البورصة المصرية تستهل الأسبوع بصعود قوي

TT

البورصة المصرية تستهل الأسبوع بصعود قوي

سجلت مؤشرات البورصة المصرية ارتفاعا جماعيا في أولى جلسات الأسبوع، متجاوزة خسائر الأسواق العالمية الأسبوع الماضي بسبب زيادة الفائدة الأميركية والتي انعكست على الأسهم المصرية بقوة قبل أيام.
وارتفع مؤشر البورصة الرئيسي إيجي إكس 30 أمس 1.9 في المائة، بينما زاد مؤشر الأسهم المتوسطة والصغيرة «إيجي إكس 70» بـ2 في المائة، والمؤشر الأوسع نطاقاً «إيجي إكس 100» بنسبة 1.9 في المائة.
وكان المؤشر الرئيسي أنهى تعاملاته الخميس على انخفاض بنسبة 2.4 في المائة، بالتزامن مع انخفاضات قوية في البورصات العالمية في ظل جاذبية أدوات العائد الثابت الأميركية مع تطبيق البنك المركزي الأميركي سياسة متدرجة لرفع الفائدة.
وجاء تراجع الخميس في مصر مدفوعا بسلوك المستثمرين الأجانب الذين أنهوا تعاملاتهم على مبيعات صافية بنحو 1.4 مليار جنيه (نحو 78 مليون دولار)، واستمرت تعاملات الأجانب تميل للبيع الأحد لكن مبيعاتهم الصافية اقتصرت على 60.6 مليون جنيه (نحو 3.3 مليون دولار).
«ما شهدناه اليوم هو اتجاه تصحيحي للبورصة بعد انخفاضات قوية في أسعار الأسهم خلال الأشهر الأخيرة»، كما قال إيهاب سعيد، خبير أسواق المال لـ«الشرق الأوسط».
وهبط المؤشر الرئيسي للبورصة المصرية منذ نهاية أبريل (نيسان) الماضي وقت أن كان عند مستوى 18.295 نقطة، في مقابل مستواه الحالي عند 13.537 نقطة.
وكان ارتفاع المؤشر الرئيسي أمس هو الأعلى منذ جلسة 28 أغسطس (آب) وقت أن صعد بنسبة 2.4 في المائة.
ويضيف السعيد: «لا توجد أخبار إيجابية تدعم صعود أمس باستثناء الأنباء الخاصة بشركتي (مدينة نصر للإسكان) و(سوديك)... أعتقد أن هذا الاتجاه التصحيحي سيستمر لجلستين أو ثلاثة ثم تعود القوى البيعية».
وقالت «سوديك» في بيان أمس إنها تعتزم من حيث المبدأ تقديم عرض شراء إجباري على أسهم «مدينة نصر للإسكان والتعمير» عن طريق التبادل المباشر للأسهم (مبادلة بأوراق مالية فقط).
وأضافت الشركة أنها تعتزم تقديم العرض بما يسمح بعدم شطب أسهم مدينة نصر للإسكان من جداول البورصة، ومن المقرر أن يكون عرض الشراء معلقاً على شرط الاستحواذ على نسبة لا تقل عن 51 في المائة من أسهم مدينة نصر.
ومنذ أعلن الاحتياطي الفيدرالي (المركزي الأميركي) في نهاية سبتمبر (أيلول) الماضي أنّه رفع سعر الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية ليصل إلى نطاق يتراوح بين 2 و2.25 في المائة، وهو أعلى معدّل على الإطلاق منذ 10 سنوات.. زادت هذه الخطوة من جاذبية الاقتصاد الأميركي ودفعت الكثير من المستثمرين للتخارج من الأسواق الناشئة.
وتواجه الحكومة المصرية تحديات طرح حصص في شركات حكومية، ضمن برنامج اقتصادي يدعمه صندوق النقد الدولي، في ظل اضطرابات الأسواق الناشئة.
وقال وزير قطاع الأعمال المصري، هشام توفيق، في سبتمبر إن مصر ستطرح حصصا إضافية في خمس شركات حكومية بالبورصة خلال ثلاثة أشهر، وذلك بسعر يزيد أو ينقص عشرة في المائة عن سعر السوق.



العبد القادر لـ«الشرق الأوسط»: «كوب 16» سيدعو إلى تبني استراتيجيات تكافح التصحر

إحدى المناطق الخضراء في السعودية (الشرق الأوسط)
إحدى المناطق الخضراء في السعودية (الشرق الأوسط)
TT

العبد القادر لـ«الشرق الأوسط»: «كوب 16» سيدعو إلى تبني استراتيجيات تكافح التصحر

إحدى المناطق الخضراء في السعودية (الشرق الأوسط)
إحدى المناطق الخضراء في السعودية (الشرق الأوسط)

أكد الرئيس التنفيذي للمركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر السعودي، الدكتور خالد العبد القادر، أن مؤتمر الأطراف السادس عشر لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر (كوب 16)، الذي سينعقد في الرياض مطلع ديسمبر (كانون الأول) المقبل، فرصة سانحة لتعزيز التعاون الدولي للاستفادة من تجارب البلدان والشعوب الأخرى، وسيكون منصة مثالية لعرض نتائج مبادرات المملكة في هذا المجال، ومشاركة التجارب الناجحة، مثل زراعة الأشجار والمشاريع المستدامة، ودعوة الدول الأخرى لتبني استراتيجيات مماثلة لمكافحة التصحر.

وكشف لـ«الشرق الأوسط» عن إتاحة الكثير من فرص الاستثمارات للقطاع الخاص الدولي والمحلي في مجالات عدّة، مرتبطة بالحلول الطبيعية لمكافحة التصحر، ومن ذلك دراسة لإعداد 10 مشاريع استثمارية في مشاتل النباتات البرية، ودراسة لتخصيص عدد من المتنزهات الوطنية، وإشراك الشركات والمؤسسات في استدامتها وتشجيرها، إلى جانب دراسة لتطوير 30 موقعاً لفرص السياحة البيئية في أراضي الغطاء النباتي، في خطوة تزيد من الرقعة الخضراء وتكافح التصحر في البلاد.

كما أفصح عن إنشاء وحدة لاستقبال المستثمرين وخدمتهم؛ بهدف تبني الأفكار النوعية، وتقديم التسهيلات وفق الأنظمة.

الأحزمة الخضراء

وتُعدّ مكافحة التصحر وحماية الغطاء النباتي من القضايا الحيوية التي تتبناها المملكة، في ظل الظروف المناخية القاسية، وتكثف الحكومة جهودها لتنمية الغابات وتطوير المتنزهات الوطنية، وإعادة تأهيل الأراضي، وإجراء الدراسات والأبحاث على البيئة النباتية، وحماية وإكثار النباتات المحلية، وإنشاء الأحزمة الخضراء.

وتابع الدكتور خالد العبد القادر، أن هناك جهوداً دولية متضافرة حيال مكافحة التصحر، وأن مؤتمر «كوب 16» يعزز الجهود العالمية تجاه قضايا الجفاف ومعالجة تدهور الأراضي، والحد من آثارها، مؤكداً أن استضافة المملكة لهذا الحدث إحدى أهم الخطوات التي تعزز حضورها دوليّاً في هذا المجال.

الرئيس التنفيذي للمركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر السعودي (الشرق الأوسط)

وقال إن المملكة تندرج ضمن قائمة الدول التي تعاني تحديات التصحر، ويعزى ذلك في المقام الأول إلى الظروف المناخية القاسية. ولذلك؛ تبنّت مجموعة من المبادرات لمكافحة ذلك، بما فيها إطلاق مبادرة «السعودية الخضراء» التي تهدف إلى زراعة 400 مليون شجرة في جميع أنحاء البلاد بحلول عام 2030، وزراعة 10 مليارات شجرة بحلول 2100، ما يعادل تأهيل 40 مليون هكتار من الأراضي المتدهورة.

وطبقاً للدكتور العبد القادر، يستعد المركز لتدشين «موسم التشجير الوطني 2024» تحت شعار «نزرعها لمستقبلنا»، برعاية وزير البيئة والمياه والزراعة رئيس مجلس إدارة المركز؛ بهدف إشراك الجهات من جميع القطاعات والمجتمعات المحلية والأفراد من مختلف الفئات في أعمال التشجير، وغرس الاهتمام به في الأجيال الجديدة؛ من أجل زيادة الرقعة الخضراء ومكافحة التصحر، إضافة إلى تأهيل مواقع الغطاء النباتي المتدهورة، والتوعية والحد من المُمارسات السلبية وتحسين جودة الحياة.

وأكد العبد القادر أن اهتمام المملكة بالقطاع البيئي ينبع من منطلق إدراكها أهميته في ترجمة التزاماتها ضمن مستهدفات «رؤية 2030»، وتحقيق الاستدامة البيئية وحمايتها؛ لذا وضعت استراتيجية وطنية بيئية إلى جانب هيكلة القطاع الذي انبثق عنه المركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر.

الحد من التلوث

وتهتم «رؤية 2030» بتعزيز مكانة المملكة في مختلف المجالات التنموية والاقتصادية، ووضعت البيئة والتنمية المستدامة ضمن أهدافها الرئيسة، مع ضرورة الحفاظ عليها للأجيال القادمة، باعتبارها من المقومات الأساسية لجودة الحياة، والحد من التلوث، بحسب الدكتور خالد العبد القادر.

ووفق الرئيس التنفيذي، يلعب المركز دوراً محوريّاً في تحقيق أهداف الرؤية من خلال تنمية الموارد الطبيعية، عن طريق تطوير الخطط المدروسة لإدارة الموارد وتطبيقها في مختلف أنحاء المملكة، ويعمل أيضاً على تعزيز الاستدامة البيئية، حيث يوفر مختلف أشكال الدعم لمشاريع التشجير، وإعادة تأهيل المناطق المتضررة، وزيادة الوعي البيئي، وذلك عن طريق تنظيم الحملات التوعوية لتثقيف مختلف شرائح المجتمع حول أهمية الغطاء النباتي.

وواصل أنه تندرج مساهمات وأهداف المركز لتحقيق الاستدامة البيئية، والمستهدفات الوطنية التي تعزز بدورها مشاركة المملكة في المبادرات الدولية، ومن أهمها تحقيق المملكة الحياد الصفري في عام 2060.

إحدى المناطق في السعودية (الشرق الأوسط)

وأضاف أن المركز يساهم في تحقيق مستهدفات المملكة في مبادرتي «الشرق الأوسط الأخضر» و«السعودية الخضراء»، حيث وصل بالتعاون مع الشركاء من القطاعين العام والخاص والقطاع غير الربحي إلى زراعة ما يزيد على 95 مليون شجرة في مختلف أنحاء المملكة؛ ما يسهم في زيادة الرقعة الخضراء، واستصلاح الأراضي المتدهورة.

التعاون الدولي

وتطرق الرئيس التنفيذي للمركز إلى توقيع مذكرات التفاهم مع دول عدة، أبرزها باكستان، في مجال المبادرات والمشاريع وتبادل الخبرات، و«إيليون ريسورسيس غروب»، وشركة «بي جي أي ستنشن» المحدودة، بالتعاون مع وزارة الاستثمار.

ومن أهم المنظمات الدولية الذي تم توقيع مذكرات التفاهم معها في هذا المجال، منظمة الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، والمنظمة الدولية للغذاء والزراعة، ومنظمة «الوكات» لاستدامة إدارة الأراضي.

وتضاف إلى ذلك مذكرات تفاهم قيد التنفيذ مع الصين في مجال مكافحة التصحر، ومركز البحوث الحرجية الدولية، والمركز الدولي للبحوث الزراعية الحرجية بدولة كينيا، وأيضاً المغرب في مجال تنمية الغطاء النباتي الطبيعي ومكافحة التصحر، ومصر فيما يخص الزيارات بين المختصين في تثبيت الكثبان الرملية، علاوة على مذكرات مع الصومال، وألبانيا، وكوستاريكا، وبوركينا فاسو، وطاجيكستان، في مجالات حماية البيئة والاستدامة البيئية.