تُعرف مدينة بريستول بازدهار الفنون، والثقافة والموسيقى فيها حيث يرتبط اسمها أيضاً بفن الشوارع الذي يقدّمه بانكسي. إلا أنّها تزخر كذلك بفيض من المعالم الشيقة التي تستحق الزيارة، والانطباع لدى البعض بأنها مجرد مدينة جامعية مزدحمة خاطئ نظرا لما تضمه من معالم سياحية مميزة تحمل الطابع البريطاني الرغيد. فقد فازت في العام 2017 بلقب «أفضل مكان للعيش» وفقاً لاستطلاع أجرته صحيفة «صنداي تايمز» في المملكة المتحدة.
إذا كان وقتك لا يسمح بأكثر من 48 ساعة، فثق أنها كافية للتعرّف على فنونها وموسيقاها، والتنعّم بطبيعتها على طول مينائها أو في حديقة «ذا داونز» العامة المطلّة على مضيق آيفون.
في الصباح، يمكنك اكتشافها على الأقدام أو بواسطة دراجة هوائية يمكن استئجارها.
بعد الظهر، يمكنك الاستمتاع بغداء شهي في أي من مطاعمها الريفية التي تتفنن في أطباق محلية تعتمد على المنتجات الموسمية. وتشتمل أغلب الأطباق هنا على وصفات بريطانية عصرية مثل لحم عنق البقر مع البروكولي الأرجواني فضلاً عن حلويات كلاسيكية مثل «بودينغ التوفي».
بعدها يمكن التوجه إلى ميناء بريستول التاريخي لاكتشاف سبب تسمية سفينة «إس إس غريت بريتن» التي صممها إسامبارد كينجدوم برونيل، وتُعد «أعظم ابتكار على الإطلاق». فهي مزوّدة بمحرك يعمل بالبخار ولا تزال من أطول وأقوى السفن في عصرها، إذ صُممت في عهد الملكة فكتوريا لنقل المسافرين من بريستول عبر المحيط الأطلسي إلى نيويورك.
تعرّف أيضا على تاريخها في متحف دوكيارد، حيث ترسو السفينة في صفيحة من الزجاج تشبه البحر لحمايتها من الرطوبة والحدّ من التآكل. تبدو مزيّنة بأعلام توحي وكأنّها مستعدة لتمخر عباب البحر
في المساء، نقترح وجبة عشاء في مطعم غلاس بوت المميّز ليقدّم لك تجربة لا تنسى، ليس من ناحية تقديمه أصنافا فرنسية كلاسيكية فحسب بل أيضا لناحية موقعه وديكوره. وإذا عرف السبب بطل العجب، فهو في الأصل بارجة قديمة تم تحويلها إلى مطعم عصري بكل المقاييس.
اليوم الثاني
لا بد من اكتشاف الأسباب التي جعلت اليونيسكو تمنح بريستول لقب مدينة الأفلام، بزيارة بعض من أماكن التصوير الشهيرة فيها. فقد صُور فيها فيلم الكوميديا الرومانسي «ستارتر فور تين»، وفيلم الدراما التاريخية «ذا دوتشيس» من بطولة كيرا نايتلي من بين أفلام أخرى.
ظهرا، نقترح تناول وجبة غذاء في في مطعم «كارغو في وابينغ وارف»، وهي مجموعة مطاعم كائنة ضمن حاويات شحن قديمة. ومن بين المواقع الأخرى نذكر المقهى المتخصص بإعداد التاكو «كارغو كانتينا» أو المطعم الذي يقدّم أصنافاً شعبية شهية «لوفيت بايز».
ولا تكتمل أي مغامرة في بريستول من دون زيارة الأماكن التي ترك فيها بانكسي، فنانُ الشوارع الشهير بصمته في أوائل التسعينات.
يمكن مشاهدة بعض من أعماله الأسطورية مثل «ملاك دلو الطلاء» على مدخل متحف ومعرض فنون بريستول. سوف تشاهد العديد من أعماله المميّزة وأنت تجول في المدينة سيراً على الأقدام، أو يمكنك تنزيل تطبيق «بانكسي بريستول تريل» لمعرفة المزيد. وأخيرا وليس آخرا لا بد من جولة تسوّق تستغل فيها اللحظات الأخيرة من يومك لشراء سلع وتذكارات من المدينة من صرح التسوّق كليفتون التي تعبّر عن الثقافة الفيكتورية بأجمل صورة في ضواحي بريستول. تزخر المنطقة بالمتاجر المستقلة كما تتمتع بمنظر رائع لالتقاط صور للجسر المعلّق في كليفتون.