيه الشباب وخصوصا جناح بايرن ميونيخ سيرج غنابري ولاعب وسط باريس سان جيرمان الفرنسي ثيلو كيهرر الذي لعب أساسيا للمرة الأولى مع المنتخب، مشيرا إلى أن أداء المنتخب في ملعب «ستاد دو فرانس» يعول عليه لتأسيس شيء ما للمستقبل.
ويبدو أن مجلة «كيكر» الألمانية الرياضية تتسم بنفس نظرة التفاؤل التي يتحلى بها لوف حول المستقبل حيث ذكرت، في تعليقها على المباراة: «بارقة أمل في مستقبل أفضل»، ولكنها أوضحت أن الأمر يتوقف على التزام لوف بثورة التغيير التي بدأها أخيرا.
ولم يتردد مسؤولو الاتحاد الألماني لكرة القدم في إبداء مساندتهم للوف بعد كبوة المونديال الروسي ولكنهم أكدوا أن الحد الأدنى لأهداف الفريق هو تجنب الهبوط للقسم الثاني بدوري أمم أوروبا.
وأصبح هذا الهدف في مهب الريح بعد المباريات الثلاث التي خاضها الفريق في مجموعته بالبطولة حيث تتبقى له مباراة واحدة فقط أمام نظيره الهولندي الشهر المقبل.
ويخوض المنتخب مباراة ودية أمام المنتخب الروسي في 15 نوفمبر المقبل لكنه سيهبط رسميا إلى القسم الثاني بالبطولة إذا تغلب المنتخب الهولندي على نظيره الفرنسي في اليوم التالي. وحتى إذا انتهت مباراة المنتخبين الهولندي والفرنسي بالتعادل، سيكون الألمان في وضع حرج للغاية حيث يحتاج الفريق للفوز بأربعة أهداف في المباراة الأخيرة له أمام المنتخب الهولندي في 19 من الشهر نفسه.
وقال راينهارد جريندل رئيس الاتحاد الألماني إن أداء الفريق في مباراة فرنسا يمنحنا الثقة في المستقبل. ويمكن البناء على هذا. وأضاف أوليفر بيرهوف مدير المنتخب: «العرض مؤشر مهم وجيد».
ولكن دعم وتأييد مدربي كرة القدم نادرا ما يستمر، ومن الممكن أن يتغير سريعا بناء على الظروف والأحداث.
وقد يواجه لوف الكثير من الانتقادات الحادة والمطالبات برحيله حال قدم المنتخب عرضا متواضعا أمام روسيا أو فشل في الاستمرار بالقسم الأول لدوري أمم أوروبا.
وقال بيرهوف: «عند تقييم مدرب، لا تبدأ من النتائج فقط... قبل أي شيء، عليك أن ترى التطوير». وبعد 12 عاما من العمل كمدير فني للفريق، ثارت بعض الشكوك حول قدرة لوف على تقديم هذا التطوير.
وفي الجانب الفرنسي، تبدو الأمور مختلفة تماما، إذ إنه وبعد التتويج العالمي بقيادة لاعبين مثل كيليان مبابي، يجد رجال المدرب ديدييه ديشامب أنفسهم في صدارة المجموعة بسبع نقاط.
وأشاد ديشامب بعودة فريقه وقلب النتيجة على الألمان وقال: «هذا هو الفارق بين فريق مفعم بالثقة وآخر (ألمانيا) يفتقد بعض الثقة وربما ليس فعالا مثلنا».
وأضاف: «لا يوجد شيء أفضل من ذلك بالنسبة لفريقي. أفضل وصفة هي الانتصار، واجهنا مباراة صعبة ونجحنا في الفوز على فريق صعب».
وأشاد ديشامب بالروح الجماعية لفريقه، التي أثمرت عن العودة إلى أجواء المباراة في الشوط الثاني والفوز بها، وقال: «قمنا بعمل كبير. في غضون شهر من الآن، علينا إنجاز المهمة والتأهل إلى نصف النهائي بانتزاع نقطة على الأقل من مباراتنا مع هولندا. هدفنا المقبل الوجود في الدور نصف النهائي للمسابقة في يونيو (حزيران) المقبل مع ثلاثة منتخبات أخرى. نستطيع القول إننا تقدمنا خطوة إلى الأمام، ونحن على الطريق الصحيح».
وأقر بأن تغييراته التكتيكية في الشوط الثاني أعادت الروح إلى الفريق. لكنه منح الرصيد كله إلى اللاعبين وخصوصا الحارس القائد هوغو لوريس قائلا: «ساهم في عدم تفاقم النتيجة في الشوط الأول نتيجة تصدياته الحاسمة».
ورفع ديشامب المسؤولية عن مدافعه بريسنل كيمبيبي الذي تسبب بركلة الجزاء التي سجل منها كروس هدف التقدم لألمانيا، مشيرا إلى أن مدافعه لم يكن محظوظا، وأن ركلة الجزاء أثرت على طريقة لعبه لاحقا، علما أنه خاض مباراته الدولية الثالثة مع منتخب بلاده.
أما غريزمان الذي كرر ما فعله في ملعب فيلودروم في مرسيليا قبل عامين عندما سجل ثنائية في مرمى الحارس الألماني مانويل نوير ليحمل بها فرنسا إلى المباراة النهائية لكأس أوروبا فقال: «المدرب واللاعبون طالبوا رفاقهم بالظهور بصورة أبطال العالم في استراحة الشوطين، وهو ما نجحنا في تحقيقه».
وتابع غريزمان الذي رفع غلته من الأهداف الدولية إلى 26، أن الفوز يعود إلى جهود رفاقه وليس إلى ثنائيته، مضيفا: «لولا عرضية لوكاس هرنانديز وركلة الجزاء التي حصل عليها ماتودي، لم أكن لأسجل».
ولم يخف غريزمان سعادته بدخوله لائحة الهدافين العشرة الكبار في تاريخ المنتخب الفرنسي وقال: «هذا يحفزني على تسجيل المزيد من الأهداف».


مقالات ذات صلة

موتا يحث لاعبي يوفنتوس على التحسن

رياضة عالمية تياغو موتا (أ.ف.ب)

موتا يحث لاعبي يوفنتوس على التحسن

أقر تياغو موتا، مدرب يوفنتوس، بضرورة أن يقوم فريقه «بتغيير هذا السيناريو» بعدما حالفه الحظ وتعادل على ملعبه أمام فينيتسيا في دوري الدرجة الأولى الإيطالي.

«الشرق الأوسط» (ميلانو)
رياضة سعودية غاري أونيل (أ.ب)

وولفرهامبتون يستهدف مدرب الشباب

يعمل نادي وولفرهامبتون الإنجليزي على التوصل إلى اتفاق لتعيين مدرب نادي الشباب السعودي فيتور بيريرا مدرباً جديداً للفريق بعد رحيل غاري أونيل.

نواف العقيّل (الرياض)
رياضة سعودية غوستافو مارون (حساب قناة قوت)

كيف تعمل كشافة القادسية لكرة القدم؟

قام جوستافو مارون، الكشاف البرازيلي الذي يعمل مع نادي القادسية، خلال لقاء مع قناة «قوت GOAT» البرازيلية، بشرح نظام عمل الكشافة في النادي.

نواف العقيّل (الرياض)
رياضة عالمية غاري أونيل (رويترز)

ولفرهامبتون المهدد بالهبوط يقيل مدربه أونيل

ذكرت وسائل إعلام بريطانية أن ولفرهامبتون واندرارز أقال مدربه، غاري أونيل، اليوم (الأحد)، بعد سلسلة نتائج بلا انتصارات مما جعل الفريق يقبع في منطقة الهبوط.

رياضة عالمية بو هنريكسن (أ.ب)

مدرب ماينز: الفوز على بايرن إنجاز هائل... تفوقنا على أفضل نادٍ في ألمانيا

أعرب بو هنريكسن المدير الفني لنادي ماينز عن فخره بفوز فريقه على ضيفه بايرن ميونيخ البطل القياسي لدوري الدرجة الأولى الألماني لكرة القدم (بوندسليغا).

«الشرق الأوسط» (ماينز)

شاهد... صاعقة تقتل لاعباً وتصيب آخرين في ملعب كرة قدم

صورة مثبتة من مقطع فيديو تظهر اللاعبين يسقطون أرضاً بعدما ضربتهم الصاعقة
صورة مثبتة من مقطع فيديو تظهر اللاعبين يسقطون أرضاً بعدما ضربتهم الصاعقة
TT

شاهد... صاعقة تقتل لاعباً وتصيب آخرين في ملعب كرة قدم

صورة مثبتة من مقطع فيديو تظهر اللاعبين يسقطون أرضاً بعدما ضربتهم الصاعقة
صورة مثبتة من مقطع فيديو تظهر اللاعبين يسقطون أرضاً بعدما ضربتهم الصاعقة

تسببت صاعقة برق خلال مباراة كرة قدم محلية في وسط بيرو بمقتل لاعب وإصابة 4 آخرين يوم الأحد، بحسب شبكة «سي إن إن».

وأظهرت لقطات من المباراة اللاعبين وهم يغادرون الملعب في ملعب كوتو كوتو ببلدة تشيلكا، على بعد نحو 70 كيلومتراً جنوب شرقي ليما، بعد توقف المباراة بسبب عاصفة.

وفي مقطع فيديو، شوهد كثير من اللاعبين وهم يسقطون على وجوههم على الأرض في اللحظة نفسها عندما ضربت الصاعقة الملعب.

وحسبما ظهر على محطة التلفزيون المحلية «أوندا ديبورتيفا هوانكافيليك»، لوحظت شرارة قصيرة وسحابة صغيرة من الدخان بالقرب من أحد اللاعبين. بعد ثوانٍ، بدا أن بعض اللاعبين يكافحون من أجل العودة إلى الوقوف.

وقالت السلطات ووسائل الإعلام الحكومية إن المتوفى هو المدافع هوجو دي لا كروز (39 عاماً).

وقالت البلدية المحلية في بيان: «نقدم تعازينا الصادقة لعائلة الشاب هوجو دي لا كروز، الذي فقد حياته للأسف بعد أن ضربته صاعقة أثناء نقله إلى المستشفى، نعرب أيضاً عن دعمنا وتمنياتنا بالشفاء العاجل للاعبين الأربعة الآخرين المصابين في هذا الحادث المأساوي».

وحتى مساء الاثنين، خرج لاعبان من المستشفى، بينما لا يزال اثنان تحت المراقبة، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الحكومية «أندينا». وأضافت أن حارس المرمى الذي أصيب في الحادث كان في حالة حرجة، لكنه أظهر تحسناً.

ويمكن أن تسبب ضربات البرق إصابات خطيرة للإنسان، وفي حالات نادرة، يمكن أن تكون قاتلة. وفرصة التعرض لها أقل من واحد في المليون، وفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة (CDC).

ووفقاً لـ«سي دي سي»، ينجو ما يقرب من 90 في المائة من جميع ضحايا ضربات البرق، ولكن الآثار يمكن أن تكون خطيرة وطويلة الأمد. «لقد عانى الناجون من إصابات وحروق وأعراض خطيرة بما في ذلك النوبات وفقدان الذاكرة».