48 ساعة في بريستول... حيث الأفلام والفنون والسفن العتيقة

سفينة «إس إس غريت بريتان»
سفينة «إس إس غريت بريتان»
TT

48 ساعة في بريستول... حيث الأفلام والفنون والسفن العتيقة

سفينة «إس إس غريت بريتان»
سفينة «إس إس غريت بريتان»

تُعرف مدينة بريستول بازدهار الفنون، والثقافة والموسيقى فيها حيث يرتبط اسمها أيضاً بفن الشوارع الذي يقدّمه بانكسي. إلا أنّها تزخر كذلك بفيض من المعالم الشيقة التي تستحق الزيارة، والانطباع لدى البعض بأنها مجرد مدينة جامعية مزدحمة خاطئ نظرا لما تضمه من معالم سياحية مميزة تحمل الطابع البريطاني الرغيد. فقد فازت في العام 2017 بلقب «أفضل مكان للعيش» وفقاً لاستطلاع أجرته صحيفة «صنداي تايمز» في المملكة المتحدة.
إذا كان وقتك لا يسمح بأكثر من 48 ساعة، فثق أنها كافية للتعرّف على فنونها وموسيقاها، والتنعّم بطبيعتها على طول مينائها أو في حديقة «ذا داونز» العامة المطلّة على مضيق آيفون.
في الصباح، يمكنك اكتشافها على الأقدام أو بواسطة دراجة هوائية يمكن استئجارها.
بعد الظهر، يمكنك الاستمتاع بغداء شهي في أي من مطاعمها الريفية التي تتفنن في أطباق محلية تعتمد على المنتجات الموسمية. وتشتمل أغلب الأطباق هنا على وصفات بريطانية عصرية مثل لحم عنق البقر مع البروكولي الأرجواني فضلاً عن حلويات كلاسيكية مثل «بودينغ التوفي».
بعدها يمكن التوجه إلى ميناء بريستول التاريخي لاكتشاف سبب تسمية سفينة «إس إس غريت بريتن» التي صممها إسامبارد كينجدوم برونيل، وتُعد «أعظم ابتكار على الإطلاق». فهي مزوّدة بمحرك يعمل بالبخار ولا تزال من أطول وأقوى السفن في عصرها، إذ صُممت في عهد الملكة فكتوريا لنقل المسافرين من بريستول عبر المحيط الأطلسي إلى نيويورك.
تعرّف أيضا على تاريخها في متحف دوكيارد، حيث ترسو السفينة في صفيحة من الزجاج تشبه البحر لحمايتها من الرطوبة والحدّ من التآكل. تبدو مزيّنة بأعلام توحي وكأنّها مستعدة لتمخر عباب البحر
في المساء، نقترح وجبة عشاء في مطعم غلاس بوت المميّز ليقدّم لك تجربة لا تنسى، ليس من ناحية تقديمه أصنافا فرنسية كلاسيكية فحسب بل أيضا لناحية موقعه وديكوره. وإذا عرف السبب بطل العجب، فهو في الأصل بارجة قديمة تم تحويلها إلى مطعم عصري بكل المقاييس.

اليوم الثاني
لا بد من اكتشاف الأسباب التي جعلت اليونيسكو تمنح بريستول لقب مدينة الأفلام، بزيارة بعض من أماكن التصوير الشهيرة فيها. فقد صُور فيها فيلم الكوميديا الرومانسي «ستارتر فور تين»، وفيلم الدراما التاريخية «ذا دوتشيس» من بطولة كيرا نايتلي من بين أفلام أخرى.
ظهرا، نقترح تناول وجبة غذاء في في مطعم «كارغو في وابينغ وارف»، وهي مجموعة مطاعم كائنة ضمن حاويات شحن قديمة. ومن بين المواقع الأخرى نذكر المقهى المتخصص بإعداد التاكو «كارغو كانتينا» أو المطعم الذي يقدّم أصنافاً شعبية شهية «لوفيت بايز».
ولا تكتمل أي مغامرة في بريستول من دون زيارة الأماكن التي ترك فيها بانكسي، فنانُ الشوارع الشهير بصمته في أوائل التسعينات.
يمكن مشاهدة بعض من أعماله الأسطورية مثل «ملاك دلو الطلاء» على مدخل متحف ومعرض فنون بريستول. سوف تشاهد العديد من أعماله المميّزة وأنت تجول في المدينة سيراً على الأقدام، أو يمكنك تنزيل تطبيق «بانكسي بريستول تريل» لمعرفة المزيد. وأخيرا وليس آخرا لا بد من جولة تسوّق تستغل فيها اللحظات الأخيرة من يومك لشراء سلع وتذكارات من المدينة من صرح التسوّق كليفتون التي تعبّر عن الثقافة الفيكتورية بأجمل صورة في ضواحي بريستول. تزخر المنطقة بالمتاجر المستقلة كما تتمتع بمنظر رائع لالتقاط صور للجسر المعلّق في كليفتون.


مقالات ذات صلة

السياحة المغربية تشهد نمواً قوياً... 15.9 مليون سائح في 11 شهراً

الاقتصاد سياح صينيون يزورون مسجد الحسن الثاني في الدار البيضاء (رويترز)

السياحة المغربية تشهد نمواً قوياً... 15.9 مليون سائح في 11 شهراً

أعلنت وزارة السياحة المغربية، الاثنين، أن عدد السياح الذين زاروا المغرب منذ بداية العام وحتى نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) بلغ 15.9 مليون سائح.

«الشرق الأوسط» (الرباط)
سفر وسياحة من بين الأدوات التي استخدمها المجرمون في قتل ضحاياهم (متحف الجريمة)

«متحف الجريمة» في لندن... لأصحاب القلوب القوية

من براميل الأسيد التي استخدمها القاتل جون جورج هاي لتذويب ضحاياه والتي تعرف باسم Acid Bath «مغطس الأسيد» إلى الملابس الداخلية لـ«روز ويست».

عادل عبد الرحمن (لندن)
يوميات الشرق آلاف الحقائب التي خسرتها شركات الطيران في متجر الأمتعة بألاباما (سي إن إن)

المسافرون الأميركيون يفقدون ملايين الحقائب كل عام

داخل المساحة التي تبلغ 50 ألف قدم مربع، وإلى مدى لا ترى العين نهايته، تمتد صفوف من الملابس والأحذية والكتب والإلكترونيات، وغيرها من الأشياء المستخرجة من…

«الشرق الأوسط» (لندن)
سفر وسياحة «ساحة تيفولي» في كوبنهاغن (الشرق الأوسط)

دليلك إلى أجمل أضواء وزينة أعياد الميلاد ورأس السنة حول العالم

زينة أعياد الميلاد ورأس السنة لها سحرها. يعشقها الصغار والكبار، ينتظرونها كل سنة بفارغ الصبر. البعض يسافر من بلد إلى آخر، فقط من أجل رؤية زينة العيد.

جوسلين إيليا (لندن)

مصر تعوّل على «سوق السفر العالمي» لتنشيط السياحة

الجناح المصري في «بورصة لندن للسياحة» حظي بتفاعل الزوار (وزارة السياحة والآثار المصرية)
الجناح المصري في «بورصة لندن للسياحة» حظي بتفاعل الزوار (وزارة السياحة والآثار المصرية)
TT

مصر تعوّل على «سوق السفر العالمي» لتنشيط السياحة

الجناح المصري في «بورصة لندن للسياحة» حظي بتفاعل الزوار (وزارة السياحة والآثار المصرية)
الجناح المصري في «بورصة لندن للسياحة» حظي بتفاعل الزوار (وزارة السياحة والآثار المصرية)

تُعوّل مصر على اجتذاب مزيد من السائحين، عبر مشاركتها في فعاليات سياحية دولية، أحدثها «سوق السفر العالمي» (WTM)، التي افتتح خلالها وزير السياحة والآثار المصري، شريف فتحي، جناح بلاده المُشارك في الدورة الـ43 من المعرض السياحي الدولي، الذي تستمر فعالياته حتى 7 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي بالعاصمة البريطانية لندن.

ووفق فتحي، فإن وزارته تركّز خلال مشاركتها بالمعرض هذا العام على إبراز الأنماط والمنتجات السياحية المتعدّدة الموجودة في مصر، واستعراض المستجدات التي تشهدها صناعة السياحة في مصر.

هدايا تذكارية بالجناح المصري (وزارة السياحة والآثار المصرية)

ووفق بيان وزارة السياحة والآثار، فإن «الجناح المصري المشارك شهد خلال اليوم الأول إقبالاً من الزوار الذين استمتعوا بالأنشطة التفاعلية الموجودة به، والأفلام التي تُبرز المقومات المختلفة والمتنوعة للمقصد السياحي المصري، كما شهد اليوم الأول عقد لقاءات مهنية مع ممثّلي شركات السياحة والمنشآت الفندقية المصرية».

وتشارك مصر هذا العام بجناح يضم 80 مشاركاً، من بينهم 38 شركة سياحة، و38 فندقاً، بالإضافة إلى شركتَي طيران، هما: شركة «Air Cairo»، وشركة «Nesma»، إلى جانب مشاركة محافظتَي البحر الأحمر وجنوب سيناء، وجمعية «الحفاظ على السياحة الثقافية».

وصُمّم الجناح من الخارج على شكل واجهة معبد فرعوني، مع شعار على هيئة علامة «عنخ» (مفتاح الحياة)، في حين صُمّم الجناح من الداخل على شكل صالات صغيرة للاستقبال، بدلاً من المكاتب (Desks).

وتمت الاستعانة بمتخصصين داخل الجناح المصري؛ لكتابة أسماء زائري الجناح المصري باللغة الهيروغليفية على ورق البردي، وبشكل مجاني خلال أيام المعرض، بجانب عازفة للهارب تعزف المقطوعات الموسيقية ذات الطابع الفرعوني.

جانب من الإقبال على جناح مصر في «بورصة لندن» (وزارة السياحة والآثار المصرية)

ويُعدّ «سوق السفر العالمي» معرضاً مهنياً، يحظى بحضور كبار منظّمي الرحلات، ووكلاء السياحة والسفر، وشركات الطيران، والمتخصصين في السياحة من مختلف دول العالم.

واقترح فتحي خلال لقائه بوزيرة السياحة اليونانية إمكانية «الترويج والتسويق السياحي المشترك لمنتج السياحة الثقافية في البلدين بعدد من الدول والأسواق السياحية، لا سيما أن مصر واليونان لديهما تكامل سياحي في هذا الشأن». على حد تعبيره.

واستعرض الوزير المصري المقومات السياحية المتعددة التي تتمتع بها بلاده، كما تحدث عن المتحف المصري الكبير، وما سيقدمه للزائرين من تجربة سياحية متميزة، لا سيما بعد التشغيل التجريبي لقاعات العرض الرئيسية الذي شهده المتحف مؤخراً.

فتحي خلال تفقّده للجناح المصري بـ«بورصة لندن» (وزارة السياحة والآثار المصرية)

وتوقّع الوزير المصري أن تشهد بلاده زيادة في أعداد السائحين حتى نهاية العام الحالي بنسبة 5 في المائة عن العام الماضي، خلال مؤتمر صحافي عقده في المعرض، وأشار إلى أهمية السوق البريطانية بالنسبة للسياحة المصرية، حيث تُعدّ أحد أهم الأسواق السياحية الرئيسية المستهدفة، لافتاً إلى ما تشهده الحركة السياحية الوافدة منها من تزايد، حيث يصل إلى مصر أسبوعياً 77 رحلة طيران من مختلف المدن بالمملكة المتحدة.

وأكّد على أن «مصر دولة كبيرة وقوية، وتدعم السلام، وتحرص على حماية حدودها، والحفاظ على زائريها، وجعْلهم آمنين، حيث تضع أمن وسلامة السائحين والمواطنين في المقام الأول، كما أنها بعيدة عن الأحداث الجيوسياسية»، لافتاً إلى أن هناك تنوعاً في جنسيات السائحين الوافدين إلى مصر من الأسواق السياحية المختلفة، حيث زارها خلال العام الحالي سائحو أكثر من 174 دولة حول العالم.

الجناح المصري في «بورصة لندن» للسياحة (وزارة السياحة والآثار المصرية)

وأعرب فتحي عن تفاؤله بمستقبل الساحل الشمالي المصري على البحر المتوسط، وما يتمتع به من مقومات سياحية متميزة، خصوصاً مدينة العلمين الجديدة، ومشروع رأس الحكمة بصفته أحد المشروعات الاستثمارية الكبرى التي تشهدها منطقة الساحل الشمالي، لافتاً إلى أنه من المتوقع أن يجذب هذا المشروع أكثر من 150 مليار دولار استثمارات جديدة، ويساهم في إضافة ما يقرب من 130 ألف غرفة فندقية.