«تيرو الفني الدولي» يطلق المسرح الوطني في صور اللبنانية

لفترة 10 سنوات متتالية، سيتيح «المسرح الوطني الفني» من «سينما ريفولي» في مدينة صور الجنوبية، الفرصة أمام أي فنان لبناني أو أجنبي لتقديم أي عمل له مجاناً.
فضمن مهرجان «تيرو الفني الدولي»، الذي ينطلق في 27 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، سيتم الإعلان عن افتتاح المسرح المذكور من خلال برنامج فني منوع غني بالعروض السينمائية والمسرحية من مختلف دول العالم. ويفتتح هذا المهرجان، الذي يستمر لغاية 31 من الشهر الحالي بكرنفال غنائي موسيقي تتخلله فنون الفرجة من أزياء وألعاب بهلوانية وعزف على آلات موسيقية منوعة تنشر الفرح بين رواده في مدينة صور. فـ«سينما ريفولي» التي بقيت مهملة لنحو 30 عاماً سترتدي حلتها الجديدة، لتتحول إلى مسرح قومي يستضيف تجمعات فنية من لبنان والعالم، وذلك بعدما أعيد ترميمها من قبل جمعية «تيرو» الفنية.
«هو حلم يراودنا منذ زمن لنساهم في نهضة لبنان الثقافية والفنية في هذه المدينة العريقة صور»، يقول قاسم إسطنبولي رئيس الجمعية. ويضيف في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «ما أنجزناه اليوم كان من البديهي أن تقوم به الدولة اللبنانية لتشجيع أبناء هذه المنطقة على تذوق الفنون على أنواعها، وليكون لديهم منصة دائمة يفرجون فيها عن أعمالهم دون أن يتكبدوا أي كلفة مادية». وفي هذه المناسبة سيتم عرض فيلم سينمائي قصير ومدته 9 دقائق، يحكي قصة «سينما ريفولي» منذ تأسيسها مروراً بفترة توقفها عن العمل، وصولاً إلى عودتها للحياة بحلتها الجديدة. أخرج الفيلم التركي يافوس الذي عمل على إبراز تاريخ هذا الموقع الثقافي الذي شكل في الستينات والسبعينات قبلة نجوم الغرب والشرق. كما تتضمن ليلة الافتتاح أيضاً عرض 3 أفلام سينمائية؛ اثنين من نوع الدراما وواحد وثائقي.
«هناك مجموعة كبيرة من الفنانين المشاركين في هذه التظاهرة الثقافية، وقد جاءوا من الجزائر والأردن والعراق والسعودية والأرجنتين وغيرها لعرض أعمالهم في (المسرح الوطني اللبناني)»، يوضح قاسم إسطنبولي في سياق حديثه لـ«الشرق الأوسط». ويتابع: «أي صاحب فيلم سينمائي أو عرض مسرحي أو كتاب معين وما إلى هنالك من فنون أخرى ستفتح (سينما ريفولي) أبوابها لها من خلال هذه المساحة الحرة التي استحدثناها فيها ألا وهي (المسرح الوطني اللبناني)»، يشير إسطنبولي المتحمس لإطلاق مشروعه هذا بعدما استعاد الحياة بمساهمة أهل مدينة صور وجمعيات وممولين من لبنان والخارج.
ومن الأعمال المشاركة في هذا المهرجان مسرحية «أدرينالين» للمؤلفة والمخرجة الأردنية أسماء مصطفى، و«احتضار» للعراقي مصطفى الهلالي، و«اللحن الأخير» للجزائري كمال فراد. كما تندرج في برنامجه أيضاً عروض أخرى كـ«قصصكم على المسرح» لفرقة «وصل» وآخر تهريجي لجمعية «كلاون مي إن»، إضافة إلى عرضين من نتاج ورش تدريبية هما «طلعة» و«زوايا».
وفي قسم السينما، يشارك 39 فيلماً قصيراً تتنوع بين الروائي والوثائقي والتحريك. فيعرض «رجل يغرق» لمهدي فليفل من فلسطين، و«آخر أيام رجل الغد» لفادي باقي من لبنان، و«ليلة حلم» للمصري حلمي نوح. ومن فلسطين يشارك أيمن نايفة بفيلم «العبور»، فيما يعرض «بيت بيوت» للبنانية يارا بوريللو، و«دونسيا» لأروب دويفيدي من الهند. كما سيعرض «آسية» لمحمد الحارثي من عمان، و«موج 98» لإيلي داغر الحاصل على جائزة أفضل فيلم قصير في مهرجان كان في عام 2015. ومن الأعمال الوثائقية المشاركة في المهرجان المسلسل اللبناني «زيارة» في موسمه الثالث، الذي يعد وثائقي إنترنت ناجحاً حصد الكثير من الجوائز العالمية.
ويختتم مهرجان «تيرو الفني» أعماله في 31 أكتوبر الحالي من خلال عرض مسرحي أرجنتيني لميلودي مورو بعنوان «أوتير» يجمع ما بين السينما وخشبة المسرح. فأهمية «المسرح الوطني اللبناني» وموقعه «سينما ريفولي» في صور تكمن في إمكانية تقديم عروض فنية مجتمعة تميزها عن غيرها من المنصات الثقافية الفنية الموجودة في مدينة صور الجنوبية.
ومن الأعمال الموسيقية التي يتضمنها برنامج المهرجان عرض لجوقة الأطفال في جمعية «شركاء» وآخر لفرقة «الكمنجاتي».