مصر تستغني عن محطة عائمة للغاز الطبيعي المسال

توقيع مذكرة مشروع «مشتقات الميثانول»... وتمويل جديد من البنك الدولي

مصر تستغني عن محطة عائمة للغاز الطبيعي المسال
TT

مصر تستغني عن محطة عائمة للغاز الطبيعي المسال

مصر تستغني عن محطة عائمة للغاز الطبيعي المسال

قال وزير البترول المصري طارق الملا، لـ«رويترز» أمس، إن سفينة تغييز في البلاد ستغادر الموانئ المصرية قبل نهاية الأسبوع الحالي، وذلك بعد يوم من إعلان شركة «هوغ إل إن جي» النرويجية، أن مصر ستتخلى عن إحدى محطتيها العائمتين للغاز الطبيعي المسال. وذكر الملا أن السفينة الأخرى ستبقى «ضمن استراتيجية وخطة الوزارة لتأمين إمدادات الطاقة لمصر».
كانت «هوغ» قد قالت، أول من أمس (الاثنين)، إن الشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية (إيجاس)، التي قررت إنهاء عقد التأجير مبكراً، وافقت على دفع الفارق بين عقدها الخاص بالمرفأ العائم للتخزين والتغييز وعقد جديد مع طرف ثالث. وتهدف مصر إلى أن تكون مركزاً إقليمياً لتجارة الغاز الطبيعي المسال بعد سلسلة من الاكتشافات الكبيرة في السنوات الأخيرة، بما في ذلك حقل ظُهر العملاق للغاز الذي يحوي ما يقدَّر بواقع 30 تريليون قدم مكعبة من الغاز.
وأعلن الملا الشهر الماضي أن مصر ستتوقف عن استيراد الغاز الطبيعي بعد تسلمها آخر شحناتها من الغاز المسال في الأسبوع السابق للإعلان.
وبدأت مصر استيراد الغاز الطبيعي المسال عام 2015 بعد أن صار إنتاجها المتضائل من الغاز لا يكفي لمواكبة الطلب المحلي المتزايد. واستأجرت مصر المحطة «هوغ غالانت» من «هوغ إل إن جي» والمحطة «بي دبليو سنغافورة» من «بي دبليو غروب» في عام 2015، وكان من المفترض أن يظل الاتفاقان ساريين حتى عام 2020.
من جهة أخرى، شهد الملا، أمس، توقيع المذكرة الخاصة بإجراءات تمويل مشروع إنتاج مشتقات الميثانول بما يتراوح بين 35 و40 مليون دولار، بين شركة «السويس لمشتقات الميثانول» و«الشركة العربية للاستثمارات البترولية (أبيكورب)»، تمهيداً لتوقيع اتفاقية التمويل النهائية خلال الفترة القادمة.
وأكد الملا أن «التوقيع يعد دَفعة قوية لهذا المشروع الحيوي الذي يمثل حلقة جديدة تمت إضافتها إلى صناعة البتروكيماويات المصرية لتوفير منتجات حيوية تحتاج إليها السوق المحلية، حيث إن توقيع خطاب التفويض ومذكرة الشروط والأحكام مع شركة (أبيكورب) لتمويل المشروع يتسق مع استراتيجية الوزارة بضرورة تنويع مصادر التمويل الخاص بمشروعاتها، مما سيكون له أثر إيجابي في تخفيض الضغط على العملة الصعبة ودفع عجلة التنمية الاقتصادية». وأضاف أن وزارة البترول لديها توجه واضح في تطوير صناعة البتروكيماويات المصرية وزيادة استثماراتها وعوائدها على الدولة، لما تمثله من قيمة مضافة للثروات البترولية، في ظل ما تحقق من اكتشافات غازية كبرى تتم تنميتها لزيادة الإنتاج المحلي من الغاز الطبيعي.
من جانبه، أشار المهندس جودت الصادق، رئيس شركة «السويس لمشتقات الميثانول»، إلى أن إجمالي استثمارات المشروع تبلغ نحو 60 مليون دولار، يتم تمويل 40% منها عن طريق كبار المساهمين من أصحاب رأس المال، و60% عن طريق القروض الخارجية الميّسرة. وأضاف أنه ستتم إقامة المشروع على مساحة 100 ألف متر مربع داخل الأرض المخصصة للشركة المصرية القابضة للبتروكيماويات بميناء دمياط (شمال مصر)، وذلك لقربها الشديد من مصادر إنتاج المواد الخام والمرافق وتسهيلات الإنتاج والأسواق المحلية المستهدفة، علاوة على سهولة التصدير للأسواق الأوروبية والأفريقية عن طريق ميناء دمياط والذي يمر من خلاله معظم خطوط الشحن العالمية.
ولفت إلى أن المشروع يهدف إلى إنتاج 18 ألف طن سنوياً من اليوريا فورمالدهيد تركيز 85% المستخدمة في صناعة الأسمدة، و34 ألف طن سنوياً من اليوريا فورمالدهيد تركيز 65% المستخدمة في صناعة المواد اللاصقة، و26 ألف طن من النفتالين فورمالدهيد المسلفن المستخدم في صناعة الخرسانة الجاهزة، اعتماداً على البتروكيماويات المنتجة محلياً كالميثانول المنتج بشركة «إيميثانكس» بكمية 30 ألف طن سنوياً، واليوريا المنتجة بشركة «موبكو» بكمية 24 ألف طن سنوياً، والصودا الكاوية المنتجة بشركة البتروكيماويات المصرية بكمية 8 آلاف طن سنوياً، وحمض الكبريتيك المركز المنتج بشركة «أبو زعبل للكيماويات» بكمية 9 آلاف طن سنوياً، بالإضافة إلى توفير المرافق وتسهيلات الإنتاج عن طريق شركة «إيميثانكس» وميناء دمياط.
وفي سياق آخر، قالت وزيرة التخطيط المصرية هالة السعيد، في بيان أمس، إن احتياطي البلاد من النقد الأجنبي يغطي وارداتها لمدة 9 أشهر. وأضافت أن «حجم الاحتياطي كان لا يغطي ثلاثة أشهر واردات، أما اليوم فيغطي حجم الاحتياطي تسعة أشهر واردات».
وبلغ الاحتياطي الأجنبي المصري 44.459 مليار دولار في نهاية سبتمبر (أيلول)، ارتفاعاً من 44.419 مليار دولار في أغسطس (آب).
من جهة ثانية، قالت وزيرة الاستثمار المصرية سحر نصر، أمس، إن بلادها أبرمت اتفاقاً جديداً مع البنك الدولي لإتاحة تمويل بقيمة ثلاثة مليارات دولار للقاهرة. وأضافت في بيان صحافي أنها بحثت مع كريستالينا جيروجيفا، المديرة الإدارية للبنك الدولي، خلال الاجتماعات المشتركة لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي بإندونيسيا الترتيبات الخاصة بحصول مصر على التمويل الجديد. وذكر البيان أن التمويل الجديد «يأتي في إطار ثقة البنك الدولي في إجراءات الإصلاح الاقتصادي التي تنفّذها مصر، وحرصه على استمرار تقديم الدعم والمساعدة لمصر لتنفيذ برنامج الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي».
من جانبها، أكدت جيروجيفا أن البنك الدولي حريص على دعم الجهود المصرية في عملية التحول الاقتصادي والاجتماعي ومساعدة جهود الحكومة المصرية في جذب الاستثمارات الأجنبية إلى مصر. كما أكدت حرص البنك على دعم القطاعات ذات الأولوية، خصوصاً تنمية سيناء بقيمة مليار دولار، إضافة إلى دعم مشروعات البنية الأساسية والنقل والزراعة واستمراره في مساندة برنامج الإصلاح الاقتصادي.



«قطار الرياض» يصل إلى آخر محطاته بافتتاح «المسار البرتقالي»

جانب من إحدى محطات «قطار الرياض» (النقل العام لمدينة الرياض)
جانب من إحدى محطات «قطار الرياض» (النقل العام لمدينة الرياض)
TT

«قطار الرياض» يصل إلى آخر محطاته بافتتاح «المسار البرتقالي»

جانب من إحدى محطات «قطار الرياض» (النقل العام لمدينة الرياض)
جانب من إحدى محطات «قطار الرياض» (النقل العام لمدينة الرياض)

مع انطلاق «المسار البرتقالي»، اليوم (الأحد)، اكتمل تشغيل مسارات «قطار الرياض»، المشروع الأضخم من نوعه في العالم، وفق ما أعلنت الهيئة الملكية لمدينة الرياض.

وتأتي هذه الخطوة في إطار الخطة التوسعية للمشروع الذي تم تدشينه في ديسمبر (كانون الأول) 2024.

يربط «المسار البرتقالي - محور طريق المدينة المنورة» شرق الرياض بغربها، حيث يمتد من طريق جدة غرباً حتى الطريق الدائري الشرقي الثاني في منطقة خشم العان شرقاً، وذلك بطول إجمالي يبلغ 41 كيلومتراً. ويشمل المسار 5 محطات رئيسية هي: «طريق جدة»، و«طويق»، و«الدوح»، و«طريق هارون الرشيد»، و«النسيم» التي تعد محطة تحويل تربط بين المسار البرتقالي والمسار البنفسجي.

ويتميز هذا المسار بوجود أكبر عدد من مواقف السيارات مقارنة ببقية المسارات، حيث يصل إلى 3600 موقف، ما يعزز من سهولة الوصول إلى المحطات من قِبَل مستخدمي القطار. وفي خطوة موازية، بدأ تشغيل ثلاث محطات جديدة على «المسار الأزرق - محور طريق العليا البطحاء»، وهي محطات «المروج»، و«بنك البلاد»، و«مكتبة الملك فهد».

ويُعد «قطار الرياض» أضخم مشروعات النقل العام، حيث يغطي كامل مساحة العاصمة ضمن مرحلة واحدة. ويشمل شبكة متكاملة من 6 مسارات تمتد على طول 176 كيلومتراً، وتضم 85 محطة، من بينها 4 محطات رئيسية. ويتميز بكونه أطول شبكة قطار من دون سائق في العالم. ويحظى القطار بقدرة استيعابية تصل إلى 3.6 مليون راكب يومياً، مما يعزز الربط بين مختلف أجزاء العاصمة، ويسهم في تسهيل حركة التنقل للساكنين والزوار. وتستهدف الهيئة الملكية لمدينة الرياض من خلال هذا المشروع تحسين جودة الحياة، بما يتماشى مع أهداف «رؤية 2030».

جانب من إحدى محطات «المسار البرتقالي» (واس)

الجدير ذكره أن تكلفة التنقل عبر «قطار الرياض» هي الأقل بين دول «مجموعة العشرين»، حيث يشكل تكاليف التنقل نحو 0.5 في المائة من دخل الفرد اليومي في السعودية، الذي يعادل 195 دولاراً (733 ريالاً).

وتبدأ ساعات تشغيل «قطار الرياض» من السادسة صباحاً حتى منتصف الليل، ويمكن للمستخدمين تحديد وجهاتهم وشراء التذاكر عبر تطبيق «درب»، أو من خلال مكاتب بيع التذاكر أو أجهزة الخدمة الذاتية في المحطات. كما يوفر القطار وسائل دفع رقمية متعددة عبر البطاقات المصرفية والائتمانية، وكذلك الهواتف الذكية.

تعد شبكة «قطار الرياض» جزءاً أساسياً من خطة المملكة لتطوير قطاع النقل العام في إطار «رؤية 2030». ومن خلال هذا المشروع، تسعى البلاد إلى تخفيف الازدحام المروري، وتعزيز الاستدامة البيئية، وتوفير وسائل نقل آمنة.