السفر عندي مثل الخبز يغذيني فنياً وإنسانياً

السفر بالنسبة إلى الفنانة اللبنانية سابين عنصر أساسي في حياتها. فهو كما تقول يسهم في إثراء مواهبها الفنية إنْ على صعيد التمثيل أو الغناء. فنجمة مسلسل «أحمد وكريستينا» والحائزة على جائزة «موركس دور» عن فئة أفضل فنانة استعراضية، تستوحي من أسفارها موضوعات كليباتها، لأنها تجعلها على تواصل مع ثقافات متنوعة تستفيد منها في تصميم استعراضاتها الغنائية. السفر أيضاً هروب من الضغوط اليومية لأن «لذة الاستكشاف» كما تقول: «تنسيني الواقع وتأخذني إلى عالم آخر أتنفس فيه الحرية والراحة معاً».
> السفر بالنسبة إليّ مثل الخبز. لا أستطيع الاستغناء عنه لأنه يغذّي موهبتي الفنية وطاقاتي الإيجابية. أعتبر أن أي رحلة أقوم بها هي إضافة لي مهما كان نوع البلد الذي أقصده وطبيعة موقعه الجغرافي. ولذلك لا أستطيع أن أفاضل بين بلد وآخر. فجميع البلدان منجم اكتشافات يشدّني بعناصره الطبيعية والثقافية. لهذا يمكنني القول: إن السفر يؤثر على حياتي المهنية والخاصة على حد سواء. في كل رحلة أتزود بخزان من المعلومات يُثري موهبتي الفنية من ناحية وخلفيتي الثقافية والإنسانية من ناحية ثانية. كثيرون عندما أتناول موضوعات معينة يسألونني من أين أعرفها. وعادةً ما أبتسم وأردّ بأن منبعها هو رحلات السفر. قصص حب كثيرة تربطني ببلدان كانت لها تأثيرات إيجابية في طفولتي. فعندما أزور موناكو مثلاً وبالتحديد مدينة «بو سولاي» أستعيد ذكرياتي الطفولية المحببة إلى قلبي عندما كنا نلتقي فيها مع جميع أفراد عائلتي لتمضية عطلات الصيف. وعندما أزور إسبانيا أشعر كأنني عدت ابنة السنوات السبع التي تجلس على الكنبة وهي تأكل الفيشار المحضّر من والدتي لأتابع برنامجاً تلفزيونياً بالإسبانية. عندما أزور هذه الأماكن اليوم مع والدتي التي تشرح لي تفاصيل عن طفولتي فيها أشعر بسعادة كبيرة لا يمكنني وصفها.
> لست من النوع الذي يُسافر من أجل التبضع والتسوق والنوم في فنادق فاخرة، بل أعمل جُهدي لكي أستفيد من كل لحظة أمضيها في بلد جديد. أغرف من حضارته وتقاليد شعبه وعاداتهم وطبيعتهم إضافة إلى أطباقهم المحلية التي أعتبرها لغة في حد ذاتها.
> لا يمكنني أن أفضّل بلداً على آخر. فلكلٍّ خصائصه التي تترك آثارها في نفسي بشكل أو بآخر. مصر مثلاً بالنسبة إليّ هي «أم الدنيا»، ونيس الفرنسية رياضة روحية أحتاج إليها دائماً، وإبيزا الإسبانية كلما احتجت إلى التسلية والانطلاق، بينما اليونان هي الدفء في كل شيء. أما البلد الذي يمكن القول بأني مغرمة به فهو أميركا وبالتحديد نيويورك. فهذه المدينة تمدّني بطاقة إيجابية لا يمكن وصفها، بسبب استعراضاتها الفنية في برودواي وطعم مأكولاتها التي لا تضاهي تنوعَّها أطباقُ أي بلد آخر. كما أنني معجبة بالإيقاع السريع الذي يتميز به أهلها. فصورة الناس يركضون من ساعات الصباح الأولى متوجهين إلى مراكز عملهم من المشاهد المنطبعة في ذهني. وطبعاً يبقى بلدي لبنان حبي الأول والأخير، كونه يجمع بطبيعته وعماراته ومدنه وشعبه خصائص وميزات أهم مدن العالم وأجملها.
> لا أحب الرحلات الفخمة إلا في أثناء جولاتي الفنية، لأني أكون بحاجة إلى الراحة والاسترخاء قبل صعودي إلى خشبة المسرح. ولذلك أنزل في فندق 5 نجوم وأقوم بجلسات تدليك وأمضي يومي بين النوم والراحة، وتناول الطعام للمحافظة على توازن قوتي البدنية. بشكل عام أميل نحو المغامرة في السفر واستكشاف الطبيعة والثقافات المحلية. أحياناً أصنّف البلدان والمدن من خلال طبيعتها. مدينة نيس مثلاً مناسبة لقضاء أيام جميلة وهادئة، بينما جزيرة سان تروبيه تسحرني بشواطئها وبأزقتها وشوارعها الضيقة. وكل زاوية من مدينة نيويورك تعني لي اكتشافاً جديداً، حتى الضوضاء والزحام فيها ورؤية أقدام المشاة يهرولون للوصول إلى وجهاتهم المحددة تروق لي كثيراً.
> بين حبي لزيارة المتاحف أو التسوق تفصلني شعرة واحدة وذلك وفقاً لمزاجي، فأنا من هواة زيارة المتاحف وكذلك من محبي التسوق.
- لا أسافر من دون هاتفي المحمول أبداً، قد يكون جوابي هذا تقليدياً بعض الشيء، لكنّي أحمله لالتقاط الصور التذكارية لا أكثر، فأنا أهوى التصوير وأحب عند عودتي تصفح هذه الصور من جديد واستعادة ذكريات كل لحظة بلحظتها.
> لو خُيِّرت بين المكسيك وباريس فسأفضل الثانية دون شك لأنها برأيي من أجمل مدن العالم. وبما أن والدي فرنسي الأصل فهي بمثابة بلدي الثاني. أخطط حالياً للقيام برحلة إلى الريف الفرنسي لأتعرف إليه عن كثب.
> أجهّز شنطة السفر بنفسي كي أستطيع إخراج ما أرغب فيه منها بسرعة. بدقة أنفّذ هذه المهمة التي أقسّم فيها حقيبة السفر إلى خانات مختلفة بينها «الإكسترا» والتي ألجأ إليها في حال تم إلغاء مناسبة ما. فتكون الأزياء الموضوعة فيها مناسبة لأي طارئ.
> ليست لديّ أي ذكريات سيئة عن السفر، فجميع رحلاتي كانت رائعة وخلّفت انطباعات إيجابية في نفسي وذاكرتي.
> أحب المطبخ الآسيوي، خصوصاً الـ«سوشي» وثمار البحر، وعادةً ما أزور المطاعم التي تقدم هذه الأطباق في أي بلد أزوره.