على جماهير إنجلترا الاستمتاع بمهارات هازارد قبل أن يخطفه ريـال مدريد

تشيلسي مطالب بعمل شاق للإبقاء على النجم البلجيكي وسط إغراءات النادي الملكي الإسباني

هازارد يقدم مستوى لافتاً مع تشيلسي وقد يصعب تعويضه إذا انتقل للريـال (رويترز)  -  رونالدو ترك فراغاً كبيراً في ريـال مدريد
هازارد يقدم مستوى لافتاً مع تشيلسي وقد يصعب تعويضه إذا انتقل للريـال (رويترز) - رونالدو ترك فراغاً كبيراً في ريـال مدريد
TT

على جماهير إنجلترا الاستمتاع بمهارات هازارد قبل أن يخطفه ريـال مدريد

هازارد يقدم مستوى لافتاً مع تشيلسي وقد يصعب تعويضه إذا انتقل للريـال (رويترز)  -  رونالدو ترك فراغاً كبيراً في ريـال مدريد
هازارد يقدم مستوى لافتاً مع تشيلسي وقد يصعب تعويضه إذا انتقل للريـال (رويترز) - رونالدو ترك فراغاً كبيراً في ريـال مدريد

لا يهتم نادي ريـال مدريد الإسباني بوضع النجوم على قميصه لكي يُظهر للجميع أنه حصل على أهم وأقوى البطولات في عالم كرة القدم، في حين تنتظر أندية أخرى الحصول على أي لقب لكي تسرع في وضع نجمة على قميصها.
ويتبنى ريـال مدريد نظرية مفادها أن كل ما يحتاج إليه النادي هو وضع الشارة الخاصة به فقط لكي يعرف الجميع أنهم ملوك لعبة كرة القدم في العالم، وبالتالي فهم ليسوا بحاجة لوضع النجوم على قمصانهم، وحتى لو قرروا ذلك، فإنهم سيكونون بحاجة إلى إيجاد مساحة كبيرة على القميص من أجل وضع عدد كبير من النجوم التي تمثل العدد الهائل من البطولات التي حصلوا عليها.
ويكفي أن نعرف أن ريـال مدريد قد حصل على بطولة دوري أبطال أوروبا 13 مرة، من بينها 4 مرات في آخر 5 مواسم. ويأتي ميلان الإيطالي في المركز الثاني بـ7 ألقاب، ثم برشلونة وليفربول وبايرن ميونيخ بـ5 ألقاب. ويأتي أياكس أمستردام الهولندي بعد ذلك بـ4 ألقاب، ثم مانشستر يونايتد وإنتر ميلان بـ3 ألقاب.
قد يكون هناك بعض الأخطاء لنادي ريـال مدريد، وقد يكون النادي يشعر بالغطرسة والغرور، وقد يكون مشتتاً بشكل دائم بسبب الأمور السياسية، وقد تشعر في بعض الوقت أنه من الصعب أن تحب هذا النادي، لكن قائد ريـال مدريد سيرخيو راموس لخص الأمر بدقة حين قال: «عندما ترتدي هذا القميص، يتعين عليك أن تعرف أنك قد وصلت إلى القمة، ولا يوجد شرف أكبر من ذلك».
وبالتالي، لا ينبغي لأحد أن يُفاجأ عندما يعرف أن لاعباً بارعاً بقدرات وإمكانيات النجم البلجيكي إيدن هازارد يشعر بأن حياته المهنية لن تصل إلى القمة إلا إذا ارتدى قميص ريـال مدريد يوماً ما، وعاش تجربة تمثيل ناد يمتد تاريخه العريق إلى عقود طويلة من الزمان.
ولم يكن هازارد هو اللاعب الفذ الوحيد في كرة القدم الإنجليزية الذي ينتابه هذا الشعور. كما تجب الإشارة إلى أنه عندما تكون هناك رغبة متبادلة بين ريـال مدريد واللاعب، فإن النتيجة النهائية تكون واحدة دائماً، وهي انتقال هذا اللاعب إلى النادي الملكي.
وحتى عندما أعلن المدير الفني الأسطوري لمانشستر يونايتد السير أليكس فيرغسون أنه لن يبيع أي لاعب لريـال مدريد، فإننا نعرف جميعاً كيف انتهى المطاف بالنجم البرتغالي كريستيانو رونالدو، وكيف انتقل من يونايتد إلى ريـال مدريد.
ومع ذلك، ليس صحيحاً أن ريـال مدريد ينجح في التعاقد مع جميع اللاعبين الذين يريدهم، وخير مثال على ذلك فشله في ضم حارس مرمى مانشستر يونايتد ديفيد دي خيا، لكن الشيء المؤكد أن ريـال مدريد نادراً ما يفشل في التعاقد مع من يريد.
وعلى هذا النحو، قد يتعين على مشجعي نادي تشيلسي أن يستعدوا من الآن لرحيل هازارد خلال الصيف المقبل. لكن هل هذا هو الوقت المناسب لرحيل النجم البلجيكي عن كرة القدم الإنجليزية؟
دائماً ما يشعر تشيلسي بالفخر والكبرياء، فهو النادي الوحيد في العاصمة البريطانية لندن الذي فاز بلقب دوري أبطال أوروبا، كما أنه الأكثر نجاحاً في لندن، بمسافة كبيرة عن باقي المنافسين، في عهد مالك النادي الروسي رومان أبراموفيتش.
وحصل هازارد خلال السنوات الست التي قضاها في تشيلسي على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز مرتين، وكأس الاتحاد الإنجليزي مرة، وكأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة مرة، والدوري الأوروبي مرة، ويبدو سعيداً مع عائلته في العاصمة البريطانية.
وفي الوقت نفسه، فإن النقاط السلبية بالنسبة لتشيلسي تتمثل في أنه لم يتجاوز دور الستة عشر في دوري أبطال أوروبا، بما في ذلك عدم التأهل للبطولة مرتين من الأساس، منذ أن وصل للدور نصف النهائي خلال الموسم الثاني لهازارد في «ستامفورد بريدج». وعلاوة على ذلك، تم تقويض مكانة تشيلسي، كأحد أندية الصفوة في كرة القدم الإنجليزية، بعدما احتل المركز الخامس في جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي، بفارق 30 نقطة كاملة عن مانشستر سيتي الحاصل على لقب البطولة، كما تخلى النادي عن خططه لإعادة تطوير ملعب «ستامفورد بريدج»، وهو ما يجعل ملعب النادي أصغر من ملعب أندية مثل بوردو وسانت إيتيان وريـال بيتيس.
ويتسع ملعب «ستامفورد بريدج» لـ41.841 متفرج، ويأتي في المركز 79 في أوروبا من حيث الحجم. وعندما يتم الانتهاء من تشييد ملعب «وايت هارت لين» الجديد، الخاص بنادي توتنهام، فإن ملعب تشيلسي سيأتي في المركز التاسع في إنجلترا، والمركز الرابع في لندن، من حيث الحجم. وتصل سعة ملعب «ستامفورد بريدج» بالكاد إلى نصف سعة ملعب «سانتياغو بيرنابيو»، معقل ريـال مدريد.
وعلى الرغم من أنه من الواضح أن هازارد يستمتع باللعب تحت قيادة المدير الفني الإيطالي الجديد لتشيلسي، ماوريسيو ساري، فمن منا يمكنه أن يلوم النجم البلجيكي على التفكير في الانتقال إلى ريـال مدريد، خصوصاً في الوقت الذي يلعب فيه تشيلسي في بطولة الدوري الأوروبي (البطولة الأقل أهمية من دوري الأبطال)؟ لذا من الطبيعي أن يفكر هازارد الآن في خوض مغامرة جديدة في مكان آخر، ومن الطبيعي أن تروق له فكرة الانتقال إلى ريـال مدريد.
وسوف يبذل ريـال مدريد قصارى جهده من أجل الحصول على خدمات هازارد في فترة الانتقالات الشتوية، خصوصاً بعدما اكتشف الفريق أن ملء الفراغ الذي تركه كريستيانو رونالدو كان أصعب مما تخيلوا بكثير، والدليل على ذلك أن الفريق لم يسجل أي هدف في آخر 4 مباريات، بينما كانت أطول فترة يغيب خلالها الفريق عن التهديف، في ظل وجود رونالدو، مباراتين فقط: مرة في أكتوبر (تشرين الأول) 2009، ومرة أخرى في سبتمبر (أيلول) 2011.
وكانت أول مباراة يلعبها ريـال مدريد بعد رحيل رونالدو قد شهدت أقل حضور جماهيري لمباريات النادي في الدوري الإسباني منذ ما يقرب من عقد من الزمان، حيث لم يحضر سوى 48.466 متفرج في ملعب «سانتياغو بيرنابيو» الذي يتسع لـ81 ألف متفرج (وإن كان توقيت المباراة في الساعة العاشرة والربع مساء يوم الأحد كان له دور في انخفاض أعداد الجماهير).
ولم يشارك الجناح الويلزي غاريث بيل لمدة 90 دقيقة إلا في مباراة واحدة فقط طوال الموسم، كما سجل ريـال مدريد 12 هدفاً فقط في أول 8 مباريات له في الدوري الإسباني الممتاز، وهو عدد الأهداف نفسه التي سجلها ريـال سوسيداد (صاحب المركز التاسع)، وليفانتي (صاحب المركز الحادي عشر)، في حين سجل إشبيلية (المتصدر) 18 هدفاً، وبرشلونة 19 هدفاً. وحتى نادي سيلتا فيغو (صاحب المركز العاشر) أحرز أهدافاً أكثر من ريـال مدريد، حيث سجل 13 هدفاً حتى الآن.
ومن المؤكد أننا لا نزال في بداية الموسم، ومن السابق لأوانه الحديث عن فرص المنافسة، لكن كل المؤشرات تقول إن ريـال مدريد سيجد صعوبة هائلة في تعويض رونالدو الذي كان يحرز 50 هدفاً أو أكثر في كل موسم من المواسم التي قضاها مع النادي الملكي.
ومع ذلك، يمكن أن يساعد هازارد ريـال مدريد على استعادة توازنه، خصوصاً أن النجم البلجيكي بات يفكر في الانتقال بشكل جدي، وليس مجرد احتمال، وقد بدأ يتحدث بصراحة وعلانية عن طموحاته في اللعب في إسبانيا، وتبني استراتيجية تنطوي على بعض المخاطر، نظراً لأن مشجعي كرة القدم لا يميلون إلى تقدير اللاعبين الذين يتحدثون عن الإغراءات التي يتعرضون لها للانضمام إلى ناد آخر.
لكن على الأقل، كان هازارد صادقاً مع الجمهور. كما أنه يقدم في الوقت الحالي أداءً استثنائياً. ومع ذلك، سيكون من المثير للاهتمام معرفة ما إذا كان هازارد سيتمكن من الحفاظ على هذا المستوى طوال الموسم أم لا، وهل سيواصل اللعب بتركيز كامل مع تشيلسي في ظل الحديث الدائم عن انتقاله لريـال مدريد أم لا؟
وفي الوقت الحالي، فإن كل ما يمكن قوله حقاً هو أن كرة القدم الإنجليزية يجب أن تستمتع بهازارد قدر المستطاع، وأن تمنحه التقدير والاحترام الذي يستحقه، كما أنه ترك انطباعاً قوياً بأنه إذا كان هذا هو الموسم الأخير له مع تشيلسي، فإنه عازم على أنه يجعله موسماً لا يُنسى. وفي ظل المستوى المميز الذي يقدمه هازارد في الموسم الحالي، تحت قيادة المدير الفني الإيطالي ماوريسيو ساري، فإن تشيلسي سيبذل قصارى جهده، وسيبحث عن كل الطرق الممكنة للإبقاء على هازارد.
وفي هذا الإطار، يبدو النادي مستعداً لأن يجعل هازارد أغلى لاعب في تاريخ النادي من خلال منحه راتباً أسبوعياً يصل إلى 300 ألف جنيه إسترليني، لكن ريـال مدريد قد يمنحه مقابلاً مادياً أعلى. كما أن هازارد كان محقاً تماماً عندما قال إن الانتقال إلى ريـال مدريد سوف يعزز فرصه في الحصول على جائزة أفضل لاعب في العالم. ولو انتظر هازارد في تشيلسي حتى نهاية الموسم الحالي، فإن قيمة انتقاله إلى ناد آخر سوف تقل، لأنه لن يتبقى في عقده مع تشيلسي حينئذ سوى موسم واحد فقط.
وهناك افتراض شائع، مفاده أن تشيلسي لا يهتم كثيراً بالأموال، لكن هذا غير صحيح، حيث باع النادي حارس مرماه تيبو كورتوا لريـال مدريد مقابل 30 مليون جنيه إسترليني، في حين كان يمكن بيعه بضعف هذا المقابل المادي قبل عام واحد. ومرة أخرى، قد يتلقى تشيلسي ضربة مالية أخرى، لكن من المستبعد أن يفكر النادي في الخيار الآخر، بأن يُبقى على هازارد حتى ينتهي عقده، ثم يرحل مجاناً بعد 18 شهراً. وبالتالي، فإن ريـال مدريد في موقف قوة الآن، وكالعادة، وهو الأمر الذي لا يعد شيئاً مخزياً لتشيلسي فحسب، ولكن للدوري الإنجليزي الممتاز بأكمله.


مقالات ذات صلة

السعودية على بوصلة الأحداث الرياضية... «ماضياً وحاضراً ومستقبلاً»

رياضة سعودية السعودية سجلت نفسها وجهة عالمية للأحداث الرياضية (الشرق الأوسط)

السعودية على بوصلة الأحداث الرياضية... «ماضياً وحاضراً ومستقبلاً»

خلال الأعوام العشرة المقبلة، ستكون السعودية على موعد مع استضافة كأس آسيا 2027، ومن ثم استضافة كأس العالم 2034، واستضافة دورة الألعاب الآسيوية «آسياد 2034».

فهد العيسى (الرياض)
رياضة عالمية الألماني هانز فليك مدرب برشلونة (إ.ب.أ)

فليك: تركيز برشلونة ينصب على ليغانيس

قال هانز فليك، مدرب برشلونة، السبت، إن فريقه يوجه كل تركيزه إلى مباراة ليغانيس المقررة الأحد.

«الشرق الأوسط» (برشلونة)
رياضة عالمية دييغو سيميوني مدرب أتلتيكو مدريد (إ.ب.أ)

سيميوني: لو نورمان سيحصل على فرصة المشاركة مع أتلتيكو

قال دييغو سيميوني، مدرب أتلتيكو مدريد، السبت، إن روبن لو نورمان سيحصل على فرصة اللعب لفترات أطول.

«الشرق الأوسط» (مدريد)
رياضة عالمية الإسباني لويس إنريكي مدرب باريس سان جيرمان الفرنسي (أ.ف.ب)

إنريكي: أقدّم أفضل موسم في مسيرتي

أصر الإسباني لويس إنريكي، مدرب باريس سان جيرمان الفرنسي، السبت، على أنّ الأرقام تؤكد أنّه يخوض «الموسم الأفضل» في مسيرته.

«الشرق الأوسط» (باريس)
رياضة عالمية باولو فونسيكا مدرب ميلان يواصل مهاجمة لاعبيه (أ.ف.ب)

فونسيكا: على لاعبي ميلان الارتقاء لمستوى النادي العريق

قال باولو فونسيكا، مدرب ميلان، اليوم (السبت)، إن لاعبي الفريق بحاجة إلى تحسين نهجهم وموقفهم والارتقاء إلى مستوى التاريخ العريق للنادي.

«الشرق الأوسط» (ميلانو)

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».