جدّدت واقعة تشويه تمثال «الفلاحة المصرية» في منطقة الهرم بمدينة الجيزة المصرية، انتقادات الفنانين التشكيليين ومستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي في مصر، بعد تكرار الأمر نفسه عدة مرات في الآونة الأخيرة في كثير من المدن المصرية.
وقال المهندس محمد أبو سعدة، رئيس جهاز التنسيق الحضاري، إنّ «التشوه الذي وقع بتماثيل في أكثر من مكان في مصر، هو من جعل رئيس الوزراء يصدر قراراً بعدم القيام بأي أعمال تجري في الفراغ العام، إلا بعد الرجوع لجهات الاختصاص، وهي وزارة الثقافة». وأضاف في مداخلة تلفزيونية على إحدى القنوات الفضائية المصرية أمس: «إنّ الخامة المصنوع منها تمثال (الفلاحة المصرية) من النوع الحجري، ولا تصلح للدهان على الإطلاق». ولفت إلى أن «هناك لجنة من وزارة الثقافة، ومتخصصين من قطاع الفنون التشكيلية بجهاز التنسيق الحضاري، ستقوم بعمل معاينة للتمثال تمهيدا لإزالة الألوان التي دُهن بها».
بدوره، قال محمد فؤاد، عضو مجلس النواب عن دائرة العمرانية التي يقع بها التمثال: «واقعة تشويه تمثال (الفلاحة المصرية) مؤسفة جدا، وتعبر عن غياب التنسيق الواضح مع وزارة الثقافة التي حذرت من القيام بأي أعمال دهان أو ترميم لأي تمثال في الميادين العامة». وأوضح أنّ «إدارة الإعلانات بحي الهرم هي التي قامت بطلاء التمثال رغم أن هذه الأعمال ليست من تخصصهم على الإطلاق». حسب وصفه في تصريحات صحافية.
من جهته، قال هاني يونس، المستشار الإعلامي لرئيس الوزراء المصري، إنّ «حادث تشويه تمثال (الفلاحة المصرية) سيخضع مرتكبوه للحساب بعد انتهاء التحقيقات». وأضاف، خلال مداخلة هاتفية، على فضائية TEN المصرية، أنّ «وزارة الثقافة أرسلت تأكيداً لكلّ المحافظات لثالث مرة على التوالي بضرورة أن يتم الرجوع للوزارة والحصول منها على الموافقة بأي تطوير أو ترميم لأي تمثال بجميع المحافظات المصرية».
وتعد واقعة تشويه تمثال الفلاحة المصرية، أحدث حلقة في مسلسل تشويه التماثيل في الميادين العامة في مصر، إذ تعرض تمثال الخديوي إسماعيل، في أغسطس (آب) الماضي بشارع الثلاثيني بمحافظة الإسماعيلية للتشويه، بعدما طُلي باللونين الأبيض والأسود. وتعرض كذلك تمثال الموسيقار الكبير محمد عبد الوهاب، الموجود بمنطقة باب الشعرية للتشويه، في عام 2016، من جانب طالبات مدرسة باب الشعرية الثانوية بنات بدافع ترميمه، فتغير لونه بطلاء وجهه واليدين باللون الذهبي، وتم طلاء الجسد باللون البني، ليظهر التمثال بشكل غير لائق، وأثار حالة كبيرة من الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي.
وفي أغسطس 2016، طُلي وجه تمثال أم كلثوم الموجود بمنطقة أبو الفدا بحي الزمالك وسط القاهرة باللون البني، وجسد التمثال بالذهبي، وهو ما اعتبره فنانون تشكيليون تشويها متعمدا وإهانة لرموز الفن».
في السياق نفسه، تعرض تمثال الزعيم المصري أحمد عرابي للتشويه أيضا في قرية هرية رزنة بالزقازيق عام 2016، بعدما شوّهه مسؤولو التجميل بألوان غريبة أفقدته مظهره الجمالي.
بينما تعد واقعة تشويه تمثال نفرتيتي الموجود بمدينة سمالوط في المنيا جنوب القاهرة الأشهر، بعدما خضع لتشويه واضح عقب عملية تطوير كبيرة له في عام 2015.
تشويه التماثيل المصرية... تجاوزات مستمرة ضحيتها الأعمال الفنية
إدانات فنية وثقافية بعد طمس تمثال منحوت بالطلاء
تشويه التماثيل المصرية... تجاوزات مستمرة ضحيتها الأعمال الفنية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة