47 قتيلا حصيلة مواجهات مطار العاصمة الليبية

مسلحون يقتلون فلبينيا «لأنه غير مسلم»

47 قتيلا حصيلة مواجهات مطار العاصمة الليبية
TT

47 قتيلا حصيلة مواجهات مطار العاصمة الليبية

47 قتيلا حصيلة مواجهات مطار العاصمة الليبية

قتل خمسة أشخاص على الأقل أمس (الأحد) في مواجهات دامية دارت في مطار العاصمة الليبية طرابلس ومحيطه، ليرفع أعداد القتلى.
وأعلنت وزارة الصحة الليبية أن الاشتباكات الدائرة منذ 13 يوليو (تموز) بين ميليشيات متناحرة للسيطرة على مطار طرابلس أوقعت أكثر من 47 قتيلا و120 جريحا.
وقال المتحدث باسم الوزارة محمد عبد الرحمن، إن هذه الحصيلة لا تتضمن الضحايا الذين سقطوا في اشتباكات أمس (الأحد) والتي تعتبر الأشد ضراوة منذ اندلاع المعارك، ولا تتضمن كذلك الحالات التي أجليت إلى مستشفيات ميدانية ولم توثق في سجلات المستشفيات.
وأضاف عبد الرحمن ان قتلى أمس، سقطوا إثر سقوط صواريخ على منازلهم الواقعة في حي قصر بن غشير القريب من المطار.
من جهته، أعلن جيلاني الداهش المسؤول الأمني في مطار طرابلس، إن المطار تعرض أمس لقصف بقذائف المدفعية وصواريخ وقذائف الدبابات. وأن الهجوم هو الأعنف منذ بدء الاقتتال حول المطار.
وشنت مليشيات إسلامية من مدينة مصراته، هجوما منذ أكثر من أسبوع ضد كتائب معارضة لها تنتمي لمدينة الزنتان، تسيطر على المطار منذ 2011 مع عدد آخر من المواقع العسكرية والمدنية في جنوب العاصمة.
من جهته، أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الفلبينية شارل خوسيه اليوم (الاثنين)، أن عناصر ميليشيا في ليبيا قطعوا رأس عامل فلبيني.
وقال إن ما حصل يعزز أوامر الحكومة للفلبينيين بمغادرة ليبيا بسبب الوضع الأمني.
وأوضح خوسيه في حديث إلى الصحافيين، أن عامل البناء الفلبيني اختطف منتصف يوليو (تموز) الحالي، وعثر على جثته في مستشفى بمدينة بنغازي أمس. وأشار إلى أن السيارة التي كان يقودها الفلبيني توقفت عند أحد الحواجز، وكان داخلها ثلاثة أشخاص، ليبي وباكستاني وفلبيني، وقد اختاره المسلحون من بينهم "لأنه غير مسلم".
وتفاوض الخاطفون في البداية مع الشركة التي يعمل بها حول فدية من 160 ألف دولار، ولكنهم عادوا وأبلغوها أمس بالذهاب إلى مستشفى بنغازي.
وعثر على الجثة في المستشفى وكانت بدأت بالتحلل، ما يشير إلى أن الخاطفين قتلوا العامل الفلبيني أثناء التفاوض على الفدية، وفق خوسيه. الذي قال إن الحادث دفع الفلبين إلى أن تأمر 13 ألفا من مواطنيها بمغادرة ليبيا، موضحا أن بوسعهم المغادرة برا عبر مصر أو تونس.



رغم إعلان «هدنة غزة»... الحوثيون يهاجمون إسرائيل والحاملة «ترومان»

جنود إسرائيليون يعملون في مبنى تضرّر بعد سقوط صاروخ أطلقه الحوثيون (رويترز)
جنود إسرائيليون يعملون في مبنى تضرّر بعد سقوط صاروخ أطلقه الحوثيون (رويترز)
TT

رغم إعلان «هدنة غزة»... الحوثيون يهاجمون إسرائيل والحاملة «ترومان»

جنود إسرائيليون يعملون في مبنى تضرّر بعد سقوط صاروخ أطلقه الحوثيون (رويترز)
جنود إسرائيليون يعملون في مبنى تضرّر بعد سقوط صاروخ أطلقه الحوثيون (رويترز)

على الرغم من التوصل إلى «هدنة غزة» واصلت الجماعة الحوثية، الجمعة، تصعيدها الإقليمي، إذ تبنّت مهاجمة إسرائيل في 3 عمليات بالصواريخ والمسيرّات، بالإضافة إلى مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» في شمال البحر الأحمر.

وبينما لم تصدر تعليقات على الفور من الجيشَيْن الأميركي والإسرائيلي بخصوص هذه الهجمات، أقرت الجماعة المدعومة من إيران بتلقيها 5 غارات وصفتها بـ«الأميركية» استهدفت منطقة حرف سفيان، التابعة لمحافظة عمران الواقعة إلى الشمال من صنعاء.

وخلال حشد في أكبر ميادين صنعاء دعا إليه زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، أعلن المتحدث العسكري باسم الجماعة، يحيى سريع، تنفيذ ثلاث عمليات ضد إسرائيل، وعملية رابعة ضد حاملة الطائرات «يو إس إس ترومان» شمال البحر الأحمر.

وزعم المتحدث الحوثي أن قوات جماعته قصفت أهدافاً حيوية إسرائيلية في إيلات بـ4 صواريخ مجنحة، كما قصفت بـ3 مسيرات أهدافاً في تل أبيب، وبمسيرة واحدة هدفاً حيوياً في منطقة عسقلان، مدعياً أن العمليات الثلاث حقّقت أهدافها.

وبالتزامن مع ذلك، زعم المتحدث العسكري الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «ترومان» شمال البحر الأحمر، بعدد من الطائرات المسيرة، وهو الاستهداف السابع منذ قدومها إلى البحر الأحمر.

المتحدث العسكري باسم الحوثيين يردّد «الصرخة الخمينية» خلال حشد في صنعاء (أ.ف.ب)

وتوعّد المتحدث الحوثي بأن قوات جماعته جاهزة لأي تصعيد أميركي أو إسرائيلي، وأنها ستراقب «تطورات الوضع» في غزة، و«ستتخذ الخيارات التصعيدية المناسبة» في حال نكثت إسرائيل الاتفاق مع حركة «حماس».

وبينما أعلنت وسائل إعلام الجماعة تلقي خمس غارات في منطقة حرف سفيان، لم تتحدث على الفور عن الآثار التي تسبّبت فيها لجهة الخسائر البشرية أو المادية.

ومع التفاؤل الدولي والإقليمي واليمني بأن تؤدي الهدنة في غزة إلى استعادة مسار السلام في اليمن، إلا أن مراقبين يمنيين يتخوّفون من استمرار الجماعة الحوثية في تصعيدها سواء البحري أو الداخلي، مستبعدين أن تجنح إلى السلام دون أن تنكسر عسكرياً.

تهديد بالتصعيد

جاءت الهجمات الحوثية والضربات الأميركية، غداة الخطبة الأسبوعية لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، التي استعرض فيها إنجازات جماعته و«حزب الله» اللبناني والفصائل العراقية خلال 15 شهراً من الحرب في غزة.

وقال الحوثي إنه بعد بدء سريان اتفاق الهدنة، الأحد المقبل، في غزة ستبقى جماعته في حال «مواكبة ورصد لمجريات الوضع ومراحل تنفيذ الاتِّفاق»، مهدداً باستمرار الهجمات في حال عودة إسرائيل إلى التصعيد العسكري.

عناصر حوثية خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيم الجماعة لاستعراض القوة (أ.ف.ب)

وتوعّد زعيم الجماعة المدعومة من إيران بالاستمرار في تطوير القدرات العسكرية، وقال إن جماعته منذ بدء تصعيدها أطلقت 1255 صاروخاً وطائرة مسيرة، بالإضافة إلى العمليات البحرية، والزوارق الحربية.

وأقر الحوثي بمقتل 106 أشخاص وإصابة 328 آخرين في مناطق سيطرة جماعته جراء الضربات الغربية والإسرائيلية، منذ بدء التصعيد.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 هجمات ضد السفن في البحرين الأحمر والعربي، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

يُشار إلى أن الجماعة تلقت في 10 يناير (كانون الثاني) الحالي أعنف الضربات الإسرائيلية للمرة الخامسة، بالتزامن مع ضربات أميركية - بريطانية استهدفت مواقع عسكرية في صنعاء وعمران، ومحطة كهرباء جنوب صنعاء، وميناءين في الحديدة على البحر الأحمر غرباً.

عرقلة السلام

عاق التصعيد الحوثي وردود الفعل الغربية والإسرائيلية مسار السلام اليمني، إذ كان اليمنيون يستبشرون أواخر 2023 بقرب إعلان خريطة طريق توسطت فيها السعودية وسلطنة عمان من أجل طي صفحة الصراع المستمر منذ 10 سنوات.

وتنفي الحكومة اليمنية السردية الحوثية بخصوص مناصرة الفلسطينيين في غزة، وتتهم الجماعة بتنفيذ أجندة إيران في المنطقة، خاصة أن الجماعة استغلت الأحداث لتجنيد عشرات الآلاف تحت مزاعم الاستعداد للمواجهة مع إسرائيل والولايات المتحدة، وفيما يبدو أن المسعى الحقيقي هو التجهيز لمهاجمة المناطق اليمنية الخاضعة للحكومة الشرعية.

السفينة التجارية «غلاكسي ليدر» قرصنها الحوثيون واحتجزوا طاقمها منذ 14 شهراً (رويترز)

وأدّت هجمات الحوثيين في البحر الأحمر، خلال 14 شهراً، إلى إصابة عشرات السفن بأضرار، وغرق سفينتَيْن، وقرصنة ثالثة، ومقتل 3 بحارة، فضلاً عن تقديرات بتراجع مرور السفن التجارية عبر باب المندب، بنسبة أعلى من 50 في المائة.

وإذ استقبلت الجماعة نحو ألف غارة جوية وقصف بحري، خلال عام من التدخل الأميركي، كانت الولايات المتحدة أنشأت في ديسمبر (كانون الأول) 2023 تحالفاً سمّته «حارس الازدهار»؛ ردّاً على الهجمات الحوثية ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، قبل أن تشنّ ضرباتها الجوية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، بمشاركة بريطانيا في عدد من المرات.

واستهدفت الضربات مواقع في صنعاء وصعدة وإب وتعز وذمار، في حين كان أغلبيتها من نصيب الحديدة الساحلية، كما لجأت واشنطن إلى استخدام القاذفات الشبحية، لأول مرة، لاستهداف المواقع الحوثية المحصَّنة، غير أن كل ذلك لم يمنع تصاعد عمليات الجماعة التي تبنّت مهاجمة أكثر من 211 سفينة.