القوات اليمنية تقترب من مسقط رأس زعيم الحوثيين في صعدة

مقتل 3 انقلابيين شرق تعز... والميليشيات حولت مساجد إلى ثكنات عسكرية

TT

القوات اليمنية تقترب من مسقط رأس زعيم الحوثيين في صعدة

اقتربت قوات الجيش من معقل زعيم ميليشيات الانقلاب في منطقة مران بمديرية حيدان التابعة لمحافظة صعدة، شمال اليمن، في إطار مواصلة قوات الجيش الوطني اليمني بدعم من تحالف دعم الشرعية في اليمن بقيادة السعودية، العمليات العسكرية الهجومية والنوعية على مواقع ميليشيات الحوثي الانقلابية في مختلف الجبهات.
ونفذت قوات الجيش الوطني عمليات هجومية على مواقع الانقلابيين في مران، ودمرت مركبات ومخازن أسلحة لميليشيات الانقلاب، طبقاً لما أوردته قناة «العربية» التي أوردت أن «باقم باتت وشيكة للسيطرة عليها من قبل الجيش اليمني، الذي نفذ عملياته الهجومية عبر 3 محاور، أهمها قبالة جبال أبواب الحديد»، مضيفة أن «عدداً من قناصة الجيش اليمني تمركز للتعامل مع قناصة الحوثيين».
يأتي ذلك في الوقت الذي تواصل فيه ميليشيات الحوثي الانقلابية محاولاتها المستميتة للتسلل إلى مواقع الجيش الوطني في مقبنة، غرب تعز، ومواقع الجيش الوطني في المحيط الشرقي لمعسكر التشريفات ومحيط مدرسة محمد علي عثمان (شرق).
وأفشلت قوات الجيش الوطني الهجوم المصحوب بمختلف الأسلحة التي استمرت لساعات على مواقعها محيط معسكر التشريفات ومدرسة محمد علي عثمان وسقط على أثرها 3 قتلى من عناصر ميليشيات الانقلاب وجرح آخرون.
وبالتزامن مع الخسائر البشرية والمادية الكبيرة التي تتلقاها يومياً ميليشيات الحوثي الانقلابية في جبهة الساحل الغربي وجنوب مدينة الحديدة الساحلية، غرب اليمن، تواصل ميليشيات الانقلاب التعويض عن خسائرها بارتكاب مزيد من المجازر والانتهاكات بحق المدنيين العزل من خلال تكثيف قصفها على القرى السكنية، مخلفة وراءها خسائر بشرية ومادية.
كما حولت ميليشيات الحوثي المساجد في المناطق التي كانت تسيطر عليها بالساحل الغربي إلى ثكنات عسكرية تستخدمها في تكديس السلاح والتمترس بها، علاوة على استخدامها استراحة لمضغ القات، طبقاً لما أورده المركز الإعلامي لألوية العمالقة الذي أظهر في فيديو نشره المركز «أحد المساجد التي حولتها الميليشيات إلى مخزن للسلاح».
وأوضحت «العمالقة» في بيان لها، نشرته على صفحتها بموقع بالتواصل الاجتماعي «فيسبوك»، أنه «لا يكاد يمضي يوم على حياة المواطنين في كل أرجاء وروابي سهول تهامة غرب اليمن إلا وترتكب فيه الميليشيات الحوثية أعنف الجرائم الوحشية بحق النساء والأطفال وتدمير المنازل دون اهتمام من منظمات حقوق الإنسان المحلية والدولية».
وقالت إن «هذه المرة لا تفرق عن سواها، فقد قصفت الميليشيات منازل المواطنين في مديرية التحيتا وأسفر القصف عن عدد من الإصابات البالغة في صفوف النساء والأطفال الذين أصيبوا إصابات مختلفة وتدمير منازلهم بصواريخ الهاون، السلاح الإجرامي المفضل لدى الميليشيات، إلى جانب سلاح الألغام التي تزرعها بكل مكان».
ونقل البيان عن مصدر طبي في التحيتا قوله إن «مستشفى المديرية يستقبل ما لا يقل عن 5 إصابات أسبوعياً، غير حالات الوفاة التي تصل إلى المشفى جميعها من النساء والأطفال جراء قصف الميليشيات»، وإن «جماعة الحوثي الإرهابية تسدل الستار يوماً بعد يوم عن وجهها البشع بجرائمها المتتابعة ولا يكاد قصفها يتوقف على هذه المنطقة إلا وتُلحقه بقصف آخر على منطقة أخرى».
وفي الوقت الذي تواصل فيه ميليشيات الحوثي أعمالها الإجرامية بحق الأهالي والسكان بمختلف أساليبها وأنواعها واستمرارها في زراعة حقول الألغام العشوائية في مناطق وقرى السكان والمواطنين بطريقة لم يشهدها التاريخ من قبل، ذكر بيان لألوية العمالقة أن «الفرق الهندسية للتعامل مع الألغام التابعة لألوية العمالقة تمكنت من انتزاع مئات الألغام في مناطق وقرى ومزارع مديرية التحيتا وإبطال المشروع الإجرامي لميليشيات الحوثي»، وأن «الفرق الهندسية لنزع الألغام تعمل في المناطق المحررة من ميليشيات الحوثي وصولاً إلى خطوط التماس خلف العملية العسكرية بهدف تطهير الخطوط وفتح الطرقات وتأمينها».
وأشار إلى أنه «تم اكتشاف أكثر من 100 لغم خلال يوم واحد في المناطق والأماكن القريبة من منازل السكان والمواطنين في مديرية التحيتا التي حولتها ميليشيات الحوثي إلى مزارع وحقول ألغام تسببت في قتل وجرح مئات من المواطنين والسكان».


مقالات ذات صلة

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».