نتنياهو: إسرائيل ما زالت تعمل ضد إيران في سوريا

TT

نتنياهو: إسرائيل ما زالت تعمل ضد إيران في سوريا

رغم توقف الغارات الإسرائيلية على سوريا، منذ سقوط الطائرة الروسية ومقتل طاقمها (15 عنصرا)، قبل نحو شهرين، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أن إسرائيل ما زالت تواصل العمل لدحر إيران من سوريا، في هذا الوقت أيضا.
وقال نتنياهو، الذي كان يتحدث في افتتاح الدورة الشتوية للكنيست مساء الاثنين، إن «إسرائيل لم توقف نشاطها ولم تتخل عن مهمتها ضد التموضع الإيراني في سوريا، وإنها تعمل أيضا في هذه الأيام، وستواصل دفعها إلى الخلف».
وكانت المعارضة الإسرائيلية قد هاجمت نتنياهو على فشله في استغلال الفرص القائمة في العالم العربي لإبرام اتفاقية سلام شامل، وحملته مسؤولية الفشل في سوريا وفي العلاقات مع روسيا. فأوضح نتنياهو أنه يجري اتصالات مكثفة مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، لأنه يولي أهمية كبيرة لعلاقات الصداقة والتقدير المتبادلة بين الطرفين. وأن «هذه العلاقات مع روسيا تتيح لإسرائيل مواجهة تحديات معقدة وغير بسيطة في المنطقة، وهي مهمة جدا لأمن إسرائيل»، واستدرك: «لكن الأهم هو ترسيخ التحالف أكثر مع أكبر صديقة لإسرائيل، وهي الولايات المتحدة».
وأكد نتنياهو أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، ليست ملتزمة بالدعم الأمني لإسرائيل، فحسب، وإنما أيضا كون الرئيس ترمب قد رفع دعم الولايات المتحدة لإسرائيل في الأمم المتحدة إلى مستويات جديدة.
وجاء خطاب نتنياهو في إطار عرض إنجازات حكومته، والرد على المعارضة التي اعتبرت ما يجري في سوريا عموما والعلاقات مع روسيا بشكل خاص، تعبيراً عن فشل ذريع لسياسته الخارجية. وكما قالت تسيبي لفني، رئيسة المعارضة، فإن «نتنياهو يحصد فشلا بعد الآخر في السياسة الخارجية». وأضافت: «إن نتنياهو ناجح فقط في الكلام؛ لكن من دون مضمون. فهو لم يحقق شيئا في سوريا ولا يفعل شيئا مع الفلسطينيين، سوى دعم وتقوية (حماس)، وأدخلنا في أزمة مع روسيا».
ورد نتنياهو قائلا إنه جعل إسرائيل تدخل العقد الثامن من عمرها وهي «دولة غنية بالإنتاج، وقوية أمنيا واقتصاديا، ومستقرة ومزدهرة وعامرة». وقال إن «علاقات إسرائيل الخارجية تتطور بشكل غير مسبوق. فالمئات من رؤساء الدول والوزراء وأعضاء برلمان يصلون سنويا إلى إسرائيل، ويعبرون عن انبهارهم بقوتها العسكرية والاستخبارية، ويقدرون قوتها الاقتصادية والتكنولوجية». وهاجم نتنياهو وسائل الإعلام، التي «تفرض قيودا على حرية التعبير، ولا تنشر عن إنجازات الحكومة».



وفد إسرائيلي بالقاهرة... توقعات بـ«اتفاق وشيك» للتهدئة في غزة

طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

وفد إسرائيلي بالقاهرة... توقعات بـ«اتفاق وشيك» للتهدئة في غزة

طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

زار وفد إسرائيلي رفيع المستوى القاهرة، الثلاثاء، لبحث التوصل لتهدئة في قطاع غزة، وسط حراك يتواصل منذ فوز الرئيس الأميركي دونالد ترمب لإنجاز صفقة لإطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار بالقطاع المستمر منذ أكثر من عام.

وأفاد مصدر مصري مسؤول لـ«الشرق الأوسط» بأن «وفداً إسرائيلياً رفيع المستوى زار القاهرة في إطار سعي مصر للوصول إلى تهدئة في قطاع غزة، ودعم دخول المساعدات، ومتابعة تدهور الأوضاع في المنطقة».

وأكد مصدر فلسطيني مطلع، تحدث لـ«الشرق الأوسط»، أن لقاء الوفد الإسرائيلي «دام لعدة ساعات» بالقاهرة، وشمل تسلم قائمة بأسماء الرهائن الأحياء تضم 30 حالة، لافتاً إلى أن «هذه الزيارة تعني أننا اقتربنا أكثر من إبرام هدنة قريبة»، وقد نسمع عن قبول المقترح المصري، نهاية الأسبوع الحالي، أو بحد أقصى منتصف الشهر الحالي.

ووفق المصدر، فإن هناك حديثاً عن هدنة تصل إلى 60 يوماً، بمعدل يومين لكل أسير إسرائيلي، فيما ستبقي «حماس» على الضباط والأسرى الأكثر أهمية لجولات أخرى.

ويأتي وصول الوفد الإسرائيلي غداة حديث رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في كلمة، الاثنين، عن وجود «تقدم (بمفاوضات غزة) فيها لكنها لم تنضج بعد».

وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية، الثلاثاء، عن عودة وفد إسرائيل ضم رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، ورئيس جهاز الأمن العام «الشاباك» رونين بار، من القاهرة.

وأفادت هيئة البث الإسرائيلية بأنه عادت طائرة من القاهرة، الثلاثاء، تقلّ رئيس الأركان هرتسي هاليفي، ورئيس الشاباك رونين بار، لافتة إلى أن ذلك على «خلفية تقارير عن تقدم في المحادثات حول اتفاق لإطلاق سراح الرهائن في غزة».

وكشف موقع «واللا» الإخباري الإسرائيلي عن أن هاليفي وبار التقيا رئيس المخابرات المصرية اللواء حسن رشاد، وكبار المسؤولين العسكريين المصريين.

وبحسب المصدر ذاته، فإن «إسرائيل متفائلة بحذر بشأن قدرتها على المضي قدماً في صفقة جزئية للإفراج عن الرهائن، النساء والرجال فوق سن الخمسين، والرهائن الذين يعانون من حالة طبية خطيرة».

كما أفادت القناة الـ12 الإسرائيلية بأنه جرت مناقشات حول أسماء الأسرى التي يتوقع إدراجها في المرحلة الأولى من الاتفاقية والبنود المدرجة على جدول الأعمال، بما في ذلك المرور عبر معبر رفح خلال فترة الاتفاق والترتيبات الأمنية على الحدود بين مصر وقطاع غزة.

والأسبوع الماضي، قال ترمب على وسائل التواصل الاجتماعي، إن الشرق الأوسط سيواجه «مشكلة خطيرة» إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن قبل تنصيبه في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وأكد مبعوثه إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، الاثنين، أنه «لن يكون من الجيد عدم إطلاق سراح» الرهائن المحتجزين في غزة قبل المهلة التي كررها، آملاً في التوصل إلى اتفاق قبل ذلك الموعد، وفق «رويترز».

ويتوقع أن تستضيف القاهرة، الأسبوع المقبل، جولة جديدة من المفاوضات سعياً للتوصل إلى هدنة بين إسرائيل و«حماس» في قطاع غزة، حسبما نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن مصدر مقرّب من الحركة، السبت.

وقال المصدر: «بناء على الاتصالات مع الوسطاء، نتوقع بدء جولة من المفاوضات على الأغلب خلال الأسبوع... للبحث في أفكار واقتراحات بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى». وأضاف أنّ «الوسطاء المصريين والقطريين والأتراك وأطرافاً أخرى يبذلون جهوداً مثمّنة من أجل وقف الحرب».

وخلال الأشهر الماضية، قادت قطر ومصر والولايات المتحدة مفاوضات لم تكلّل بالنجاح للتوصل إلى هدنة وإطلاق سراح الرهائن في الحرب المتواصلة منذ 14 شهراً.

وقال رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، السبت، إن الزخم عاد إلى هذه المحادثات بعد فوز دونالد ترمب بالانتخابات الرئاسية الأميركية، الشهر الماضي. وأوضح أنّه في حين كانت هناك «بعض الاختلافات» في النهج المتبع في التعامل مع الاتفاق بين الإدارتين الأميركية المنتهية ولايتها والمقبلة، «لم نر أو ندرك أي خلاف حول الهدف ذاته لإنهاء الحرب».

وثمنت حركة «فتح» الفلسطينية، في بيان صحافي، الاثنين، بـ«الحوار الإيجابي والمثمر الجاري مع الأشقاء في مصر حول حشد الجهود الإقليمية والدولية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، والإسراع بإدخال الإغاثة الإنسانية إلى القطاع».

وأشار المصدر الفلسطيني إلى زيارة مرتقبة لحركة «فتح» إلى القاهرة ستكون معنية بمناقشات حول «لجنة الإسناد المجتمعي» لإدارة قطاع غزة التي أعلنت «حماس» موافقتها عليها.