تضامن واسع مع السعودية ضد كل ما يمس سيادتها

دول عربية وإسلامية تندد بالحملة الإعلامية الظالمة التي تواجهها من بعض القوى

TT

تضامن واسع مع السعودية ضد كل ما يمس سيادتها

واصل عدد من الدول العربية والإسلامية، تأكيد تضامنها التام مع السعودية، أمام الحملة الإعلامية الظالمة التي تواجهها، والوقوف ضد كل من يحاول المساس بسيادة المملكة وموقعها ومكانتها الإقليمية والدولية.
وأعلنت دولة الكويت، أمس، عن تضامنها ووقوفها مع السعودية في مواجهة كل ما من شأنه المساس بسيادتها والإساءة إلى مكانتها المعهودة.
وأعرب مجلس الوزراء الكويتي عن أسفه «للحملة الظالمة التي تتعرض لها السعودية الشقيقة، والمتمثلة في الاتهامات والادعاءات التي توجَّه إليها على خلفية قضية المواطن السعودي جمال خاشقجي».
وأكد نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء الكويتي، أنس الصالح، في تصريح أمس، أن «مجلس الوزراء يعرب عن الأسف للحملة التي تهدف إلى الإساءة للمملكة والنَّيل من المكانة الرفيعة التي تتمتع بها على المستويات العربية والإسلامية والدولية». وأضاف الصالح: «مجلس الوزراء يؤكد ضرورة انتظار نتائج تحقيقات السلطات المختصة بشأن قضية المواطن السعودي جمال خاشقجي».
وتابع أنه «انطلاقاً من العلاقات الأخوية الوطيدة بين الكويت والمملكة العربية السعودية، فقد تابع مجلس الوزراء باهتمام قضية المواطن السعودي جمال خاشقجي، معرباً عن أسفه للحملة التي تهدف إلى الإساءة للمملكة والنَّيل من المكانة الرفيعة التي تتمتع بها على المستوى الإسلامي والدولي».
كما أكد أيضاً تضامن مجلس الوزراء الكويتي مع السعودية في مواجهة كل ما شأنه المساس بسيادتها والإساءة إلى مكانتها المعهودة، معبراً عن تقديره العميق للدور الإيجابي الرائد الذي تقوم به المملكة العربية السعودية في دعم السلام والاستقرار على كل الأصعدة العربية والإسلامية والدولية.
فيما أعرب السودان، عن تضامنه مع السعودية إزاء ما تتعرض له من محاولات من بعض القوى الدولية لاستغلال حادثة اختفاء المواطن السعودي جمال خاشقجي. ودعت الخارجية السودانية في بيان صادر عنها أمس، الجميع إلى السعي لتفويت هذه الفرصة على المتربصين بوحدة الصف وتضامن الأمة.
وأهاب البيان، بالسعودية والجمهورية التركية، معالجة هذه القضية، في بعديها القانوني والدبلوماسي، بما عُرفتا به من اتزان وحكمة، ومراعاة ما بينهما من وشائج وصلات وتقديراً لوزنهما ودورهما الكبير في العالم الإسلامي.
من جهتها، دعت جماعة أنصار السنة المحمدية بالسودان، إلى الوقوف مع المملكة العربية السعودية، لموقعها «في قلوب المسلمين؛ فهي قبلتهم، فيها المسجد الحرام وفيها مسجد رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وإنها ظلت ترعى وتدعم وتقف بجانب الأمة الإسلامية، والبشر عامة دون تمييز»، واستنكر البيان الصادر باسم الجماعة ما تتعرض له المملكة من هجوم وحملات إعلامية «مغرضة» الهدف منها إضعافها وإضعاف المسلمين، ليصل أعداؤهم إلى أهدافهم في تمزيق الدول الإسلامية، وتقوية أعدائهم وتمكينهم في المنطقة.
وفي المنامة، جدد مجلس الوزراء البحريني، أمس، برئاسة الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء، تضامن مملكة البحرين وتأييدها بقوة للموقف السعودي الحازم تجاه كل من يحاول التآمر عليها أو يهددها للنيل منها بالتصريح أو التلويح، معرباً عن استنكاره الشديد للحملة الإعلامية الظالمة التي تتعرض لها المملكة العربية السعودية من بعض وسائل الإعلام ورفض مملكة البحرين كل محاولة تستهدف المساس بمكانة المملكة العربية السعودية أو بسيادتها، وشجبها لكل من يسعى إلى الإساءة إلى المملكة بالمزاعم الباطلة أو الاتهامات الزائفة.
وشدد مجلس الوزراء البحريني على أن الحكومة السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، يشهد لها القاصي قبل الداني بتمسكها بثوابتها وتقاليدها فهي مهبط للوحي وقبلة للمسلمين وركيزة أساسية لأمن واستقرار العالمين العربي والإسلامي وذات ثقل إقليمي ودولي، ومشهود للقيادة السعودية بحرصها على أمن وسلامة مواطنيها أينما كانوا.
بينما أكدت جمهورية القمر المتحدة تضامنها الكامل مع السعودية ضد من يحاول المساس بسياستها وموقعها ومكانتها الإقليمية والدولية، وتدعم مواقفها الرافضة لتكهنات وسائل الإعلام.
وقدّرت الدور الحيوي الكبير الذي تؤديه المملكة عبر التاريخ لتحقيق أمن واستقرار المنطقة والعالم، وإسهاماتها المتنوعة في مكافحة التطرف والإرهاب وترسيخ السلام والرخاء على امتداد التاريخ.
جاء ذلك في بيان أصدرته وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي أمس، جاء فيه: «إن حكومة جمهورية القمر المتحدة تتابع بقلق تداعيات أزمة اختفاء الصحافي السعودي جمال خاشقجي، بتركيا، والحملات الإعلامية المسعورة، وشددت على ضرورة كشف الحقيقة، عبر إجراء تحقيق شامل وشفاف ومن خلال إنشاء فريق عمل مشترك من المملكة وتركيا للتحقيق في ذلك».
من جهته، عبّر رئيس الحكومة اللبنانية السابق تمّام سلام، عن تضامنه مع السعودية وقيادتها في وجه الحملات التي تتعرض لها، وقال في بيان، أمس: «إنّ الجهات التي تقف وراء هذه الحملات تتخذ من قضية الصحافي السعودي جمال الخاشقجي ذريعة لتشويه صورة بلاد الحرمين الشريفين واستهدافها سياسياً واقتصادياً».
وأضاف سلام: «إنّ إضعاف المملكة السعودية ومكانتها هو إضعاف لصوت الاعتدال في العالمين العربي والإسلامي، الأمر الذي يصبّ في مصلحة القوى الساعية لضرب الاستقرار في المنطقة».
من جهته، ثمّن رئيس الحكومة الأسبق فؤاد السنيورة «خطوة تشكيل لجنة تحقيق سعودية تركية تتولى كشف ملابسات قضية اختفاء الصحافي جمال خاشقجي في تركيا، والتي يحاول البعض استغلالها للاصطياد في الماء العكر وتوجيه سهامه إلى المملكة العربية السعودية ودورها العربي وفي العالم».
واعتبر السنيورة «أن المملكة العربية السعودية كانت وطوال تاريخها حريصة على سيادتها وقرارها الحر ومنارة للاعتدال والتبصر في السياسات العربية والعلاقات الدولية، وركناً عربياً أساسياً وكذلك دعامة من دعائم الاعتدال في الدين ومكافحة التطرف والإرهاب وتعزيز السلام في العالم بشكل عام والعالم الإسلامي على وجه الخصوص، وهي انطلاقاً من تاريخها الكبير والناصع لن تتراجع عن دورها أو تسمح بتشويهه».
بدوره، أبدى مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، أسفه أمام زواره، «لما تتعرض له المملكة العربية السعودية من سهام حاقدة وخبيثة تهدف إلى النَّيل من سياستها الحكيمة والرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده الأمين محمد بن سلمان الشجاع في مواقفه والمعروف في قراراته الصائبة في حماية المملكة بلد الحرمين الشريفين من أي اهتزاز أمني أو سياسي، وعمله الدؤوب على نشر ثقافة الاعتدال والتسامح الديني والتعايش السلمي بين الأديان، ومكافحته للفساد»، مؤكداً «أن حملة الابتزاز السياسي على المملكة، قِبلة المسلمين، فيها استفزاز وتحدٍّ لمشاعر أكثر من مليار مسلم».
في السياق نفسه، أبدى رئيس الحكومة الأسبق نجيب ميقاتي، أسفه «لمحاولات الإساءة إلى المملكة العربية السعودية وقيادتها». وقال: «لم تكن المملكة العربية السعودية على مر التاريخ إلا حاضنة للاعتدال والسلام، ونأمل أن تكشف الأيام المقبلة الغموض الذي يكتنف هذه القضية وتتضح كل الحقائق».
كما استنكرت موريتانيا بشدة «حملة الادعاءات المغرضة التي لا تخدم شفافية التحقيق الجاري ولا مصداقيته» في حادثة اختفاء خاشقجي. ودعت موريتانيا، في بيان صدر عن وزارة الخارجية، أمس (الاثنين)، إلى «ضرورة التروي والتريث بدل التسرع في الحكم واعتماد الشائعات».
وأشاد الأمير منصور بن ناصر السفير السعودي المعيّن في برن بالتصريح الصادر عن الخارجية السويسرية على لسان المتحدثة باسم مكتب العلاقات الاقتصادية، التي اكتفت أثناء إجابتها عن سؤال في مؤتمر صحافي حول قضية خاشقجي، بالتعبير عن قلق الخارجية السويسرية، وأملها في الحصول على توضيحات أكثر بشأن مصيره.

واعتبر الأمير منصور أن كلام المتحدثة متوازن في العرف الدبلوماسي، الذي لا ينساق خلف الاتهامات الباطلة أو استغلال القضية لضرب العلاقات التاريخية للسعودية مع الدول الغربية، كالذي شهدناه من تسييس للموضوع لصالح أحزاب وكيانات ودول داعمة للإرهاب لا يخفى على الجميع عداؤها للمملكة.



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.