الرئيس الإيطالي: الأزهر والفاتيكان قادران على تعزيز قيم التعايش

الرئيس الإيطالي مستقبلا شيخ الأزهر بقصر الرئاسة في روما (الشرق الأوسط)
الرئيس الإيطالي مستقبلا شيخ الأزهر بقصر الرئاسة في روما (الشرق الأوسط)
TT

الرئيس الإيطالي: الأزهر والفاتيكان قادران على تعزيز قيم التعايش

الرئيس الإيطالي مستقبلا شيخ الأزهر بقصر الرئاسة في روما (الشرق الأوسط)
الرئيس الإيطالي مستقبلا شيخ الأزهر بقصر الرئاسة في روما (الشرق الأوسط)

أعرب الرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا، عن اعتزازه باستقبال شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، في قصر الرئاسة بروما، أمس، مبرزاً أن العلاقات الأخوية التي تربط شيخ الأزهر بالبابا فرنسيس بابا الفاتيكان، تشكّل نموذجاً لما يجب أن تكون عليه العلاقة بين زعماء الأديان، وأن الصورة التي جمعتهما معاً في القاهرة (خلال مؤتمر الأزهر في أبريل (نيسان) عام 2017)، أسقطت الكثير من الحواجز والجدران في نظر العالم، خصوصاً في ظل ما يعانيه من أوضاع صعبة، مؤكداً أن «التعاون بين الأزهر والفاتيكان قادر على المساهمة بقوة في تعزيز قيم التعايش والحوار، ومواجهة محاولات استخدام الدين مبرراً للعنف في ظل اضطراب المفاهيم لدى البعض».
وخلال اللقاء أشاد الرئيس ماتاريلا بالدور المهم الذي يقوم به الأزهر في مواجهة أفكار التطرف والعنف، وتعزيز قيم التعايش والحوار، في ضوء ما يملكه الأزهر من حضور وتأثير واسع بين المسلمين عبر العالم؛ ولما يتصف به منهجه من اعتدال وانفتاح، منوهاً بالعلاقات التاريخية التي تجمع بين مصر وإيطاليا، وموضحاً أن البحر المتوسط لا يفصل بينهما بل يوحّدهما ويساعد على تجاوز أي معوقات قد تواجه صداقتهما العميقة. كما أكد تطلعه لزيارة القاهرة، وقال إنه حريص على تشرفه بزيارة الدكتور الطيب في مشيخة الأزهر.
من جهته، أعرب الدكتور الطيب عن سعادته بزيارة إيطاليا، مؤكداً أن مصر وإيطاليا تربطهما وشعبهما علاقات تاريخية وطيدة على مختلف الأصعدة السياسية والثقافية والاقتصادية، وهو ما يعكسه التطور الكبير الذي شهدته علاقات البلدين في الآونة الأخيرة. كما أوضح أن إيطاليا «بما تملكه من تاريخ وثقافة عريقة، شكّلت منذ القدم جسراً للتواصل ما بين جنوب أوروبا ومصر». مشيراً إلى أهمية العمل المشترك بين المؤسسات الدينية وقياداتها من أجل تعزيز السلام العالمي، ورفع المعاناة عن الفقراء والمستضعفين، وأكد في هذا السياق وجود اتفاق في الرؤى بين الأزهر والفاتيكان في القضايا الإنسانية، موضحاً أن الأمر تجاوز مرحلة اتفاق الرؤى إلى العمل المشترك. كما أعرب عن اعتزازه بالعلاقة التي تجمعه مع البابا فرنسيس. وخلال لقائه الرئيس الإيطالي، لفت شيخ الأزهر إلى أن وجود الدين مهم للغاية في حياة البشر لضمان أن تسير الحياة بشكل انسيابي وهادئ، مبرزاً أن علماء ورجال الدين في حاجة إلى دعم الرؤساء والسياسيين، بما لهم من سلطة وتأثير، من أجل تحقيق السلام المأمول، ومواجهة التحديات اللا أخلاقية المعاصرة.
وحضر اللقاء من الوفد المرافق للدكتور الطيب الذي يزور إيطاليا حالياً، الدكتور محمد المحرصاوي رئيس جامعة الأزهر، والمستشار محمد عبد السلام مستشار شيخ الأزهر، والسفير عبد الرحمن موسى، مستشار شؤون الوافدين في الأزهر.



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.