هدد الرئيس الأميركي دونالد ترمب بتطبيق جولة جديدة من التعريفات الجمركية ضد الصين، محذراً من أن تدخل بكين في السياسات الأميركية مشكلة أكبر من تدخل روسيا في الانتخابات الرئاسية الأخيرة.
وفي حوار لمحطة «سي.بي.إس»، مساء الأحد، رد ترمب بالنفي على تساؤل حول ما إذا كان يريد دفع الاقتصاد الصيني نحو الكساد، قائلاً: «أريدهم أن يتفاوضوا حول اتفاقيات عادلة معنا»، وتابع: «أريدهم أن يفتحوا أسواقهم مثلما نفتح نحن أسواقنا».
وأوضح ترمب أن لديه انسجاماً «رائعاً» مع نظيره الصيني شي جينبينغ، إلا أنه تابع قائلاً إنه «ليس متأكداً ما إن كانت هذه الكيمياء ستستمر»... مشيرا إلى أنه قال للرئيس شي إنه «من غير الممكن للصين أن تستمر في أخذ 500 مليار دولار سنوياً خارج الولايات المتحدة على شكل تجارة وأشياء أخرى»، مضيفاً أن الولايات المتحدة «لن تفعل ذلك مرة أخرى».
وفي الشهر الماضي نفذت الولايات المتحدة جولة جديدة من التعريفات الجمركية ضد الصين، وذلك على واردات قيمتها 200 مليار دولار إلى جانب تعريفات جمركية أخرى أعلنتها في يوليو (تموز) الماضي على منتجات بقيمة 50 مليار دولار... وهدد ترمب في الشهر الماضي أيضا بفرض المزيد من الرسوم، بما قد يصل إلى مجمل واردات بلاده من الصين، في حال حاولت الصين «الثأر من المزارعين الأميركيين أو أي الصناعات الأخرى».
وفي تعليق على حديث ترمب، قال السفير الصيني لدى الولايات المتحدة، كوي تيانكاي، إن بلاده ليس أمامها خيار سوى الرد على الولايات المتحدة فيما وصفه بـ«الحرب التجارية التي بدأتها واشنطن».
وأضاف كوي في حديث لشبكة فوكس نيوز: «لم نرغب أبدا في حرب تجارية، لكن إذا بدأ أحد حربا تجارية ضدنا، علينا أن نرد وندافع عن مصالحنا»، حسبما نقلت وكالة بلومبرغ للأنباء.
وتأتي تعليقات كوي في وقت تشتد فيه حدة التوترات السياسية والاقتصادية بين أكبر قوتين اقتصاديتين في العالم، في ظل فرض رسوم جمركية متبادلة. كما نفى كوي ما قاله مايك بنس، نائب الرئيس الأميركي، بأن الصين تنظم جهدا للتدخل في الشؤون الداخلية للولايات المتحدة، ووصف ذلك بأنه «لا أساس له». وكانت الصين قد نفت اتهامات بالتدخل في انتخابات التجديد النصفي في الولايات المتحدة.
وفي تصريحات سابقة له أعلن ترمب أنه لا يستبعد أن يشمل كافة واردات بلاده من الصين بالتعريفات الجمركية. وفي الأسبوع الماضي حذر الرئيس الأميركي من إمكانية تنفيذ مزيد من الإجراءات بشأن العلاقات التجارية مع الصين، «أنا لا أريد أن أفعل ذلك، لكنهم يجب أن يأتوا للتحاور».
ورغم سياسات ترمب التجارية المتشددة تجاه بكين، وقوله إنه يسعى من خلال إجراءاته إلى تحسين عجز الميزان التجاري، سجل الفائض في الميزان التجاري الصيني رقماً قياسيا جديداً في سبتمبر (أيلول) الماضي تجاه الولايات المتحدة.
وبعدما حقق الفائض الصيني تجاه الولايات المتحدة رقما قياسيا في أغسطس (آب) بلغ 31.05 مليار دولار، أظهرت الأرقام الصادرة الجمعة الماضي عن الجمارك الصينية أنه ازداد الشهر الماضي ليصل إلى 34.13 مليار دولار.
وأقر المتحدث باسم الجمارك لي كويوين بأن «التوتر التجاري الصيني الأميركي تسبب بمشكلات وطال نمو تجارتنا الدولية»، لكنه رأى أن هذه التبعات سيتم احتواؤها.
وجدد ترمب الخميس الماضي تهديده بفرض المزيد من العقوبات، مؤكداً أن الرسوم الجمركية «كان لها تأثير كبير» على الصينيين الذين «تباطأ اقتصادهم بشكل كبير». كما توعد قائلا: «لدي أمور كثيرة يمكنني أن أفعلها لو أردت»، ملوحا برسوم جمركية جديدة، وتابع «لا أريد القيام بذلك، لكن عليهم الحضور إلى طاولة المفاوضات».
وفي حين أن المحادثات بين البلدين متعثرة تماما، أكد ترمب أن بكين تبدي «رغبة شديدة في التفاوض». وازدادت صادرات الصين إلى العالم في سبتمبر بنسبة 14.5 في المائة على أساس سنوي، مقابل 9.8 في المائة في أغسطس، متخطية بفارق كبير أرقام المحللين الذين توقعوا تباطؤا جديدا بتسجيل نموا 8.2 في المائة فقط بحسب المتوسط الذي وضعته وكالة بلومبرغ.
أما الواردات، فتباطأ نموها إلى 14.3 في المائة على أساس سنوي في سبتمبر، بعدما ارتفعت إلى 20 في المائة في الشهر السابق عليه. وتشير هذه الأرقام إلى زيادة الفائض التجاري الإجمالي ليصل إلى 31.6 مليار دولار، مقابل 27.9 مليار دولار في أغسطس.
وعلق جوليان إيفانز بريتشارد من مكتب «كابيتال إيكونوميكس» للدراسات أن «صادرات الصين صمدت بشكل جيد حتى الآن في وجه تصعيد التوتر التجاري وتباطؤ النمو العالمي». ورأى أن صمود الصادرات على ارتباط بـ«زيادة القدرة التنافسية نتيجة تراجع قيمة اليوان، الذي خسر 9 في المائة من قيمته منذ مطلع العام مقابل الدولار». لكنّه توقع أن تظهر خلال الفصول القادمة تبعات التباطؤ المتواصل في الاقتصاد العالمي والحرب التجارية الجارية.
ترمب يهدد مجدداً بتصعيد معركة الجمارك مع الصين
الميزان التجاري يزداد ميلاً لمصلحة بكين
ترمب يهدد مجدداً بتصعيد معركة الجمارك مع الصين
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة